الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العودة من النمسا الى مصر ... برا

نشات نصر سلامه
كاتب وباحث علم الاجتماع وخبير علم الاجرام ومهندس استشارى

(Nashat Nasr Salama)

2018 / 8 / 10
المجتمع المدني


في أغسطس 1989 كنت مقيم بالنمسا لمدة سنتين كطالب بجامعة فينا ,وقررت العودة لمصر , ومن المنطقى في هذه الحالة ان أقوم بحجز تذكرة طيران من فينا الى القاهرة ,, ولكنى كنت متأثرا نوعا بقصة جون فبرن ( حول العالم في 80 يوم ) فقررت العودة الى مصر برا !!!!.
من المعروف ان النمسا تقع في قلب اوربا ويحيط بها المانيا وسويسرا وإيطاليا والمجر والتشيك والسلوفاك ويوغسلافيا التي تحولت الى عدة دول , وفى 5 أغسطس من هذا العام ركبت القطار الدولى من فينا متجها الى استنبول بتركيا ووسط وداع الأصدقاء والمعارف في ذلك الوقت بدأ القطار رحلته وبعد فترة وجيزة غادرت الحدود النمسوية ودخلت دولة ما كان يسمى بيوغسلافيا ورغم وجود شنط كثيرة معى اكتفت شرطة الحدود بالاطلاع على الباسبور ولم يتم تفتيش اى شنطة سواء عند خروجى من النمسا او عند دخولى ليوغسلافيا .. وبعد ذلك دخل القطار الى بلغاريا واكتفت الشرطة أيضا بالاطلاع على الباسبور دون تفتيش اى حقيبة وتكرر نفس الشئ عند خروجى من بلغاريا ولكنى أتذكر جيدا ان على الحدود بين بلغاريا وتركيا صعد للقطار افراد من الشرطة لا اعرف اذا كانوا من تركيا او بلغاريا وطلبوا ابراز الباسبور بطريقة عدائية جدا كما لو كانوا يبحثون عن أعداء للنيل منهم .. ولكنهم عندما رأوا الباسبور المصرى اعادوه في هدوء وجعلونى امر , اعتقد انهم كانوا يبحثون عن جنسية معينه !!.
واستقر القطار في محطته النهائية في استنبول بعد سفر متواصل بالقطار لمدة ثلاثة أيام متواصلة ووجدتها مدينة كبيرة جدا وقديمة جدا وزحمة جدا .
وكان امامى آنذاك للرجوع الى مصر طريقين اما عن طريق سوريا او العراق . كنت أتمنى الذهاب لسوريا لسمعتها الممتازة في ذلك الوقت وجمالها التي كنت اسمع عنه ورقى ناسها التي اشتهرت به ولكن للأسف الشديد كانت العلاقات السياسية بين مصر وسوريا في أسوأ حالاتها ونما الى علمى ان المخابرات المصرية في ذلك الوقت تقوم باستجواب شديد لكل قادم من سوريا , في حين ان العلاقات المصرية العراقية المصرية كانت في احسن حالتها وفى ذلك الوقت كانت الحرب العراقية الإيرانية قد وضعت اوزارها والأمور مستقرة بالعراق ولذلك قررت التوجه للعراق رغم ان كانت عينى على سوريا , ومن خلال التحدث بالانجليزية ركبت اتوبيس لنقلى من استنبول الى الموصل وهى مدينة حدودية مع تركيا ..
وتحرك الاتوبيس من استنبول مخترقا تركيا كلها مرورا بالعاصمة ازمير ولمدة ثلاثة أيام أخرى في سفر متواصل الى ان وصلت الى حدود العراق بعد سفر سته أيام متواصلة ...
وعلى حدود العراق قاموا بفتح شنطة شنطة وافراغ ما فيها واعادته مرة أخرى امامهم وقاموا بمصادرة جميع شرايط التسجيل الخاصة بى ورميها على الأرض وهى الشرايط التي جمعتها خلال سنوات عمرى في ذلك الوقت ولما حاولت الاعتراض سمعت كلمة ماكو شرايط ... طبعا كانت اول تجربة لى في ذلك الوقت لدخول دولة عربية وكانت صدمة الأنتظار على الحدود لمدة سته ساعات مع تفتيش الشنط بطريقة همجية مع مصادرة جميع شرايط الكاسيت الخاصة بى ترك ذلك اثرا سيئا جدا في واحسست بالفارق الهائل في التحضر بين اوربا وبين الدول العربية !!
استرحت في احد الفنادق بالموصل لمدة ثلاثة أيام من شدة تعبى وكانت درجة الحرارة في ذلك الوقت تتراوح بين 48 و49 ...ولاحظت عدم وجود شبكات صرف صحى بمدينة الموصل وانما يتم تصريف المجارى اسفل الرصيف مباشرة على جانبي الشارع وعمل انحدار طبيعى ويتم تجميعها بهذه الطريقة البدائية نظرا لصرف أموال العراق في الحروب بدلا من تدعيم البنية التحتية المعدومة .
بعد ثلاثة أيام توجهت الى بغداد وهى اكبر من الموصل كثيرا وبها قباب خضراء كثير ومذدحمة جدا والحرارة أيضا في حدود 49 درجة وكان بها مصريون كثر ورخيصة جدا وكانت البنية التحتية في حالة يرثى لها
وبعد اقامتى ثلاثة أيام ببغداد استاجرت اتوبيس وذهبت به الى عمان بالأردن .. ولكن عند خروجى من العراق تكرر نغس العذاب في تفتيش الشنط والاحتجاز على الحدود لمده تزيد عن ست ساعات بدون مبرر .. وعند دخول الأردن تكرر نفس الشئ من ناحية تفتيش الشنط والاحتجاز لساعات طويلة . وفى عمان استاجرت اتوبيس لنقلى الى مدينة العقبة وبعد التفتيش والاحتجاز لساعات لحين المرور ومن خلال باخرة من العقبة الى ميناء نوبيع بمصر استغرقت الرحلة بضع ساعات وأشار بعض الركاب ونحن بالباخرة هذه هي إسرائيل وهذا ميناء ايلات وأشار اخرون هذه هي جبال السعودية .. طبعا في ميناء نويبع لم يختلف الامر كثيرا عن طول الإجراءات والتفتيش الكثير للشنط ومحاولة تحصيل جمارك على اى شيء حتى لو متعلقات شخصية مثل راديو كاسيت او كاميرا شخصية
بعدها استقليت الاتوبيس من نويبع الى موقف الاتوبيسات بالقرب من ميدان العباسية بالقاهرة ثم تاكسى الى منزلى بمدينة نصر في ذلك الوقت .واسغرقت هذه الرحلة 12 يوما متواصلا .
ومنذ قيامى بهذه الرحلة لم ادخل دولة عربية مرة أخرى الى يومنا هذا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آندرو تيت للعربية English: أنا بريء من تهمة الاتجار بالبشر و


.. موجز أخبار الرابعة - مقررة الأمم المتحدة تدعو إلى وقف الإباد




.. منظمة -هيومن رايتس ووتش- توثق إعدام 223 مدنيا شمال بوركينا ف


.. بعد فض اعتصام تضامني مع غزة.. الطلاب يعيدون نصب خيامهم بجامع




.. بينهم نتنياهو و غالانت هاليفي.. مذكرات اعتقال دولية بحق قادة