الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن غزو الكويت وعن دور غلاسبي وعن أشياء أخرى

جعفر المظفر

2018 / 8 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


عن غزو الكويت وعن دور غلاسبي وعن أشياء أخرى
جعفر المظفر
الذين هم على معرفة ولو قليلة بشخصية صدام يستطيعون الجزم أنه لم يكن من السذاجة حتى تخدعه غلاسبي عن طريق إغرائه بدخول الكويت وتطمينه أن أمريكا لن تجابهه جديا. لو كانت غلاسبي هي التي طلبت اللقاء لصار بالإمكان القبول بتك الشروحات الساذجة عن قصة إغراء غلاسبي لصدام أو إيهامه وخداعه.
ما قالته المرأة لم يخرج عن حدود المجاملات الدبلوماسية, وهي ليست بالمرأة البسيطة التي لا تعرف حدود المساحة التي تتحرك بها أو دقة المفردات التي يجب أن تستخدمها, فهي كانت سفيرة لأقوى دولة في العالم والتي لا تختار سفيرا لها إلا بعد أن تفحص درايته وخبرته ولياقته. ومعروفة هي جلسات الإستماع التي يعقدها الكونغرس للمسؤولين الأمريكيين الذين يختارهم رئيسهم لوظائف هامة حيث يتعرض المسؤول الجديد لكثير من الأسئلة التي تفحص خبرته ودرايته.
إن لغز الكويت ما زال بحاجة إلى تفسيرات مقنعة ومنطقية تتجاوز قصة غلاسبي الساذجة مثلما تتجاوز قضية (غباء صدام وتهوره). ولابد لتفسيرات كهذه أن تبدأ من خارج مساحة (عين الود وعين الكراهية).
من المهم أن نعلم أن غلاسبي لم تُقتل, والقصة تمت فبركتها ربما لغرض جعل تلك النهاية التراجيدية وسيلة فاعلة للتأكيد على وجود لعبتها التآمرية المزعومة.
وأظن أن موضوعة غلاسبي ستبقى موضوعة مغرية للكتابة وأجزم أن الباحث الذي يحرك القليل من خلايا دماغه سيجد نفسه مضطرا للوقوف أمام جملة إفتراضات ليس من بينها القصة التي تؤكد على قصة الخديعة الغلاسبية.
نحن ضد إستعمال نظرية المؤامرة كثقافة إيهامية او تبريرية لكننا لسنا ضد وجودها كنظرية وخطط ووقائع. كثيرا ما حذرنا من إستخدامات نظرية المؤامرة, ليس لعدم وجودها, وإنما لكي لا تصبح شماعة نعلق عليها نواقصنا الداخلية, لكننا أيضا حذرنا من الثقافة التي تنفي أساسا وجود هذه النظرية, إذ إن كلا الثقافتين مساوئهما الخاصة بها, وحكاية دور غلاسبي في إقناع صدام بدخول الكويت هي حكاية يجب أن نحذفها من تاريخنا السياسي .
إن صدام لم يكن مزمعا أن يجعل غلاسبي تعلم بوجود نية وخطط الغزو فكيف تشجعه على شيء لم يقله. وصدام, مهما قلنا عن شططه وجهله وفرديته والتي جعلته يعتقد بأنه ليس بحاجة إلى مشورة أو رأي إلا أنه لم يكن بالسذاجة التي تجعله يقنع بإيهامات غلاسبي وإيحاءاتها. ثم إنه قضى كل عمره يشك ويشكك بأمريكا فكيف نصدق إنه تحول هكذا فجأة ليصبح بحاجة إلى نصيحة أمريكا.
غلاسبي قالت كلاما دبلوماسيا جدا وكان غاية صدام من اللقاء أن يوهمها بأنه غير مقدم على الغزو وإن حشوده على الحدود مع الكويت هي لأغراض الضغط فقط, فكيف تشجعه غلاسبي على أمر لم يذكره.
إن غلاسبي ما والت حية وقصة مقتلها هي جزء من السيناريو الذي يحكي عن دورها الوهمي.
الذي حدث إن صدام إختطف الكويت مثل طائرة ظنا منه أن أمريكا لن تجابهه عسكريا دون أن تعرض الركاب جميعا لأخطار القتل ودون أن تشعل الحرائق التي سوف لن تنطفئ أبدا..
لقد كانت حرب الكويت حربا من أجل البقاء أكثر منها حربا للبطولات الوطنية والقومية, وكان صدام يعتقد إن أمريكا ستقبل التفاوض معه حفاظا على أرواح ركاب الطائرة. لكن أمريكا لم تفعل, ليس لنية التضحية بحياة أولئك الركاب وإنما لمعرفتها أنها ستجبره بالنهاية على إطلاق سراحهم بأقل الخسائر الممكنة, إضافة إلى أنها أرادت أن تستمر الأزمة طويلا لغرض أن تقوم من خلالها بترتيب العالم الذي غاب عنه الإتحاد السوفيتي والذي بات عليه الآن أن يدخل تحت هيمنة القطب الواحد.
بالنسبة لصدام كانت الكويت طائرة اختطفها لكنه لم يستطع الاحتفاظ بها في الأعالي, ولم يجد لها مطارا يؤويها قبل نفاذ الوقود, وفي عودته القسرية إلى الأرض أخذوا منه الطائرة والركاب, لكنهم أطلقوا سراحه ومعاونيه و سراح حراسه الجمهوريين.
غير إن ذلك كان لفترة سنين فقط, وحتى تينع الرؤوس ويحين قطافها. وفي أكثر معاركها, لم تكن أمريكا على استعجال. وفي أكثر حالاتها كانت أمريكا تفضل طبخ أعدائها على نار هادئة.
ومَعَنا فإن أمريكا طبخت العراق ولم تطبخ صدام وحده, لذلك ظلَمَنا صدامُ بأمريكا وظلمتنا أمريكا بصدام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - للأُستاذ الكاتب جعفرالمظفر
حميد الواسطي ( 2018 / 8 / 4 - 17:23 )
تحيّة للأُستاذ الكاتب جعفرالمظفر والشُكر موصول للحوار المتمدن وبَعد أقول، إنَّ اللقاء الذي حصلَ قبيل الغزو بين صدام حسين وطارق عزيز بالسفيرة الأميركية آبريل غلاسبي؟ كان الهدف منه أنَّ صدام يُريد جسّ نبض أو معرفة الموقف الأميركي في حال قيام صدام بغزو الكويت؟ وكان جواب غلاسبي -أنَّ الولايات المتحدة غير معنية بالخلافات العربية–العربية كما هو حال الخلافات بين العراق والكويت- وعندما أكد لها صدام بعزمه على التدخل العسكري ضِدّ الكويت إذا فشلت الوسائل الأخرى؟ قالت السفيرة الأميركية:-تهانينا-وقد إعتبرها صدام بإشارة ضوء أخضر، وأشارة أخرى أبرقها سفير العراق في واشنطن نقل فيها لـ بغداد ما قاله مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط في لجنة العلاقات الخارجية بأنَّ أميركا لا علاقة لها في حال قيام صدام بالتدخل العسكري أو غزو الكويت..!ومِن جهةٍ أخرى، فأنَّ الملك الأردني وسيط الصهيونية وأميركا والغرب شجع صدام وكذلك إيران التي سحبت قواتها من الحدود العراقية ليتمكن صدام بدفع قواته العسكرية مِن الحدود الإيرانية بإتجاه الكويت..


2 - الخطأ القاتل لـ صدام حسين
حميد الواسطي ( 2018 / 8 / 4 - 17:54 )
عطفاً على ما سبق أقول، ولكن الخطأ القاتل لـ صدام حسين أنه قد ضيَّعَ فرصة تاريخية عظيمة قدمها الملك السعودي فهد بن عبدالعزيز آل سعود.. حيث كان على صدام أن ينسحب مِن الكويت بعد يوم أو يومين مِن غزوها (أي قبل إنعقاد مؤتمر القمة العربية في مِصر) وكان بوسع صدام أن يحصل على منابع النفط الحدودية مع الكويت موضع الخلاف والإحتفاظ بـ جزيرتي وربة وَ بوبيان وما يطلب مِن مليارات الدولارات.. وذلك ما أخبرني به شخصياً – أنا كاتب السُطور – الأمير سلطان بن عبد العزيز – شقيق الملك ، والنائب الثاني لرئيس الوزراء و وزير الدفاع السعودي خلال لقائي به اٌقرأ :
حوار 60 دقيقة مع ألأمير ألراحل سلطان بن عبدألعزيز – حميد الواسطي
http://www.arabtimes.com/portal/article_display.cfm?Action=&Preview=No&ArticleID=42850


3 - وأكثر مَن شاركَ في سرقة الكويت ابان غزوها
حميد الواسطي ( 2018 / 8 / 5 - 10:26 )
هي المرجعيةالشيعية بالنجف وكانت بزعامة أبوالقاسم الخوئي الذي لم يُحرِّم في الحقيقة ماكانَ ينهبه العراقيون مِن مالٍ وبضائع وأجهزة كهربائية ومواد غذائية ومفروشات وسيارات ومصوغات وغيرذلك سُرِقت مِن البنوك والمحلات والمخازن والمتاجر والمعارض الكويتية مِن قبل عراقيين أثناء الغزوالعراقي للكويت إنما مرجعيةالنجف وقتها كانت تطالب اللصوص العراقيين الذين سرقوا بحصّةٍ كبيرة للمرجعية مِن السرقات؟ وأن يدفع اللصوص سِعر المسروقات إلى مرجعيةالخوئي؟ لتصبح المسروقات بَعد ذلك حلالاً، ولاإشكال شرعي عليها..!وقد قبضت مرجعيةالنجف أموالاً هائلة مِن عراقيين وتجّار لصوص سرقوا مِن الكويت وكأنهم قد زكّوا مسروقاتهم عند مرجعيةالنجف وَوكلائها في سائر أنحاء العراق وصارت كبضائع تجارية لم يسرقوها بل إشتروها مِن مرجعيةالنجف وحلالاً عليهم!بَيدَأنَّ مرجعيةالخوئي كانت تقدم تسهيلات إلى اللصوص العراقيين في السِعر؟للمزيد راجع:للكويتيين فقط! وردّاً على دعوة السفير العراقي لتغيير وصف الغزو العراقي إلى الغزو الصدامي في المناهج الكويتية من قلم:حميد الواسطي
http://www.arabtimes.com/portal/article_display.cfm?ArticleID=44775


4 - ردّاً:إلى السَيِّد سلمان الهلالي
حميد الواسطي ( 2018 / 8 / 5 - 11:15 )
بَعد التحيَّة، وإذن صاحب المقال الدكتور المظفر وأتفق مَع جُلّ ما جاءَ في مُداخلتكَ بإستثناء قولكَ:-والدليل التعامل الحاقد الغريب مع الكويتيين من حيث التدمير والسرقة والاغتصاب وقد ذكر لنا الجنود قصصاً مخجلة عن الاغتصاب والابتزاز التي قاموا بها تنفيذاً لأوامر علي(حسن المجيد)-أقول، نعم لقد حصلت سرقات بشكل واسع جداً من الكويت ابان غزوها وحالات محدودة من إغتصاب بَيدَأنها لم تكن بأوامر أو تشجيع مباشر أو غير مباشر من علي حسن المجيد..!بل على العكس تماماً وبإشراف علي حسن المجيد تمَّ إعدام ضباط عراقيين في الكويت ضُبطوا في جرائم سرقات وإغتصاب وللمزيد راجع:
رِسالَة بخطّ يَدّ علي حسن المجيد أرسَلَهَا مِن سجنهِ إلى حميدالواسطي
http://ali.hassan.majeed.googlepages.com/home
وأنها رسالة صادقة..والسرقات التي حصلت مِن قبل عراقيين في الكويت خلال الغزو لم تكن لعمري بأوامر أو تشجيع علي حسن المجيد أو غيره إنما العراقيون وأغلبيتهم وليسَ كلهم(وأكرر ليسَ كلهم)هُم لصوص بالفِطرَة..!وبعيدون عن الله والوطنية وقريبين من حُبّ المال حلالاً كان أو حراماً والعمالة على قارعة الطريق..!وشُكراً.

اخر الافلام

.. كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما


.. عبر روسيا.. إيران تبلغ إسرائيل أنها لا تريد التصعيد




.. إيران..عمليات في عقر الدار | #غرفة_الأخبار


.. بعد تأكيد التزامِها بدعم التهدئة في المنطقة.. واشنطن تتنصل م




.. الدوحة تضيق بحماس .. هل يغادر قادة الحركة؟ | #غرفة_الأخبار