الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ترامب وأردوغان...

غسان صابور

2018 / 8 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


تـــرامب و أردوغـــان...
أدى الاختلاف حول استمرار اعتقال القس البروتستانتي الأمريكي Andrew Brunson والذي يدوم من سنتين بجرم التبشير والتجسس.. ما بين السلطات التركية والأمريكية الشريكتين ــ عادة ــ بالحلف الأطلسي.. والذي وصل إلى عنتريات ومزايدات وعنتريات خطابية.. ما بين الرئيسين أردوغان وترامب انتهت بفرض أمبارغو قاسي أمريكي على الصادرات التركية أدت بسرعة إلى انهيار الليرة التركية لحوالي 40 إلى 50% بالأسواق والبنوك التركية...
ترامب بانفعالاته الشخصية المتغيرة الآنية, فجرت جميع الموازين الديبلوماسية.. حتى مع الحلفاء والأصدقاء التاريخيين للولايات المتحدة الأمريكية.. وحتى للدول الصديقة (جدا) والتي يوجد بينها وبين الولايات المتحدة حلف عسكري متين... السيد تــرامــب عندما يرغب أي شيء.. يجب تنفيذه والحصول عليه.. ولو خربط هذا كل الموازين الاقتصادية والديبلوماسية والعلاقات التاريخية بين البلدين... وأنا وأثق بأن السيد ترامب يضغط بسهولة ــ عادية غير مسؤولة ــ على زر السلاح والصواريخ النووية التي تشعل حربا مدمرة عالمية.. دون الاستماع لمستشاريه الذين يهربون من نزواته واحدا تلو الآخر!!!.....
ولكن هذا لا يعني بتحليلي واعتقادي أن الرئيس أردوغان أخف منه بكل المجالات الغطرسية التاريخية.. وخاصة أن مشكلة هذا القس الأمريكي ماذا تريدون أن يتجسس بين دولتين حليفتين.. ترصد الأقمار الصناعية فيها تحركات دبور من مكان لآخر.. وأعتقد أن تعترس السيد أردوغان أن هذا القس الأمريكي كعديد من الكنائس الأمريكية ترسل دوما مبشرين لاستقطاب بعض أفراد الديانات الأخرى لدياناتهم (الأمريكية) الجديدة والتي تملك طاقات مالية رهيبة.. نظرا لأنها لا تدفع أية ضريبة.. بالإضافة إلى قوى إعلامية وعلاقاتية وقدرات انتخابية واسعة.. بجميع الولايات الأمريكية... ولهذا السبب وحده يمكن للسيد ترامب تفجير علاقاته مع تركيا ورئيسها وسلطاتها.. حفاظا على إمكانياته الانتخابية المقبلة......
صحيح أن خطورة هذه الهزات العلاقاتية قد تخلق عديدا من الخربطات الديبلوماسية الثابتة العتيقة... ولكنها قد تعطي بنفس الوقت بعض الانفراج من الضغوط القاهرة الحربجية ضد الأكراد.. وخاصة من التعديات الحدودية التركية ضد جارتها سوريا.. ودعمها المتواصل من تحت الطاولة وفوق الطاولة للعناصر المقاتلة ضد السلطات السورية.. مما يساهم باختصار مدة نهاية هذه الحرب ضد سوريا وشعبها وسلطاتها وجيشها...
ولكن.. ولكن ألف مرة... لا بد أن يجد الحليفان الأطلسيان حلا سريعا معقولا مناسبا لمصالحهما الشخصية... ويعود القس لتبشيراته بأمريكا... وتعود حليمة الأؤدوغانية.. وحليمة الأمريكية.. لعنترياتهما المشتركة الــقــديمــة!!!...........
*************
عــلــى الــهــامــش :
ــ الديبلوماسية السعودية.. وحقوق المرأة..
طرد الأمير السعودي محمد بن سلمان.. رجل القوة الوحيدة الفريدة بالمملكة الوهابية.. من سبعة أيام ــ بصمت رهيب من الإعلام العربي والغربي ــ السفير الكندي بالرياض العاصمة السياسية للملكة ــ مانحا إيـاه مهلة أربعة وعشرين ساعة لمغادرة المملكة.. وهي أقصى الإهانات للسلك الديبلوماسي... وذلك لأن وزيرة خارجية كندا بحديث خاص عن حقوق المرأة بالعالم.. مررت جملة قصيرة عن النساء بالمملكة الوهابية.. بأنهن بحاجة ماسة لبعض الحقوق.. مما أثار الأمير.. وعدالته وتطوره الحضاري.. ودفاعه المختار إلهيا وســنــيــا عن حقوق المرأة السعودية...
ولم يعلق الإعلام الأوروبي والأمريكي وخاصة حتى الكندي.. على هذا الحدث.. والذي عبر بصمت ومن تحت الطاولة بأروقات كافة مكاتب القنصليات والحكومات الغربية.. حتى التي كانت تنتقد من وقت لآخر بعض سياسات الحكومات البترولية العربية.. والتي كانت تلمح بشكل خفيف عن حقوق المرأة السعودية أو المسلمة الغائبة كليا بمجالس الجمعيات الحقوقية الأممية.
علما أن هذه الحكومات الغربية وغيرها.. من عناتر الدفاع عن تجميد أسعار البترول... لم تتذكر مرة واحدة خلال الخمسين سنة الفائتة.. ومن قبل.. وحتى بالأيام القادمة التساؤل, مجرد التساؤل عن أبسط حقوق الأقليات والعاملة على أرض المملكة.. وغياب حقوقها بممارسة دياناتها وأبسط حقوق ممارسة دياناتها.. بأحكام السجن والطرد من العمل والمملكة... بينما تسمح هذه الدول الغربية لجميل رسل المملكة الوهابية ببناء الجوامع الضخمة ودعم المؤسسات والجمعيات الإسلامية وتمويلها.. علما أن غالبها كانت وما زالت حاضنة لعديد من التنظيمات الإرهابية.. والتي روعت وفجرت واغتالت مئات الأبرياء بالمدن الأوروبية.. دون أن تتجرأ دولة أوروبية واحدة طرد أبسط بواب بأية سفارة سعودية منها.........
بـــالانـــتـــظـــار...
غـسـان صـــابـــور ـــ لـيـون فـــرنـــســـا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة