الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فض اشتباك رابعة والنهضة

سليم صفي الدين

2018 / 8 / 15
حقوق الانسان


صراع الكتابة ونشوة النشر فى ظل كبت وتهديدات لا أول لها ولا آخر، هو تحدٍ مجنون، لا يعلم عواقبه غير الأيام، حينما نتحدث عن الدم، فهناك ضمير يجلد وأحاسيس تُعذب واعتذار غير مقبول !

14 أغسطس/آب يوم أسود في تاريخنا مصر، والحقيقة أن سواده ليس فقط فى الدم الذى سال فيه، إنما لأننا حتى اليوم ننقسم إلى فرقتين، الأولى تبارك الفض والقتل والتعامل الأمنى الغاشم، والأخرى تستغله أسوأ استغلال! السؤال المطروح: من يستطيع الجزّمَ بأن كل المعتصمين فى رابعة العدوية والنهضة وقتها كانوا ينتمون إلى جماعة الإخوان ؟ وحتي إن كان الأمر كذلك، هل هذا يعطى الحق فى استباحة الدم بهذه الطريقة المهينة والبشعة؟ النظام وقتها عاقب الشعب علي جهلٍ أُشربهُ عبر سنوات من التجهيل "والربطة في ساقية لقمة العيش والجنية" فضلا عن التدين الشكلىّ الذى ينبنى علي إرث اجتماعى وعرف يشكلهُ "الشيخ صاحب الفضيلة والكرامات"! شعب يؤمن بالجن والخرافات وكل ما يقولهُ الشيخ بالضرورة هو كلام الله، كيف له أن يسمع الشيخ يزعق بأعلى صوته "الإسلام يضيع" ثم يجلس فى بيتهِ يشرب الشاى ولا يبالى! كيف يمكن أن تستمر حياته البائسة والشهادة جاءت إليه فى دفاعه المقدس عن الإسلام والرئيس المؤمن محمد مرسى فى ميدان رابعة والنهضة؟

نعم جموع المصريين كانت فى هذا الاعتصام، كما أن جموع المصريين أيضا نزلت 30 يونيو والتفويض!
ليس غريبا وليس نفاقا وليست دبلوماسية، وإنما هي محاولة لفك الخيوط المتشابكة ومسح عدسة النضارة لتتضح الرؤية. أكثر من 4000 قتيل هذ اليوم فقط، ما بين معتصم وضابط شرطة ومواطن ليس له من الأمر شىء، كلهم ضحية قرار خاطئ، غير باقي الأيام التى شهدتها مصر من بعده، ماتت ميادة أشرف وماتت أسماء البلتاجى، وفى بيان لوزارة الداخلية قالت فيه إن حصيلة قتلى الشرطة من يوم 14 وحتى 19 أغسطس وصل إلى 102 ضابط ومجند، فى الوقت الذى كانت الدولة بالفعل تستطيع أن تحفظ الدم وتحتفظ بهيبتها، ولكن هل كانت ستوزع المناصب بالشكل الذى عليه الآن؟ محور مهم لن أخوض، كما أننى لن أخوض فى طمع الجماعة كمؤسسة شيطانية إرهابية من الدرجة الأولي.

فقط أسأل: هل هذا قرارا سليما ؟
يا من تنتمونَ إلي الشرطة تلعنون من كانوا داخل الإعتصام حينها، مات من الشرطة 102 مواطن شرطى فى 5 أيام! هل ما زلتم توافقونَ علي القرار؟
يا من لم تكترثوا للحدث، ماتت ميادة أشرف وهى تباشر عملها دون أدنى ذنب، هل مازال الخجل لم يحرك شىء بداخلكم؟
يا من دعمتم القرار بحرقة انتمائكم لفصيل سياسى، مات مواطنون لا يعنيهم هذا ولا ذاك،هل مازال انتماؤكم يعميكم ؟
إلي اليوم ندفع ثمن هذا القرار الخاطئ، من اقتصادنا وعائلاتنا وحريتنا وفتنة دفينة، الدولة ليست علي علم بها، أو أنها لا تبالي لها!

يجب علينا جميعا رفض الدم مهما كنا مختلفين مع هذا الذي أبيح دمه.. الإنسانية لا تتجزأ والدم كله حرام، ودائما أقول: "المخلدة أسماؤهم هم أطهر من فينا " سلاما على أرواح أزهقت نتيجة قرار خاطئ، أتمني ألا أشاهد مثله مرة أخرى فى العالم كله.
سلاما على من مات في رابعة، ومن مات خارجها، سلاما على من مات من الشرطة والجيش والشعب، سلاما على كل مواطن مصرى مات نتيجة قرارات خاطئة غير مدروسة، وسلاما على كل أم ثكلى فى هذا اليوم الكئيب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف اليمنيين يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة


.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل




.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون


.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة




.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟