الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قاسم الاعرجي يتفاخر بفشله

نعيم مرواني

2018 / 8 / 12
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


خلال مايشرف على الاربعة عقود، احيل تقريبا كل شيء في العراق الى خراب بدءا بالبني التحتيه الخدمية وانتهاءا بمنظومة المجتمع الاخلاقية والقيمية.
طالما ذكرت اقراني عندما يحتدم الجدال حول سبل اصلاح دمار العراق انهم يتحدثون فقط عن اصلاح البعد المادي – البنى التحتية من منشآت ومرافق خدمية واقتصادية- ويتجاهلون البعد المعنوي الذي يتطلب اصلاحه جهودا اكثر وصبرا اكبر ووقتا اطول.
واقصد بالبعد المعنوي هنا هو المفاهيم العامة والتعليم النوعي والمنظومة القيمية والاخلاقية المجتمعية اذ ان خرابها غير ملموس وغير بائن للعيان وكنتيجة لذلك لم يأخذ نصيبه في البحث والتمحيص والدراسة لايجاد انجع السبل لاصلاحه.
صارت السرقة عندنا فهلوة بعد ان كانت عيبا وحرام, وصار الخداع سياسة وحذق بعد ان كان خزي, وصار الناس يحترمون الحرامي وينبذون النزيه، يقدرون المنحط ويتجاهلون العزيز، يتبعون المنافق الدجال ويرغبون عن الحكيم الامين، وصارت الغاية تبرر الوسيلة والناجح هو الذي (يعبي بالسلة عنب)، وصار تاجر المخدرات الذي تقتل سموم تجارته ابناءنا وترتكب الجرائم تحت تأثيرها، والسياسي السارق للمال العام الذي تهان عوائلنا بسبب فساده وتتظور اطفالنا جوعا نتيجة لسرقاته، صاروا ابطالا قوميين ورموزا وطنية.
صار استعبادنا من قبل المنظمات الارهابية والدول المجاورة سيادة، ففي الوقت الذي اقتطعت داعش نصف مساحة العراق والحقتها بالرقة "عاصمة الخلافة" ومحاصرة الدبابات والمدافع التركية لسنجار زمجر وزير خارجية العراق ابراهيم الجعفري مهددا بقطع يد كل من تسول له نفسه التجاوز على السيادة العراقية اذا لم يعتبر الناسك الجعفري كل ذلك تجاوزا على السيادة العراقية.
احتفل بالامس وزير داخليتنا قاسم الاعرجي بتحرير ثلاثة من وجهاء قضاء الدجيل اختطفتهم عصابات عصائب أهل "الحق," وصور نفسه معهم طالبا منهم الاتصال باهلهم مؤكدا لهم انهم سيتناولون معهم الغداء لذلك اليوم. الاعرجي ،واكيد كثيرون غيره، وجدوا ماقام به عملا بطوليا واحدى مناقب الوزير الفلته وذلك – كما اسلفنا- لاختلال الموازين الذي سببه خراب المنظومة القيمية.
لم يتطرق الوزير الى الجهة الخاطفة ولم يلق القبض على اي من الخاطفين مما يدفعنا الى التفكير انها يمكن ان تكون صفقه ترضية بين بدر والعصائب فانسحبت العصائب بموجبها تاركة المختطفين ورائها لتلميع صورة الوزير الذي هو احد قادة منظمة بدر وبالمقابل يتوقف الوزير عن ملاحقة الجناة الذين قتلوا وجرحوا عددا واختطفوا الثلاثة من وجهاء من قبيلة خزرج الكرام.
يريد الوزير ان يسجل نصرا لان ليس من السهولة انقاذ ضحية من مخالب عصائب أهل الحق التي عرف عنها تصويبها على اطراف المواطنين السفلى في شارع فلسطين وبقية شوراع وحارات مدن العراق المسؤول عن أمنه الوزير قاسم الاعرجي.
سيد قاسم! اطلاق سراح مختطفين دون محاكمة الخاطفين وزجهم بالسجن وحظر او حل المنظمة التي ينتمون اليها – ليس ابعادها خارج المدن فحسب- هو فشل ذريع لوزير داخلية (ان لم يكن تآمر مع منظمة ارهابية) دولة تتولى أمن مدنها المنظمات الارهابية المدعومة اقليميا، فلا تصوره لنا نصرا فنحن ممن لم تختل المنظومة الاخلاقية لديهم وممن لازالوا يرون الامور كما هي وليست من خلال عدسات ايرانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا


.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس




.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم


.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟




.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة