الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الأكراد و اليزيديين: ضاع الشرف العربي-عليّ السوريّ الجزء الثاني 5-

لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)

2018 / 8 / 1
الادب والفن


حبيبي..
ما أنت إلّا أصابع طفلي الصغير

يلوّن.. يحدّد معالم الإطار..

للوحة اشتريتها لطموحي الكبير
قلتُ: سأجدد المكان..
سأغيّر الحياة بلوحتي الكبيرة...

وضعتها بكلّها في زاوية القلب..
أنهكتْ المكان
رفعتها…

وضعتها مائلةً على شباك الروح..
طيرتها الريح..
رفعتها…

وضعتها ملفوفة في مكتبة العقل..
لفّها الغبار..
و للغبار ذاكرة فوق الذاكرة..
أوجعتني الذاكرة..
فرفعتها…

وضعتها في المطبخ.. في الحمام.. و فوق قهوة الصباح..
تبللت!
ما هكذا تُعَامَلُ اللوحات…

نشرتها على حبل الغسيل.. علها تجف..
تذمر الجيران..
حاكموا سمعتي بتهمة الإغواء!

رفعتها..قصصتها..

قلت لها:
تعالي اقطني في جعبتي..
تمردت..
غادرتني مسرعة..

فتبعثر الزمان
ما عدت أعرف تاريخ البارحة..

وطني.. حبيبي..
أتراني نسيت أن الفراق يمزق المكان..
و يوقف الساعات..
و يسرق اللوحات…


الرسالة الأولى من “ علي” طويلة و هائمة في حب الإنسان.. قرأتها إلى الآن خمسة و خمسين مرة!
كانت صلابة الجلد التي ابتليتُ بها أضعفَ من أن تحرمني من متعة الخيال، فذهبتُ -افتراضيّاً- معه إلى العراق.. ثمّ إلى سوريا، ثم قرأتُ المقطع التالي أكثر من مرة.. نبوءة ما أزهرت في قلبي بكون الحلّ السحريّ للحرب يكمن بين هذي السطور:


-سكنتُ في سوريا في مناطق تابعة للأكراد.. تعرفت على جميل الأخلاق كاسترو.. طبيب يأخذ رغيفَ خبز تنوّر في مقابل المعاينة.. و إن كان المريض جائعاً، فإنه يعطيه رغيفَ مَنْ قَبْله..
كاسترو هذا علّمني أن أحب الأرض و أهلها فأكتسب حبّ السماء.. لهذا كان كاسترو يحلم بوطن للأكراد.. و أخبرني أن القوميّة العربية ما اعترفت يوماً بكردها، فلا هي قبلتهم سواسية لغيرهم.. و لا هي احترمت قبولهم بكونهم ينتمون أولاً لكردستان…

ماذا أخبركِ أيضاً.. عن كاسترو؟

له حبيبة يزيدية اسمها “ نينوى” .. سيتزوجها قريباً..
كانت سبيّة عند الهمج .. نعم دولة الخلافة .. داعش.. و من لف لفها.. حكتْ لنا بصوت يخنقه البكاء عمّا حدث في سنجار و عن يوم المجزرة الكبير.. قالت لنا:

-“هجموا كغيلان البريّة الجائعة.. يكفي أن يراهم أو يسمع بهم أي إنسان لينفر من الإسلام ردةً لا صلاة بعدها..
قتلوا المئات.. و أخذوا النساء و الأطفال كغنائم حرب.. أنا كنت من ملكات الأيمان…
ديانتي كانت يزيدية.. و لتبسيطها أقول لكم : نحن نجمع الحَسَنَ من كل الديانات، ديانتنا عبارة عن توّحد ل: الزرادشتية والإسلام والمسيحية واليهودية…
قالوا لي يجب أن تصبحي مسلمة.. و الإسلام في نظرهم: نقاب و قول للشهادتين.. ماذا أقول لكم أيضاً؟
كيف تحملت ما تحمّلت؟
روح السيدة زينب تركت مزارها و رافقتني.. حتى دخلت سوريا.. هذا ما أقنعت به نفسي:
تزامنت غزوة الهمج للايزيدين مع تفجيرهم لمزار السيدة زينب في سنجار و قتلهم لمن كان يحرسه..
بعدها رأيت زهور الزينب البيضاء في منامي.. و استيقظت مع إحساس بهالة تسكن جبهتي.. هالة تشبه روحها.. حمتني و لمّت ما بقي من روحي…
زينب .. بنت فاطمة الزهراء و الإمام علي.. و حفيدة الرسول محمد.. زينب التي ساقوها يوماً سبيةً مثلي.. فما هُزِمَت و لا سمحت للفجّار بالانتصار… لهذا أنا هنا.. و سأتزوج من كاسترو.. الرجل الذي يستحق شبيهات زينب.. و يصون عرض الأديان كلها…”..

نينوى و كاسترو مثلٌ لبيت آمن و مستقبل أبيض…

ماذا أحكي لكِ أيضاً يا عليا العُليا..

الأكراد و اليزيدين لا يشبهون العرب.. يشبهون الشهماء من العرب.. و متأكد أنك ستسألين لماذا وضعتهما معاً.. و كثيرين يقولون اليزيدية دين و الأكراد قوميّة.. لأنه ببساطة بين المجموعتين: ضاع الشرف العربي…
ما حدث للأكراد و للايزيدين في ظل الحكم العربي من تهميش ومحاولة دمغ كان مثل ما حدث لليهود في ظل العرب في الماضي.. لهذا تعاطفت مع تلك الجماعات.. و انتميت ضمنيّاً لهم…

أما عن سوريا يا السوريّة:
يا عليا الناس هنا غير ناسٍ.. لا يوجد بيت إلا و فيه كأس أو اثنين للموت.. لا يوجد حائط في قلب لم يُعَلّق صورةً بشريط أسود...
القهر.. الفقر.. في عيون الناس و في نبرات صوتهم الحزينة و الغاضبة.. و لا أرى استقراراً قريباً و لا نصراً بعيداً…
****************


في ليل بغداد الجميل، تمتلئ السماء بالأولياء.. يجلس كلّ منهم على نجمة و يتقبلون الأدعية…
كان عمّار يدعو الله في أن يحصل على قلب هبة.. فهو يعرف أن عقلها ملكيّة جدّ خاصة.. قال لصديقه:
-لست أدري كيف أصف لك مشاعري تجاهها.. “أربعون ألف سنة من لغة اﻹنسان ولا يمكنك أن تجد كلمة واحدة تصف تماماً الشعور الذي بداخلك.” كما يقول “إميل_سيوران”.

-هبة أشهر من قارب بين الفتيات..تقرب بينهنّ بالغيرة منها.. هذا يعني أن تصبح الفتيات صديقات بسبب غيرتهن المشتركة من هبة.. الغيرة شعور طفيلي يحتاج لأحياء حتى يسترزق!

في مقالها الأخير، تكلمت هبة عن مستحضرات التجميل وعن قدرة بعض النساء على الظهور كشخص آخر.. قالت أن: تحويل النساء إلى لوحات فنية يشبه تغطيتهن بالنقاب..
و قالت أيضاً: أن زمن الجنس حلّ بجدارة مكان زمن الحب.. و أصبحت المرأة عبارة عن فرج و شفتين.. تتفنن في إظهارهم من أجل الذكر أو يتفنن الذكر في تغطيتهم من أجل القضيب…
إن المطالبة بإيقاف تغطية النساء لهو حق مشروع في زمن جهاد النكاح.. و هو أو ل طريق من طرق الخلاص من داعش و من التحرش في بلاد العرب المهزومة!

لكن في هذي المرة لم يمر مقالها على خير…
يتبع…








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة


.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي




.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة


.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با




.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية