الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نبل .. وحكاية أصولي؛ حكاية من حكايات أخوكم (الحكواتي)!

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2018 / 8 / 3
القضية الكردية


بير رستم (أحمد مصطفى)
إنني وخلال مسيرة حياتي السياسية والثقافية تعرضت للكثير من حملات النقد والتشويه ولكن مع هجوم القوات التركية والميليشيات الإخوانية فقد ازدادت وتيرة الحملة متناسبة طرداً مع حجم وسقف كتاباتي وهذه تعتبر جزء من عمل الدوائر الاستخباراتية للدول الغاصبة، طبعاً لن أعطي لنفسي حجماً أكبر مما أستحق وأقول؛ بأن لا عمل لتلك الدوائر إلا ملاحقتي، لكن وبكل تأكيد ومن خلال تجربتي الحياتية مع تلك الدوائر وذلك من خلال الاعتقال والتحقيق في دوائرها، أدرك جيداً؛ بأن لكل ناشط سياسي أو مدني وكاتب وحتى تاجر ورجل دين ملف، بل ربما لا نبالغ عندما نقول: بأن لكل مواطن ملفه الخاص في تلك الدوائر الأمنية وبالأخص في النظم البوليسية التوتاليتارية كالتي ابتليت بها شعوبنا في منطقتي الشرق الأوسط والأدنى والعالم عموماً وطبعاً يختلف الملف وحجمه والاهتمام به وبصاحبه من دائرة أمنية لأخرى حيث وخلال تجربتي المتواضعة فقد رأيت ملفي من الضخامة لدى فرع المخابرات الجوية بفرع فلسطين بدمشق ما أخافني شخصياً وبعد التحقيق والمراجعة فقد اكتشفت بأن ذاك الفرع يتابع كتاباتي ونشاطي ربما أكثر من رفاقي بالحزب؛ الحزب الديمقراطي الكردي _الكردستاني فيما بعد_ حيث تأكدت ومن خلال التحقيق؛ بأنهم لم يتركوا مقالة لي دون تصويرها وقراءتها وذلك من قبل مكتب خاص ومن ثم عرضه على رئيس المكتب الضابط المكلف ليسجل هو الآخر ملاحظاته على الموضوع أو على تقرير المكتب الخاص والمرفق بالمقالة التي تم دراستها.

وبالتأكيد لست الوحيد المعني بهذه الرعاية والمتابعة الأمنية (الكريمة)، بل وكما نوهت في المقدمة فهي جزء من سياسة الأنظمة الشمولية البوليسية القمعية وإن النظام السوري وأدواته الأمنية تعتبر ربيبة الأنظمة الاشتراكية الشيوعية بدءً من المخابرات السوفيتية (ك ج ب) وصولاً للمخابرات الألمانية الشرقية فهي دقيقة بأعمالها القذرة وتعرف كيف ومتى تضرب ومتى تكون متابعة لكل الصغائر والكبائر في مجتمعاتها، مما خلقت أجواء حقيقية من الرعب في الدولة البوليسية.. وهكذا فهي تحاول _أي الأجهزة الأمنية لتلك الدول_ أن تتابع كل مواطنيها وخاصة فئة النشطاء، طبعاً هي لا تنتجح دائماً ولأسباب تتعلق منها بجهاز الدولة نفسها حيث الفساد المالي والرشوة وكذلك لقدرة الجماعات السياسية والنشطاء من اكتساب الخبرة في تضليلهم، لكن بالمحصلة ونتيجة الخبرة وفارق الإمكانيات حيث تكون كل إمكانيات الدولة مسخرة لتلك الحثالات الأمنية وذلك لضرب أي مجموعة ممكن أن تشكل خطراً على سلطة هؤلاء الأوباش، فإن المعادلة أو الكفة تكون راجحة لصالح الأجهزة الأمنية وليس لصالح الجماعات السياسية المناهضة لهم ولأساليبهم القمعية البوليسية .. إن هذه الاستفاضة كانت ضرورية لمعرفة بأن لا نشاط سياسي أو مدني أو أي نشاط آخر في بلداناً هو خارج مراقبة تلك الأجهزة الأمنية وعلى رأسهم نشاط المثقفون والكتاب والسياسيين بطبيعة الحال.

ولذلك فإن تعرض أي كاتب للاعتقال أو المضايقات أو لحملات التشويه تتناسب مع حجم وسقف كتابات ذاك الكاتب ضد تلك الأجهزة الأمنية وسياسات تلك الدول الغاصبة ومن هنا، من هذه النقطة الجوهرية، يمكن أن نفهم ما يتعرض له أي سياسي وكاتب في بلداننا.. وبالمناسبة نود التأكيد هنا على قضية أخرى تعتبر الأساس في خطورة الشخص بعرف تلك الأجهزة والدول القمعية البوليسية، ألا وهي أن تكون منتمياً للوطن والقضية حيث صحيح انتماء الفرد لحزب وجماعة سياسية يضعه تحت مراقبة تلك الأجهزة الأمنية، لكنه يبقى مقبولاً مقارنةً مع بعض الذين يبقون خارج تلك المجاميع والدوائر المغلقة وبنفس الوقت يكون لهم نشاط سياسي وثقافي، فهنا تصبح الخطورة أكبر، بل ربما مر الكثير من الأصدقاء بتجربة أن الأجهزة الأمنية طلبت منهم ليكونوا جزء من الأحزاب ولا يبقوا مستقلين، ليس فقط بهدف جعلهم جواسيس لهم، بل ليكونوا على دراية ومعرفة بأنه تبنى رؤية حزبية محددة وبالتالي فإن صراعه سيكون مع أحزاب أخرى أكثر ما تكون مع السلطة السياسية القمعية في البلد، بمعنى آخر؛ فإن الدولة البوليسية تخاف من الوطني أو القومي أكثر من الحزبي أو الطائفي ولذلك فهي عندما تتأكد من انتماء أحد النشطاء والمثقفين لجهة سياسية بعينها، فإنها تقلل من المراقبة وحتى المضايقات والملاحقات الأمنية وذلك بعكس ذاك الذي يحاول أن يبقى وطنياً يدعو لمشروع يضم كل الفئات والمكونات المجتمعية في البلد.

وبالتالي فإن تعرض أي كاتب وناشط سياسي يكون وفق تلك المعادلة وبطبيعة الحال، فإن قضية الشهرة وقدرة كتابات الواحد وحجم ودرجة الانتشار وعمق القراءات والأفكار والمواضيع والقضايا التي يتطرق أحدنا لها، كلها تشكل عوامل أساسية في خطورة كاتبها وبالتالي اهتمام الأجهزة الأمنية به والأمثلة كثيرة في مجتمعاتنا حيث الكثير منا تعرض للملاحقات الأمنية والسجون وهناك من فقد حياته في واقع هذه الدول البوليسية وشخصياً تعرضت لدرجة ما لمثل هذه الحملات إن كان بالداخل أو الخارج ولكن وللأسف البعض يصبح جزء من حملة التشويه بحق من يحاول أن يقدم بعض الفائدة لمجتمعه وقضاياه الوطنية وذلك نتيجة الخلاف السياسي _وربما الشخصي_ أو الأحقاد الحزبية وأحياناً نتيجة الغباء والحماقة السياسية وقلة الإدراك بخبايا القضايا، طبعاً لا ننسى موضوع الارتزاق وشراء الأجهزة الأمنية لبعض الأقلام أو الضمائر وذلك في محاولة منهم لتشويه الحقائق.. ورغم إنني لا أحاول شخصنة القضية، لكن فقط أود إسقاط تجربتي الشخصية لخدمة الموضوع حيث تعرضي خلال مسيرتي الكتابية والتي تمتد لأكثر من ربع قرن والتي تكللت حالياً بما يقارب العشرين كتاباً في الأدب والسياسة ونقد الفكر الديني، لم يأتي فقط لخلاف في الرأي أو ضمن إطار الرأي والرأي الآخر، بل للأسف _وفي أغلب الأحيان_ وفق آلية التشويه على الحقائق حيث الكل يدرك؛ بأنني أحاول قدر الإمكان استيعاب كل الآراء على صفحتي في إطار التفاعل الثقافي وبأن الاختلاف يغني القضايا والفكر عموماً.

لكن رغم ذلك يأتي الكثيرين لتشويه ما هو بديهي مثل أن يجعلونني محسوباً على طرف سياسي دون الآخر وأحياناً كل طرف يحاول أن يجعلني من الصف المعادي له وذلك تسهيلاً لتشويه الصورة وسهولة إبعاد تأثير ما أطرحه على "رعيته" الحزبية حيث عندما تجعل أحدهم عدواً لك ولحزبك ولفكرك السياسي، فإن مريديك وبكل الأحوال لن يتأثروا به، كون سيكون هناك مناعة أولية ضد كل كتاباته بحكم إنه "معادي لفكرهم" ولكي نستشهد بتجربة عملية للاستدلال على المسألة، فإننا سوف نذكر الإخوة القراء بموقف البعض منا وكيف خلال أقل من ستة أشهر أختلف بطريقة دراماتيكية أو بمائة وثمانون درجة حيث وبعد أن كان يعتبرنا جزء من منظومته الآبوجية نتيجة كتاباتنا على مدار ثلاث سنوات ومع الحملة العسكرية على الإقليم وخاصةً ما تعرف بالمناطق المتنازعة عليها ووقوفنا مع قيادة الإقليم وتحديداً مساندتنا لموقف الديمقراطي الكردستاني، فإن الكثير من الإخوة المتابعين أعتبر إننا أصبحنا جزء من آلة الدعاية للبارزانيين وبوقاً لهم وللأسف هناك من شتمني وهم من الأصدقاء الشخصيين، طبعاً ذكرنا موقف أولئك دون التطرق لموقف البارزانيين أنفسهم وكيف كنا وفق رؤيتهم، بل واقعاً جزء من المنظومة السياسية وذلك بحكم الانتماء للبارتي ومن ثم أصبحنا في عرفهم من الأعداء، كوننا فقط دافعنا عن وجهة النظر الآبوجية في الكثير من القضايا الخاصة بالملف الكردي في روجآفاي كردستان وذلك على الرغم من قولنا وبعناد؛ إننا أقرب للبارزانية منها للأوجلانية وذلك ليس لأسباب فكرية سياسية، بل ربما لأسباب شخصية سايكولوجية، لكن بالأخير فإن انتماؤنا للقضية والإنسان وليس للقادة والأحزاب.


إذاً وبعد كل ما سبق كان من الطبيعي أن أتعرض للكثير من حملات التشويه وبالواقع ذاك ما نعيشه، بل وصل الأمر ببعض السفهاء أن يكتبوا ما هب ودب _من قضايا التشكيك والعمالة للأجهزة الأمنية وخلق الفتن والإثارات الحزبية وكذلك الارتزاق ووو.._ وقد وصل الأمر إلى التشكيك بالانتماء للمنطقة والعائلة والقرية أو البلدة التي ولدت وعشت بها حيث كتب أحد تلك الصعاليك مثلاً وليس حصراً يقول: "هذا _ويقصدني طبعاً_ يدعي انه من قرية جقلا ولكن في الاصل من نبل وكان طالب اعدادي مخبارات سورية _يقصد المخابرات السورية_ دسو _أي وضعوني_ عميل في عفرين وقورها _يقصد قراها؛ أي قرى عفرين_ والى الان عميل في كل مكان"، طبعاً تركت تعليقه كما ورد ودون تصحيح لأقول للأخوة القراء؛ مدى انحطاط البعض ليس فقط أخلاقياً، بل ثقافياً حيث من لا يملك من المعرفة اللغوية، ناهيكم الفكرية، لكتابة تعليق من خمس وعشرون كلمة ويقول عن نفسه (حكيم وفيلسوف)، فإنه يكشف عن واقع كارثي، طبعاً ما كنت ذكرته لو كان فقط أحد أولئك الذين فتح لهم ثورة المعلوماتية المجال ليشاركوا في هذه المقتلة الثقافية في كتابة ما هب ودب، لكن أن تفتح له صفحات تدعي الفكر والثقافة المجال لنشر ترهاته وخزعبلاته، بل ويأتي بعض مدعي الفن بالاقتباس منه فهنا الكارثة على المجتمع والفكر عموماً .. طبعاً لن أدافع وأنفي عن نفسي تلك التهم الرخيصة، رغم تأكيدنا بأن الانتماء لأي منطقة وقرية لا أعتبرها تهمة وإنه يشرفني أكون من نبل وغير نبل، لكن التهمة هنا يفهم في إطار الادعاء الزائف حيث يعرف جميع الأصدقاء والأخوة المتابعين أين ولدت وكيف نشأت وقد دونت ذلك في إطار التعريف بشخصيتي على صفحتي ومن يود معرفة المزيد يمكن المرور للتعرف على بعض التفاصيل.

بالأخير وما نود قوله كخاتمة للموضوع؛ إننا نعلم بأن للدول الغاصبة أجنداتها السياسية ومشاريعها ومصالحها الحيوية ونعلم بأن حركتنا وشعبنا خاضع لتلك السياسات والأجندات وبأنها تحاول قدر الإمكان الفكاك منها، لكن لن يكون ذلك في إطار محاربة بعضنا البعض ضمن صراع حزبي بغيض أو محاربة المثقفون والكتاب الذين لا يخضعون لبعض الأجندات الحزبية، بل من خلال سياسات وطنية متكاملة في إطار مشروع سياسي وطني يشمل مختلف الأطراف والقوى الكردية وذلك ضمن قراءة ورؤية وطنية مشتركة وإلا فإنكم سوف تعيدون نكباتنا المتكررة وللأسف.













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟


.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط




.. ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ا


.. مخاوف إسرائيلية من مغبة صدور أوامر اعتقال من محكمة العدل الد




.. أهالي الأسرى الإسرائيليين لدى -حماس- يغلقون طريقاً سريعاً في