الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكريات الأيام السود أثر أنقلاب شباط الأسود 1963

كريم الزكي

2018 / 8 / 21
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


بعد النهاية الأليمة والمأساوية لرفاقنا في قيادة الحزب وإعدام شيوعيين في ريعان شبابهم ممن ساهم في الانتفاضة المسلحة في معسكر الرشيد يوم 3 تموز 1963 .
المنتفضين في معسكر الرشيد جرت لهم محكمة صورية . وفي صباح ذلك اليوم الذي فشلت فيه الانتفاضة جرى إعدام مجموعة من شباب الانتفاضة بالقرب من الباب الشمالي لمعسكر الرشيد وعلى جدار مصنع البيبسي كولا الملاصق للمعسكر ونفذ الجريمة وبدون محاكمة الحرس القومي الفاشي .. ( كانوا من تلاميذ صنف المعادن والأسلحة )
أنكسر ظهر الحزب الشيوعي العراقي أثر الضربات الموجعة التي وجهت له ..
التنظيماتنا المشتتة أعادت نشاطها من جديد , أصدرنا عدة بيانان باسم الحزب الشيوعي العراقي ونشرنا مواد أخبارية أخرى مساندة من منظمات دولية عالمية عديدة !! وزعنا بيان يشجب إعدام رفاقنا بخط اليد . كانت أجواء بغداد سوداوية كالحة , الناس مرعوبين من هول الأخبار المتوالية , عن فشل الانتفاضة المسلحة لان جماهير الشعب العراقي بشكل عام كانت تنتظر اسقاط سلطة البعث المجرمة , نعم كانت هناك عدة محاولات عسكرية للإطاحة بسلطة البعث ولكنها ضعيفة ومحاولات برهنت على أن الشيوعيين لم يبخلوا بأرواحهم في سبيل انقاذ الشعب والوطن من محنته على يد البعث المجرم , أبرزها كانت محاولة العقيد مطيع عبد الحسين أمر بطرية المدفعية في الفرات الأوسط , ومحاولة معسكر خان بني سعد في ديالى , على الرغم من الاعتقالات الواسعة , ولكن بقت قواعد الحزب تعمل ولكنها مشتتة وبدون كادر متمرس , كان هدفنا الأساسي كسب الجنود الوطنيين والثوريين للحزب , وكل توجيهات المنظمات العليا كانت تنصب بهذا الاتجاه .
بدأنا نطبع قصاصات من ورق الكارتون وملونة أبرز شعاراتها كتب عليها ( كسب كل جندي , دق مسمار في نعش الفاشية) و بشكل منتظم بين الحين والآخر وزعنا الكثير من الشعارات الثورية .. وكنا ننشر اخبار مستمرة تثير هلع البعثيين بأن الزعيم عبد الكريم قاسم لازال حياً . لآن أكثر الناس لم يصدقوا ما شاهدوه على التلفزيون حيث كان البث التلفزيوني ضعيف وبالأسود والأبيض ومسافات البث محدودة وأن الزعيم لم يقتل وهو سيقود مجموعة من الفرق العسكرية للإطاحة بسلطة البعث والحرس القومي الفاشي سئ الصيت .
عبد السلام محمد عارف رئيس جمهورية البعث بعد 8 شباط 1963 بدأ يحاول التملص من أعمال البعثيين وجرائمهم . فأستغل هلع البعثيين بعد ألانتفاضة المسلحة لرفاقنا في 3 تموز 63 والانشقاقات التي حدثت في تنظيماتهم. انشق حزب البعث الى جهات عدة ونزلت انشقاقاتهم الى الشارع البعثي فخرجت تظاهرات مضادة فيما بينهم وخاصة مجموعة علي صالح السعدي وحازم جواد ومجموعة محمد المهداوي الذي أدار اجتماع لقيادة البعث بقوة السلاح بعد عودته من واشنطن بطلب من المخابرات المركزية الأمريكية. وبدا الانهيار يلوح بسلطة البعث .
في تلك الأيام أي قوى كان لها وجود داخل الجيش كانت بسهولة تستطيع الإطاحة بسلطة البعث , أما الشيوعيين فضباطنا وقادتنا العسكريين كانوا في المقابر الجماعية التي كانت تأن بهم ! .
كان لدى الحزب الشيوعي في تنظيم الخط العسكرية جنرالات وضباط كبار في قيادة الاستخبارات و قيادة القوة الجوية والدبابات وكل صنوف الجيش أين رفاقنا لقد أصبحوا تحت الأرض بفضل عدم إدراكهم للمخاطر الحقيقية وقوة العدو والاستهانة بها , ولم يفكر الحزب الشيوعي حتى على وضع خطة للطوارئ أو وضع رفاقه وضباطه تحت الأنذار وهو يعلم أن هناك من يحيك خيوط مؤامرة للإطاحة بثورة 14 تموز . وأن هناك شلة من الأوغاد وفي غفلة من الزمن , استغلت يوم الجمعة وهو عطلة رسمية ويكون كل الناس في بيوتهم . أي خديعة وغدر.
هذا هو العدو يستغل نقاط ضعفك ويضرب ضربته المباغته . لم يبقى أحد من ضباط الجيش الشيوعيين أما في السجون والمعتقلات أو في المقابر . وفعلا تم كسر ظهر الحزب الشيوعي . لآن القوات المسلحة تلعب الدور الأساسي في كيان كل الدول حتى التي تسمى ديمقراطية !!...
وبعد سنة 1964 تكررت مأساة جديدة هزت العالم من هولها وبشاعتها حدث السيناريو نفسه في جمهورية إندونيسيا , اسقطت حكومة سوكارنو وتم ذبح الشيوعيين الاندونيسيين حتى وصل الأمر الى قطع رؤوس الأشخاص الشيوعيين وإرسالها برزم بريدية الى بيوتهم وعوائلهم , نفس الأخطاء نام رفاقنا هناك تحت ظلال البرجوازية .. كما حدث في العراق عندما نام الحزب الشيوعي بأحضان الزعيم عبد الكريم قاسم وكانت سجونه تغص بهم حيث أصبح الشيوعيين المعتقلين في سجون قاسم هدية للبعث , ووجدوا العشرات من الشيوعيين من المعتقلين وحتى المحكومين بالإعدام . فأعدم من أعدم وقسم أحرق صلياً بالماء الحار . وخاصة معتقلي أحداث انقلاب عبد الوهاب الشواف 1959 في الموصل وقضايا كركوك وفي وقتها لم تثبت أي تهمة بحقهم فقط كانت التهم كيدية . كانت مأساة لا يمكن وصفها لهول الجريمة التي اقترفها قاسم والبعثيين ..
أستغل ذلك القوميين وهم لم يكونوا أحسن حالاً من البعثيين فهم شركائهم بكل الأعمال الإجرامية التي حدثت للشيوعيين في العراق ومصر . وعلي الإشارة هنا لقضية مهمة جداً حول الجرائم التي طالت الحزب الشيوعي العراقي , لقد شارك القوميين من الفصائل الفلسطينية في تعذيب وقتل الشيوعيين العراقيين وعلى مرئى ومسمع كل العراقيين الذين تعرضوا للسجن والاعتقال في فترات حكم البعث , وهناك ما نشر حول الموضوع وحسب اعترافات قياديين فلسطينيين ..
كل هذه الأمور مرت بسرعة فائقة تسعة أشهر من حكم البعث الفاشي وأعوانه, وبسرعة لاحت أفق الانفراج ...
يوم 15 تشرين2 1963 سمعنا إشاعات تقول أن قوات من الجيش تحركت نحو بغداد (اللواء 20 بقيادة العميد صديق مصطفى) وبأمر من رئيس الجمهورية عبد السلام عارف لإسقاط سلطة البعث في بغداد , وسمعنا الخبر قبل ثلاثة أيام ولم يستطيع البعثيين حتى من وضع خطة لحماية نظامهم . و الانقسامات كانت تنخر في كل مفاصل حزبهم وشعبياً أصبحوا معزولين ومكروهين حتى من أقرب حلفائهم وحتى قسم كبير من البعثيين أنفسهم , ولذلك للجرائم البشعة والمهولة التي ارتكبوها بحق الشعب العراقي والشيوعيين خصوصاً . وفعلاً كبار قياديهم أصطف مع انقلابي 18 تشرين2 (أحمد حسن البكر) وهو شخصية عسكرية بعثية قيادية . وفعلاً صباح يوم 18تشرين2 من سنة 1963 أستولى الجيش على مرسلات الإذاعة والأذاعة في الصالحية وأذاع البيان الأول بحل الحرس اللاقومي (حسب تعبير البيان) وتم بسلاسة إسقاط سلطة البعث المجرم .. ولكن وجوه السلطة الكالحة الجديدة لم تتغير , فقابلها الشعب ببرود وحزن عن ما حل بالعراق جراء الأعمال الوحشية التي قام بها البعثيين والحرس القومي بالذات .
مصباح ذلك اليوم أنتشر الجيش في كل مكان من بغداد وساد الهدوء إلا بعض المقاومة البسيطة لقسم من البعثيين في ساحة الأندلس شارع النضال حاول الحرس القومي المقاومة ولكن قوات الجيش كانت لهم بالمرصاد بقذيفة واحدة أسكتوا مصادر النيران من العمارة المطلة على الساحة هناك وبقت فتحة القذيفة في الطابق الأعلى من العمارة مفتوحة لمد طويلة.
في ساحة التحرير قام بعض الجنود بإلقاء ورمي مجموعة من الحرس القومي من فوق أحدى البنايات في بداية شارع الرشيد . وخلال ساعات سيطر الجيش من اللواء عشرين بمساعدة بعض القوات العسكرية المساندة له على كل بغداد ,, واخذ البعثيين من أفراد الحرس القومي والذين كانوا بالأمس أسود على شعبهم *الأعزل من السلاح* , بترك سلاحهم الجبان من رشاشات بور سعيد سيئة الذكر التي زودتهم بها الجمهورية العربية المتحدة(مصر عبد الناصر) وقسم منها يعود تزويدهم بها منذ الأنقلاب الفاشل لعبد الوهاب الشواف في الموصل 1959 وبدأ
الآلاف من أفراد الحرس القومي يسلمون أسلحتهم الى قوات الجيش ومراكز الشرطة والكثير منهم استجبن وخاف وأرسل سلاحه بيد زوجته أو والدته , وهذا تكرر في 2003 حيث تركوا الفدائيين العرب وحدهم في ساحة المعركة بمواجهة قوات الاحتلال الأمريكي .. أما سلاح البعثيين وجيشهم المنهار كانت متروكة في كل أنحاء بغداد بما فيها السلاح الخفيف حتى صواريخ الأرض أرض وصواريخ سام أما العتداد*الذخيرة* ( بكل صنوفه من الخفيف الى قذائف المدفعية الثقيلة ) فلا يمكن وصف الكميات الهائلة التي تركها جيش صدام في الشوارع ( من الناحية المعنوية جيش صدام لا يختلف كثيراً عن حرسهم القومي سئ الذكر في 1963) والمصيبة في 2003 أن من كان يواجهونه جيش الغزات أجبن منهم وأقصد الجيش الأمريكي , (مشهد مؤثر عن جبن الجيش الأمريكي في ساحة الخلآني في بغداد قام شاب عراقي بطل بعمل فردي بإطلاق عدة أعيرة نارية من مسدسه الصغير على نقطة بالقرب من دائرة كاتب العدل هناك , وإذا بهم يبولون على أنفسهم وسال البول على عرض الشارع وكانت بناطيلهم غارقة بالبول واخذوا يطلقون النار بكل الاتجاهات مرعوبين , شاهد عيان على الحادث ) وسنتطرق عن الكثير من ألأحداث المشابهه في القادم من الذكريات) ..
*** كلاب للأجانب هم ولكن
على أبناء جلدتهم أسود
معروف الرصافي ***
الكثير من الحرس القومي رمى سلاحه في الشارع أو في المجاري ,
حتى قناة الجيش تم إلقاء اسلحتهم فيها. كانت الأسلحة وبالاً عليهم حتى لم يفكروا بالاحتفاظ بها أو إخفاءها ,, انهيار مذهل رافقه الإهانة من عامة الناس وتحقير وتوبيخ , وأعتقل عدد قليل منهم ممن كانوا معروفين من قبل الجيش العراقي . أنتهى عهد البعث غير مأسوف عليهم , ولكن الناس ظلت في حيرة من أمرها لأن القيادة الجديدة تقريباً نفسها التي كانت مع البعثيين ومنهم قياديين في تنظيم البعث وأبرزهم أحمد حسن البكر , صحيح الباقي كانوا من القوميين ولكنهم من نفس السلطة الفاشية التي أطاحت بحكومة الزعيم عبد الكريم قاسم وقتلت وأرهبت الناس من شيوعيين وديمقراطيين ومستقلين ..
ومن منذ أول ايام سقوط البعث , تم توزيع كتاب المنحرفون ويقصد به البعثيين فيه توثيق لبعض جرائمهم في قصر النهاية ومقرات الحرس القومي , وعلى الرغم من فضح جرائم البعث وحرسه القومي , ولكن على أرض الواقع لم يجري اطلاق سراح أي معتقل سياسي او شيوعي عدى القوميين وبعض المستقلين , وبعد فترة قصيرة تم تنفيذ أحكام بإعدام شيوعيين تم الحكم عليهم ايام حكم البعث حول قضايا الموصل وكركوك من ايام قاسم , وأستمر العداء المعلن ضد الشيوعيين وزج في السجون أعداد كبيرة من الشيوعيين وخاصة من الذين أطلق سراحهم لفترة قصير ومن ثم تم أعادة محاكمتهم فقط لكونهم شيوعيين ولم يمارسوا أي نشاط ضد سلطة عبد السلام عارف . انتهت مصائبنا من سلطة البعث ولكن المصائب الجديدة لسلطة عبد السلام الذي أعلن أنه ناصري وقومي وأسس الاتحاد الاشتراكي الناصري على الطريقة المصرية لم يختلف كثيراً , فأسلوب الاعتقالات وزج الآلاف من الشيوعيين في السجون في نقرة السلمان والحلة وبعقوبة والرمادي والموصل وتقريباً كل سجون محافظات العراق. و لم يكن لهم أي نشاط معادي لسلطة عارف سوى كونهم شيوعيين .!
نحن في تنظيم الداخل نعلم أن قيادتنا لا وجود لها في داخل الوطن والجميع خارج العراق عدى شخص أو شخصين وهؤلاء أصلاً كانوا أما مطرودين أو مجمدين وفق محضر الاجتماع الموسع الذي اتخذ قرارات إجرائية وقائية لحماية الحزب من زمرة تكتل سكرتارية اللجنة المركزية المكونة من ......... **
وبجهود رفاق التنظيم وخلال فترة قصير توسع العمل الحزبي بين العمال والطلاب والفلاحين وسائر طبقات المجتمع من الكادحين .
لجنة تنظيم العمال التي كنت ضمن تنظيماتها توسعت بشكل جداً كبير وأصبحت تضم لجان للمشاريع الكبيرة والصغيرة وخطوط لعمال النسيج وسكك الحديد والحرفيين وجرى تنشيط العمل النقابي وشكلت العشرات من اللجان النقابية في بغداد وباقي المحافظات , ..
على الرغم من خسارتنا الفادحة لرفاق القيادتين قيادة الشهيد سلام عادل ومن بعده الشهيد جمال الحيدري . ( كانوا يصفون الشهيد جمال الحيدري كالنسر يحوم في سماء بغداد وهو سينقض على الفاشية وينهيها الى الأبد ) مع الأسف ضاع كل شئ لآن قيادة الحزب الجديدة (نسبة كبيرة منهم خارج العراق وأكثر الاجتماعات كانت تعقد في الخارج) وهذه القيادة تسعى الى محاولة حل الحزب وتذويبه في تنظيم عبد السلام عارف الإتحاد الاشتراكي الناصري وتنخرط فيه وتصبح الشيوعية في خبر كان, أو تستمر على النهج القديم الذي تبناه الرفيق فهد ومن بعده سلام عادل , وهذه القيادة أصلا غير مؤهلة لقيادة حزب شيوعي وهي فعلاً قد تم طرد القياديين فيها في الاجتماع الموسع للجنة المركزية والمكتب السياسي والكادر المتقدم في الحزب قبل انقلاب شباط 1963 وسميت القيادة المطرودة التي وصفها سلام عادل ( بسرطان برأس الحزب ) , والوصف الذي وصفهم به سلام عادل أي السرطان حسب المعطيات هو حقيقة مرض الحزب العضال الذي لا شفاء منه .. لأنه ليس الحزب الشيوعي العراق وحده أصابه هذا المرض الخطير وإنما قيادة الحركة الشيوعي العالمية بقيادة الحزب الشيوعي السوفييتي . وخاصة بعد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفييتي الذي كرس الانقسام في الحركة الشيوعية والغى كل النهج الماركسي الذي كانت تسير عليه , وبرزت القيادة الانتهازية لمجموعة خروشيف التي حولت الأشترالكية الى رأسمالية دولة وحسب وصفات الرأسمالية العالمية وكان ذلك التغيير واضحاً وخاصة بعد زيارة نكيتا خروشيف الى الولايات المتحدة الأمريكية في ستينات القرن الماضي .
بعد انقلاب 18 تشرين الثاني الذي قاده القوميين الناصريين أخذ الصراع منحاً آخر وهو الاعتقالات طالت قسم من البعثيين و أصبح الأن الهدف الرئيس للسلطة هم البعثيين وفلولهم المهزومة, ومن المفارقات غير الاعتيادية في الحياة السياسية أبان فترة حكم الأخوين عارف (عبد السلام وعبد الرحمن عارف) أن السجون والمعتقلات غضت بالشيوعيين وجلاديهم من البعثيين ( وعلى قول أحد الأشخاص من البعث اليساري العراقي سبحان الذي جمعنا بغير ميعاد) ويقصد فيها هذا المثل العراقي أنهم تواجدوا في سجن واحد وبدون حتى حواجز تفصل بينهم .
في البداية حصلت صدامات حيث أستقبل الشيوعيين جلاديهم بالرمي بالأحذية وحتى الإهانة واللكمات والكثير من البعثيين استنجدوا بإدارة السجن كي تحميهم من أهانات الشيوعيين . وهنا نرى من غير المألوف تواجد السجان والسجين في سجن واحد يضمهم سويتاً ..
البعثيين لم يبقى منهم في السجون إلى العدد القليل وأطلق سراح الكثير منهم وسرعان ما جرت الأمور بصورة اعتيادية داخل السجون حيث تم الفصل ووضع حواجز بين الطرفين ..
أستمر عمل خلايا وتنظيمات الحزب الشيوعي بالتطور وكسب المزيد من الأصدقاء والمرشحين الجدد وأصبحت الخلايا الحزبية في الكثير من المصانع والورش هي التي تقود العمل النقابي والسياسي وخاصة في مصانع الخياطة في الوزيرية والشالجية ومصنع شهداء الجيش داخل معسكر الرشيد ومصنع فتاح باشا للغزل والنسيج وشركة بذور القطن للدهون والمنظفات ومصنع الزيوت النباتية . وهنا بالذات أشير الى المصانع الضخمة التي يزيد عدد عمالها على الالاف وأمتد نفوذنا بشكل واسع على جميع معامل الطابوق الواقعة بين بغداد وديالى كان هناك رفاق ممتازين , أشير بالذكر إلى عائلة الشيخ الشيوعي البار جاسم مشكور وإخوانه ( المنظم الشيوعي البارز في معامل الطابوق ) .. أما في الجامعات والطلاب فأستطيع القول أن الحزب الشيوعي هو القوى السياسية الوحيدة في هذه المجالات .. وهذا ما تم التعبير عنه في الانتخابات التي جرت في عهد سلطة العارفين .. انتخابات الطلاب كانت برهان ساطع على الفوز الكاسح للشيوعيين فيها ..
أول ضربة توجهت للشيوعيين بعد انقلاب تشرين2 1963 وخاصة في آب 1964
كانت الضربة هذه المرة من داخل الحزب ومن قيادته بالذات لأنها أرادت حل الحزب وتذويبه بالإتحاد الاشتراكي على الطريقة المصرية والجزائرية حيث تم حل الحزب الشيوعي المصري بنفسه(طريقة الترهيب والترغيب) وذاب بالإتحاد الاشتراكي الناصري, ودللت الأحداث إلا أن الحركة الشيوعية بقيادة الحزب الشيوعي السوفييتي , هي التي كانت تخطط على حل الأحزاب الشيوعية العربية وتذويبها في كيانات مهلهلة تسمى اشتراكية وحسب مخطط عالمي لتدمير الحركة الشيوعية العالمية وهذا ما تم تنفيذه على يد غرباتشوف و يلسين وفق ما تم رسمه حسب مقررات المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفييتي وتحت قيادة المنحرف نيكيتا خروشوف .
كان خروشوف الصديق الصدوق لأول فاشي عربي حارب الشيوعية بكل أمكانياته وحتى أستعمل كل أساليب هتلر ومنها تذويب الشيوعيين في أحواض التيزاب , والأعمال الإجرامية التي قامت بها المباحث المصرية في عهد ناصر كانت أكثر بشاعة وعدوانية من كل الأجهزة الأمنية العربية في ذلك الوقت في عدائها للشيوعية . وتعلم البعثيين العراقيين والفلسطينين طرق التعذيب على يد المباحث المصرية.
21/8/2018
والبقية تأتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري


.. عمران خان: زيادة الأغنياء ثراء لمساعدة الفقراء لا تجدي نفعا




.. Zionism - To Your Left: Palestine | الأيديولوجية الصهيونية.


.. القاهرة تتجاوز 30 درجة.. الا?رصاد الجوية تكشف حالة الطقس الي




.. صباح العربية | الثلاثاء 16 أبريل 2024