الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب الفلسطيني .. السكون المستهجن (2/3)

عائشة اجميعان

2018 / 8 / 20
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


الشعب الفلسطيني ذلك الشعب الثائر الصامد الذي عاش ومازال يعيش تبعات النكبة الاولى, هذا الشعب الذي اسمع العالم صوت الوطنية والحراك الشعبي المعبر والمؤثر والذي كان له ان يسقط كثير من المؤامرات في محطات كثيرة عبر مشوار النضال الطويل المضمخ بالدماء, وادخل الى القاموس العالمي مصطلح انتفاضة.
في الجزء السابق, اشرنا الى بعضا من ماثر شعبنا, عبر تاريخ نضاله, حتى المفصل الفارق في تاريخ شعبنا السياسي, والمقصود وصول حركة حماس إلى الحكم عبر انتخابات حرة نزيهة, شكلت نتاج الإرادة الشعبية, لكنها في حقيقة الامر والتي ظهرت فيما بعد, كانت نتاج زيف الحملة الدعائية الذي تم عبرها تزييف الوعي الشعبي, الأمر الذي انتهي به إلى الكارثة الوطنية التي نحياها ولا نزال نخشي تداعياتها.

منذ اليوم الأول, مارست حماس حكمها وحكومتها, ما شكل حقبة جديدة وربما غريبة على شعبنا الفلسطيني, حيث بدأت المفاصلة المجتمعية, بناء على اللون أو الانتماء التنظيمي, والقسمة التي أريد لها ان تكون بداية للانقسام فالانفصال,نتيجة مباشرة لسياسة الاخونة الحمقى, ويمكن التركيز هنا على عدة مراحل سادت الشعور الشعبي والنظرة الى القيادة وربما التحرك الشعبي.

مثل العام الاول: من حكم حماس , مرحلةاتسمت باستخدام تكتيك التوزع والانتشار من اجل إحكام السيطرة, او ما يسمي اخوانياً السعي نحو التمكين, ولكن بطريقة مستهجنة من جميع طبقات الشعب, لكن القيادة بما اعتراها من ضعف مقصود, سكتت عما يجري, وعالجت الأمور بالقطعة, ميدانيا حيناً, وبالسكوت أحيانا حتى عن تقديم اللوم, وسكتت عن الاعتداء على صورتها القيادية, وسيطرتها الفعلية, وعن دماء سالت, وعن إنشاء قوة مسلحة موازية, في شكل ينم عن ضعف سلطوي, وإرادة حمساوية لتدريب عناصرها واستبدال قوة بقوة, تمهيدا للقادم, فيما الشعب مشدوه الأنظاريراقب مستفهما كنه الأحداث ولكن من يتطوع للشرح ..؟!

ما بعد الانقلاب :
خاضت حماس فيما بعد معركتها الخاصة, بالانقلاب الدموي الذي عمت آثاره كل بيت من بيوت القطاع بشكل ما, عبر الضحايا الكثيرة, ابتداء من البيان الدموي الذي أذيع صباح يوم الانقلاب, من جميع مساجد القطاع في ان واحد, مستفتحا بشطر الاية الكريمة "اقتلوهم حيث ثقفتموهم ....." وأردف مفسرا " أولئك الفتحاويون العلمانيون الكفرة ", وقد أسيلت دماء ذكية كثيرة فيما بدا ان البيان كان كلمة السر الدموية, ذلك البيان العار علي جبين أصحابه اليوم وغداً ولن يمحى من الذاكرة الوطنية.
في تلك اللحظة العصبية من حياة الشعب, وقر في يقين الشعب الفلسطيني عامة, والشعب الفلسطيني في غزة خاصة, ما ساوره من شك طوال العام الفائت, غياب القيادة التي تستحق أن يكون ظهيرها, وبدت عند تلك اللحظة انه في مواجهة انقلاب جزء من الشرعية, التي تحولت بين عشية وضحاها إلى احتلال دموي, فاصل بين بعض الشعب,وبين الكل, وكونه من أهل البلد, فقد دخل الرعب الى قلوب الناس, كون هؤلاء جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي الفلسطيني, خوفا من يدخل بين ثنايا العلاقات الاجتماعية, الأمر الذي رأيناه ماثلاًأمام العين في حالة تعدو عن الحصر, في مواجهات بين الأخوأخيه, او الأب وابنه, أو حتى بين الابن وأمه, ناهيك عن مواجهات بين القرابات, وقس على ذلك, فأصبح للشعب, كل الشعب, عدو من داخله, مضافا الى العدو الرابض خلف الحدود, وقيادة باتت خلف حدود الحدود, لا تحرك ساكنا ولم تتخذ الا قرارات من شانها إعطاء الفرصة لمن اشتهوا الحكم بالتمكين وفرض السيطرة بنظرة باتوا يظنون أنالأمر دان لهم, فيما القيادة في رام الله تعمل على إدارةالأزمة بطريق السلب , فأوعزت لموظفيها ومنتسبيها البقاء بعيدا عن آماكن العمل وتحت طائلة الفصل حال المخالفة وعملت على دفع الرواتب والنفقات التشغيلية, الأمر الذي شكل حالة من الوعي الشعبي الجمعي فيما عدا حماس وأنصارها, مثلت المرحلة التالية من حياة الشعب الفلسطيني في غزة, من لا معقولية المواجهة مع حماس, ولا ضرورة وطنية, ولزام ترك الأمور لادارة القيادة, التي قدرت ان المواجهة ستأتي بحرب أهلية, او هكذا خيل اليهم, وأصبح للشعب الفلسطيني في غزة قيادتين, شكلت إحداهما قيادة الأمر الواقع المسيطر بالقوة والموجودة في نفس الجغرافيا,والاخري شرعية لاتملك من أمرها شيئا وبعيدة عن قطاع غزة, وسادت هذه المرحلة عدة سنوات.

(الربيع العربي) :
منذ انطلاق قطار ما سمي (الربيع العربي), بات الشعب الفلسطيني كغيره من شعوب المنطقة ينظر إلى القيادة التي هي في منائ عنه بحكم الانقلاب, والسلطة الانقلابية الرابضة على صدره, عله يجد جديدا, خاصة وانه كان في حالة من الترقب, يمني نفسه بنجاح جولات التصالح السياحية التي كانت رغم محطاتها العديدة, واختلاف راعييها, تفشل لأسباب لم تتضح بعد, وكانت النتيجة صفر مكعب لكلا الطرفين.
عمت رياح الربيع العربي منذ بدايات العام 2011, وكان تقدم الإخوان في غير بلد عربي, تأثير كبير على مجمل تحرك قيادة الأمر الواقع في غزة, وهنا تعمق الانقسام بل المفاصلة الشعورية للشعب الفلسطيني, في نظرته للأحدات وتداعياتها على الوضع في غزة, وازداد الوضع سوء اثر تفاعل قيادة حماس مع القيادة المصرية المتمثلة آنذاك في الإخوان المسلمين, في غياب واضح لتاثبر القيادة في رام الله, وتربعهم على سدة الحكم, مما أعلي من شعور حماس بالنشوة والانتصار, واعتبروا أنهم وصلوا الى حقبة التمكين الذين كان الإخوان يحثون اليها الخطى, على مدي أكثر من سبعين عاما, في وجود الدعم اللا محدود من رئاسة مصر الاخوانية , وكذلك تركيا اردوغان, التي بدا وانها تقود الإخوان عالميا , الأمر الذي انعكس على الشعور الشعبي العام الرافض لحكم حماس, والاخوانية بشكل عام, لكن المزاج العام لايتجه إلى الحراك الشعبي والذي يحتاج الى مراكمة وقيادة,في ظل غياب القيادة, عن دورها.

استمرت هذه المرحلة, وكان ان سمحت قيادة رام الله لحركة حماس بإقامة فعالية تنظيمية في الضفة, وبالمقابل سمحت حركة حماس بتنظيم فعالية لحركة فتح في غزة الامر الذي انتهزتها الجماهير لكسر تلك الحالة من الجمود, وعبرت في شكل استفتاء شعبي شامل وعفوي, اخرج كل بيوت القطاع (غير حماس), دون تحيز لتنظيم او فصيل, في الاحتفال المليوني, بالذكري السنوية لانطلاقة حركة فتح الـ 48 الرابع من كانون ثاني 2013, والذي أذهل من راهنوا على جمود او موت الشعب الفلسطيني, وأذهل حتى القيادة نفسها في رام الله, الأمر الذي لم يكن متوقعا من اي من المحللين المطلعين , لكن الشعب الفلسطيني الحي لا يزال بجعبته الكثبر.

تبدل النظام المصري
شكل عزل الرئيس المصري الاخواني, محمد مرسي, في حزيران 2013, الضربة القاصمة لأمنيات قيادة حماس, في مقابل دعم نفسي معنوي, لبقية الشعب الفلسطيني الرافض لحكم حماس, لكن مايزال التحرك غير وارد, خاصة وان النظام المصري الجديد بقيادة الرئيس السيسي, بادر إلى الاتصال بحركة حماس خاصة بعد اتهامات الأجهزة الأمنية المصرية بضلوع حماس بالمشاركة في الارهاب في سيناء, وبعد صدور أحكام قضائية مصرية ضد حركة حماس وافراد منها ثبت ضلوعهم في أحداث سيناء, وبقى الشعب الفلسطيني يراقب من جديد, لكن هذه المرة بلا أمل, التحركات الجديدة في إطار لم الشمل الوطني وما سمي بالمصالحة , في جولات رتيبة متباعدة لا يرى فيها طحينا, رغم الضجيج.
سادت فترة, جرت في نهر التفاوض الفلسطيني الفلسطيني, مياه كثيرة, بلا وضوح آو توضيح من كلا القيادتين فيما عدا ما ينشر من صور مصافحات او ابتسامات وضحكات, ثم ما تلبث ان تتحول إلى اتهامات وتراشقات,وشهدت عدة محطات, اتفاقات بين القيادتين, في غياب واضح للقضية المركزية , والتحركات السياسية التي باتت غير واضحة الافق, في غياب واضح وتغييب متعمد لصاحب القضية والارض ....الشعب, الذي يراقب عن بعد.

العقوبات رداً علي التفاهمات
وصل قطار الزمن الى تموز 2017, اعلان اللقاء والالتقاء بين أعداء الأمس في أحضان العاصمة المصرية واستضافة الدولة المصرية للقاء بين حماس ودحلان, الأمر الذي انتفضت من اجله قيادة رام الله, وبداية حقبة جديدة لإفشال هذا الالتقاء, فقد اعلن الرئيس عباس,إنذاره الشهير لحركة حماس, بضرورة تسليم القطاع في مهلة زمنية محددة, او اتخاذ إجراءات غير مسبوقة.
اختلفت القيادات, لم تنفذ حماس, وأعلنت رام الله, البدء في الإجراءات "العقوبات", وبدأ مسلسل العقوبات التي طالت ابناء الشعب في غزة, دون غيرهم, في غياب التأثير على الحركة التي استولت على الحكم وتغولت في سيطرتها.
وقع الشعب في نهاية الآمر, بين فكي الكماشة, وتحت المطرقة, في وضع ربما لم يوضع فيه شعب في العالم, فقد وقع بين سيطرة حكم الامر الواقع الفاشي, وبين قيادة باتت ترسل عقوباتها على افراد الشعب بكل فئاته المجتمعية, من خلال الإخلال بالحقوق, عبر حسم الرواتب والتقاعد الإجباري , وقطع النفقات التشغيلية للمؤسسات الخدمية في القطاع, خاصة الصحي والكهرباء, ولعل الطامة الوطنية الكبرى والتي لن تنسي هو الاستعانة بالعدو لقطع الكهرباء عن القطاع ,كل ذلك ومطرقة العدو من وراء الحدود ترسل رسائله القاتلة, لاغتيال الانسان والحلم.
ورغم كل الماسى التي المت بمعظم فئات الشعب ان بطريقة مباشرة او غير مباشرة , ظل الشعب ينظر وينتظر, ولم يحرك ساكناً الا من بعض همهمات لا يمكن اعتبارها تحركاً او حراكا....بتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ


.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا




.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس


.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم




.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟