الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب الفلسطيني .. السكون المستهجن (1/3)

عائشة اجميعان

2018 / 8 / 12
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


الشعب الفلسطيني ذلك الشعب الثائر الصامد الذي عاش ومازال يعيش تبعات النكبة الاولى, ويتوزع في نواحي الأرض الأربع ,مشكلا ما يعرف بالشتات, ما بين المخيمات في الدول العربية المضيفة, وما عاناه أهلنا ويعانوه من ضنك العيش تحت مسمى اللجوء, حتى تعرض الى هجرات جديدة, خاصة أهلنا في مخيمات سورية وقبلها لبنان, جراء الأحداث التي عصفت بهذين البلدين, ومن جاليات تواجدت في أنحاء المعمورة , إضافة إلى من تبقى متجذراً في أرضه, تحت علم الدولة الإسرائيلية, وما عاناه من كل اشكال التمييز خلال السنوات السبعين الماضية ,وصولا الى قانون القومية العنصري الذي سنته حكومة نتياهو العنصرية, وهناك من تبقى من شعبنا الأبي الصابر في أراضي السلطة في كل من الضفة وغزة, وما عاناه ويعانيه من كل أشكال البغي والعدوان الاسرائيلي, عبر حصار متواصل منذ اثني عشر عاما, وحروب ثلاث, بعد العيش تحت الاحتلال منذ احتلال 1967وصولا الى اوسلو وقيام السلطة الفلسطينية.

هذا الشعب الذي اسمع العالم صوت الوطنية والحراك الشعبي المعبر والمؤثر والذي كان له ان يسقط كثير من المؤامرات في محطات كثيرة عبر مشوار النضال الطويل المضمخ بالدماء, في أرضه ومن خلال تواجد مناضليه في دول الطوق, وربما سبق قياداته في التحرك , ولعل الانتفاضة الأولي شاهدا على حياة الشعب وحيويته, وقدرته على العطاء والتضحية, والابداع, الامر الذي دفع القيادة بسرعة استلام دفه التوجيه والدعم, وصولا إلى تحريك المواقف العالمية, ودفع إسرائيل الى الاعتراف بوجود شعب اسمه الشعب الفلسطيني, والاعتراف به عبر قيادته التي مثلته حتى قيام السلطة الفلسطينية.
وهنا نحاول ان نسلط الضوء على بعض الشعب الفلسطيني في بقعة جغرافية هي الأصغر, والتي كان لها ان تكون عنوانا نارياً خلال العقد الأخير من تاريخ شعبنا ونشير هنا إلى الشعب الفلسطيني, في غزة .

في العام 1994, أعلنت القيادة, قيام السلطة الفلسطينية, وبدأت حقبه جديدة في حياة الشعب, بداية من الخروج بكل مكوناته للترحيب بطلائع ابناءه الواصلين الي ارض الوطن, ثم بالترحيب بالقائد الرمز المشهد الذي سجلته عدسات الكاميراً, ولا يزال في الذاكرة الوطنية الشعبية, مرورا بالأحداث الكبار التي مرت والذي كان حراكه للوقوف ظهيراً لقيادته, خاصة مع ما سمي هبة النفق عام 1996, وما تلاها, وصولا الى محادثات كامب ديفيد عام 2000, والتي فشلت نتيجة تمسك القيادة الوطنية بالحقوق والثوابت في مقابل تعنت القيادة الإسرائيلية, مما أدي إلى افشل المحادثات.
ولان الشعب حي ويعي ما يدور, فقد استقبل القيادة استقبال المنتصر, وبات مناصراً لقيادته وصولاً إلى تفجر الأوضاع عبر الانتفاضة الثانية, وصيرورة الأحداث المأساوية والتي عصفت بالشعب ومقدراته ومكتسباته, لكنه الشعب, ما يزال حيا, حتى وداع القائد الذي ترجل, في مشاهد سادت كل نواحي تواجد الشعب الفلسطيني, ولم يكن الشعب في غزة التي تمنى ترابها اي يحوي جسد الزعيم, بأقل تعبيرا عن الحياة والحيوية والفهم والاستعداد لمتابعة قيادته وان يكون كما كان, ظهيراً نصيراً لقيادته .
تبدلت القيادة .. بعدما عاش الشعب صدمة الفراق, وبدأت حقبة جديدة , أريد لها أن تكون مختلفة عما سبقها, لكن الشعب, لا يزال يثق بقيادته, وبحكمتها في أدارة شؤونه, في محاولة للتأكيد على كونه الظهير القوى الذي يدفع بالقيادة الى الأمام, وكانت الانتخابات التي أدي فيها الشعب دوره كما ينبغي من المشاركة الفاعلة والتعبير بحق عن ارادة التغيير, وقول الكلمة التي يري انها الحق, فكانت النتيجة التي مثلت بداية الحقبة الأصعب في حياة الشعب الفلسطيني .
شكلت الانتخابات التشريعية إرادة المشاركة الشعبية, والتي شارك فيه الشعب بنسبة لا تضاهي في انتخابات المنطقة بأسرها, وكان عموم الشعب حريصا وحارساً, على إنجاح الانتخابات.
جاءت حماس إلى الحكم عبر انتخابات حرة نزيهة, شكلت نتاج الإرادة الشعبية, لكنها في الحقيقة التي ظهرت فيما بعد, كانت نتاج زيف الحملة الدعائية الذي تم عبرها تزييف الوعي الشعبي, الأمر الذي انتهي به إلى الكارثة الوطنية التي نحياها ولا نزال نخشي تداعياتها .

منذ اليوم الأول, مارست حماس حكمها وحكومتها, ما شكل حقبة جديدة وربما غريبة على شعبنا الفلسطيني, حيث بدأت المفاصلة المجتمعية, بناء على اللون أو الانتماء التنظيمي, والقسمة التي أريد لها ان تكون بداية للانقسام فالانفصال,نتيجة مباشرة لسياسة الاخونة الحمقى, ويمكن التركيز هنا على عدة مراحل سادت الشعور الشعبي والنظرة الى القيادة وربما التحرك الشعبي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز


.. طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز




.. يوم الأرض بين الاحتفال بالإنجازات ومخاوف تغير المناخ


.. في يوم الأرض.. ما المخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي على ا




.. الجزائر: هل ستنضمّ جبهة البوليساريو للتكتل المغاربي الجديد؟