الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحزب الشيوعي السوداني ساهم في انشاء الحركة النقابية قبل ان يبنى فروعا له

علي خليفة

2019 / 4 / 11
ملف 1 أيار - ماي يوم العمال العالمي 2019 - سبل تقوية وتعزيز دور الحركة النقابية والعمالية في العالم العربي


التمثيل النسبي بدأ من مدرسة خورطقت الثانوية قبل جامعة الخرطوم

كانت توجد 22 نقابة عامة في فترة نميري لا علاقة لها بالسلطة

حوار: إبراهيم ميرغني

الباشمهندس علي خليفة رجل استثنائي بكل المقاييس فلقد اشتد عوده وهو مازال يافعا في مدرسة مروي الوسطى حيث كان رئيسا للجمعية الادبية وخاض معارك اتحادات الطلبة في المرحلة الثانوية.

فقد كان رئيسا لاتحاد طلاب خورطقت الثانوية وكان من منظمي اضراب المدارس الثانوية الثلاث انذاك خورطقت، ووادي سيدنا، وحنتوب ضد قانون الطوارئ الذي اعلنته حكومة عبدالله خليل. وبعدها شد الرحال الى المجر حيث درس الهندسة وعاد الى البلاد في عام 1970 ليكون ركيزة للعمل النقابي وسط المهنيين والفنيين خلال فترتي الحكم العسكري( النميري والجبهة القومية الاسلامية) وقد ترأس مكتب النقابات المركزي للحزب الشيوعي لسنوات.

ماهو دور الحزب الشيوعي في تكوين النقابات؟

: ان الحركة النقابية وارتباطها بالحزب الشيوعي مازال مستمرا وان عملها تراكمي بداية من عام 1946 ما يعني انها ليست مسألة جديدة وان الحزب الشيوعي ساهم في انشاء الحركة النقابية قبل ان يبنى فروعا له في كافة القطاعات. وببساطة لان الحزب الشيوعي ركز نشاطه في الدفاع عن مصالح الناس خاصة فقراء العمال "البرولتاريا" وبالنسبة للحزب الشيوعي الحركة النقابية قديمة ويملك الحزب فيها تجارب ثرة فالقضية اذاً ليست على خليفة او غيره من الاشخاص الذين كان لهم دور في فترات سابقة في الخمسينيات، ومهمتهم الان هي تعريف الاجيال الجديدة بهذه التجارب. الآن يدور حديث عن حركة يجب ان تنتظم من المهنيين والفنيين وخلافه، ويضيف النقابي على خليفة : فحركة النقابات ليست امرا جديدا فقد كنا نتفاكر ونتباحث وبتجاربنا النقابية والسياسية والاضراب والمظاهرة التي قامت عام 1956 بقيادة اتحاد نقابات عمال السودان والحزب الشيوعي برفع مذكرة للبرلمان بان اتحاد العمال ضد المعونة الامريكية، وان الاتجاه الذي سيقود قبول هذه المعونة هو اتجاه رأسمالي ونحن ضده، وحتى عند قيام انقلاب مايو 69 حذرنا قادة الانقلاب من مغبة القيام بذلك وقلنا لهم نحن سوف ننجز التخيير بالعمل الجماهيري.

هلا اعطيتنا فكرة عن سيرتك الذاتية والمراحل التعليمية؟

ولدت في منطقة "دويم ود حاج" مركز مروي 10 يوليو 1936 ، وانا ابن مزارع عشت وسط اسرة مكونة من 11 اخ واخت، وترتيبي كان الثالث، كان اهالي المنطقة يعتقدون بان المدارس لاتتناسب مع (الاولاد ) فكان هناك اعتقاد سائد ان المدارس كأنها شر ،وبالتالي ابوي ما كان عايز يلحقني بالمدارس وقام اخذ اخي الاكبر ومعه أحد الاطفال للجنة القبول لدخول المدارس فتم رفضهم لكبر سنهم وكان يقول: "انت يا علي ما تدخل المدرسة ترجع معاي البيت" في هذه اللحظة استطعت الهرب من والدي ورجل البوليس الذي يحرس مكتب لجنة القبول ودخلت الى اللجنة وتم قبولي فورا في المدرسة ولا انسى هذه الحادثة ابدا لانه كان اول قرارا اتخذته لوحدي.

وماذا حدث بعد ذلك؟

وبعد التحاقي بالمدرسة اصبحت نجما فيها حيث كنت اقدم الاناشيد التي يعمل الخريجون من ابناء المنطقة على تحفيظي لها، وبرزت اصبحت من اميز الطلاب وحزت على الترتيب الاول ، الى ان تخرجت من الصف الرابع اولية ، لكن بعد التحاقي بالمرحلة الوسطى لم يحالفني النجاح رغم تنبؤ مدير المدرسة والذي قال انذاك (من سيكون اول اللجنة هو علي خليفة )، وعزا عدم النجاح الى المخاوف والرهبة التي اعترتني من الامتحانات ، نفس المخاوف صاحبتني في المرحلة الثانوية ، لكن تم قبولي بمروي الوسطى. وكان الطالب الذي لم يحصل على ترتيب العشر الاوئل كان ملزما بدفع مبلغ 6 جنيهات. دفعت المبلغ بمساعدة احد اقاربي وكان ضابطا في قوة دفاع السودان انذاك، عليه دخلت مروي الوسطى القسم الخارجي. في اول امتحان جيت اول الفصل، وفي مروي الوسطى اتذكر من الاساتذة عوض حسن احمد وعبدالرحمن احمد فضل الله. كذلك كنت الاول من سنة اولى وحتى سنة رابعة وبفضل تأثير الاستاذ عبد الرحمن فضل دخلنا كلنا مدرسة خورطقت الثانوية كل الفصل 40 طالب 38 طالب جبهة ديمقراطية، وطبعا تأثير الاستاذ كان علينا كبير في طريقة تدريس الاناشيد التي كنا نرددها وفي ذلك الزمان. كانت في جمعيات ادبية في المدارس الوسطى وانا كنت رئيس الجمعية الادبية وعملنا جرائد حائطية وجمعية للمسرح ،وايضا وبفضل تأثير الاستاذ عبدالرحمن بمجرد دخولنا لمدرسة خورطقت الثانوية 38 طالب جبهة ديمقراطية اصبحنا جميعا اعضاء في الحزب الشيوعي كان ذلك في عام 1954 وفي عام 1956 كنت المسؤول السياسي لمدرسة خورطقت الثانوية ورئيس الاتحاد. وكان قبلنا رئيس الاتحاد صافي الدين احمد البشير وهو راجل ممتاز وكان شاعر. اذكر في عام 1956 كان في لقاء رياضي سنوي واتفقنا طلاب المدارس الثانوية الثلاث انذاك خورطقت وحنتوب ووادي سيدنا على الاضراب ليوم واحد ضد قانون الطوارئ الذي فرضه عبدالله خليل رئيس الوزراء. على اساس حماية ظهر مصر بعد العدوان الثلاثي عليها وكان مطلبنا هو الغاء قانوني الطوارئ وان يسمح للطلاب بالتطوع والمشاركة في الحرب مع المقاومة الشعبية في مصر. كان عندنا احساس عميق بالتضامن مع عبد الناصر والثورة المصرية.

من هم زملاءك قي تلك الفترة في خور طقت الثانوية؟

في تلك الفترة اذكر من الطلاب زملائي في خورطقت الاستاذ الحسين الحسن القاضي والشاعر المعروف رحمه الله وقد كان شيوعيا، وعثمان حامد من اولاد ام درمان وتوفى في الايام الفائتة رحمه الله ايضا، في تلك الفترة لم نكن معروفين كاتحاد طلاب بل مؤتمر الطلبة وعندما تحولنا الى اتحاد تم فصل 30 طالبا عشرة طلاب من كل مدرسة من المدارس الثلاث.

حدثنا عن بداية تطبيق التمثيل النسبي في المدارس الثانوية؟

واذكر هنا ان الاستاذ يوسف حسين كان في لجنة الاتحاد. وحقيقة للتاريخ اؤكد ان التمثيل النسبي بدأ من مدرسة خورطقت الثانوية قبل جامعة الخرطوم كان ذلك عام 1954 ولم نكن نعرف ان ذلك هو التمثيل النسبي حيث وصلنا لاتفاق اثناء مناهضة قانون الطوارئ على الوحدة والتضامن وحسبنا المسألة على اساس القوة الانتخابية فكانت النتيجة 4 مقاعد للجبهة الديمقراطية 4 مقاعد للمستقلين ومقعدين للاخوان المسلمين. والطريف فى الامر ان الدكتور محمد سليمان كان من ضمن الاربعة في قائمة المستقلين والاربعة الجبهة الديمقراطية هم علي خليفة وبابكر عوض حمور وخليفة عبدالرحيم ويوسف حسين. اما حسن سنادة فقد كان سكرتير للاتحاد السابق لنا.

عليه ثم رفدنا نحن الثلاثين ، وهناك طلاب من خارج لجنة الاتحاد تم فصلهم. وكان ذلك في عام 1956 وكان ذلك بسبب اتحاد الثلاث مدارس ورفضها لقانون الطوارئ. اذكر بالتحديد ان من ضمن من تم فصلهم وهم ليسوا اعضاء في لجنة الاتحاد المرحوم فاروق علي زكريا بالاضافة الى كمران وعلي بركات، ومن ضمن لجنة الاتحاد كان معنا الدكتور علي الحاج وبشير ادم مختار من الاخوان المسلمين وبشير ادم مختار وهذا هو الذي مضى على شهادة وفاة د.علي فضل بالملاريا.

هل كان هنالك تنسيق بين إتحادات الطلاب و العمال؟

فكما ذكرت سابقا فان نضال العمال والنقابات مستمر، ففي شغل اتعمل من ناس يجب ان يذكر مثلا عبد المنعم سليمان استشهد داخل السجن باغتيال تماما كالدكتور علي فضل. كان هناك تنسيق كامل بين الاتحادات الطلابية واتحاد عام عمال السودان في كل القضايا الوطنية في فترة الخمسينات وقد حضرت احدى الاجتماعات مع الشهيد الشفيع احمد الشيخ، وكنت وقتها طالبا بالمعهد الفني في السنة الاولى، ولنا علاقات بالصحف كالصراحة والطليعة. واذكر انني كتبت مقالا عن مشاكل اتحاد المزارعين بالسقاي والجريف وقد ساهمنا بقصطٍ وافر في حركة المزارعين عموما.

ماذا حدث بعد فصلكم من مدرسة خورطقت؟

طبعا رفدنا من خورطقت تم توزيعنا على المدارس الثانوية بالعاصمة فاصبحت طالبا بمدرسة المؤتمر بام رمان وكان اهلي متأكدين باني الاول في خورطقت. وهذا يعني سوف احرز نتيجة كويسة في امتحان الشهادة الثانوية لكن ما حدث اني احرزت نتيجة سيئة ورسبت في مادة الادب الانجليزي فلم ادخل جامعة الخرطوم. وكنت بفتكر حسب نشاطي في حركة الطلبة ان اذهب في بعثة على حساب اتحاد العمال او الطلبة للخارج ووقعتها كان المرحوم عمر مصطفى المكي هو المسؤول عن البعثات الذي اوضح ان علي خليفة مقبول في المعهد الفني فاوضحت له باني ولد ناس فقرا واحتاج لمنحة المعهد الفني للعيش بها ،على العموم قررت الجلوس لامتحان الشهادة مرة اخرى واحرزت نتيجة جيدة وقدمت للبعثات الحكومية. وكان هناك لجنة برئاسة وزير الداخلية والمرحوم محمد التوم التجاني وسألني اذكر المرحوم مندور المهدي عما اذا كان في مقدوري دفع ثمن تذكرة طيران لبلد لا يمنح تذاكر سفر للبعثة؟ فقلت له نعم استطيع وكان ثمن التذكرة 8 جنيه جمعت من الزملاء والاصدقاء الذين كانوا يعملون بالبنوك وهكذا سافرت في بعثة حكومية الى يوغسلافيا في جامعة بلغراد.

ماذا حدث في يوغسلافيا عند وصولكم إليها؟

اول ما وصلنا هناك اندلعت احداث الكنغو واغتيال باترس لوممبا فخرجنا في مظاهرة كبيرة ازعجت السلطات هناك وقالوا انتم تقودون مظاهرة ضد خط الحزب يا علي خليفة وبابكر يحي ومحمد عبد الرحيم شنان فطلبوا من البوليس اليوغسلافي تسليمنا للسفارة سودانية تمهيدا لابعادنا من يوغسلافيا، وفعلا علمنا بذلك وقررنا السفر الى روسيا او بلغاريا او المجر، لكن سفارات كل هذه الدول رفضت منحنا تأشيرة دخول عدا السفارة النمساوية فسافرنا الى فينا، ولم نكن نملك أي مبالغ مالية ولم يستطيع الزملاء في براغ تقديم أي مساعدة لنا. وزارنا الطيب ابوحديري ممثل اتحاد طلاب جامعة الخرطوم في اتحاد الطلاب العالمي، وطلب منا الصبر والانتظار وصبرنا اربعة شهور في فيينا وعشنا فترة صعبة جدا. ورفضت السفارة التشيكية اعطاءنا تأشيرة دخول لبراغ، وبعد تدخل من قبل الراحل ابراهيم زكريا تم منحنا تأشيرة دخول لبراغ. وهناك صدر قرار بتحويلنا كضيوف على اتحاد الشباب العالمي في بودابست ونقصد هنا حتى تحل المشكلة. وفعلا وصلنا هناك وسكنا في لوكندة لمدة اربعة شهور وكان سلوكنا منضبط جدا ولم يكن لنا تعامل مباشر مع المجريين ومن ثم طلع قبول في كلية الهندسة جامعة بودابست، وقضيت فى الدراسة 7 سنوات سنة لغة وست سنوات في كلية الهندسة. وتخرجت منها عام 1970، وفي فترة الدراسة تفرغت تماما للتحصيل العلمي وكنت امارس نشاط في اتحاد الطلبة، وفي ذلك العام انعقد مؤتمر الاحزاب الشيوعية في العالم في بودابست وكان مندوب الحزب الشيوعي هو معاوية ابراهيم.

ماذا فعلتم بعد العودة إلى السودان في عام 1970م؟

طبعا عدت بعد ذلك للسودان بعد انقلاب مايو وظهور بدايات الانقسام بين تيارين وكان الجو صعبا للغاية حيث لم تصل توصيلتي لكن قابلت بعض الزملاء من معارف في الفترات السابقة وبالذات الطاهر عبد الباسط وهو درس في المهجر وايضا يوسف حسين زميلي في خورطقت وعمر مصطفى. المهم لم اميل لاي تيار محدد ووقفت موقف المتفرج. عندها قال لي يوسف حسين "ما معقولة تقعد متفرج يا هنا او هناك وفعلا حسمت الموضوع."

كيف تم تعيينك مهندسا قي سكر حلفا؟

بخصوص تعيينى في الحكومة ساعدني دكتور الطاهر عبد الباسط ،وفي الحقيقة قدمت للجنة القومية وانتظرت طويلا. المهم قابلت الطاهر عبد الباسط وكان وقتها مدير البنك الصناعي ومشى للمدير العام للتنمية الصناعية فطلب منه تعييني وفعلا تم تعيين مهندسا في مصنع سكر حلفا الجديدة. وكل الكلام دا حصل بعد المؤتمر التداولي وحدوث الانقسام وطبعا قابلت بعد ذاك محمد ابراهيم عبده كبج وحاول يمدني باوراق المؤتمر التداولي. المهم استمريت في هذا الوضع حتى خطاب نميري في 16 نوفمبر والذي تم فيه اقصاء كل من بابكر النور هاشم العطا وفاروق حمد الله من مجلس الثورة.

بعد ذلك ظهور اشاعات عن ان عبد الخالق اكل قروش وكدا عليه بقى الخط اليميني واضح داخل الحزب. وبعد داك انخرطت في العمل النقابي وكنت عضوا في لجنة التنسيق النقابي، ولا اذكر من كان المسؤول السياسي اما محمد محجوب عثمان أو غيره. وطبعا زمان ما كان في مكتب نقابات مركزي كما هو الآن كان في جسم يسمى لجنة التنسيق النقابي وفي تلك المرحلة كلفت بقيادة مكتب يسمى مكتب الدراسات النقابية، وكان معنا ايضا عبد الوهاب سناده ومحمد بابكر. واذكر ان المرحوم محمد ابراهيم نقد كان عندو موقف من فكرة انشاء مكتب مركزي للنقابات. وللتاريخ بعد رجوعي السودان اول عمل قمت به كان في المديرية. ا واعتقد كنت في لجنة التعليم الحزبي. وكان مسؤول منها د. محمد مراد وفاروق كدودة وغازي سليمان والذي استقال بعد اول اجتماع لهذه اللجنة.

اين كنت اثناء احداث 19يوليو؟

تم اعتقالي بعد 19 يوليو في الحقيقة كنت في اجازة في تلك الفترة وعدت للعمل في سكر حلفا الجديدة يوم 19 اغسطس. وعلمت من الزملاء انه جاري البحث عني ليتم اعتقالي، وقد كنت اسمع بالمحاكمات بالراديو في بيت اخي في شمبات. وكنت في القطر ولاحظت اني متابع، وفي ذاك الوقت كان الامن من ناس الشرطة. فبضوا علي وفتشوا البيت وما طلعوا بحاجة في المعتقل قابلت كل المهندسين في المصنع وكانوا في حالة استغراب لانو لم يتم اعتقالي طوال هذه الفترة. بعد داك اطلق سراحنا ولما رجعونا العمل كان وزير الصناعة بدر الدين سليمان، وكانت دي المرة الثانية التي تم فيها فصلي واعادتى والمرة الثانية كانت سنة 75 انقلاب حسن حسين – حاجة طريفة حدثت في المعتقل في حلفا الجديدة بعد يوليو 71 تم اعتقال المئات من ابناء حلفا وعند سؤالنا عن سبب الاعتقالات قالوا ان السبب هو (الكرتونة) قلنا كرتونة شنو؟ قالوا لينا دي كرتونة كنا نؤمن فيها وثائق الحزب منذ عام 1946. وما حدث ان المسؤول عن تامينها قام برميها في احد ترع مشروع حلفا الجديدة وعثرت عليها الشرطة وهي من ضمن الوثائق التي وجدت فيها طلب انضمام للحزب باسم علي خليفة ووثيقة اخرى تصنف علي خليفة ككادر قيادي حسب تقرير الشرطة. والطريف في الامر تم ارجاعي للخدمة ولم يتم ارجاع الاخرين بتهمة انهم من اصدقاء علي خليفة. واعتقد انهم كانوا في حاجة لي فقد استطعت ككبير المهندسين ان اصل بالطاقة الانتاجية لمصنع حلفا الى 70 الف طن رغم ان طاقته الانتاجية لا تتعدى 60 الف طن.

كيف كان النشاط النقابي والمهني في فترة مايو؟

في فترة مايو كنت سكرتير نقابة الفنيين لكل مصانع السكر وكان رئيس النقابة عثمان بخيت العوض وهو شيوعي يعني لم تكن كل النقابات موالية لنميري والاتحاد الاشتراكي. كنا نقابات مستقلة وكان معروف الانتماء السياسي لكل مرشح في ناس تابعين السلطة وهم معروفين وفي ناس معارضة ومعروفين ايضا. كنا ماشين في خط الشهيد الشفيع احمد الشيخ ان تكون النقابات مستقلة وكان للشيوعيين والديمقراطيين وزن معتبر في النقابات وكانت توجد 22 نقابة عامة في فترة نميري لا علاقة لها بالسلطة. ولاحقا بعد الانتفاضة حصل صراع مع حكومة الصادق المهدي حول العلاقة مع النقابات وماذا يسمى الاتحاد هل اتحاد المهنيين والفنيين ام اتحاد المهنيين او الفنيين؟ وبقى الخلاف في كلمة "او" رغم ذلك عملنا جمعية عمومية وفزنا وكان نائب الرئيس فني هو عبدالله عبد الكريم ورئيس الاتحاد مهني عبد الوهاب سناده وسكرتير الاتحاد علي خليفة.

كيف كان دور النقابات بعد الإنتقاضة؟

طبعا النقابات دي كلها بعد الانتفاضة انضمت للتجمع النقابي بقيادة عوض الكريم محمد احمد الامين العام وكنت عضو في نقابة المهندسين وامين المال فيها وفزنا ديمقراطيا بالانتخابات لاحقا كونا نقابة عامة للمهنيين والفنيين بقانون مرحلة ما بعد الانتفاضة. وكان رئيس هذا الاتحاد عبد الوهاب سناده وهو طبيب وطبعا قررنا وقتها انه في حالة حدوث أي انقلاب عسكري يكون هناك اضراب على طول. وهذا قرار ملزم وانا شخصيا كنت رئيس اللجنة الفنية لتنظيم الاضراب واتصلنا بكل النقابات والقواعد وجدنا نقابة الاطباء جاهزة ومعبأة لكن بطريقتهم. هم عشان كدا اضرابهم لم يكن ناجحا عشان كدا صدرت الاحكام بالاعدام على مامون محمد حسين. بعدين وصلنا العمل مع عوض الكريم محمد احمد لتنظيم اضراب وقلت له كيف نعمل اضراب في هذه الظروف؟ فقال لي" نعمل قطع للتيار الكهربائي حتى يعرف الناس ان الاضراب العام قد بدأ" المهم اختلفنا وكان رأيى هو الرجوع للقواعد.

كيف كان موقف النقابات من مظاهرات السكر قي عام 1988م؟

في عام 1988 بعد رفع حكومة الصادق لسلعة السكر وصارت 3 جنيه الحزب وجهنا انا وعبد الوهاب سناده بان النقابات خايفة من أي انقلاب عسكري ضد حكومة الانتفاضة الديقراطية، وفي نفس الوقت الحزب يقف مع مطالب الناس في تخفيض السكر وعملنا لجنة فنية لتقدير تكلفة صناعة السكر كم في ذلك الوقت، وكان بحضور رئيس اتحاد العمال وممثل الحكومة. اقترحت ان يكون سعر السكر بسعة التكلفة، ولا داعي لاضراب عام يمكن ان يتسبب في إنقلاب عسكري. وكان في اتجاه من النقابيين لمواجهة حكومة الصادق بالاضراب العام. وبضغط من عدة جهات قررنا الغاء الاضراب العام وقدمت اذاعة بيان في التلفزيون وحذرت من خطورة حدوث انقلاب عسكري وتمت محاسبتي من قبل الجمعيات العمومية للنقابات. بعد مذكرة الجيش ذهبنا الى القصر انا وعبد الوهاب سناده لمناقشة هذا الموضوع واقترحنا عليهم عدم تسليم السلطة للجيش مهما كان..ورغم ذلك حدث الانقلاب.

اخيرا..ماهو الموقف من نقابة المنشأ؟

الموقف من نقابة المنشأة واضح وان الحزب الشيوعي يقول "يجب النضال في كل الظروف وتحت أي قانون لانتزاع الحقوق" منذ عام 46 ومن الاول ومنذ الغاء قانون النقابات لعام 91 ان موقف الحزب الشيوعي ان لا يتوقف النضال في أي لحظة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف إسرائيلي على مركز رادارات في سوريا قبيل الهجوم على مدينة


.. لماذا تحتل #أصفهان مكانة بارزة في الاستراتيجية العسكرية الإي




.. بعد -ضربة أصفهان-.. مطالب دولية بالتهدئة وأسلحة أميركية جديد


.. الدوحة تضيق بحماس.. هل تحزم الحركة حقائبها؟




.. قائد القوات الإيرانية في أصفهان: مستعدون للتصدي لأي محاولة ل