الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلاقات العائلية والإنسانية

محيي الدين محروس

2018 / 8 / 11
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لنفرض بآن الزوج والزوجة ينتميان إلى حزبين سياسيين وطنيين:
الاحتمال الأول: التوافق على ما هو مشترك في رؤية الحزبين، والعيش حياة زوجية وعائلية سعيدة.
الاحتمال الثاني: الصراع بينهما أي الحزبين هو الأفضل، وجدال ومشاجرات مستمرة.
أي الخيارين هو الأفضل؟
بالطبع الخيار الأول الذي يعود بالطمأنينة، واستمرار المحبة بينهما وفي العائلة.

لنستبدل كلمة الحزب بكلمة دين.
لنفرض بأن الزوج والزوجة ينتميان إلى دينين سماويين، فيهما العبادة لله، والكثير من القيم الإنسانية والروحية المشتركة.
الاحتمال الأول: التوافق على ما هو مشترك، مع حرية الاختيار. مما يضمن استمرار المحبة والعلاقة الزوجية، خاصةً بقاء الأطفال ونموهم النفسي في أسرة كاملة من الأب والأم.
الاحتمال الثاني: قيامهما بالمقارنات ومحاولات البرهنة أي الدينين هو الأفضل، أو حتى محاولات البرهنة بأن الدين الآخر هو باطل!
هنا يكمن الخطر، بإنهاء المحبة بينهما وصولاً إلى الطلاق ..وضياع الأطفال بين الأم والأب.

آي الخيارين هو الآفضل؟
بالطبع، هما أصحاب القرار، ولا أحد غيرهما.

لننظر إلى الواقع في حياة الأسرة:
كم من الأسر السعيدة التي فيها الزوج مسلم والزوجة مسيحية. وكذلك عند عكس الحالة في الأسر التي فيها الزوج مسيحي والأم مسلمة في الدول التي يسود فيها القانون المدني لعقد الزواج. للأسف، „ رجال الدين الإسلامي“ يُحرم زواج المسلمة من المسيحي، ربما حفاظاً على أعداد المسلمين في العالم لأن الأطفال يتبعون لدين والدهم!

العلاقة الزوجية هي علاقة محبة وارتباط إنساني وعاطفي، بغض النظر عن الانتماء الديني أو القومي أو العرقي أو السياسي.
الاختيار يعود لكل إنسان، فهو صاحب القرار: إما العيش بالمحبة والسعادة، وإما إشعال الحرب الأهلية في العائلة الواحدة.

ولننظر إلى الواقع على مستوى المجتمع البشري:

من المعروف تاريخياً، كم من الحروب قامت تحت الشعارات الدينية، تحت مسميات „ الفتوحات الإسلامية“ و " الحروب الصليبية" !
والحروب ضمن أصحاب الديانة الواحدة، وتحت شعارات دينية بين المسلمين السنة والشيعة إلى يومنا هذا!
وبين أتباع الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة البروتستانتية ( بروتست تعني الاعتراض - الاحتجاج )، لأن آصحاب الكنيسة الكاثوليكية اعترضوا على „شراء „ الغفران عن طريق الكنيسة!!
بكلمات أخرى: ( احتجوا ) رفضوا دفع الأمواال للكنيسة، لشراء قطعة آرض في الجنة! اليوم عدد البروتستانت أكثر من 800 مليوناً.

وآخيراً توصل رجال الدين المتنورين في النصف الثاني من القرن العشرين لعقد لقاءات ومؤتمرات للتوافق على القيم الإنسانية المشتركة، ولنشر المحبة والسلام في العالم.

الخلاصة: البحث وإيجاد ما هو مشترك على مستوى العائلة والمجتمع والبشرية هو الحل على طريق السعادة على هذه المستويات الثلاثة. وهذا يتوقف علينا فقط،
نحن نملك خيار شقائنا آو سعادتنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يوقع حزم المساعدات الخارجية.. فهل ستمثل دفعة سياسية له


.. شهيد برصاص الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامها مدينة رام الله ف




.. بايدن يسخر من ترمب ومن -صبغ شعره- خلال حفل انتخابي


.. أب يبكي بحرقة في وداع طفلته التي قتلها القصف الإسرائيلي




.. -الأسوأ في العالم-.. مرض مهاجم أتليتيكو مدريد ألفارو موراتا