الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب الإعلامية على العقل الإنساني -4

أيمن عبد الخالق

2018 / 8 / 13
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الحرب الإعلامية على العقل الإنساني -4
" قيد الأغلال أهون من قيد العقول بالأوهام" – جمال الدين الأفغانى
كنت قد وعدتكم في المقالة السابقة التي تحدثت فيها معكم عن بعض مؤامرات قوى الشر العالمي على العقل الإنساني، أن نستعرض معا مقتطفات من بعض الكتب والوثائق السرية التي أشارت إلى هذه المؤامرات، لكي تتضح لنا الصورة بشكل أكثر، وسنشير هنا إلى ثلاثة كتب مهمة تضمن هذه الإشارات:
o الأول – كتاب (حروب العقل): للكاتبة الأمريكية "ماري جونز" ، والأمريكي "لاري فلاكسيمان"، ويتحدث عن تاريخ سيطرة الحكومات والإعلام والجمعيات السرية على العقل ومراقبته وإدارة شؤون الناس: نطالع في مقدمة الكتاب هذه العبارة:
"منذ بدء الخليقة ظلّت الرغبة في السيطرة على أفكار الآخرين، وسلوكهم وأفعالهم، واسعة الانتشار، انطلاقًا من الإقناع القهري الذي مارسه قدماء المصريين وفرسان الهيكل، إلى ما نشاهده اليوم من غارات إلكترونية وقذائف موجهة بالموجات الكهرومغناطيسية، ما جعلنا نعيش دومًا تحت رحمة أولئك الراغبين في إعادة برمجة أفكارنا، وتشكيل معتقداتنا وفق مشيئتهم".
ويتضمن الكتاب المحاور التالية:
• المحاولات القديمة للسيطرة على العقل باستخدام السحر، والعقاقير الطبية، والطقوس والشعائر.
• أدلجة المعتقدات الدينية وتوظيفها لإعادة برمجة العقل.
• التقنيات الحديثة للسيطرة على العقل، من التنويم المغناطيسي، والمخدرات، والصدمات الكهربائية، إلى الإشعاع والطب النفسي.
• التحقيق في (مرشح منشوريا)(MANCHURIAN CANDIDATE) للمخابرات الأمريكية، للسيطرة على العقول، وعلاقة وكالة المخابرات الأمريكية المركزية بمشروع حرب النجوم.
• عالم الهجمات الإلكترونية الجديد الشجاع، تقنية السيطرة على العقل من خلال الصوت والمراقبة الشاملة.


وسنكتفي بالإشارة إلى عبارتين من الكتاب تكشف عن طبيعة هذه الحرب وشراستها:
1. "إن ممارسة شركات الدعاية والإعلام، التي تقوم على التأثير على اللاوعي، وممارسات القساوسة والكهنة والسياسيين، التي تعتمد البرمجة اللغوية العصبية، كل ذلك يؤكد أن السيطرة على العقل ليست قاصرة فقط على القواعد العسكرية السرية، أو قبو أشهر جامعات العالم، وإنما هي أمريحدث لكل منا بصورة يومية".
وهو يشير هنا إلى ماتقوم بهم الأنظمة السياسية، وما يدعمها من المؤسسات الدينية، للسيطرة على العقول في كل زمان ومكان.
2. "فعقل الإنسان آخر معاقل خصوصيته، حيث نكون على حقيقتنا وسليقتنا التي فطرنا عليها خالقنا، فنفكر كما نشاء، وفق مانؤمن به من قيم ومعتقدات، ولكن وياللأسف الشديد، فإنّ الحضور الدائم في حياتنا لنزعة السيطرة على العقل، والتلاعب بالفكر، يمثل تهديدا خطيرا لمصادرة هذا الحق الآدمي الأساسي، حق الإنسان في امتلاكه عقله، الذي وهبه إياه خالقه، ليفكر كما يشاء ، لا كما يريد له الاخرون".
وهو يشير إلى سعى قوى الشر العالمي، لمنع الإنسان من التفكير العقلي المستقل، لكي يتمكنوا بعدها من أن يفكروا بالنيابة عنه، ويرسموا له طريقه، بما يتناسب مع مصالحهم غير المشروعة.
o الثاني كتاب"بروتوكولات حكماء صهيون" وقد اكتشفت المخابرات الروسية هذه الوثيقة السرية في مطلع القرن العشرين، وقامت بنشره بعد ذلك، وعلى إثر ذلك انتفضت المحافل، والمؤسسات الصهيونية في العالم، واتهمت المخابرات الروسية بتلفيقه، وتزويره.
ولكن هناك قرائن متعددة تشير إلى مصداقية هذا الكتاب، منها:
 أن الكثير من فقراته موجودة في التلمود، وهو الكتاب المقدس عند الصهيونيةالعالمية
 إنّ الكثير من هذه البروتوكولات قد تحققت نتائجها بالفعل بعد ذلك
 ردود الفعل العصبية الشديدة، والمتشنجة ضد هذا الكتاب من جانب المحافل الصهيونية، وسعيهم لاغتيال كل من كان يحاول طبعه أو نشره.
على أي حال، يشتمل هذا الكتاب، المنسوب إلى مجموعة من العقول الاستراتيجية المدبرة للحركة الصهيونية، إلى سياسات في غاية الخطورة، تهدف كلها للقضاء على الشعوب، والإنسانيةـ، عن طريق القضاء على العقل الإنساني، وترويج الأفكار اللاعقلانية الشاذة والمنحرفة، تحت أي شعار من الشعارات المزيفة.
جاء في البروتوكول الثالث عشر مايلي: “علينا أن نلهي الجماهير بشتى الوسائل ، وحينها يفقد الشعب تدريجيا نعمة التفكير المستقل بنفسه ، وسيهتف الجميع معنا، لسبب واحد هو أننا سنكون أعضاء المجتمع الوحيدين اللذين يكونون أهلا لتقديم خطوط تفكير جديدة”
وهي دلالة صريحة تؤكد على اعتماد استراتيجية الإلهاء من أجل منع الناس من التفكير العقلي المستقل، والتفكير بالنيابة عنهم، لكي يسيروا وراءهم مغمضي العيون، كقطعان الماشية.
كما جاء في البروتوكول التاسع: “لقد أفسدنا الجيل الحاضر من غير اليهود و لقناه الأفكار و النظريات الفاسدة”
وهي تشير إلى هذه النظريات الفكرية اللاعقلانية التي تطلع علينا كل يوم من الغرب والشرق، تحمل أفكارا تشكيكية شاذة ومبعثرة، بعيدة كل البعد عن المنطق والموضوعية، وليس لها أول ولااخر، ولاهدف منها إلا إحداث نوع من الفوضى الفكرية، وإيقاع الناس- لاسيما طبقةالشباب – في مستنقع التيه والحيرة، لكي ييأسوا من التفكير المستقل، ويوكلوا عقولهم للاخرين من الانتهازيين، ليفكروا بالنيابة عنهم، وليصبحو مجرد أداة في أيديهم، لتحقيق أغراضهم الفاسدة.
ونكتفي هنا بهذا المقدار على أن نستكمل بقية الوثائق الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤتمر باريس حول السودان: ماكرون يعلن تعهد المانحين بتوفير مس


.. آلاف المستوطنين يعتدون على قرى فلسطينية في محافظتي رام الله




.. مطالبات بوقف إطلاق النار بغزة في منتدى الشباب الأوروبي


.. رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: هجوم إيران خلق فرص تعاون جديدة




.. وزارة الصحة في غزة: ارتفاع عدد الضحايا في قطاع غزة إلى 33757