الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشاعرة ناهدة الحلبي، تعيش اجواء الجمال داخل القصيدة ..

وجدان عبدالعزيز

2018 / 8 / 7
الادب والفن


القصيدة نص لغوي مغاير، اي مكتوب بلغة ذات طقوس خاصة، لهذا يحتاج الى تلقي من نوع خاص، وكي يقوم المتلقي بالامساك بالمعنى، لابد من قراءة النص اكثر من مرة، لهذا تجتمع تجربتان : تجربة الكتابة والبناء، وتجربة القراءة والتفكيك ومحاولة فهم المعنى، يعني تجربة الكتابة وتجربة القراءة .. وبما اننا امام قصيدة تعاملت مع ثيمة الجسد، فلابد لنا ان نفصل مابين انواع طرق تناول الجسد .. يقول الناقد رياض عبدالواحد : (الكتابة الأيروسية مأخوذة من الإله الإغريقي "أيروس"، وهو إله الرغبة والحب والخصوبة. أما اللفظة الانكليزية المشتقة من "أيروس" فهي إيروتك، وتعني المثير للشهوة. ثمة فارق بين كلمتي أيروسية وإيروتيكية؛ فالأيروسية هي التعمق في إظهار المشاعر من دون التطرق إلى العملية الجنسية، أما حين يتطرق الكاتب إلى العملية الجنسية فإنَّ كتابته تعد كتابة إيروتيكية. وحين يندفع الكاتب إلى أبعد من ذلك، أي إلى المستوى الإباحي فتعد كتابته كتابة بورنوغرافية. وكلمة "بورنوغرافيا" متكونة من شقين هما: بورن، ومعناها البغي، وغرافيا، ومعناها الكتابة. ولعل الأدباء العرب لم يخوضوا في هذا الميدان بسبب من العادات والتقاليد التي تحكمهم وتمنعهم من التصدي لهكذا موضوعات، إلا إن البعض قد خاض غمار التجربة دون الالتفات إلى حسابات الربح أو الخسارة )، ومن خلال قصيدة ناهدة الحلبي (طعمُ قبُلاتٍ تُراوِحُ مجرى الشِّفاه !!)، نلاحظ فيها الايروسية واضحة بدلالة الحب واظهار مشاعره، ورغم وجود حسيات خفيفة فيها، الا انها حملت ايحاءات روحية، متمثلة بقول الحلبي : (فأُطْعِمُ فاهَ الرُّوحِ زادَ سَماوةٍ/فَمِنْ عِشْقِيَ المَرْوِيِّ يُجْلى غَمامُها!!) .. اذن الشاعرة ناهدة الحلبي تبحث عن الجمال من خلال خلق حالة شفيفة مع الجسد ومناطقه التي تمتلك الاثارة، لخلق حالة توازن نفسي مع المحيط، وبما ان عالمنا العربي يحرم على الشاعرة الانثى طرق هذه الابواب، عمدت الشاعرة الى التماس مع الجسد والاقتراب من المحضور بطريقة خفيفة وشفافة، كي تلفت نظر المتلقي وتجتذبه لها اولا، وكون الحُبّ هو شعور بالانجذاب والإعجاب نحو شخص ما، أو شيء ما ثانيا، وقد يُنظر للحبّ على أنّه كيمياء متبادلة بين اثنين، ومن المعروف أنّ الجسم يفرز هرمون الأوكسيتوسين المعروف بهرمون المحبّين أثناء اللقاء بينهم. وتمّ تعريف كلمة حبّ لغويّاً على أنّها تضمّ معاني الغرام، والعلّة، وبذور النّبات، ويوجد تشابه بين المعاني الثّلاث على الرّغم من تباعدها ظاهريّاً؛ فكثير ما يشبّهون الحبّ بالدّاء أو العِلّة، وكثيرا أيضاً ما يُشبّه المحبّون الحبّ ببذور النّباتات. أمّا مصطلح الغرام فهو يعني حرفيّاً، التَعلُّق بالشّيء تَعلُّقاً لا يُستطاع التَخلّص منه، ويعني أيضاً العذاب الدّائم الملازم. والمغرم هو المولع بالشّيء لا يصبر على مفارقته، وأُغرم بالشيء، أي أولع به، فهو مُغرم، والظاهران الحبّ عند الشاعرة الحلبي، هو نزوع دائم، يتجلّى في رغبات متتالية ومتناوبة، حتى تصل به الى الاشباع الروحي، فالقصيدة عندها بحث جمالي .. تقول : (فلا يَحْسَبُ العُشَّاقُ أنِّي قَصائدٌ/غَداةَ أُفولٍ لا يَهُبُّ نُوامُها!!!)، وهكذا تعيش الحلبي اجواء الجمال داخل القصيدة لا خارجها ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ناهدة الحلبي

طعمُ قبُلاتٍ تُراوِحُ مجرى الشِّفاه !!
--------------------------------

يَصومُ عنها والشِّفاهُ صِيامُها
وِشاحٌ مِنَ القُبْلاتِ عزَّ فِطامُها

تمنَّيتُها لكنَّ خدِّيَ ماحِلٌ
وما ذُقْتُها إذ قدْ يُشَبُّ ضِرامُها

وأفقَر خَصْري ما يَجودُ بِغَمرةٍ
وأقفَر قَدِّي ما تهادى قِوامُها



وكَمْ قالَ لي لا عيشَ دوني غَوايَةً
فَهَلْ لِذَبيحِ الوَجدِ يُهْدَى حُطامُها!

تُسامِرُهُ الأشْعارُ تُحْدِرُ دَمْعَتي
يُكَفكَفُ بالشِّعرِ الجميلِ هُيامُها

وتَهزَجُ أنثى الشِّعرِ فيَّ بِفِتْنَةٍ
وَيُخْبى بِحَرْفي عِطرُها ونِدامُها

أُهدْهِدُ رِمشي فالجفونُ نَوافِلٌ
كما الرُّوحُ مِنْ سُقمٍ تَزيدُ سِقامُها

وَأرْشُقُ جَفْنَيْهِ بِعِطْري، فَمُهْجَتي
بِسَيْفٍ جَسورٍ لا تُرَدُّ سِهامُها

فلا يَحْسَبُ العُشَّاقُ أنِّي قَصائدٌ
غَداةَ أُفولٍ لا يَهُبُّ نُوامُها!!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وداعا صلاح السعدنى.. الفنانون فى صدمه وابنه يتلقى العزاء على


.. انهيار ودموع أحمد السعدني ومنى زكى ووفاء عامر فى جنازة الفنا




.. فوق السلطة 385 – ردّ إيران مسرحية أم بداية حرب؟


.. وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز




.. لحظة تشييع جنازة الفنان صلاح السعدني بحضور نجوم الفن