الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سمير أمين بين المركز الامبريالي والتطور اللامتكافئ في المحيط

زهير الخويلدي

2018 / 8 / 13
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


" الإمبريالية تريد لنا ديمقراطية بلا تقدم وطني، والمعونة الغربية أداة للسيطرة على البلدان الضعيفة"

غادر الدنيا في باريس عالم الاقتصاد السياسي المصري سمير أمين عن 87 عام بعد رحلة طويلة من الإنتاج المعرفي والنضال الاجتماعي. لقد اشتهر في أمريكا اللاتينية أكثر من العالم العربي وكانت له رؤى تجديدية في الفكر الاشتراكي واعتمد المنهجية العلمية وحاول إعادة كتاب التراث الماركسي على ضوء التقدم الهائل للعلوم الاجتماعية والتاريخية والاقتصادية والسياسية في أواخر القرن العشرين. اشتغل في بداية حياته الأكاديمية على مسألة تبعية العالم الثالث للعالم المتقدم ودعا إلى فك الارتباط مع المركز الامبريالي وتغيير المحاور وأسس مع مجموعة من علماء الاقتصاد نظرية المنظومات العالمية. ركز في أبحاثه على محاورة الماركسية في نسختها الماوية وحاول تجديد أنماط الإنتاج في المادية الجدلية وأمن بالعوالم الأربعة واشتغل على التخطيط المركزي وعلى تفكيك علاقة الهيمنة والتبعية بين المركز والأطراف وقاوم في المنتديات العالمية التي انتمى إليها كل الطرق التنموية التي نظرت لها الامبريالية. لقد ترأس منتدى العالم الثالث ورأى في الرأسمالية في طريقها إلى التهالك والاندحار وكشف عن توظيفها للدين السياسي من أجل الهيمنة على العالم وبحث في قضايا التراكم على الصعيد العالمي وفي قانون القيمة ومسألة التبادل ورأى أن أزمة الامبريالية أزمة هيكلية ووجه الفكر النقدي إلى مابعد الرأسمالية وتأثيراتها.
أولوية الفكر الأممي عند سمير أمين لم تمنعه من تخصيص جزء كبير من اهتماماته حول الأمة العربية والطبقة العاملة وأزمة المجتمع العربي وعلاقة الدين والدولة ونقد الدولة الوطنية والثقافة المتوسطية ولكنه انتهى إلى تبنى نظرية في الثقافة تعول على المدخل الاقتصادي السياسي من أجل مواجهة أزمة العصر. لقد خسر الفكر الاجتماعي عالم اقتصاد مهم ومنظر مبشر بانتصار الاشتراكية على الرأسمالية المتهالكة ويصعب تعويضه بسرعة في مجال اختصاصه النقدي بتراجع الفكر التقدمي وعودة الأنظمة الشمولية.
لقد تفاعل بشكل ايجابي مع حركات الاحتجاج التي شهدها الشارع العربي وطرح مسالة صناعة المستقبل ولكنه حذر من الإفراط في التفاؤل والذهاب إلى النيوليبرالية دون التسلح بالفكر الاجتماعي والانحياز للقضايا الحقيقية للفئات الاجتماعية الهشة ودون تبني خيارات العدالة والمساواة والدفاع على المرأة. فهل أمكن للمفكر سمير أمين أن يفهم روح العصر ويفسر مناخه بمجرد نقه للخطاب العربي المعاصر؟
كاتب فلسفي










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس


.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم




.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟


.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة




.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا