الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإخفاق الذريع 1

أفنان القاسم

2018 / 8 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


سأعود

إلى تدوين نقاطي الخمس في باب التعليقات من مقالي السابق، وقبل ذلك أود أن أقول لأعدائي وخصومي قبل أصدقائي والمتعاطفين معي إنني خلال الشهور العشرة الماضية لم أكن أحلم ولم أكن أرجم بالغيب، كان لي محاور غائب-حاضر، اكتفى بالإصغاء، ثم اتخذ بشأني قرارًا بالإقصاء، وهو قرار سياسي بغض النظر عن أسبابه، يشير إلى حضوري السياسي، وبالتالي إلى واقعية ما أطرح، بعد أن ذهب البعض إلى حد نعتي بالجنون، وتاه البعض الآخر في اعتبارات تحط من قدري وسمعتي وكبريائي، يكفي أن يكون لي عَرَّاب لدى المرشد الأعلى، العزيز البدوي، كما يقول شكسبير لأكون أو لا أكون.

لكن

الخطأ في التثمين أدى إلى الخطأ في التحكيم، فأنا مشروع للوجود قبل أن أكون أنا، قبل أن أكون من أنا، فرنسي الأصل والمولد أو غير فرنسي الأصل والمولد، وأنا ثورة للفكر قبل أن أكون المفكر، قبل أن أكون أي مفكر، المنظِّر أو غير المنظِّر. كذلك العالم الذي أعيش فيه منذ قرون يجعلني جزءًا من هذا العالم، وهو عالم منفتح على كل الأجناس والأديان والألوان لا يحرجني، كما يدعي العزيز البدوي، حضاري، من هذه الناحية، أقول من هذه الناحية، يتعامل معي بحضارة تعاملي معه، والخلط بينه وبين بلد من عندنا شيء غير موضوعي وغير منتج وغير منصف، كما لو أن أحدنا يعتبر فرنسا بتقاليد حقوق الإنسان التي لها كإسرائيل البلد الخزق دولة يهودية.

في

هذا الظرف الصعب الذي لا أكثر منه صعوبة، ظرفنا، أتساءل عن المسئولية التاريخية وأينها عندما تم القرار بإقصائي، وهل يقدِّر خامنئي قبل عَرَّابي نتائج هذا القرار؟ لم أر على وجوه حكام طهران العابسة المهددة الصارخة من حلق أزمان اندثرت منذ أيام كسرى خاصة العسكريين منهم غير أمارت ابتزاز إيران بالعقوبات الأمريكية كغيرهم ممن لم أر وجوههم الذين يبتزون المال بالتهديد منذ قيام الثورة الإسلامية حتى هذا اليوم الكئيب من أيام الإيرانيين، التهديد بالوساطة غير المباشر الذي هو التهديد الأمريكي، أو التهديد بلا وساطة المباشر الذي هو التهديد الإيراني تحت كل أشكال الحياة، أهمها في الوقت الحاضر انهيار الريال والبطالة والجفاف، انهيار الإنسان. لهذا تكلمت تحت عن ضعف المرشد الأعلى، الواقع بين السندان والمطرقة، مطرقة رؤوس المال وسندان الخوذات العسكرية، هؤلاء وأولئك هم الذين يسيرون على غير هدى، وهم الذين يسيرون بمشروعهم الانتحاري إلى الإخفاق، ينساق خامنئي مع تيارهم، وإيران مركب يتقاذفه البحر. علمًا بأني لا أقصيهم، أريدهم في مشروعي الوجودي، وأريد لهم الخير كما أريد الخير لكل الإيرانيين، تحت شرط تقدم إيران يابانية، تطور إيران كورية جنوبية، تعصرن إيران ماليزية. ولن يتحقق هذا الشرط الجوهري الذي لا أكثر منه جوهرية، جوهر الشروط هذا، لن يتحقق بمفكر جنسيته هذه أو تلك، يتحقق بماكينة ضخمة لا بمكتب استشاري في الحي اللاتيني، ماكينة عملاقة، كرينبو، ترسخ في أركان الغرب الأربعة، وتلتف بأركان الشرق الأربعة، كأخطبوط.


هذه هي نقاطي الخمس

أولاً

لم أفهم البارحة أي شيء مما يقوله هذا الشخص (الذي وقع البدوي اختياره عليه والذي لا أعرف اسمه)، واليوم مع بعض التركيز تابعت بقدر الإمكان رأيه في "الآخر"، مصطلح فخم وضخم لكنه مستهلك استهلاك الفرنسيين للبطاطا في أسواق باريس! في رأي المفكر الفرنسي الأصل والمولد أن الفرنسي هيمن على المسلم -الجزائري هنا- في زمن الاستعمار، وهو يراه اليوم يريد الهيمنة عليه بدينه الإسلام وفي بلد غير بلده فرنسا، بينما الفرنسي لا ينظر إلى الأشياء من هذه الزاوية بوصفه علمانيًا -لم يقل بالضبط هذا لكن هذا ما استخلصته- لهذا يقف من الإسلام والمسلمين موقف العداء! طبعًا كلام كهذا اجترار من داخل الفكر السائد لا علاقة له بتاتًا بالواقع، وتقويس بأصابع إيديولوجيا السلطة، لأن 72 بالمائة من الفرنسيين حسب استطلاع منذ يومين للقناة 15 يقولون بأن لهم علاقة طيبة مع المسلمين، وهم لا يعتقدون أنهم سيفرضون عليهم نظامهم السياسي الشريعة كما يروج الفكر السائد له! قلت لمحمد أركون، المدافع الأول عن الآخر، عندما كنا زملاء في السوربون، المشكل ليس في الآخر، الأخر الفرنسي على كافة معتقداته دينية أم غيرها، نحن على علاقة طيبة معه، فلتنظر فقط إلى تلاميذنا، من كل الجنسيات وكل الأديان وكلهم على وئام فيما بينهم ومعنا.

ثانيًا

المشكل في إيديولوجيا الطبقة المسيطرة وأدواتها مراكز بسيكولوجيا الجماهير والمخابرات، المشكل في إيديولوجيا اليمين المتطرف وأحزابه الجبهة الوطنية في فرنسا ومثلها في باقي دول أوروبا، المشكل في رأس المال المتوحش الذي لا يوفر أحدًا لا جالية عربية إسلامية ولا أفراد شعبه عندما يتعلق الأمر بمصالحه، فيلجأ إلى كل السبل لتدجين مواطنيه وحرفهم عن مشاكلهم الأساسية التي هو من ورائها، وأسهل هذه الطرق فوبيا الإسلام اليوم مثلما كانت فوبيا الشيوعية أمس. إذن فليرفعوا أياديهم عن توظيف الإسلام لغاياتهم المبيتة ينهوا كل مشكل مع المسلمين، وكل تفلسف مجتر ومستهلك عن الآخر. أنا شخصيًا طوال قرون في فرنسا لم أواجه هذا المشكل، أواجهه من جزائري قبائلي مسلم مثلي ينخر عظمه تعصبًا وهستيرية ضد العرب والعروبة ولا أواجهه على الإطلاق من فرنسي عادي وحتى متعصب وعنصري بالحدة نفسها... أنا وضعت حلاً جذريًا لمشكلة الآخر في مشروع اقتصادي ثقافي اجتماعي شامل يأخذ بعين الاعتبار أول ما يأخذ مصالح رأس المال في الغرب قبل مصالحنا في الشرق، فأزيل بجرة قلم سوء فهمنا وفهم الإسلام، ولن تتم إزالة سوء الفهم هذا إلا بهذه الطريقة.

ثالثًا

أما عن عدم إحراجي فحدث!!! عدم اختياري لأني لست من أصل فرنسي ولا من مواليد فرنسا صحيح من داخل عقليتنا لا من جوه العقلية في الغرب في فرنسا، لأن من هم مثلي تبوأوا أعلى المناصب رؤساء إدارات ورؤساء شركات ورؤساء مؤسسات ورؤساء بلديات وحتى وزراء وحتى مستشارين لرئيس الجمهورية ولرئيس الوزراء وحتى سفراء وحتى أساتذة في الجامعات التي أهمها السوربون وأنا واحد منهم وفيها. هنا في الغرب على طيزهم أصلك وفصلك، وعلى طيزهم عن أي بلد تدافع إيران أم غيرها، وعلى طيزهم شكلك ولونك ودينك أو لا دينك، ما يهمهم في الغرب أفكارك مشاريعك برامجك، وما سيعود عليهم منها بالنفع. وحتى لو همس بعضهم هذا عربي على فلسطيني على أردني على جزائري على حماري أنا لا يحرجني ذلك، لأني لست أفنان القاسم، أنا مواقف وكتب عشرات الكتب وأحلام، أنا مواطن عالمي أولاً وأخيرًا، وعندما أسعى إلى نقل إيران والشرق الأوسط معها من عصر الظلام إلى النور من سيجرؤ على إحراجي؟؟؟؟؟؟؟؟

رابعًا

بعد القيلولة تأكيدًا لكلامي فوق بعض الملاحظات: المشكل الأكبر كما قلت هو هذه الحفنة المهووسة نصبًا واحتيالاً والتي لا تتردد عن ارتكاب أفظع الأشياء لنهب الخيرات والثروات والأموال، اختصرت ذلك بمفردتي رأس المال. فيتنام يا سادتي كالجزائر كانت تحت هيمنة فرنسا، والفيتناميون كالجزائريين جاؤوا إلى الوطن الأم بعد الاستقلال بعائلاتهم ودكاكينهم ومعابدهم، هم كجالية بأهمية الجالية العربية، لماذا هم لم يتحولوا بوجودهم ودينهم إلى موضوع فرنسي للعنصرية؟ لأن البوذية لم تحولها عصابات إيديولوجيا السلطة إلى فوبيا كما حولت الإسلام -أنا هنا لا أقارن بين دينين واحد أحسن من التاني كما سيدعي البعض- ولأن الفيتناميين والصينيين وكل من هم من بلدان جنوب شرق آسيا هم هنا في خدمة رأس المال، فجعل لهم المدن على شاكلة تشاينا تاون وكرس لهم الشوارع وساهم في سلاسل أعمالهم من مطاعم وبقالات وتجارة على كافة المستويات. ولنأخذ المشكل من ناحيته الفرنسية المحضة التي لا علاقة لها لا بالأديان ولا بالأفراد، لماذا هناك فوبيا المثلية؟ أقل من فوبيا الإسلام لكن من حيث المبدأ واحدة، ولماذا هناك فوبيا الثراء للفقراء لدى الفقراء باتجاه الأغنياء وللأغنياء لدى الأغنياء باتجاه الفقراء؟ هناك فوبيات على مستويات سياسية واقتصادية واجتماعية وكلها للإخضاع.

خامسًا

إذن هناك شرط اقتصادي في قماط سياسي يعمل مفكرو الفكر السائد على تغييبه عن قصد أو عن جهل، عن قصد كانت تلك غاية مستشرقي مراكز المخابرات في أمريكا والغرب منذ أيام البخاري - نحن هنا نناقش على مستوى البنية الفوقية- وعن جهل كانت تلك غاية متسلقي كتف الإسلام أو ردفه لغاية في صدر يعقوب. أنا قطعت الطريق على الطرفين بتعاملي مع الشرط الاقتصادي في نظام علماني أو قبل-علماني (النظام الشيعي نظام قبل-علماني) وبرؤية تأخذ بعين الاعتبار مصالح كل الأطراف المصالح الإيرانية كالعربية كالأمريكية أولها الأمريكية كالأوروبية كالروسية إلى آخره، وجعلت من التكنولوجيا الإبداعية لا النقلية محورًا للاستثمارات على كافة أنواعها كمعادل لتقدم لا بد منه ورغم أنف المتشددين هنا وهناك، لأن التقدم من طبيعة الأشياء في عصرنا وفي كل مكان من هذا العصر. لكني فكرت كثيرًا في إقصائي من لدن الإيرانيين، لأنه إقصاء بعد إصغاء، ورأيت أن في إيران غير خامنئي عناصر ليس في مصلحتها هذا التقدم المقتحم لديارها شاءت أم أبت، مما يفسر ضعف المرشد الأعلى الذي كان سيقوى بي داخليًا في وجه هؤلاء وخارجيًا في وجه الأمريكان، أما إن لم يكن ضعف المرشد، فهو تورطه!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مع اطيب الأمنيات بالعيد..الذي اشغلنا عن مقالاتك
نبيـــل عــودة ( 2018 / 8 / 22 - 12:29 )
يبدو ان الشعب تعبان من القراءة والتفكير.. الاهتمام اليوم بالطبيخ والنفيخ وكل عام وانت بخير


2 - هلا بيك أبا النبل كل عام وأنت بألف خير!
أفنان القاسم ( 2018 / 8 / 22 - 13:04 )
لم يسأل عني أحد، بينما العيد هدنة ومحبة... الطبيخ آه ما أعظمه! على فكرة أنا عامل ريجيم والله هههههه!!!


3 - إضحك من قلبك مع قدس أبونا فوزي نادر☺-;-
ماشي الماضي ( 2018 / 8 / 22 - 13:30 )
https://www.facebook.com/story.php?story_fbid=161255834771407&id=100026609744405&fs=4&focus_composer=0

البارحة مداخلة عفوية ارتجالية
لاحقا ستكون مختلفة
أكثر كوميديا


4 - قدس ابونا فوزي شخصية خيالية ساخرة من الآلهة
ماضي الماضي ( 2018 / 8 / 22 - 13:32 )
ههههههه
شخصية عفوية
متمكن من المعرفة والأداء الساخر الكوميدي رغم تقدمه في العمر
في العقد السابع من عمره ☺-;-


5 - لا يا ماضي ما قدرت أسمع!!!
أفنان القاسم ( 2018 / 8 / 22 - 13:54 )
وما فيش صورة!!!!


6 - الصوت واضح
هشام نداوي ( 2018 / 8 / 22 - 15:03 )
الصوت واضح سمعت الفديو
الصورة
واضح أنهم ما بدهم أحد يعرف شخصياتهم الحقيقية
احتمال بسبب إقامتهم في الغرب


7 - وقت بث الفيديو مباشر متأخر جدا
هشام نداوي ( 2018 / 8 / 22 - 15:04 )
بحسب توقيت الشرق وحتى أوروبا
يعني أكيد هم في شمال أو جنوب القارة الأمريكية


8 - مرة ثالثة: سابوتاج!!!!!!!!!!!!!!
أفنان القاسم ( 2018 / 8 / 23 - 16:45 )
سابوتاج بالفرنسية تعني تخريب، واحد من التحرير مبتدئ وأرجو ألا يكون متعمد رمى أهم مقالاتي الثلاثة المقال الثالث من سلسلة الإخفاق الذريع تحت يمينًا، وترك المقال الثاني فوق، وذلك منذ الصباح، بمعنى أنه عطل عليّ آلاف القراء!!! هذا آخر ما كنت أتصوره لو صح التخريب!!! أرسلت إلى الزميل رزكار إيميل منذ قليل...

اخر الافلام

.. مليار شخص ينتخبون.. معجزة تنظيمية في الهند | المسائية


.. عبد اللهيان: إيران سترد على الفور وبأقصى مستوى إذا تصرفت إسر




.. وزير الخارجية المصري: نرفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم | #ع


.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام




.. وكالة الأنباء الفلسطينية: مقتل 6 فلسطينيين في مخيم نور شمس ب