الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معرفة طابع حركتنا!

عادل احمد

2018 / 8 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ان تشخيص الاوضاع السياسية ومكانة الطبقات الاجتماعية بشكل موضوعي هي مفتاح طرح البديل الثوري. وان لم يكن هكذا فأن البديل سيكون وفق اهوائنا وسيكون في نطاق ذهننا فقط. ان الديالكتيك هو معرفة ما يجري حولنا ومايجري في الطبيعة بشكل مستقل وموضوعي ووفق قوانين الطبيعة وطبيعة المجتمع. ان من لم يعرف هذه القوانين وهذه الظواهر الطبيعية لا يمكن ان يكون له التاثير على مجرى الأوضاع سواء في الطبيعة او في المجتمع. ان الطبقة البرجوازية وحركاتها الاجتماعية على علم بكل مايجري في المجتمع وتتحرك معه وفق امكانياتها ومصلحتها لخدمة الراسمال وتحركاته، وتتحرك وفق التوازن الطبقي ورد فعل عدوها الطبقي، الطبقة العاملة. واذا لم يكن لدى الطبقة العاملة نفس التصور ونفس المعرفة فليس بأمكانها التفوق او المواجهة مع عدوها الطبقي، الطبقة البرجوازية. ومن هنا علينا ان ننظر الى الاوضاع السياسية في العراق وما يجري من الاحتجاجات الجماهيرية في المدن والمحافظات، وتشخيص الاوضاع وتعريفها حسب ما هو موجود بشكل موضوعي ومستقل عن ذهننا، اي في نطاق المجتمع وحركاته الاجتماعية وتوازن القوى لكل الطبقات وامكانياته الاجتماعية والسياسية. ان من يشخص الاوضاع الحالية في العراق رغم اتساع نطاق الاحتجاجات والتظاهرات الجماهيرية بالثورية فهو ليس له ربط بالمجتمع وليس المجتمع هو الشاغل تفكيره وانما يبحث عن الحل لمعضلات تفكيره وعقله. ان الاحتجاجات بحد ذاتها ليس دليل الثورية وانما هي دليل السخط الجماهيري على الاوضاع السياسية. بالأمكان ان تتحول الى الوضع الثوري اذا اضيفت اليها الامكانية الثورية من قبل الطبقة الثورية وبديلها السياسي. وهذا لا يحصل الا أذ تحركت الطبقة العاملة بشكل مستقل نسبيا وبمطالب مستقلة عن مطالب الطبقة البرجوازية المعارضة لهذه الاوضاع. ان مهمة الاشتراكيين والشيوعيين تكمن في هذا اي العمل من اجل استقلال صفوف الطبقة الثورية الطبقة العاملة عن الافاق والبدائل البرجوازية. اذا استطعنا ان نفصل ولو بشكل ضئيل صفوف العمال ومطالبهم عن الصفوف البرجوازية فأن الوضع سيتجه الى الثورية كما رأينا في الثورة المصرية والتونسية.
ان طرح الافكار والحلول والبدائل السياسية على الاوضاع الحالية يجب ان يكون وفق التصوير الصحيح والواقعي والموضوعي وحسب مكانة كل الطبقات الاجتماعية وامكانياتها. لا يمكن تحميل الطبقة العاملة اكثر من طاقاته الاجتماعية والسياسية، ولا يمكن طرح البديل والحلول وليس بأمكان الطبقة العاملة ان تستقبله سياسيا واجتماعيا. ان كل خطوة يجب اجراؤها حسب امكانيات طبقتنا ولا يمكن الصعود خطوتين على السلم والحمل الثفيل على اكتافنا.. وانما علينا ان نصعد خطوة وبكل الحذر لتبعات تاثير الحمل الثقيل. ان كل خطوة وتقدم للطبقة العاملة يصاحبه خطوة نحو الثورية وتغير الموازين والقوى لصالحها. وعلى هذا الاساس يجب ان ننظر الى الاحتجاجات وان نقيمها بشكل موضوعي حتى يتسنى لنا ان نطرح بديلنا السياسي في كل مرحلة وفي كل خطوة. وعلينا ان ندرك بدقة بمعرفة امكانيات ووعي طبقتنا ومعرفة نطاق حركتنا وكيفية اتخاذ خطواتنا ومدى استعداد طبقتنا للمواجهة.
اذا نظرنا من هذا الباب على الاحتجاجات الجماهيرية الحالية، علينا ان نشخص عيوب حركتنا ونواقصها وكما راينا هو عدم تنظيم صفوف مستقلة في الاحتجاجات وعدم استقلالية المطالبات والشعارات وهذا من اهم النواقص. ان الاستقلالية بمعنى الاستقلالية عن مطالب قسم اخر من البرجوازية المعارضة والتي تحاول ان تشارك في هذه الاحتجاجات وان تسيطر عليها، وكذلك استقلالية المطالب والشعارات اي يجب ان يكون مشخصا على تلبية مطالب واحتياجات الطبقة العاملة والجماهير الفقيرة والكادحة، والتي تتلخص في توفير فرص العمل والامكانيات المعيشية والخدمات الانسانية والحد من الفساد والنهب وتوفير الماء والكهرباء وتدخلهم في رسم شكل الحياة الاجتماعية والسياسية.. ان استقلالية المطالب تعني فصل مطالب جماهير العمال والكادحين عن مطالب الاغنياء والبرجوازية، والاستقلالية في الصفوف تعني فصل صفوف العمال والكادحين عن صفوف الاحزاب والتيارات الدينية والطائفية والقومية، وتشكيل كيان وتنظيم مستقل تعبرعن مصالحهم ومصالح حركتهم. ان مطالب البرجوازيين من الطائفيين والاسلاميين والقوميين تعني انقاذ سلطة الطبقة الحاكمة مع تغيير طفيف، ولكن مطالب العمال والكادحين تعني هدم سلطة الطبقة الحاكمة بكل قوة.. وان مطالب الطائفيين والقوميين تتلخص في تقسيم السلطة والحصول على الامتيازات اكثر.. ولكن مطالب العمال تتلخص بالعيش بحرية وبكرامة لائقة للانسان المعاصر. ان فصل الصفوف والمطالب هي مهمة حركتنا الحالية في هذه الاحتجاجات الجماهيرية. نحن ندرك نواقص هذه الحركة وعلينا العمل من اجل حلها وهذا ياتي عن طريق اتخاذ خطوات بما تتلائم مع حركتنا وبما تتحمله طبقتنا للمواجهة. ان التركيز على مطالب العمال والكادحين وربط الشعارات مع هذه المطالب هي الخطوة لابراز استقلالية المطالب العمالية عن المطالب البرجوازية. واستقلالية الصفوف تكمن بتشكيل لجان مستقلة وثورية من القادة الميدانيين المعروفين في صفوف المجتمع والمحبوبين بين اوساط المجتمع ومحط ثقة له. ان عملنا وعمل الثورين والتحررين الواجب اتخاذه يتم في هذا الاتجاه. علينا ان ندرك ونعرف حركتنا وقوتها وتوازنها حتى بامكاننا ان نتحرك ونقوي صفوفنا ونرفع سقف مطالبنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئاسيات موريتانيا: ما هي حظوظ الرئيس في الفوز بولاية ثانية؟


.. ليبيا: خطوة إلى الوراء بعد اجتماع تونس الثلاثي المغاربي؟




.. تونس: ما دواعي قرار منع تغطية قضية أمن الدولة؟


.. بيرام الداه اعبيد: ترشّح الغزواني لرئاسيات موريتانيا -ترشّح




.. بعد هدوء استمر لأيام.. الحوثيون يعودون لاستهداف خطوط الملاحة