الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مراجعة كتاب بين حل الدولتين وحل الدولة الواحدة تأليف محمود فنون

محمود فنون

2018 / 8 / 19
القضية الفلسطينية


مراجعة لكتاب “بين حل الدولتين وحل الدولة الواحدة، دراسة نقدية” ، صدر حديثًا لمؤلفه محمود فنون
حياة ربيع
يأتي كتاب محمود فنون في وقت حرج دقيق تنزلق فية القضية الفلسطينية إلى أسوأ مستوياتها ليس فقط بسبب شدة الزمان عليها ووقوع الفتن بِهَا وتظاهر الأعداء عليها وكثرة عدوها وقلة اَهلها، بل في الأساس بسبب نخرها وتجويفها من الداخل وتعاون فئة كبيرة من “مثقفيها” و “مناضليها” ومن كانوا يومًا يزعمون الكفاح المسلح لتحريرها مع مغتصبها وتسهيل طريقه بالإلتفاف والتواطوء لصالحة ضد الشعب الفلسطيني وعلى حساب حقوقه .
في طرح راقي أسلوبًا ومادة يقدم المؤلف للمبتدئ وللمتخصص في الشأن الفلسطيني نقدًا نظيف لحلول الدولتين والدولة حيث يقدم أطروحات الحلول وينقدها بعيد عن الشخصنة والإسفاف والمهاترات وان كان بخطاب ساخر لاذع عذب. يقدم شرح بسيط وسلس لامر معقد باسلوب يبتعد عن التكلف والفوقية لا يقصي القاريء كالذي ينتهجه اصحاب النخب الفوقية حين يتحدثون لبعضهم البعض. فيبدو كتابه موجه للقواعد الشعبية الفلسطينيية اكثر منه الى النخب وهذا بحد ذاته في غاية الأهمية. والكاتب صاحب رؤيا واضحة ثاقبة على مدى مساحات واسعة من تطورات الشأن الفلسطيني ومتمكن من المادة وممسك بزمام الطرح بحيث لم يفلت الموضوع من بين يديه ولم يتشعب او يتفرع للحظة واحدة بل حافظ على الهدف المنشود من الكتاب بكل دقة وحققه.
اما في المادة، فاستعرض المؤلف مستدخلي الهزيمة أفراد جوقة الحلول الاستسلامية تحديدًا حل الدولتين والدولة، من شيخهم وأقدمهم الى أصغرهم وأحدثهم، بداية من مواقفهم المفترضة وطنيًا ثم كيف اتخذوا من حل الدولتين معبرًا لينتهوا حصرًا بحل الدولة الواحدة الخياني. عرض كل شخصية وكيف تدرجت في مواقفها من النضال المفترض الى الاستسلام واستدخال الهزيمة على الشعب الفلسطيني وحقوقه، في كل حالة ركز على الحل المطروح والمناخ الذي نشأ فيه صاحبه ثم كيف تدرج بنية مبيتة الى بلا حول ولا قوة الا بحل الدولة الواحدة.
أبدع المؤلف في تعرية هذه الزمرة وكيف انهم كلهم يرتكزون على نفس المتكأ والمصدر والتوجيه وينهلون من حظيرة واحدة وان بدوا مختلفين في الاسم او التعاقب الزمني وما الاختلافات بينهم الا في الديكور وليس في الجوهر او المنهج. كلهم بدون استثناء يسعون لاقناع الشعب الفلسطيني والتأثير على خياراته والاصطفاف مع عدوه ضده. ليخلص القارئ بنتيجة انهم شلة من المتسلطين على الشعب و المتدربين على استدخال الهزيمة والاستسلام والهوان لم يتراكموا بشكل عفوي بل تم تنصيبهم وزرعهم بدقة في اماكنهم لتوجيه التنظير والتمهيد للشعب الفلسطيني المظلوم سواء بإقناعه او بتجهيزه للإستسلام. برهن فنون ان كل مواقفهم على مدى الصراع انصبت على تمييع الحق الفلسطيني وتقطيع الوقت وتضيعه من الجانب الفلسطيني لصالح المشروع الاستعماري اليهودي الذي كان على قدم وساق منذ لحظاته الاولى ولم يتعثر للحظة باي من الحلول المزعومة.
حصرت هذه الجوقة المشكلة مع المحتل في عنصريتة وصهيونيتة وليس في كونه احتلال بغض النظر عن أيديولوجيته ودينه وانه بالتالي مرحب به ليأكل الحقوق ان هو تخلص من مشكلته وفككها، وبالمقابل قلصت هذه الزمرة خيارات الشعب الفلسطيني في التخلي عن حقوقه وأرضه لأجل التعايش والتلاقح مع هذا المحتل الغاصب في الدولة الواحدة اليهودية تحت حكمه! هلوسات لا يمكن ان تقرها الاقدار وان طال الزمن!
باختصار شديد، كتاب قيم جدًا ومهم لفهم أهم الأسباب التي نخرت القضية الفلسطينية من داخلها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجارات أصفهان.. قلق وغموض وتساؤلات | المسائية


.. تركيا تحذر من خطر نشوب -نزاع دائم- وأردوغان يرفض تحميل المسؤ




.. ctإسرائيل لطهران .. لدينا القدرة على ضرب العمق الإيراني |#غر


.. المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن تبادل المحتجزين أمام طريق م




.. خيبة أمل فلسطينية من الفيتو الأميركي على مشروع عضويتها | #مر