الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تعلم العراقيون صيد السمك؟

وائل حمد

2018 / 8 / 7
الارهاب, الحرب والسلام


تدعم بعض الدول تحالف العبادي- الصدر لكسر نمط الحكومات التي سادت بعد الاجتياح الامريكي للعراق بعد 2003، لكنها ايضا بالمقابل تشترط مقابل ذلك الدعم "سحب السلاح" من الجهات غير الحكومية وايجاد فرص عمل.
في لقاء جمعني مؤخرا، مع ماساهيسا ساتو وزير الدولة للشؤون الخارجية اليابانية في العاصمة طوكيو، اكد ان الاخيرة :"تدعم ذلك التحالف، لكنها تعرف ان الخطورة تمكن في وجود سلاح غير منضبط يقع خارج اطار الدولة".
وتعتقد اليابان بحسب الحوار الذي دار بيني وبين وزير الخارجية، ان عملية "تفكيك" الجماعات المسلحة وسحب سلاحها، سوف يخلق طابور جديد من العاطلين عن العمل، لذا يقول ساتو "على العراق ان يهتم بتدريب الاشخاص الذين سيتركون السلاح تمهيدا لزجهم في اعمال مدنية".
واضاف المسؤول الياباني الرفيع ان " شينزو آبي رئيس الوزراء الياباني وعد العبادي خلالها لقاءهما الاخير في مؤتمر المانحين الذي عقد في نيسان/ ابريل الماضي، دعم العراق في هذا الاتجاه".
وترى طوكيو ان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لديه توجهات بمنع وجود تنظيمات مسلحة خارج اطار الدولة، لذا يقول ساتو "نحن ندعم ان يكون هناك تحالف بين العبادي والصدر الذي على المركز الاول في نتائج الانتخابات، لادارة الدولة في المرحلة المقبلة".
وكان "ساتو" قد زار العراق مرتين في عام 2006 و2008 كرئيس فريق الدعم لاعادة اعمار العراق، وحصل على شعبية كبيرة في مدينة السماوة، حتى اطلق عليها السكان المحليون هناك اسم "سمير الزيادي" في اشارة الى التقارب مع الاهالي.
ويأمل وزير الدولة لشؤون الخارجية اليابانية ان تستمر شركات بلاده في تقديم الدعم الى العراق، على الرغم من انه يقول بان هناك مصاعب "امنية" واخرى تتعلق بـ"الجمارك" في عمل تلك الشركات.
وتطمح اليابان من خلال دعمها للعراق، ومنها 100 مليون دولار سنويا للنازحين، ان تعلم العراق كيف يصطاد السمك ولاتكفي باعطاءه السمك فقط. لذا يقول ساتو بان حين قابل العبادي في مؤتمر المانحين الاخير قال له "عليكم التعلم من التجربة اليابانية، فنحن لم نستطع النهوض الا بعد ان توحدنا".
وترى اليابان ان تقاسم المصالح بين السنة والشيعة والكرد هو من سيدفع الجميع الى الوحدة والحفاظ عليه، واضاف في حواري الاخير معه :"بعد الحرب العالمية الثانية قرر الشعب ان يكون في مصافي الدولة المقتدمة، واستطاع ان نفعل".
واعتبر ساتو ان القضاء على "داعش" ستكون فرصة مناسبة لاعادة الوحدة والاعمار، لكنه ايضا قال :"كنا نتمى ان تنتهي الحرب مع التنظيم المتطرف بخسائر اقل. لو كانت الحكومة العراقية نسقت اكثر مع العشائر المناهضة لداعش لكانت الكلفة اقل بالتاكيد".
وفي كل الاحوال تتمنى اليابان ان يتعلم العراق الدرس، وان يبدأ بالاهتمام في نزع السلاح وتقليص البطالة، وانشاء مراكز متخصصة في محاربة التطرف، كما فعلت الاردن التي انشأت مثل هكذا مركز مؤخرا وبمساعدة طوكيو.
هذا الرأي العام الاخير المتعلق بـ"تحالف العبادي-الصدر" لمسته ايضا على مستوى الشعب الياباني، حيث قال لي استاذ جامعي في جامعة صوفيا الخاصة في طوكيو، ان ذلك التحالف مهم، لان "الصدر" يبحث عن حكومة "غير طائفية" ونحن في اليابان ندعم هذا النوع من الحكومات.
ويشعر اليابانون ايضا خطورة ان يبقى العراقيون منقسمون، حيث يقول استاذ العلااقت الدولية هيكاشي دايساكو الذي قابلته في مكتبه المتواضع في الجامعة، ان "الشعب الياباني اتفق بعد الحرب العالمية الثانية بانه لن يرجع مرة اخرى للحرب، وعليه المضي قدما".
كما ينصح اليابانيون في وصفة قد لاتكون مناسبة جدا للوضع في العراق، العراقيين في معاقبة اي حكومة لاتلبي طموحهم من الخدمات والوحدة بين المكونات، في خلق "معارضة سياسية" لتتسلم الحكم عبر الانتخابات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا