الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب الزمن 4 سوريا 2020 _ رواية مضادة

حسين عجيب

2018 / 8 / 3
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


كتاب الزمن 4 ...استعارة الأسطوانة والعلاقة : فرد _ إنسان ؟!

مقدمة مشتركة..
هل يمكن تحويل العمل أو المهنة والوظيفة إلى لعب وهواية ولهو ، والعكس أيضا ....!؟
نفسه سؤال الثنائيات العديدة ( إثارة _ أمان ) ....عشق _ زواج ، مغامرة _ تكرار ...
السؤال الجوهري أو القضية الجدلية المتوارثة بيننا ، بلا استثناء ، ...
هل يوجد جواب صحيح وواقعي يمكن تحقيقه بالفعل ؟
_ جواب الشعر والأدب والفنون وخصوصا الموسيقا والتنوير الروحي ، نعم .
لكن يتخلله الغموض والوعظ أو ألعاب الخفة ، والحل الشعوري والتخديري عموما .
_ جواب الفلسفة ، جدل مستمر إلى اليوم ... وربما يستمر ، ألف سنة القادمة !؟
مع أن الإضافة الفلسفية _ شرط عدم التناقض الذاتي _ قيمة عليا ومشتركة بيننا .
_ جواب العلم ، متمثلا بعلم النفس الحديث _ الاجتماعي خصوصا ...مزدوج ، وربما يمكن القول أنه تهربي وتجنبي ، وهو ما يبرر كتابتي الفكرية بمجملها ، ويشكل هاجسها المستمر .
...
تحقيق التوازن بين توفير الوقت والجهد ( أو النقيض صرفهما وتبديدهما وتضييعهما...) ، مع المطابقة الدورية والمستمرة بينهما ، " هي قضية الفرد " المركزية في العصور الحديثة .
الأهم _ هاجس هايدغر المزمن _ الذي لا يتقادم مع الزمن ولا تتغير أهميته وأولويته الثابتة ، في حياة الانسان _ الفرد بالتحديد ، هي عملية تحقيق المطابقة والتزامن المستمر بين الوقت والجهد ، بشكل دوري وثابت .
العبارة مركبة وتحتاج إلى تفكيك وأمثلة توضيحية كما أعتقد ...
الوقت الشخصي والجهد الشخصي ( النشاط خلال العمل والوظيفة أو نقيضه اللهو واللعب ) لهما أصل واحد .
بعبارة ثانية وابعد قليلا ، التعب يلازم الجهد ومنح الوقت ، على النقيض من الضجر الذي يتلازم مع اتجاه توفير الوقت والجهد ( التجنب المزدوج ) .
يتجنب الفرد ( امرأة أو رجل ) التعب والموضوعات المتعبة والشاقة _ بالتزامن _ يتجنب الضجر والموضوعات التي تستهلك الطاقة الشعورية خصوصا .
وبعبارة أوضح ، يرغب الفرد ويتوقع بشكل لاشعوري ، الحصول على الأمان بدون ضجر والاثارة بدون تعب أو مخاطرة ، وهذا مستحيل ووهم طفولي بطبيعته أو حاجة لاعقلانية .
هذا الموقف العصابي _ المشترك _ صفة الانسان المعاصر المحورية والأولى ، ويكاد يشكل هوية الفرد الشخصية والثابتة ... التجنب المزدوج .
صفة العصابية تستخدم عادة للإشارة إلى سلوك محدد ، شخصي أو اجتماعي ، أو عادة منفصلة ، وأستخدمها هنا كصفة إنسانية مشتركة ؟ هذا صحيح ومربك ، تفسيره ( الموقف العصابي ) ، له جانبين الأول أنه لاشعوري وغير واعي ولا إرادي معا ، أيضا هو سلوك قهري يتعذر استبداله أو الاستغناء عنه في حياة الانسان المعاصر _ وهما عرضا العصاب الرئيسيان .
أمثلة على ذلك ....
1 _ الأسرة التي تستخدم لغتين مختلفتين ، لغة الأم والأب الأصلية اثنتان وليست واحدة ، أو لهجتين وهي الحالة الأكثر انتشارا .
هذا المثال موجود في مختلف البيئات والجماعات الصغيرة في العالم _ لحسن الحظ _ بعدما انتصر الموقف الإنساني على النزعات الوطنية والقومية والعرقية فكريا بالحد الأدنى .
في سوريا مثلا ، تكاد لا تخلو عائلة تقريبا من ازدواجية اللهجة ، وحتى في الأسر الصغيرة توجد نسبة كبيرة تزدوج فيها اللهجة بين الأب والأم .... ما هو الحل الصحيح ؟
_ الحل الظاهري ، تنتصر إحدى اللهجتين أو اللغتين ، ويبقى السؤال عن اللهجة المتنحية ( أو الاحتياط والسيناريو ب ) بعد جيل واكثر ؟ هل تنقرض بالفعل !
_ الحل العملي ، يشبه حل العشيق _ة ، مع وجود الزوج _ة ، في المجتمعات المتخلفة .
لا بد من إيجاد حل ، على المستوى الفردي ، كما نعرف جميعا ( الفرد بيت الأسرار المخجلة عادة أو المقموعة والمكبوتة ) ، ويتم التعايش والتواطؤ مع حالة من الفصام الصريح ...كما لا يخفى على أحد _ في حياتنا المشتركة .... بلاد العرب والمسلمين خصوصا .
عودة إلى الفكرة الأولى ، الوقت والجهد وجهان لعملة واحدة ، وأعتقد أنهما وحدة ومزيج أو متلازمة بالحد الأدنى .
والخطأ يحدث بشكل مؤكد ، بعد أي حالة خلل في التوازن بينهما ، أو انفصالهما ( الفصام ) .
هذه الفكرة ، لأهميتها الجوهرية ، سأعود إليها في نصوص لاحقة .
2 _ السلوك والإرادة الحرة ؟
باستثناء الفرد المدمن ( تدخين أو غيظ أو شره وغيره ) ، يعرف الجميع أنها عادة قهرية ، وهي تحدد مستقبل الشخصية ، وسلوكها المباشر والقريب بدقة تقارب اليقين ، والسلوك الشخصي للفرد المدمن ، بمجمله يتمحور حول العادة الادمانية في حركة تكرارية يسهل معرفة إيقاعها بسهولة ودقة .
ولاستعادة الارادة الحرة ، يوجد طريق واحد هو التحرر من الإدمان .
استبدال العادة القهرية أو تحويلها إلى فعل مسؤول وإرادي بعبارة ثانية ، عتبة الإرادة الحرة .
هذا الموضوع عرضته بشكل برنامج لتحويل عادة التدخين إلى هواية ، وعادة إيجابية ...
خلال 3 مراحل أو أشهر ، يمكن تغيير العادة القهرية إلى اختيار حر ، وعي وشعور وإرادة ؟
1 _ الشهر الأول ، تحويل العادة من عادة لاواعية إلى عادة واعية ...
فقط الانتباه إلى كل سيجارة تدخنها _ي ، وفي حال نسيت أطفئ _ي السيجارة بلا تردد . حتى ولو أشعلت الثانية مباشرة . المهم هو تحويل العادة إلى الوعي بالفعل .
2 _ الشهر الثاني ، تحويل العادة ( صارت واعية ) ونقلها إلى عادة شعورية ، عبر إدخال الاختيار . تدخن سيجارة ، السيجارة الثانية ترميها بدون تدخين .
تعلم العادة الجديدة ، تدخين سيجارة ورمي الثانية ، طوال الشهر . نفس الأمر في حال النسيان ، لأن المهم تحويل العادة ( الجديدة ) إلى فعل شعوري واختيار .
3 _ الشهر الثالث ، تحويل العادة ( الجديدة نفسها ) إلى فعل إرادي ، عبر أدخال المسؤولية والالتزام ، من خلال الامتناع عن التدخين عند وجود مشكلة . بعدما تحل المشكلة تدخن _ي .
العادة الجديدة 2 ، تلزم التدخين ، تربطه وتدمجه لاحقا ، بالنشاط الواعي والمسؤولية .
بعارة ثانية ، أفعال الفرد اليومية ، هي نوعين فقط : أفعال إرادية ( إيجابية بطبيعتها ) وتحقق معادلة الصحة النفسية المتكاملة : اليوم افضل من الأمس ، وغدا أجمل .
أو العكس أفعال لا إرادية ( وهي سلبية وقهرية ، بطبيعتها لاشعورية وغير واعية أيضا ) وتحقق معادلة المرض العقلي الصريح : الأمس أفضل من اليوم ، وغدا كارثة ...
....
فكرة وخبرة أخيرة تتصل بالمقدمة المشتركة : فن العطاء .
فن العطاء مهارة نوعية ، وبنفس الوقت ، هي قيمة أخلاقية عليا ومشتركة في الجماعات والثقافات المختلفة بلا استثناء .
_ لها مصدر طبيعي ، بيولوجي وغريزي في عاطفة الأمومة المشتركة بين الأحياء العليا .
_ تتناقض مع الاتجاه النرجسي المشترك أيضا ، وخصوصا بين البشر .
في المستوى الثقافي ، يبرز التناقض الصريح بين مصالح الفرد ومصلحة المجتمع ، وانقلابه عند الحيوانات العليا _ والبشر أيضا _ بشكل كامل ونهائي ...علاقة فريسة _ مفترس .
أحد المعضلات الإنسانية المحورية ، التناقض الثابت بين الأخلاق وبين القيم الفردية خصوصا ، والإنسانية على وجه العموم .
بالنسبة للقيم ، التناقض غير جذري مع الفردية ، حيث الأخلاق اجتماعية ودغمائية بطبيعتها ، بينما القيم إنسانية وتتجاوز الدغمائية بالفعل ( وهذ موضوع بحثته بشكل تفصيلي ومنشور على الحوار ) ، العلاقة بين القيم والأخلاق توضحها استعارة الأسطوانة ....
فن العطاء يتضمن المقدرة على منح عنصرين أو حركتين ، الوقت والجهد ، بدون مقابل !؟
استعارة الأسطوانة تشرح هذه الأفكار والمصطلحات معا ، وتوضحها بسهولة :
قاعدة الأسطوانة تمثل الجهد الأدنى بالتزامن مع الوقت الكلي ( الزمن ) .
سطح الأسطوانة يمثل النقيض ، الجهد الأعلى مع الوقت الأدنى ( اللحظة ) .
ويمكن التعبير عن الفكرة ، بأن السطح يمثل وضع التركيز والقاعدة وضع التأمل .
أيضا هذه الفكرة هي خلاصة بحث طويل سابق .
...
الفرد ( امرأة أو رجل ) مصلح علمي ، محدد بشكل دقيق ، عبر اسم وعمر ومهنة ...وبقية عناصر الهوية الشخصية ومكوناتها المتعددة .
الانسان مفهوم فلسفي _ تاريخي ، يشمل الفرد والمجتمع بالإضافة إلى مختلف تعبيرات البشر وآثارهم ( بصرف النظر عن الفروقات ) إلى اليوم واللحظة في الآن _ هنا .
علاقة الانسان مع الانسان ، المحورية والثابتة ، التشابه . كل إنسان يشبه الانسان الآخر .
علاقة الفرد مع الفرد ، المحورية والثابتة ، الاختلاف . كل فرد يختلف عن الآخر .
وهذه العلاقة المركبة بين الفرد والانسان تفسر ، ولا تبرر بالطبع ، الأيديولوجيات التي كانت سائدة خلال القرنين الماضيين ... التشابه أيديولوجيا الاستعمار ، والاختلاف أيديولوجيا الفصل العنصري ومعه بقية أشكال التسلط أو التمييز العنصري .
وكما أوضحت سابقا ، استعارة الأسطوانة تمثل الفكر العلمي _ الجديد بطبيعته .
وهي تتضمن بقية الاستعارات التي سبقتها وتتجاوزها أو تتقدمها بمرحلة جديدة ( أو خطوة على الأقل ) ، كما يتضمن التفكير العلمي بقية اشكال التفكير التي سبقته _ وخصوصا التفكير السحري أو الرغبوي والتفكير الفلسفي والمنطقي أكثر الذي يتوسطهما .
....
استعارة الأسطوانة توضح بشكل خاص العلاقة مع الزمن ، والعلاقة بين القيم والأخلاق ....
قاعدة الأسطوانة تمثل الماضي الشخصي والمشترك معا ، كما انها تمثل المستوى الشعوري والعاطفي للفرد .
أيضا تمثل قاعدة الأسطوانة المنظومة الأخلاقية للمجتمع أو الدولة ، وللفرد ضمنا .
سطح الأسطوانة يمثل المستقبل الشخصي والمشترك معا ، كما انه يمثل المستوى الفكري والواعي للفرد .
بنفس الطريقة يمثل سطح الأسطوانة القيم المشتركة ، ودرجة تحققها على المستويين الفردي أو المشترك _ الاجتماعي والثقافي وغيرها .
استعارة الأسطوانة ، تتمة طبيعية ومنطقية للاستعارات التي سبقتها ، وهي تضيف إلى جانب الدقة والوضوح الجانب المعياري في عملية التشبيه والمقارنة .
استخدام المعيار الخارجي ( المنفصل عن الرغبة والتحيزات الإنسانية المختلفة ) ، للحكم والقياس في الموضوعات المشتركة ، سواء المتفق عليها أو المختلف حولها ، يمثل النقلة الأهم في تاريخ الانسان المعرفي _ الأخلاقي المشترك .
حديثا دخل البعد الزمني في المعيار والمقاييس المستحدثة ، ما ضاعف درجات المصداقية والوضوح ، وهو رافعة التقدم الأخلاقي والقيمي الأكثر أهمية من الوعظ وغيره .
وبعد فهم حركة الزمن واتجاهه الثابت ...غد ، يوم ، أمس ، أمس الأول ...
تحدث نقلة نوعية في المصداقية والدقة ، مع المعايير الزمنية التي توضح بشكل دقيق الاتجاهات ، وتفصل بين الصواب والخطأ بشكل بسيط وسهل ومباشر أيضا .
....
المعيار الموضوعي زمني بالضرورة ، ويمكن تمثيل ذلك على مقياس لدرجة القلق مثلا عند فرد ( امرأة او رجل ) يعيش بيننا الآن _ هنا ...
من خلال تعامله ، ورد فعله _ الاعتيادي _ على تغيرات درجة الحرارة مثلا ..
المعيار ، بين الدرجات 15 ... 30 تعتبر طبيعية ، وتشير إلى حساسية زائدة لدى الشخص الذي يظهر علامات التوتر بينها .
الشخص الذي يظهر التوتر بين 20 ...25 هو مريض بالقلق .
الشخص ذو درجة التكيف المرتفعة ، يتقبل بسلاسة تغيرات الحرارة على تدرج 15 علامة .
البعد الزمني في المقاييس الحديثة يضاعف الدقة والوضوح والسهولة ، عبر ادخال الوقت الذي يستغرقه رد الفعل السلبي . كما يشير من جانب مقابل إلى درجة التحمل ، بالإضافة إلى درجة الكيف والمرونة أحد أهم محاور الذكاء العاطفي ، والذكاء العام والتكاملي معا .
....
هامش أخير ...
الحب بعد موضوعي في الوجود بالتزامن مع الحياة والزمن والمادة .
توجد معا أو تنعدم معا .
....
" فن الحب "
الحب بمختلف أشكاله ومستوياته ....ثقة واحترام وجاذبية
_ الثقة نصف العلاقة
_ الاحترام ثلث العلاقة
_ الجاذبية سدسها في الحد الأعلى
أتمنى لك الحب ...
....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هجوم إسرائيل -المحدود- داخل إيران.. هل يأتي مقابل سماح واشنط


.. الرد والرد المضاد.. كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟ و




.. روايات متضاربة حول مصدر الضربة الإسرائيلية لإيران تتحول لماد


.. بودكاست تك كاست | تسريبات وشائعات المنتجات.. الشركات تجس الن




.. إسرائيل تستهدف إيران…فماذا يوجد في اصفهان؟ | #التاسعة