الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخيار بين الموت والحياة

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2018 / 8 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


إن خالفت العدالة يكون الحقّ لك بالمرصاد، ولن يؤجّل وعده لك بعذاب جهنّم دقية واحدة. إن قال أحد الحكام العرب بأنّ عل كندا أن تراعي حقوق الإنسان في سجونها فصدّقه. ما دمت سجيناً فإنّك لا تمارس حقّك في الحرّية بغض النظر عن الجريمة، والعقاب، وإن قال لك أحدهم أن للقرآن تفسيرات أخرى صدّقه، فالأحكام تتغيّر بتغيّر الحكّام، وليس بتغيّر الزمان. إذا قال لك السّيسي أنه من نسل محمد صدّقه، وإذا قال لك بشار أنه هو من أرسل محمد كرسول صدّقه. كلّهم صادقون مع أنفسهم. أنت حرّ أن تصدّق، أو لا تصدق، لكنّك أنت المسؤول عن سلخ جلدك، أو اغتصاب زوجتك، أو سبي ابنتك، أو ذبح ابنك. هناك منظومة مدنية متكاملة لحماية الأوطان من العبث. أم هل تريد للوطن أن يتألّم لأن ابنك ذبح؟ لا. لن يتألم الوطن.
خفّف عليك يا صاحبي الأمر. أنت لست معنيّ به إلا إذا أقحمت نفسك فيه، فأنت لست في أمريكا، أو سويسرا مثلاً.
كل هذه الثّورة ضد ترامب سواء من أجل الهجرة إلى أمريكا، أو من أجل سلوكيته المتنمّرة لا يسعك إلا أن تشكره على تواضعه، فلا زالت أمريكا البلد الأول للهجرة، ولا زالت تحكم بالقانون الوضعي، وليس الإلهي، وباعتبار أن القانون ليس إلهياً فهناك سجون وقضاء ومحامين.
لا تقحم نفسك في سماع الأخبار من المحطات العربية، في قراءة أو مشاهدة ما يكتبه سكان الفيس من مقالات الرّأي، لا تقحم نفسك في مناقشة قانون الانتخاب، الدستور، الإسلام وغيره من المسائل التي شرعت بشكل دقيق من قبل الخالق، أو وكيله الحصري.
إذا كنت تعيش في سورية فناضل. النّضال مسموح. ألا ترى أن الأقليات وجزء كبير من الأكثرية يتحدّثون عن الاستبداد الإسلامي منذ قرن ونصف؟
لم يمنعهم أحد. بالعكس تماماً هم موضع ترحيب فهم يحاربون الإرهاب بقلمهم، ويتركون محاربته بالسّلاح لسيّد الوطن .يمارسون البورنو مع الشيوخ الذين يضعون لهم أفلام فيديو مع كلمات بذيئة عن المرأة ،وتنتشر الأفلام من خلالهم انتشار النار في الهشيم.
هناك بضع كلمات عليك أن تصيغها وتضعها حلقة في أذنك هو التعبير التالي" الإرهاب الإسلامي هو الذي أجبرنا على أن نكون مسلمين غصباً عنّا. كان غزواً" لو كتبت ذلك لأصبح جواز سفرك مقبول في الدول العربية الغنيّة كالسعودية مثلاً، والتي تحارب الإرهاب الوهابي، كما تناضل في نفس الوقت من أجل حقوق الإنسان في كندا.
حتى لو كنت في كندا، أو أمريكا، أو اليابان. تذّكر أنّك سوري. اهتم فقط بما تلملمه من رزق من هنا وهناك. لا تصنع من نفسك بطلاً في حقوق الإنسان، أنت معتاد على الموت، فقد مات بعض أجدادك وبعض أحفادك بينما تصرخ بحبّ الوطن. كنت ترغب أن تعيش، والآن عليك أن تصمت كي تعيش، وإلا عليك أن تأخذ العبرة من جبل العرب حيث كان التّطرف الإسلامي سبّاقاً. هي رسالة التّطرف: إما حضن الوطن، أو الذبح. ألا تعتبر يا هذا؟
وأنت أيها الرّفيق المؤمن بالله. هلا تفرّغت لعبادتك، وصومك وصلاتك!
لقد أرسلك الله عبداً ضالاً، ولا يحق للعبد أن يقرّر نيابة عن الله، لأن مشيئته كبيرة، ولو شاء لجعلنا من جنس واحد ومن دين واحد. لو كان الجميع صالحين. من سوف يدخل النّار؟ هناك الجنّة لك، واترك النّار لأعدائك. اترك حسابهم للآخرة.
لقد علّمني حبّ الوطن أن لا أنبس ببنت شفة عن أولياء الله الصّالحين، ولا عن قوانين الحق في العالم العربي، وأؤمن أن قولهم مثل بولهم. لا بأس. نتغير كما يتغيّرون ،فهم عبيد الله الذين أعطاهم الحقّ في رقابنا. ومن هنا، وحفاظاً على رقبتي أقول أن سيد الوطن على حق,. يمكنه أن يغير القرآن والإنجيل، والجفر، وأنا من التابعين. نعم هناك حقوق إنسان تحتاج لتصحيح في كندا. هذا مؤكّد ولو تابعت صحفهم لقرأت عن ذلك. الحمد لله أننا لسنا مثلهم. أوضاعنا بخير. وضع المرأة، وضع العمل، وضع حقوق الإنسان، وضع حرية الرّأي، ووضع الفلسفة العلمانية المتحوّلة إلى الطائفية. انتبه جيداً. أنت في بلاد العرب أوطاني، ولربما في سوريّة الأسد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية