الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عيد و تهاني و عيديّات و سياسة

عماد عبد اللطيف سالم

2018 / 8 / 20
كتابات ساخرة


عيد و تهاني و عيديّات و سياسة


منذ سنين عديدة ، وأنا لا "أُعايِدُ" أحداً ، ولا أرُدُّ على تهنئةِ أحد .. لا في عيد الفِطْرِ ، ولا في عيدِ الأضحى .. ولا في عيدِ "جميع القدّيسين" .
هذه السنة ،قرّرتُ تبادلَ "المُعايَدات" ، واخترتُ أن أبدأَ في ممارسة هذه "الشعيرة" المُباركة ، مع صديقٍ من أعتى "المُعايِدينَ" في البرِّ والبحرِ ، والـ "فيس بُك" ، و الـ "واتساب" ، و الـ "فايبر" .
هذا الصديق كان من أولئكَ الذين "يُهرونكَ" بالتهاني والتبريكات والأدعية ، وكأنّ في كلّ يومٍ ثمّةَ عيدٍ(أو أكثر) ، في هذهِ البلادِ "السعيدة".
هذا الصديقُ ذاته ، هو من "عايَدَني" بعيدِ الأضحى الحاليّ في تموز – ذي القعدة الماضي ، مُبرّراً ذلك بأنّهُ يُريدُ أن يكونَ أوّل "المُعايدين".
ارسلتُ لهذا "المُعايِد" الصنديد يوم أمس تهنئةً "لَطَشْتُها" من بينِ أكثر من مئةِ تهنئةٍ نائمةٍ في الفيسبوك والـ إيميل ، و بقيتُ اترَقّبُ على أحرّ من الجمر ردّةَ فعله.
بعد ساعاتٍ من الانتظار ، ردَّ عليّ بنفورٍ واضح (بينما قلبُ تهنئتهِ الأحمر ما يزالُ ينبضُ امامي في رسالته السابقة) :
هذا يا عيد ؟؟
بعدين "مولانا" .. إنتَ والعيد .. كُجا .. مَرْحبا؟؟
روح "اتغطّى ونام "حبيبي".
على الفور ، طلبتُ من سيّدة البيتِ أن تذهبَ عصر"عرفات" الى بيت أهلها.
و وضعتُ خطّةً مُحكَمَةً للتملّصِ من "مُعايدة" أهلي .. فاتّصَلْتُ بأمّي ، و "عايدتها" بطريقة "الدفعِ المُسبَق" ، وأخبرتها أنّني غيرُ موجودٍ في بغداد هذا العيد ، لأنّ الكُليّة أرسلتني الى أربيل لإنجازِ عملٍ طاريء .
عاطَتْ أُمّي : يبو الله لا ينطيهم . حتّى بالعيد تشتُغُل . إنته طول عُمرك مشلوع كَلبك يابه.
وقبلَ أنْ أجهشَ بالبكاء من شدّة التأثير والتأثّر ، أردفَتْ أُمّي ( وهي لا تعرفُ أباها عندما تَردِف) :
- صدُك يابه ، شنو أخبار "الكُتلة الأكبر" يمكم بـ أربيل ؟ يكَولون جماعتنا السِنّة "لايصيها" حيل .. و "خابطيها" كُلّشْ .. و مراح يشربون لا "وشالتها" ، ولا "صافيها"!!!!.
صرختُ بدوري : ألو .. ألو . هاي وينج يُمّه ؟؟ يمكِنْ إنكَطَع الخطّ !!!!.
بعدها أغلقتُ الموبايل .. و قطعتُ "وايرَ" الجَرَس .. و وضعتُ بطّانيّةً "أُمّ النمر" مال نفرين على الشبّاكِ المُطِلِّ على الشارع ..
وانبطَحْتُ على الكاشي الباردِ وحيداً ..
وبدأتُ بالشخيرِ المُبارَك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من الكويت بروفسور بالهندسة الكيميائية والبيئية يقف لأول مرة


.. الفنان صابر الرباعي في لقاء سابق أحلم بتقديم حفلة في كل بلد




.. الفنانة السودانية هند الطاهر في ضيافة برنامج كافيه شو


.. صباح العربية | على الهواء.. الفنان يزن رزق يرسم صورة باستخدا




.. صباح العربية | من العالم العربي إلى هوليوود.. كوميديا عربية