الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رندة عبدالعزيز، تعيش قلق الذات ..!

وجدان عبدالعزيز

2018 / 8 / 3
الادب والفن


الكاتبة رندة عبدالعزيز تعزف، ثم تعزف على اوتار الحرف،ولما كلت ذراعيها من العزف، رقصت فوق حبل الريح بخصر الحيرة والتردد .. (قضيت عاما وأنا أمشي بين الطرقات وغابة افكاري تلوح بالصمت تارة، وبالصدح تارة مع عداد الأيام .... ومشواري حافلا بالمهمات .... ما إن الملم نفسي هنا حتى أجدني هناك .... وكأنني لاعب نرد على أرض شطرنج .... )، وضمن معطيات نصوص رندة اقول : ان العقل يستقبل 2 مليون معلومة في الثانية من خلال حواسنا وهذه الكمية الضخمة من المعلومات لا يستطيع ان يتعامل معها كلها، فيقوم بانتقاء عدد قليل من المعلومات من 5 : 7 معلومات في الثانية، وكما ذكرت ان العقل يقوم بتنقية المعلومات ويتم ذلك من خلال فلاتر عقلية منها : أولاً الإعتقاد: لكل منّا منظومة إعتقادات اكتسبها خلال سنين عمره، ويتم تكوين الإعتقاد من خلال التجارب، التي يخوضها الإنسان، وهي ليست مجرد أفكار وخواطر، بل هي أعمق بكثير وتتكون من خلالها الأفكار، التي ينتج عنها المشاعر وفي النهاية ينتج السلوك، فتجربة الزواج الفاشلة للسيدة مثلا تكون لديها اعتقادات تجاه الرجال، فالمعلومات التي يجمعها العقل وينتقيها، هي التي تتناسب مع منظومة الإعتقادات، فالعقل يصنع مصفاة للمعلومات تتناسب مع الإعتقادات التي يتبناها. فلا يوجد اعتقاد خاطىء واعتقاد صحيح، بل هناك اعتقاد مفيد أو إعتقاد غير مفيد ويقيد تنمية وتقدم الشخص. فماتركز عليه واهتماماتك وما ترغب في تصديقه، هو ما تحصل عليه وهو ما ينتقيه لك العقل ضمن ملايين المعلومات، فإذا كنت ترغب في شراء تليفون محمول ذات لون أو موديل معين فتركيزك وانتباهك اثناء البحث سيستجلب لك وينتقي لك أولاً ما تبحث عنه وستبدأ ملاحظة هذا الموديل لأول مرة مع أشخاص يمتلكونه، وهذا مثال صغير لما يحدث طول الوقت من انتقاء وتصفية للمعلومات، فهل وجدت الكاتبة رندة عبدالعزيز طريقا سالكا الى غابة افكارها، وبدأت تتوصل من خلال دوال الى علامات الطريق السالك، ام بقيت تكتنفها الحيرة والتردد ومشوارها الحافل بالمهمات، وهكذا بقيت وحيدة في مساحات البحث، تحمل في دواخلها صراعا قلقا، لذا يكادُ يكون عصرُنا الَّذي نعيش فيه، هو عصرَ الحَيْرة والتردُّد والقلق، فالحيرة ترتسِم على وجوه الجميع، ويُعاني من آثارِها وويلاتِها كثيرٌ من الناس، والسَّاحة اليوم تعجُّ بقضايا حيَّرت عقول الساسةِ والمفكِّرين، وهي آخِذة في الازدِياد نوعًا وكمًّا، وفي وسط ظلامات الحيرة .. تقول عبدالعزيز : (أصحو ....... أودع النقطة الأخيرة وأستعيد ثوبي وأستتر وفي كل مرة أنجو بحضوري من ومضة الغياب تماما كما لو كانت رصاصة طائشة ... لكنها عرفت ممر الوصول لتثير جدل التأويل .... وأكون أنا عندما تتحسسني ومضة من خيال .......)، ومن شدة الحيرة وزحام الافكار، هي قد تكون عارية، ثم تصحو لتستعيد ثوبها، او عارية من حلول الافكار لتستعيد ذهنها، وتبدأ تضع معادلات للوصول الى النتيجة .. هذا من ناحية ذاتها القلقة، اما من ناحية المحيط، فما زال المجتمع كالبركان الثائر الذي سرعان ما تخمد نيرانه، ليصقل حياتنا بكل ما فيها، ويقدمها لنا بصبغة جديدة مختلفة تماماً عن سابقتها, الأمر الذي يجعل النيران في دواخلنا لا تخمد, تسكننا الحيرة بين حلم بنيناه في عقولنا وواقع فرض علينا, فإما أن نرمم الحلم ونتشبث به، وإما أن ننبذ, قد نخسر الحلم لكننا حتماً سنخسر أنفسنا في سجن الواقع، وهكذا تعيش عبدالعزيز الصراع الذاتي والموضوعي معا .. فالموضوعية هي المعرفة المتعلقة بالمظهر الخارجي للوجود من قبل الذات، تدرك عن طريق الحواس وتخضع للتجربة وهي مستقلة عن ارادة اومعرفة او ميول الانسان لها. اي تشبه القوانين الفيزيائية المرتبطة بطبيعة المادة في الكون فلا تتاثر بمعرفة اوعدم معرفة الانسان لها، أما الذاتية هي المعرفة المتعلقة بجوهر الذات المعطاة للخارج عن طريق الهوية او الشخصية، التي تستقي اوصافها من تأثيرالشعور اوالتفكير عن طريق العقل الذي له السيادة الحرة التامة بدون اي تقيد، وان الموضوعية دائما تهدف للوصول الى الحالة المثالية المطلقة وتدافع عن هذه الفكرة، لانها الحجر الاساسي في بنائها الفكري عن طريق الحفاظ على مبادئها الرئيسية، ويمكن ان تصل الى اهدافها، وهي وحدة الوجود و النظام، توصف الموضوعية الاشياء على ماهيتها، دون تأثرها بأي من المصالح او رغبات الفرد نفسه، فمقياس الحقائق عندها، هي مقولات العقل، لذلك الموضوعية تؤمن بحقائق قائمة خارج الواقع المادي الملموس لها، مثل الله والسماء والاخلاق والعدالة والحق والخير والشر والجمال والانسانية، اما مواقف الذاتية لانها مبني على المعرفة الفردية الخاضعة للغريزة والشعور الفردي وذوقه، وبالتالي تنكر كل شيء خارج العالم الواقعي ولا تؤمن بأي شيء غير ضروري لها من ناحية عالم المادي، فالذاتية ترى ان مسطرة الخير والشر والمعرفة بصورة شاملة، هي نسبية متغيرة حسب الادراك والخيارات المختارة من قبل الذات. لذلك لا تؤمن بوجود المطلق، والمصطلح الموضوعي مجرد هي مواقف واعتبارات شخصية ذاتية لا اكثر.. هذه الافكار جاءتني من خلال قراءتي لنصوص الكاتبة رندة عبدالعزيز ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اللحظات الأخيرة قبل وفاة الفنان صلاح السعدني من أمام منزله..


.. وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما




.. سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز.. ما الرواية الإيرانية؟


.. عاجل.. وفاة الفنان الكبير صلاح السعدنى عن عمر يناهز 81 عاما




.. وداعا العمدة.. رحيل الفنان القدير صلاح السعدنى