الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفقر والطبيعة:وفاق أم صراع؟

مظهر محمد صالح

2018 / 8 / 20
العولمة وتطورات العالم المعاصر


الفقر والطبيعة:وفاق أم صراع؟


الكاتب:د. مظهر محمد صالح

27/4/2016 12:00 صباحا

لم يداخلني الشك، ولم تطاردني الآراء من الاعداء والاصدقاء عندما طرقت قدمي المدخل الجنوبي الشرقي من مبنى البنك الدولي،ليقع نظري على شعار خط باناقة فائقة يقول: نحن نسعى من اجل عالم خالٍ من الفقر.قلت في سري هل كان مجيئي الى هذا المكان هو ان لا يهجرنا المجتمع الدولي ونحن في قمة ازمتنا المالية؟ لم يكن لدي جواب ولكن لم اسجل اسفي على ضياع عمري هدرا وارجلي تتخطى رواقا زجاجيا من ذلك المبنى الذي اختير العام الماضي احد افضل ابنية الارض الصديقة للبيئة.ولم يفاجئني سوى ذلك السيل من المطبوعات التي ابتدأت في كيفية ادارة مشاريع المياه والتعليم والصحة وتمويلها وتدوير النفايات والتصدي للتلوث لتنتهي بالتنوع الطبيعي.ولكن الذي ادهشني ذلك المطبوع اللافت الذي حمل عنوانا صارخا هو:النمر في خطر..! قلت حقا مثلما هنالك قرابة مليار انسان جائع في العالم، فان الغابة هي في خطر داهم .يقول المطبوع ،الذي اشبعته تقليبا وتمحيصاً،انه في عشرينيات القرن الماضي
بلغت اعداد النمور التي كانت تَسرح في غابات العالم وغابات آسيا بشكل خاص نحو 100الف نمر امتدت بين شرق الاناضول حتى البلدان المجاورة لبحر اليابان ومن مناطق شمال سيبيريا نزولاً الى خط الاستواء وانتهاء بغابات اندونيسيا.ولكن عرض الصندوق الدولي للطبيعة حول العالم تقديراته في العام 2013 التي تبين ان 97بالمئة من نمور العالم قد انقرضت وهنالك تجمعات عنقودية صغيرة من تلك النمور مازالت تستوطن في الهند وبعض حواضن الهند الصينية والقليل منها في سيبيريا.وعلى الرغم من مظاهر الصيد الجائر ،الا ان الخطر الاكبر الذي يتسبب في انقراض النمور هو فقدانها لمستوطناتها من الغابات التي تتعرض الى ظاهرة القطع الجائر للاشجار.اذ مازال المزارعون في غابات فيتنام يرتدون جلود النمور كظاهرة اجتماعية، بدلا من ارتداء الملابس والمنسوجات الصناعية.وللاسف الشديد فان ثلاثة اصناف من سلالة النمور الفرعية من اصل ثمانية قد انقرضت من وجه الارض تماماً، لاسيما سلالة النمور المسماة بنمور: بالي وجاوه وقزوين، في حين لم يبق من نمور جنوب الصين الشهيرة (اموي:المخططة) سوى 20 نمرا، وازاء فقدان التنوع الوراثي للنمور وانخفاض معدلات التكاثر بشكل متسارع، فان الصراع على اقتلاع الغابات فرضته مظاهر التنمية الاقتصادية من خلال استغلال اخشاب الغابات للاغراض الصناعية.والسؤال الذي بات محيراَ حقا هو:
هل ان قيمة فقدان سلالات النمور تفوق قيمة الاخشاب المقطوعة؟ فاذا كان الامر هكذا فمن يقرر التوازن بين كلفة انقراض النمور والمنفعة من الاخشاب؟. ولكن يبقى التساؤل هو: من يحمي حياة ملايين الاطفال الفقراء في سومطرة وبنغلاديش سوى ابائهم الذين يعملون في قطع اشجار تلك الغابات التي تحتمي فيها النمور..؟ ختاماغادرت بوابة البنك الدولي الجنوبية عند المساء وانا اتطلع الى ذلك الشعار ثانية:من اجل عالم خال من الفقر وقلت في نفسي:هل بمقدورنا ان نخفض الفقر ونحمي الطبيعة في آن واحد؟؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألمانيا والفلسطينين.. هل تؤدي المساعدات وفرص العمل لتحسين ال


.. فهودي قرر ما ياكل لعند ما يجيه ا?سد التيك توك ????




.. سيلايا.. أخطر مدينة في المكسيك ومسرح لحرب دامية تشنها العصاب


.. محمد جوهر: عندما يتلاقى الفن والعمارة في وصف الإسكندرية




.. الجيش الإسرائيلي يقول إنه بدأ تنفيذ -عملية هجومية- على جنوب