الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


5 سنوات على فض رابعة والنهضة..وما زال الحدث مستمرا

رياض حسن محرم

2018 / 8 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


حتى وقت قريب كانت الأجهزة تحسب حسابها مع إقتراب يوم 14 أغسطس وتستنفر قواها خوفا من هجمات متوقعة على قوات الأمن والمؤسسات الحكومية والمدنيين فى هذا اليوم، ذكرى فض إعتصامى رابعة والنهضة، ولكننا نلاحظ الآن أن اليوم يمر كأى يوم آخر من أيام الله،هذا ببساطة يعنى مزيد من سيطرة السلطة وتراجع وتهافت الإخوان، يتناظر ذلك مع هدوء الموقف فى سيناء بعد أن حوصرت فيها تنظيمات الإرهاب وتلقت فيها ضربات مميتة، وهنا أريد أن أسجل موقفا، فإنه ورغم خلافي الجوهري مع الجماعة وأفكارها فإنني لا اتفق بالمطلق مع أي شخص أو فكر يشمت أو يفرح لسقوط ضحايا من الإخوان أو غيرهم، هم بشر أولاً وأخيراً، وإراقة أي نقطة دم - خارج حدود القانون- أمر ترفضه وتأباه الفطرة الإنسانية السوية، بالإضافة الى موقف الرئيس "عبد الفتاح السيسى" الصلب والمتماسك حتى الآن فى مواجهة أى محاولة صلح أو تفاوض معهم، وتكبيلهم بضربات واسعة ليس لها مثيل فى قوتها وشمولها فى تاريخ مصر الحديث.
كانت جماعة الإخوان قد استبقت تظاهرات 30 يونيو التي رفع منظموها مطلب إجراء انتخابات رئاسية مبكرة احتجاجاً على سياسات مرسي والتنظيم، بالحشد المضاد في ميدان رابعة، وبعد إعلان الجيش عزل مرسي في 3 يوليو 2013، زاد الحشد على نحو كبير، وتحول الميدان إلى بؤرة تجمع لآلاف من أنصار مرسي، تنطلق منه التظاهرات في القاهرة، قبل كل ذلك فليس معلوم على وجه الدقة لماذا لم تقم قوات الأمن بفض المعتصمين بميدان رابعة "قبل أن يبدأ إعتصام النهضة" يوم 3 يوليو، فى 3 يوليو عندما أعلن الفريق أول عبد الفتاح السيسى عزل الرئيس محمد مرسى والإعلان عن خارطة الطريق كان المعتصمون بميدان رابعة لا يتجاوزون عدة الآف إنفض عدد كبير منهم بعد إعلان السيسى، ما زال السبب غير معروف " او معلن" حتى الآن؟
تبدأ قصة الصدام مبكرة، فى بداية عام 2013، فقد سادت حالة من الغضب الشعبى، نتيجة تردى بعض الأوضاع الاقتصادية من عدم توافر السلع الأساسية من الوقود والبنزين والكهرباء، وزاد الغضب عندما قامت جماعة الإخوان بتعيين بعض كوادرهم فى وظائف حيوية مثل حركة المحافظين إبان حكم مرسى، ما زاد من حدة الغضب وخصوصا بالإسكندرية، والتى تقرر تعيين الإخوانى حسن البرنس محافظا بها، والأقصر التى عين فيها أحد أعضاء الجماعة الإسلامية "التى قامت بمجزرة الدير البحرى والتى أسفرت عن مقتل 58 سائحا عام1997"، تصاعد هذا الغضب مع الإعلان الدستورى الذى يحتوي على بند لتحصين الإعلانات الدستورية والقوانين والقرارات الصادرة عن رئيس الجمهورية من الطعن عليها أمام أية جهة قضائية، وعدم جواز حل مجلس الشورى الحالي الذى يرأسه نسيبه الإخوانى " أحمد فهمى" أو الجمعية التأسيسية الحالية من قبل أية جهة قضائية، بالإضافة الى عزل النائب العام "عبد المجيد محمود" وتعين نائب عام جديد موال له هو المستشار / طلعت إبراهيم عبد الله.
مع تصاعد حالة الغضب وشمولها لمختلف طبقات الشعب وتكرر إعتداءات أعضاء من الإخوان على المتظاهرين المدنيين أمام قصر الإتحادية، ألقى محمد مرسى خطابا فى 30 يونيو شكل صدمة جديدة للمصريين بتكراره كلمة الشرعية عشرات المرات وإعلانه رفض أى محاولة لإجراء إنتخابات رئاسية مبكرة، بالإضافة الى تهديد مباشر منه للقوى المدنية
فى يوم مشهود تأخر كثيرا، وفى صبيحة 14 أغسطس 2013 تم قيام قوات الشرطة والجيش بالتصدى بضربات خاطفة الى المعتصمين بميدانى رابعة العدوية ونهضة مصر، بدؤوا بالنهضة الأقل إكتظاظا بالمعتصمين والأسلحة، وفعلا فقد كان إقتحام وفض إعتصام النهضة أسرع وأقل كلفة فى الضحايا من الجانبين، غالبية المعتصمين في النهضة كانوا من أنصار الجماعة الإسلامية القادمين من الصعيد، وليس من الإخوان المسلمين وأنصارهم، وربما فإن ذلك قد يفسر عدم صدامهم الصفرى مع الأمن دفاعا عن الشرعية وعودة مرسى للحكم.
فى إعتراف لأحد العناصر المهمة فى جهاز الإخوان المدعو "أحمد المغير" حيث كتب على صفحته ردا على سؤال : هل إعتصام رابعة كان مسلح؟، " أيوة كان مسلح... أو مفترض إنه كان مسلح، أسلحة نارية، كلاشات وطبنجات وخرطوش وقنابل يدوية ومولوتوف ويمكن أكتر من كدة، كان فيه سلاح في رابعة يكفي إنه يصد الداخلية ويمكن الجيش كمان، إلا إن قبل يوم المجزرة بيومين كان 90% من السلاح ده خارج رابعة، خرج بخيانة من أحد المسؤولين من إخوانا اللي فوق.. بس دي قصة تانية"، وفى شهادة وزير الداخلية حينها "محمد إبراهيم" فى القضية ذاكرا " أن المعتصمين دخلوا طيبة مول واخفوا أسلحة فى الأسقف المعلقة داخل المول، وأن المعتصمين المقبوض عليهم ارشدوا عن الأسلحة المخفية داخل طيبة مول"، ما يؤيد إفادة أحمد المغير فى الموضوع.
أحداث 14 أغسطس 2013 فى الأسكندرية
بدأت الأحداث بالأسكندرية مع بداية ورود أخبار ما يحدث فى ميدانى النهضة ورابعة صبيحة هذا اليوم، في العاشرة والنصف صباحًا عمّت حالة من الفوضى على أيدي أعضاء الجماعة من تحطيم عدد من الأرصفة وقطع عشرات الطرق الرئيسية منها طريق الكورنيش بمحطة الرمل، والقائد إبراهيم والمنشية، وإشعال النيران في عدد من إطارات السيارات بمدخل الرئيسي لمحافظة الإسكندرية من ناحية الطريق الساحلي الدولي والزراعي، فضلًا عن توقف حركة الترام وقطار أبو قير عن العمل بسبب أعمال العنف والتخريب، وفي ظهر اليوم، خرجت جماعة الإخوان بعدة مسيرات من ساحة مسجد القائد إبراهيم إلى سيدي جابر، وأخرى أمام مقر مديرية أمن الإسكندرية، وبالقرب من المنطقة العسكرية وسط هتافات معادية، وفي الواحدة ظهرًا اقتحم عدد منهم مقر المجلس الشعبي المحلي بالإسكندرية، خلال مسيرة لهم وإضراب النيران به وتحطيم محتوياته، وقطع الطرق لمنع وصول سيارات الإطفاء لمقر المجلس، وفي الواحدة والنصف، حاول أعضاء من جماعة الإخوان اقتحام أقسام شرطة العطارين وباب شرقي والمنشية والعامرية إلا أن قوات الأمن أطلقت الأعيرة النارية في الهواء لتفريقهم، وفي الساعة الثانية ظهرًا، اشتدت حالة العنف والتخريب حيث تحولت منطقة الشاطبي إلى ساحة من الكر والفر والاشتباكات بين جماعة الإخوان وقوات الأمن، وقامت الجماعة برشق قوات الأمن بالطوب والحجارة والخرطوش والرصاص الحي، وأسفرت عن إصابة 8 أشخاص من بينهم اثنان بطلق حي، وأضرمت الجماعة النيران في عدد من عربات الترام أثناء توقفها بمنطقة محطة الرمل، وفي الرابعة والنصف عصر نفس اليوم، تصاعدت حدة الاشتباكات بين جماعة الإخوان وقوات الأمن بالمحافظة والتي أسفرت عن مقتل النقيب حسام البهنسي، (ضابط بقوات الأمن المركري) وإصابة 30 جنديًا بالأمن المركزي أثر إصابتهم بطلقات خرطوش، وفي الساعة الخامسة، قامت جماعة الإخوان باقتحام إحدى قاعات مكتبة الإسكندرية، الأمر الذي تدافعت فيه قوات الأمن بالإسكندرية فى عدة تشكيلات من الأمن المركزي والقوات الخاصة يعاونها مدرعات الجيش إلى محيط المكتبة لمنع اقتحامها، وتبادل الطرفان إطلاق النار وتراشق الحجار مما تسبب في حدوث تلفيات بالمكتبة وإصابات بين الطرفين.

خاتمة
أنه فى يوم الرابع عشر من أغسطس 2014، تعرضت الكنائس والمنازل والمتاجر القبطية للسلب والنهب والحرق، في ذلك اليوم كان جميع الأقباط مستهدفون أينما وجدوا وكانت حياة أي شخص مهددة أينما كان، يومها أجهش الكثيرين منهم بالبكاء وهم يقفون عاجزين أمام الكنائس والممتلكات والنار مشتعلة فيها، وبعضها تحول إلى كتلة من النيران، وتأكد للجميع كذب إدعاء االمدعو "محمد سليم العوّا" أنهم يخزنون أسلحة داخل الكنائس، فإنه لو كان هذا الأمر حقيقة لما هاجموا الكنائس أصلاً، وأعلنت حالة الطوارئ شهرا بعد أحداث دامية شهدت اشتباكات في محافظات مصرية عدة، أسفرت عن مقتل 278 شخصا، وإصابة نحو ألفين آخرين، حسب بيانات وزارة الصحة المصرية.
فى هذا اليوم أيضا أعلن الدكتور "محمد البرادعى" إستقالته من منصبه كنائب لرئيس الجمهورية وذكر أن ضميره لا يتحمل ما حدث وأنه كانت توجد بدائل كثيرة بدلا من إستخدام القوة، بينما أدانت جبهة الإنقاذ موقفه.
كان الهدف الرئيسى للإخوان من إستمرار إعتصامهم فى ميدانى رابعة والنهضة هو لتقديم المشهد للخارج على أن للرئيس المعزول أنصارًا يساندونه، تمامًا مثلما أن له أعداء، وبالتالى ففرضية خلعه من الحكم لا تستقيم طالما أنها لا تحظى بإجماع المصريين، وما ترتّب عليه من بدء مواجهة مفتوحة بين السلطة الجديدة والتنظيم، تمّت على أثرها حملات اعتقال واسعة فى صفوف قادة الإرشاد، فتحول الاعتصام إلى ملاذ آمن للرؤوس الكبيرة بالجماعة. الكلّ تحصّن بـ«رابعة».. من المرشد إلى أصغر محبّ للجماعة، مرورًا بالحلفاء والمستأجرين. الاعتصام أصبح جيتو إخوانيا بامتياز. على مدار أكثر من شهر ونصف، كان الاعتصام ساحة لتعظيم المظلومية، ودغدغة مشاعر الأعضاء والكوادر والحلفاء، وترويج الأكاذيب عن تحالف 30 يونيو، وتبيض وجه مرسى وإخوانه، وغسل يدهم من جرائمهم السياسية والجنائية ضد المصريين، والإيحاء للخارج بأن جميع فئات الشعب مع "الشرعية" ، الإخوان استخدموا رابعة العدوية كوكر لشرعنة الإرهاب، والتحريض على استهداف الأقباط والأمن والنشطاء والشخصيات السياسية والعامة وإشعال سيناء، وبث الشائعات عن الجيش والسلطة المؤقتة آنذاك، واستدرار التدخل الأجنبى لإعادة مرسى للحكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التصعيد بين إيران وإسرائيل .. ما هي الارتدادات في غزة؟ |#غرف


.. وزراء خارجية دول مجموعة الـ7 يدعون إلى خفض التصعيد في الشرق




.. كاميرا مراقبة توثق لحظة استشهاد طفل برصاص الاحتلال في طولكرم


.. شهداء بينهم قائد بسرايا القدس إثر اقتحام قوات الاحتلال شرق ط




.. دكتور أردني يبكي خلال حديثه عن واقع المصابين في قطاع غزة