الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة الاقتصاد التركي

ناجح شاهين

2018 / 8 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


أزمة الاقتصاد التركي ووعود رئيسها ب "تحرير" المزيد من الأرض السورية.
(عندما كانت الأندلس تقضم تدريجياً فضل سليم الأول مهاجمة سوريا ومصر. اليوم تقضم فلسطين فيصر أردوغان على تحرير سوريا)
ناجح شاهين
بالطبع نجحت تركيا بمقدار لا بأس به في العقدين الأخيرين. ويمكن مقارنة نجاحها بالنجاح الماليزي، ولكن بالتأكيد لا يمكن مقارنتها بالصين من حيث سرعة النمو واطرادة.
لكن هناك فارقا مهماً بين الصعود الصيني والماليزي ونظيرهما التركي: الصين وماليزيا صعدا ضد رغبة الولايات المتحدة ومن يدور في فلكها، أما تركيا فقد نمت بمباركة ورعاية الأمرييكيين والأوروبيين. وفي الوقت الذي تخضع فيه دول مثل ايران للحصار والعقوبات تجد البضاعة التركية الفرصة لمنافسة البضاعة الصنية التي لا يمكن منافستها في بلدان مثل إسرائيل وإيطاليا وإسبانيا وأمريكا....الخ
نهدف إلى القول إن نجاح تركيا يذكر بنجاح هونغ كونغ وكوريا الجنوبية وإسرائيل بالذات. ويجب أن لا ننسى أن تركيا بلد أطلسي "من عظام الرقبة" للرأسمالية الاستعمارية.
إذن استفادت تركيا من العوائد المتحققة من الهجمة على سوريا والعراق ومن استفراد صناعة المنسوجات التركية بالسوق الذي خلا من المنافسة السورية القوية...الخ وتلقت استثمارات ضخمة من أوروبا إلى درجة أن 40 في المئة من العملة الصعبة في تركيا تعود إلى بنوك أوروبية.
لكن منطقة اليورو انكمشت وتراجعت في ظل بطش أمريكا التي تحاول الخروج من أزمتها المستمرة منذ العام 2008 وفي هذا السياق لا تستطيع أوروبا فعل الكثير لمساعدة تركيا. وهكذا هبط أداء الاقتصاد التركي وتراجعت العملة التي تعتمد على التصدير والسياحة أساساً وبدا وكأن السحر قد فارق صهر أردوغان وزير المالية الذي يندب الآن حظه ويتهم أمريكا بالمسؤولية عما يجري.
ليس هناك فيما نتصور أية مؤامرات ضد تركيا إنما هو الاقتصاد التركي الذي نما في العقدين الأخيرين في حالة ارتباط خدمي مع أوروبا فأصبح أشبه بفقاعة لا تستند الى مقدرات نمو داخلية عميقة. وهكذا انكشف أنه اقتصاد في مهب الريح لا يصمد أمام أية تغيرات خارجية.
ترى هل يفسر هذا العجز النغمة العالية لأردوغان الذي يتحدث على نحو كوميدي دون أن يضحك أحداً عن استمرار العمل ل "تحرير" المزيد من الأرض السورية؟
بالطبع عندما يكون لدينا مشكلة في الاقتصاد يستحسن أن نتحدث عن انجازاتنا العسكرية وأما إن فشلنا في السياسة فلا بد أن نجاح الاقتصاد يشكل التعويض المناسب.
المشكلة سوف تتعقد عندما يفشل أردوغان وعصاباته في ادلب في البقاء قيد الحياة في خضم الهجوم الحالي للجيش السوري وحلفائه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية