الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منتخب فلسطين 1934

ناجح شاهين

2018 / 8 / 11
القضية الفلسطينية


منتخب فلسطين 1934 وأوركسترا رام الله 2018 وصرعة النضال الممول

انضم منتخب فلسطين لاتحاد كرة القدم الدولي في وقت مبكر جداً بعد أن تقدمت الرابطة الرياضية اليهودية بطلب الالتحاق بالفيفا في العام 1928.
من المعروف أن كرة القدم الحديثة هي "اختراع" بريطاني. وقد نشر الإنجليز اللعبة، مثلما هو متوقع، في مستعمراتهم بما فيها فلسطين ومصر والهند. ولكن الطريف في الحالة الفلسطينية أن المنتخب الذي حمل اسم "منختب فلسطين/أرض إسرائيل" تشكل أساساً من الجنود الإنجليز وبعض اللاعبين من الأندية اليهودية. على العموم خلا المنتخب من اللاعبين العرب الفلسطينيين. لكن ذلك لا يمنع أن يقوم بعض الأصدقاء هنا وهناك، خصوصاً في خضم أحداث المونديال الأخير بوضع لقطات لمباريات خاضها منتخب فلسطين المزعوم مع مصر أو أستراليا...الخ.
بالطبع نستطيع أن نتفهم سوء الفهم الذي يحصل في هذه الحالة. وقد توهمت شخصياً أنه قد كان هناك منتخب اسمه منتخب فلسطين، ولا بد أنني صدمت عندما عرفت أن اللاعبين كانوا جنود الاحتلال اإنجليزي بالذات. ذلك زمن "سحيق" يقارب القرن. لكن ما يثير الدهشة أن تقوم "أوركسترا رام الله" قبل أيام بعزف السيمفونية التاسعة لبيتهوفن المشهورة بصعوبتها إلى درجة أن العرض الافتتاحي لها سنة 1824 بحضور بيتهوفن نفسه قد شهد أخطاء لا يستهان بها.
إذن ذهبت لحضور عزف السيمفونية التاسعة وأنا أضرب أخماساً بأسداس حول العرض الذي ستقدمه أوركتسترا رام الله التي لا أعرف الكثير عنها. لكن ترقبي وأسئلتي سرعان ما تبخرت عندما شاهدت الجالسين على المسرح والذين يربو عددهم على المئة. كانوا جميعاً أجانب على وجه التقريب.
بعد قليل ستخبرنا الصبية "عريفة الحفل" بالصوت الخطابي المعتاد المشوب بالدلال الأنثوي مع الكثير من الاعتزاز والتباهي أن الأوركسترا مكونة من ألمان وسويديين ونرويجيين ...الخ أما تمويل الأوركسترا والعروض (أو الرعاية) فقد اعتمد بدوره على التمويل السويدي والألماني ....الخ
حسناً، ما هو الدور الفلسطيني؟
التظاهر بالقيام بالعمل؟
ترى هل كان جمهور الفلسطينيين حقاً مستمتعاً ب "التاسعة"؟
على الرغم من أي انتقاد فقد كان العرض ناجحاً بالمقاييس كلها. وقد ازدحم مسرح قصر الثقافة الكبير وامتلأ عن آخره، وتمت تغطية الحدث "الفاخر" على نطاق واسع.
يوجد لدينا إضافة إلى ما ذكر أعلاه نوع من النضال الذي يموله الأوروبيون ويشتركون في "عزفه" بنسبة تفوق نسبة المشاركة الفلسطينية. كما يقوم الأوروبيون بتغطيته إعلامياً على نطاق واسع، ويسمونه النضال السلمي.
وهذا النوع من النضال يرعاه في أوروبا وأمريكا قطاعات واسعة من الناشطين بمن في ذلك الفوضويون واليسار غير العنفي، والمثليون جنسياً خصوصا من الفئات اليهودية، وفوق ذلك وقبله الدوائر والمؤسسات التابعة لوزارات الخارجية في دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وايطاليا واسبانيا....الخ
الفلسطيني في حالة كرة القدم وفي حالة الموسيقى الكلاسيكية يتظاهر بأنه يقوم بالعمل مثلما هو يتظاهر بالقيام بالنضال السلمي. لسوء الحظ عندما يتم تجاوز "فقاعة" رام الله وبعض المواقع التي يحدد تفاصيل مشهدها الناشط الأوروبي والأموال التي في حوزته، يعود الناس إلى طبيعتهم البسيطة المتدينة حيث لا مكان للسيمفونية التاسعة أو رقصة سالومي أو بحيرة البجع. وعند عقد انتخابات ما فإن التيار الليبرالي الممول أوروبياً لا يحصد أكثر من جزء من واحد في المائة من الأصوات. ذلك أن الشريحة التابعة للتمويل الأوروبي تظل مثل الزبد طافية على سطح المجتمع ولا تؤثر فيه، على الرغم من الوهج الإعلامي الذي يضمنه لها الممول الغربي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية


.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس




.. إيران تحذر إسرائيل من استهداف المنشآت النووية وتؤكد أنها ستر


.. المنشآتُ النووية الإيرانية التي تعتبرها إسرائيل تهديدا وُجود




.. كأنه زلزال.. دمار كبير خلفه الاحتلال بعد انسحابه من مخيم الن