الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة الى متظاهر

ماهر ضياء محيي الدين

2018 / 8 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


رسالة إلى متظاهر

طريق الحق ضد الباطل,طريق طويل وشاق جدا،ملي بالمخاطر والتحديات والصعوبات ،يتطلب هذا الطريق الصبر والتضحية وقد يكون ثمن هذا الطريق خسائر تصل إلى النفس والمال والأهل والهجرة .
لقد أعطنا التاريخ نماذج يقتدى به من دعاة الإصلاح والتغير ،حققوا منجزات تظل خالدة مدى الدهر ، غيروا مجرى التاريخ ، اسقطوا حكام ظالمين ، بنيت من خلال فكرهم دول عظيمة ليومنا هذا .
ولو نأخذ نموذج واحد منهم ، ضحى بنفسه وعياله وأهله من اجل الأمة, خرج ليصلح حالها مع علمه اليقين كل الظروف ضده , السياسية الدينية قلة الناصر وكثرة العدو ، لان خرج على إمام زمانه , وهذا محرم شرعا ضمن اعتقاد اغلب الأمة في ذلك الوقت ، قاتل وحسب كل مقاييس المعركة ضده ، لا رجال لا عدة ، مقابل جيش تعدده على اقل تقدير ثلاثة ألف مقاتل وأكثر ، لكن مبادئ ثورته كانت مبنية على أساس متين وقوي وصحيح ، ولان عمله الإصلاحي الذي عمل به ، فيه غايات لا مأربها أخرى فيها إلا من اجل الدين والإنسانية لا سلطة ولا نفوذ , ومحاربة الظالمين والفاسدين , وهم موجودون في كل مكان وزمان .
رغم قلة أمطارنا خلال السنوات التي مضت ، نجد سيل من الاتهامات التي وجهة إلى المتظاهرين ، عدم وضح الهدف ، لا يوجد تنظيم أو قيادة , مطالبهم لا تعبر عن حاجة الناس الحقيقية ، زوبعة في فنجان وستنتهي خلال أيام ، حرارة الصيف الملتهبة وقلة ساعات تجهيز الكهرباء سبب أساسي لهذا التظاهر, وعدم توفر فرص عمل لأغلب العاطلين من الخريجين وغيرهم .
والبعض ذهب أكثر من ذلك ماذا سيفعل التظاهر لنا ، ما هي نتائج أو معطياته لو تظاهرنا مثلا , في ظل حكام جائرين ، الأفضل نجلس ننتظر الفرج من طرف أو جهة ما أو رحمة السماء, لان الصبر مفتاح الفرج حتى لو حكموا سبعون عام أو أكثر،صدام خمس وثلاثون حكمنا وانتهت القصة .
مظاهرات مسيسه من إطراف معينة ، أو تقف ورائها جهات داخلية وخارجية تسعى إلى إشعال الشارع ، وإشغاله عن أمور كثير تخص فشل الحكومة في إدارة الدولة وحسم الكثير من القضايا ومنها ملفات الفساد وحيتانها التي لا تشبع مطلقا , و ما جرى في الانتخابات الأخيرة من اتهامات تزوير وتلاعب وحرق الصناديق ، لتكون موجة التظاهرات ومضاعفاتها أعلى من قضية الانتخابات الأخيرة ، وما أكثر الاتهامات والانتقادات التي وجهة للحكومة وأحزابها بسببها ،
بين هذا الطوفان جعلوا الكل يخشى التظاهر والخوف من القادم ، إلى أين ستصير الأمور لو صار لو جرى، ليكون الترقب والخوف والذعر لدى الأغلبية ، والقبول بحالنا اليوم أفضل من الأسوأ المجهول المخيف أو استمرت التظاهرات ، ويضيع دم خيرة شبابها بين القبائل ؟
رسالتنا إلى المتظاهر رغم الاتهامات التي تحاول تشويه صورتكم و مشروعكم الإصلاحي ، وقلة الناصر وكثرة العدو من الداخل والخارج ، وهناك فئات تحاول ركوب الموج من اجل مأربها الشيطانية من خلالكم ، وأحرقت المقار الحزبية ، والمنازل وحملت السلاح واعتدت على القوات الأمنية وبعض الفصائل ودور العباد، ليكون منهاجك كمنهاج الأمام الحسين في مشروعه الإصلاحية للأمة ، كيف اسقط حكم بني أمية ، فزيد ذلك الزمان موجود في كل زمان ، ونفس الظروف الصعبة الحرجة التي كانت ، تغلب عليها الإمام الحسين بالكلمة الصادقة قبل السيف ، ووضع منهاج للإصلاح مدى الدهر ، ما زال يدرس في أرقى الجامعات والمدارس العالمية ، وكم ثورة قامت وكان منهاجها من منهاج الإمام الحسين ( تعلمت من الحسين إن أكون مظلوم فانتصر ) ، مهما كان الطريق شاق وطويل فمصير الظالمين والفاسدين الهلاك وهو المصير المحتوم وصدام وأعوانها كيف كانت نهايتهم خير دليل وبرهان ، ومصيركم النجاح ولو بعد حين من اجل البلد وأهله لأنه من يعمل مثقال ذرة خير يره ومن يعمل مثقال شر يره .

ماهر ضياء محيي الدين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشدد مع الصين وتهاون مع إيران.. تساؤلات بشأن جدوى العقوبات ا


.. جرحى في قصف إسرائيلي استهدف مبنى من عدة طوابق في شارع الجلاء




.. شاهد| اشتعال النيران في عربات قطار أونتاريو بكندا


.. استشهاد طفل فلسطيني جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مسجد الصديق




.. بقيمة 95 مليار دولار.. الكونغرس يقر تشريعا بتقديم مساعدات عس