الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- أهرف بما لا أعرف-

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2018 / 8 / 19
الادب والفن


لا يغرّنكم ما أكتب فهو ليس أكثر من لعب على الكلمات
لاتتوهموا حول قراءاتي. لا أجيد القراءة، لا أقرأ إلا المنامات
لا تتوقعوا منّي شيئاً. كنت ولا زلت دون التّوقعات
لكنّني أعترف بجهلي أمامكم أنتم العظماء
لم أستمع إلى شاعر يتلو قصائده على أنغام الموسيقى
ليس الأمر عندي. الأمر عنده
الأمر ببساطة أنّني لا أملك ثمن دعوة له ولجوقته
حتى يعتزّ بدعوتي
وببساطة أكثر فإنّ مثلي غير مرغوب به
فلا الثقافة كتبت على جبيني، ولا وُشمت جبهتي بسجادة الصّلاة
. . .
لا تعلموا أبناءكم " الرماية ، والسباحة، وركوب الخيل" هذه ثلاث مستحيلات
فالبحر بعيد. بعيد، والسيف بيد السّياف، والخيل تصهل ألماً
وأنا والرّب والجلاّد نتحاور حول الحبّ
يهمس الرّب في أذني: تعلمي آداب الطّاعة والحديث ، ودعي الرّجل يكمل حديثه قبل أن يضيع. هو ولي أمرك رغماً عنك.
كدّت أنسحب من الجلسة ، وقبل أن أفتح الباب. رأيت الرّماح تتكسر على رأسي فمتّ.
بينما كنت أغوص في أعماق الأرض كانوا يكتبون وصيتي: " عندما صعدت المرحومة إلى السّماء. كانت عينها على الوطن فقتلت بسيوف غريبة" صحوت من موتي لأبرهن عن وجهة نظري، وأنني لست في السماء اليوم، لكنّني في حفرة. لو كنتم تعرفون كم كنت أخاف الدّيدان لما رميتموني هنا! أبشع أنواع الدّيدان تلك الدّودة الحمراء التي كانت تأتي من بيت التبن.
. . .
خرجت بتجارب كبيرة من الحياة الدنيا، وقبل أن أغادر إلى الحفرة جمعت تجاربي، كادت تصل إلى الصّفر لولا بعض الأخطاء.
في السّياسة: كلما أردت أن أعرف أمراً يقول لي المسؤول أبو العرّيف: هم يعرفون أكثر منّا، وهناك أمور من الخطأ أن نسأل عنها.
يومها كان في داخلي فتاة تبحث عن الحلم. تتألّق، ولا ترغب أن تضيع ضمن مجموعة. فتاة تبحث عن الحرّية، والمغامرة ، لكنّ تلك الفتاة أطلّت برأسها مرّة واحدة ثم اختفت إلى الأبد، تحولت الفتاة إلى عجوز تحاول أن تصنع خبزاً مختمراً، وزاداً من الرّيح. كنت أقوم بتصنيع اللحم، بتصنيع الخبز، وبعمل الولائم العامرة من بقايا طعام.
في المجتمع: اختبأت داخل أربعة جدران، وبين الفينة والأخرى أنظر من ثقب الباب، فإن كان الشارع فارغاً هرولت لممارسة طقوس الحياة في غفلة عن البشر
في الحبّ: أوه!
أحاول أن أعرف عنّي فلا أعرفني
وكيف أحبّ، وأنا لا أعرف أعضاء المرأة من أعضاء الرّجل؟
كيف أحبّ، والحبّ عيب؟
فتّشت عنّي لأعرف هويتي الجنسية ، ولم أعثر على شيء مختلف
عندما قتلت صديقتي على يد أخيها الذي استدرجها إلى القبّة المهجورة وطعنها عرفت أنّها فتاة. لم تكن كلمة أنثى دارجة يلصقها في وجهنا من هبّ ودبّ. الأنثى اختراع لم يكن موجوداً. ربما كان اسمها " ولي" فقد كانوا يخجلون من نون النسوة رغم أن من وضع قواعد تلك النون هم من الرّجال.
على النطاق الشخصي: يا للعار!
. . .
أعود كي أقول لكم: آسفة لأنّني لم أقرأ صحيفة الحزب ولا مرّة
آسفة لأنّني أبتعد عن وصف الشعراء والكتاب، والعلّماء ، والمبدعين " منّا" نحن شعب الحضارة. أتدرون لماذا أحياناً أبعدهم عن ذهني كي لا أمدحهم ولا أذمهم؟
لآن شعرنا هراء، علمنا هراء، ابداعنا هراء
إلا إذا كان لك نصيرمن هراء كبير. كبير يسند ظهرك
كلّ من ساندني كانوا هراء
وتسألون لماذا أهرف بما لا أعرف
هو من وحي الذّكريات، فتحت دفتر ذاكرتي فإذ بأحدهم قد وقّع على بياض. ذاكرتي ليس فيها مخزون. أردت أن أبدأ بالتخزين الآن. لكنّني أخاف الدّيدان، والجورة التي هي سكني لا تتسّع لذاكرة، أو ذكريات. . .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا