الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المطلوب اغلاق الابواب امام الفاشية وليس فتحها

سهيل قبلان

2018 / 8 / 6
مواضيع وابحاث سياسية



ان شئت ان تعرف سريرة امرئ فلا تنظر الى ما بلغه بل الى ما يتوق اليه، وإذا كان للماضي فائدة فلأنه درس، ولكن يبقى الاهم، اليوم والغد وكيف نريدهما، وهذا يتطلب خلق الاجواء المساعدة للوصول الى النتائج المرادة، وهناك ظروف تغيرت كثيرا خلال مسيرة البشرية وعلى الانسان معرفة كيفية التصرف في المرحلة الجديدة، فان كانت جيدة ومفيدة وجميلة وعابقة بالتعاون البناء والسعي لتوطيد الوشائج بين الناس، فهذا يقول بالمشاركة الجماعية الصادقة لترسيخها لصالح الجميع، وان كانت سيئة فيتطلب الامر رؤية اسباب ودوافع سوئها والتعاون لتغييرها.
وواقعنا في اسرائيل يعاني من السيئات الكثيرة نتيجة النهج الممارس على مدى سبعة عقود، وخاصة في عهد الحكومة الحالية التي تتفاخر بنتنها وعفونتها وتنكرها لمجرد النزعة الانسانية الجميلة في الانسان والتي من المفروض ان تسيره، وتعاملت ولا تزال معنا من منطلق ان مجرد بقائنا في وطننا وتجذرنا بمثابة خطأ سعت ولا تزال لتصليحه، فاقترفت الجرائم محاولة طمس جريمة بقائنا وفي عرفها نحن نشكل خطرا على "نقاء وسلامة" يهوديتها وبالتالي عنصريتها رافضة تذويت حقيقة ان خطأ زائد خطأ يساوي خطيئة وتعاملها مع الخطأ بخطأ يساوي جريمة، وهم يتوقون ويصرون على التوسع والاحتلال وبالتالي الدوس عنوة على القيم الجميلة، رافضين مقولة انما الامم الاخلاق ما بقيت، فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا ودولة يحكمها اناس اقل ما يقال فيهم انهم بلا اخلاق وبلا ضمائر ويتعاملون مع الآخرين انهم مجرد ارقام في سجلات السكان ولا يستحقون الحياة فهم يشكلون الاخطار على انفسهم ايضا والمنطق يقول مستمدا صيحته من الواقع نفسه، انه آن الاوان ان ينصرفوا لأنهم ببقائهم وتمسكهم بنهجهم الدموي وبفسادهم وغبائهم واستعلائهم ونهبهم ولصوصيتهم لمتطلبات استقرار واطمئنان وتعايش الجميع من عرب ويهود بمحبة وتعميق المشترك، وتوطيد علاقات الاحترام المتبادل والتعاون البناء واحترام المشاعر فانهم بذلك يقودون الجميع الى كوارث الحروب والعنصرية والفاشية رافضين تذويت اخطارها ونتائجها الكارثية المروعة وانه لا تزال هناك اسماء هيروشيما وناغازاكي وليديتسيا وغير ذلك من مئات المواقع التي عانت وحش الفاشية، وهناك من يرتبك من المديح ويقف الممدوح خجولا امام المادح.
وهناك المادح المسمى الويلات المتحدة الامريكية تدفع بابنتها المدللة في الشرق الاوسط واسمها اسرائيل اكبر الى التبجح امام العالم بقوتها ودوسها على القوانين الدولية والقيم الانسانية ومدها بالدعم المادي والمعنوي لمواصلة العربدة واثارة المحن وايقاظ الفتن وانها فوق الجميع بمشيئة الله ويحق لها ما لا يحق لغيرها وقد تفلح الحيلة في البداية وخاصة الطبطبة على الظهر لتواصل نهجها الدموي لكنها تفشل وتخيب في النهاية، لذلك المطلوب الصدق والجرأة والتمسك بالحقائق التي مهما حاولوا طمسها لا بد ان تنكشف واولها انها بممارساتها الاجرامية التشاوفية، وان الجماهير العربية دونية ولا تستحق الحياة ولا مكان لها في دولة اليهود، فانها تفتح الابواب على مصاريعها لذئاب ووحوش الفاشية، والتجارة اذا لم تكن مبادلة فهي سرقة، وطالما انهم يتاجرون بالسلام فمتطلباته معروفة لكي يتحقق ويرى النور ويغمر الجميع بدفئه، وكيف يريدون الحصول على شيء ما دون دفع الثمن، وليحسبوا انهم يريدون شراء ملابس، فهل يحصلون عليها دون دفع الثمن، لكن المصيبة في هذه الدولة انهم اثرياء بالاموال وليسوا فقراء. المصيبة في هذه الدولة انهم يعانون من الفقر المدقع في الاخلاق والضمائر الحية والمحبة للغير ولحسن الجوار وللسلام وللصداقات مع الفضائل والقيم، وبالتالي البشر ويرفضون تذويت الحقيقة ان العرب هنا بشر ولهم كرامة ومشاعر انسانية وطموحات ويعيشون في بيتهم ولم يأتوا من الشتات. والمنطق يقول انه من كان يريد التشجيع وسماع الكلمة الحلوة ونيل الابتسامة الصادقة التي لا تعرف التملق والتثعلب، عليه القيام بالاعمال الصالحة والجميلة وذات الثمار الطيبة والموطدة للعلاقات بين الناس وللمحبة والضامنة للتقارب الانساني وليس للتنائي والمفيدة وليست الضارة والحسنة وليست الشريرة.
والسؤال اين حكام اسرائيل من ذلك، والواقع يقدم الجواب المسنود بكم كبير من البراهين التي تقول انهم يفضلون الوحشية على الانسانية والتكشير عن الانياب بدل الابتسام الصافي ومد اليد للآخر حاملة البندقية والسكين وليس الوردة والقلم، وزرع القلوب بالاحقاد والفساد والضغائن والكراهية والعداوة والعنصرية، بدل الزرع لها بالمحبة الصادقة والصداقة الانسانية الجميلة والتلاقي على الخير والعناق والمصافحة وتبادل المشاعر النبيلة، وهكذا فلكي تضمن الظروف الجميلة والعابقة والمعطرة لمكارم الاخلاق بعبق الرياحين فعلى حكام اسرائيل ان كانوا يحبون الحياة فعلا والبقاء فيها شرفاء فما عليهم الا العودة الى جادة الصواب والتخلي كليا عما يساورهم من غرور وتشاوف وانهم شعبه المختار والكف عن السير في الثلم الامريكي والتخلص مما يغفلون عما فيهم من حق وادارة وجوههم الى الجيران وليس اقفيتهم والاعتراف بانه اسهل عليهم ان يمسحوا جبل الجرمق وتسويته بالارض من ان يقتلعوا الجماهير العربية من وطنها والاعتراف بها انها بشر وليست حجر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما التصريحات الجديدة في إسرائيل على الانفجارات في إيران؟


.. رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني.. لحفظ ماء الوجه فقط؟




.. ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت فيه إسرائيل


.. بوتين يتحدى الناتو فوق سقف العالم | #وثائقيات_سكاي




.. بلينكن يؤكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في أي عملية هجومية