الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تموز

محمد علي زيني

2018 / 8 / 2
سيرة ذاتية


ينفحنا، كما هي العادة منذ زمن، الكاتب والصديق محمد عارف بأسبوعياته الرائعة، وكل لها طعمها ولونها ورائحتها الخاصة، وكان آخر ما وصلني منه: "تموز" حياة وممات العراقيين.
ومما أثار شجني شخصياً وأبكى كاتبنا محمد عارف "خيال بضع عشرات من عراقيين مغتربين يُشَيعون «الرفيقة» و«الحبيبة» و«الأم» «نضال وصفي طاهر» إلى مثواها المكلل بالزهور في مقبرة «إنجريد» في مدينة «يوتوبوري» بالسويد أقصى شمال الكرة الأرضية. غادَرَتْ «نضال» الحياة فجأة منتصف «تموز»، الشهر الذي ولد فيه عام 1918 أبوها العقيد وصفي طاهر، أحد أبرز قادة ثورة «14 تموز» عام 1958".

إلى هنا فقط. ثم أريد أن أنحو بهذا المقال منحىَ آخر لا علاقة له بمسيرة سيدتنا المرحومة نضال، ولا بكون العراق "الأول بكل شيئ" كما يؤكد كاتبنا محمد عارف، مستشهداً بما قاله أحد أبرز علماء الآثار في القرن الماضي «صاموئيل نوح كريمر» في كتابه «التاريخ يبدأ في سومر» حيث ولدت أولى الحضارات في التاريخ، وأقيمت أول المدن، وأول المدارس، وأول مجلسين تشريعيين، وأول شريعة قانونية، وأول أدوية صيدلانية، وأول تقويم زراعي.

نعم، أريد الرجوع لنحو نصف قرن من الزمان الى الوراء، لفترة الأربع سنوات (1958– 1962) قضيتها بجامعة برمنكهام (بريطانيا) لنيل شهادة بكالوريوس في الهندسة الكهربائية بوصفي طالب بعثة وزارة النفط. وهنا أنتقل متعمداً الى جو من الفكاهة تعكس ما كنا نفكر به نحن الطلبة القادمون من بيئة العراق المحافظة إلى بيئة المدن البريطانية المنفتحة، وجامعاتها حيث الإختلاط بين الذكور والأناث يحدث دون قيود تحتمها الأعراف الموروثة بالعراق.

قضينا، نحن طلاب البعثة الذين تم انتقاؤنا على أساس المعدّل الدراسي فقط، 75% فما فوق، بدون واسطات ولا "بطيخ"، سنتنا الأولى ببغداد، نسكن قسماً داخلياً معتنى به. وكان يتم تدريسنا في "الكلية التحضيرية لطلاب البعثات" قرب بناية الديوان الملكي في الوزيرية، من قبل مدرسين أجانب، باللغة الإنجليزية، لاجتياز مرحلة ال GCE Ordinary Level، أي المستوى العادي، وتلك هي مرحلة دراسية كانت تعادل السنة الأولى في الجامعة البريطانية.

لقد كنا مدللين من كافة الوجوه. وعندما اكتشف رئيس الكلية (وكان من أستراليا) بكوننا لا نعرف من تأريخ ميلادنا سوى السنة فقط (داعيكم ولد بسنة 1939 والله أعلم) ولكن غالبيتنا العظمى (ربما 98%) لم يعرف الواحد منا بأي يوم من السنة ولد، طلب ذلك المدير من كل فرد منا أن يختار تأريخ الميلاد المناسب له. وفي حالتي أنا، قررت اختيار 2 تموز (عيييييييد ميلادي). وسبب ذلك، وحسب "تكتيكاتي" آنذاك هو أنني كلما ابتعدت عن حزيران، وهو موعد الإمتحانات التقليدي، كلما تيقنت بأن الفرصة ستكون أسنح لي لدعوة المراهقات من الشابات لحظور مناسبات أعياد ميلاد مراهقين عراقيين، وكنت واحداً منهم.

الآن، وقد أشرفت على الثمانين، أشعر وكأن عراقنا الحبيب بشعبه المظلوم ما زال يسيطر على مقدراته سياسيوا الصدفة ومراهقوا السياسة.
إذن علينا العمل فيما تبقى لنا من أيام!

ولا بد للظلام أن ينجلي
ولا بد أن يسطع نور الشعب العراقي العظيم
ولابد أن ينهض العراق من جديد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا