الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحركة الوطنية الكردية السورية أمام تحديات مصيرية

صلاح بدرالدين

2018 / 8 / 3
القضية الكردية


مثل ما حجب كسوف القمر نور الشمس حجب بيان ( مجلس سوريا الديموقراطية ) الحقيقة عن الشعب مرة أخرى في بيانه الصادر اليوم المتسم بالغموض والارتياب فادعاء الدعوة الى الاجتماع بين وفد المجلس والحكومة السورية جاءت من الأخيرة يحتاج الى توضيح : هل الدعوة جاءت من رئيس الحكومة أم أحد وزرائها ومن هو ؟ اذا كانت ( الرئيسة ونائبها ) مثلا المجلس فمن مثل ( الحكومة ) ؟ ثم من خول – المجلس – للحوار مع ( الحكومة ) " لحل الأزمة السورية " كما ورد بالبيان ؟ ثم هل ماتم هو لقاء أم حوار أم تفاوض حيث العبارات الثلاثة تضمنها البيان وبين من ومن ؟ الأمر الواضح الوحيد في البيان هو الاتفاق على ( اللامركزية ) على أنقاض ارادة الكرد في تقرير مصيرهم ضمن سوريا الواحدة من خلال الحكم الذاتي أو الفدرالية واللامركزية من شعارات البعث منذ انقلابه عام 1962 ومثبتة في دساتيره المتوالية بقي أن نقول صحيح علينا عدم الوقوف كثيرا على نصوص لاقيمة لها أمام مناورات واستدارات واشكاليات وممارسات جماعات – ب ك ك – السورية على أرض الواقع خلال سبعة أعوام عجاف
فكل مايتم الآن باسم – قسد – أو – مسد – ماهو الا من اخراج واشراف مركز قنديل ل – ب ك ك – أدواته – ب ي د – والقوات العسكرية التي تأتمر بأوامر المركز وبدراسة وتخطيط بما يخدم أجندة نظامي طهران ودمشق وعلى حساب القضية الكردية السورية وكل مايصدر من بيانات تضليلية وبرغم كل المحاولات فان الجمهور الوطني الكردي السوري على بينة من مراميها وأهدافها الخبيثة .
بات واضحا للجميع أنه يتنازع الآن في ساحتنا الكردية السورية مشروعان الأول والأوضح هو المشروع القومي الوطني الكردي للسلام والحل والمصالحة ويترجمه عمليا وبرنامجيا وفكريا وسياسيا– بزاف – ويعبر عن ارادة الغالبية الساحقة من الجمهور الواسع ويلتقي مع مجموعات أخرى وأفراد من حيث التوجه العام خصوصا بشأن المؤتمر الكردي الجامع والثاني حزبوي من ( المجلسين ) يسعى للابقاء على الوضع القائم وسقفه الأعلى اتفاقيات – اربيل ودهوك – التي طويت صفحتها وأكل الدهر عليها وشرب ولاشك أن هناك في كل طرف وجهة وحزب تيارات وأفراد يمكن انحيازهم الى المشروع القومي ومهمة الجميع الرئيسية المستعجلة هي ابطال ونسف بنود اتفاقية ( آصف شوكت – مراد قرايلان ) التي ابرمت قبل سبعة أعوام بالسليمانية وتطبق بنودها الآن بين ( ب ي د وعلي المملوك ) باشراف كل من مركز – قنديل – وفيلق القدس - وهي الأخطر قوميا من اتفاقية ( الجزائر 1975 ) التي أنهت ثورة أيلول بكردستان العراق .
بما يتعلق الأمر بمأساة عفرين بجبل الكرد في أقصى الشمال ومعاناة السويداء بجبل العرب بأقصى الجنوب والكوارث المحتملة القادمة شرقا وغربا فان الفاعل واحد ( نظام الاستبداد ) والمحتلون وأماالوسائل والأدوات الارهابية المنفذة فهي متعددة الأوجه والتسميات الميليشياوية والألوان القومية والمذهبية , في عشرينات القرن الماضي لم يمنع كل امكانيات وسطوة – الانتداب – الاستعماري الذي فكك سوريا الى دويلات طائفية ( سنية وعلوية ودرزية ) من تنادي الوطنيين الى الاجتماع والاجماع على ( الاتحاد السوري ) بل شكل ذلك حافزا للتحالف الوطني الكفاحي بين ابراهيم هنانو الكردي السني وصالح العلي العربي العلوي وسلطان باشا الأطرش العربي الدرزي والذي توسع في طول البلاد وعرضها ليضم ممثلي المكون المسيحي مجسدا بقامات مثل فارس الخوري وأعيان العائلات التركمانية والآن وأمام هول الهزيمة وكارثة انتكاسة الثورة والأخطار المحدقة بجميع السوريين ( ثوارا وناشطين ومحايدين عربا وكردا مسلمين ومسيحيين ) ليس لنا سوى خيار " المؤتمر الوطني الجامع " لنجدد نضالنا ونستعيد أنفاسنا ونعيد ( الاتحاد السوري ) على قاعدة الشراكة والتوافقية والعيش المشترك وما أطرحه ليس خيالا – فلست بشاعر - ولن يكون بعيد المنال ان توحدت الارادات .
مشروع – بزاف – وبحسب واضعيه ومناصريه وهم من مختلف الأجيال والطبقات والتيارات الفكرية لهم ماض نضالي وحضور ونشاط وعطاء ثقافي ماهو الا استكمال لمراحل سابقة من نضال الحركة الكردية السورية بكل تجلياتها وتراكماتها السياسية الحزبية والثقافية والاجتماعية منذ – خويبون – وحتى الآن ورغم الملاحظات والمآخذ الجوهرية على أداءات قيادات الأحزاب الراهنة في المجلسين وخارجهما الى حدود الاخفاق فانه لايدعو الى ازاحة أي حزب قائم أو تنظيم أو فرد بل يسعى من أجل مشاركة الجميع ( ان أرادوا وقبلوا السقف المرسوم وأكدوا التزامهم باالقرارات ) في المؤتمر الوطني السوري المنشود كل حسب حجمه ودوره – بزاف – يحمل برنامجه بشقيه القومي والوطني وتصوره للمستقبل وطرحه منذ أعوام على أطراف كردستانية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ونال ثقة الآلاف من بنات وأبناء شعبنا وشركائنا السوريين وكل من لديه برنامج أو مشروع أكثر تقدما وواقعية وقابلة للتحقيق سنكون الى جانبه دون تردد .
هناك بعض الأصدقاء يعتبرون تحقيق " المؤتمر الوطني الكردي السوري " بصيغته المطروحة 2 + 1 ( ثلثان من المستقلين وثلث من الأحزاب ) ضربا من الخيال و ( قصيدة شعرية ) وانني شخصيا أفهمهم وأتفهمهم لأنهم يعتبرون أن المشروع لن يتحقق بدون أحزاب ( المجلسين ) الرافضة والساكتة وماغاب عن هؤلاء الأصدقاء أن تحقيق الأهداف الكبرى مثل اعادة بناء حركتنا صعبة ولكن غير مستحيلة وتحتاج الى توفير شروطها الذاتية والموضوعية صحيح أنها عملية آنية ولكنها بعيدة المدى تؤسس لحاضر ومستقبل ومصير شعبنا ضمن شروط وطنية سورية لم تكتمل بعد وقد تطول لعقود وكمثال قريب لم تستجب العوامل الذاتية والموضوعية لارادة شعب كردستان العراق في الاستقلال في لحظتها الراهنة ولكن الريفراندوم لم يكن ( قصيدة شعرية ) ومشروع مؤتمرنا المنشود وفعله وبرنامجه ليس على عجلة من أمره من أجل أن يتفاعل مع خطط النظام ويستجيب لدعوات ( مندوباته ومندوبيه ) كماغاب عنهم أن بداية فكرنا القومي الأصيل ظهرت في قصائد ( أحمدي خاني وجكرخوين ) وتحولت الى وعي ومعرفة وممارسة بقي أن أقول : صحيح أن قيادات الأحزاب ترفض ولكن أنصارها مع المشروع ولن تقف عجلة تاريخنا ان عقد المؤتمر من دون قيادات الأحزاب .
ان حركتنا الكردية السورية وخصوصا أحزابها مشتتة منقسمة مأزومة ومن العبث اهدار الوقت باالاستماتة في محاولة الحفاظ على حدود ونتوءات واسماء القبائل الحزبوية التي تجاوزت ( الخمسين ) بدلا من ذلك على الجميع البحث في الخلاص من هذه الحالة المقلقة واطلاق العنان للمبادرات الوحدوية وافساح المجال للرأي الآخر وعدم كم الأفواه بالتهديد بقطع ( الأعناق والأرزاق ) فنجاح مساعي اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية من خلال مشروع المؤتمر الجامع المنشود يتطلب تعميق النقاش بروح نقدية بناءة والخروج من الاطار الحزبوي الضيق وتجاوزه الى فضاء ( الكردايتي ) الأوسع حتى لو تطلب ذلك هدم القديم البالي الفاشل لمصلحة الجديد الواعد واخضاع العصبية الحزبية والآيديولوجية بقوقعتها الضيقة لارادة الغالبية الوطنية بآفاقها الواسعة ولاسبيل لنا غير ذلك لنيل الاستحقاقات ومواجهة التحديات الراهنة والقادمة فاجتمعوا وتوافقوا على اللجنة التحضيرية لعقد المؤتمر بالوطن قبل فوات الأوان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. States must intensify their efforts to combat climate change


.. شبكات | اعتقال وفصل موظفين من غوغل احتجوا على مشروع نيمبوس م




.. لحظة اعتقال شيف سوري في تركيا


.. محمود عباس يرفض طلبا أميركيا بالتراجع عن تصويت عضوية فلسطين




.. ممثل الصين بمجلس الأمن يدعو للتصويت لصالح عضوية فلسطين الكام