الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيوعيون ومع ذلك يعرضون عن التعرف على الإتحاد السوفياتي !! (2)

فؤاد النمري

2018 / 8 / 21
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


شيوعيون ومع ذلك يعرضون عن التعرف على الإتحاد السوفياتي !! (2)

لم يظهر عبر التاريخ قائد عظيم إلا وغلبه التاريخ بمن في ذلك ستالين الذي وصفه تشيرتشل بأنه أعظم القادة في كل العصور، وها نحن قد تحققنا من أن البورجوازية، البورجوازية الوضيعة، قد نجحت في اغتيال ستالين والقيام بانقلاب على الإشتراكية التي قضى ستالين كل عمره يحرسها بيقظة عبقرية لا مثيل لها عبر التاريخ . التاريخ وهو من صناعة الصراع الطبقي هو الغلاّب .
في إحدى خطبه المتلفزة قال ستالين .. سأقوم بكافة وظائفي عبر مختلف الأدوات ومنها المخابرات .
ستالين قال ذلك بعد إعدام ياغودا رئيس أمن الدولة 1934 – 36 نظراً لقيامه بأعمال ضد الدولة وأعمال قذرة أخرى .
وإعدام إيجوف رئيس أمن الدولة 1937 – 38 نظرا لجرائمه بقتل وإعدام مئات الشيوعيين الشرفاء لموالاته لتروتسكي .
ومع ذلك ظل ستالين بحاجة إلى جهاز مخابرات ولا عجب فهيئة رئاسة الأركان العسكرية هي دائماً بحاجة لاستخبارت عسكرية وهيئة أركان الطبقة العاملة وهي تقود حرباً ضروساً ضد مختلف الطبقات المعادية هي دائماً بحاجة لمخابرات .
في نهاية 1938 تم استبدال وزير أمن الدولة نيقولاي ايجوف بنائبه لافرنتي بيريا الذي أظهر حذقاً في أعمال المخابرات . وفي العام 39 كشف بيريا عن الجرائم الفظيعة ألتي كان إيجوف قد إقترفها بحق الشيوعيين وبحق الدولة بصفته تروتسكياً مخرباً .
في طور الاستعداد للحرب وفي الحرب ترتب على جهاز أمن الدولة بقيادة بيريا القيام بأعمال خطيرة ومختلفة قام بها الجهاز على أكمل وجه منها إدارة أعمال المقاومة خلف خطوط العدو ؛ وقيام بيريا شخصياً بتنظم اليهود في الاتحاد السوفياتي في منظمة تقاوم النازية . وبالتالي قام هذا البيريا بجريمة عظمى غيرت مجرى التاريخ إذ نجح في اغتيال ستالين بالسم فكان بأن أطيح بالإشتراكية السوفياتية .
كنا كتبنا عرضاً تاريخيا لتاريخ المخابرات السوفياتية في مارس آذار 2017 وتحققنا من أنها كانت تعمل ضد الإشتراكية منذ العام 1934 وحتى اليوم وها نحن نرى جرائمها الفظيعة في سوريا التي لم يقترف بمثل فظاعتها حتى النازي في روسيا، وما ذلك إلا لمقاومة الإشتراكية بدءاً بانقلاب حافظ الأسد على رفاقه الإشتراكيين عام 1970 كما صرح نائبه خدام .

بريطانيا وفرنسا حرمتا على ألمانيا الرأسمالية التطور إلى الإمبريالية، صادرتا مستعمراتها بموجب معاهدة فرساي 1919 . كان منطق التاريخ يرتب على ألمانيا التقدم نحو الإشتراكية إلا أن وظيفة الحزب الاشتراكي الديموقراطي وهو حزب المرتد كاوتسكي كانت منع التقدم إلى الإشتراكية في جمهورية فايمار 1919 – 1933 متعاونا مع التيار النازي الذي ولدته هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى . إذ شارك هذا الحزب الخؤون في الحرب على جمهورية بافاريا الشيوعية وعاد يقاوم ثورة الشيوعيين في العام 1923 . الإمبريالية الأنجلوفرنسية منعت الرأسمالية الألمانية من التقدم إلى الإمبريالية والحزب الاشتراكي بالتعاون مع النازيين منع الرأسمالية في ألمانيا من التحول إلى الإشتراكية . في تلك الحالة عانى المجتمع الألماني إنهياراً سحيقاً حتى بات سعر رغيف الخبز في العشرينيات أكثر من 25 ألف مارك ؛ لم يكن أمام ألمانيا سوى الانحراف إلى النازية وهو ما حدث نتيجة لسياسات الحزب الاشتراكي وبغضائه للإشتراكية . النازية تعني تحويل قوى الإنتاج الرأسمالي الضخمة في ألمانيا إلى إنتاج غير رأسمالي وهو السلاح، وأعلن هتلر الرايخ الثالث لألف عام ويعني ذلك أن تتمثل برلين بروما القديمة وتحتل ألمانيا كافة دول العالم تنهب ثرواتها لصالح متعة ورفاه الشعب في ألمانيا وهذا ما أطلق عليه هتلر صفة الاشتراكية، إشتراكية النازيين . خلال ثلاث سنوات فقط غدت ألمانيا بأسرها معسكراً واحداً صناعته الحرب وغدت بذلك أقوى دولة في الأرض . في مارس 1938 احتل هتلر النمسا وضمها إلى ألمانيا دون أدنى احتجاج من الدول العظمى . ارتعدت فرائص الإمبراطوريتين الامبرياليتين فحاولتا أن تستسمح هتلر عما فعلتاه في معاهدة فرساي فكان مؤتمر العار في ميونخ في نهاية سبتمبر ايلول 1938 . أجيز هتلر إذاك باحتلال منطقة السوديت في تشيكوسلوفاكيا ومساحتها ضعف مساحة لبنان بالرغم من أن أمن وسيادة تشيكوسلوفاكيا كان في عهدة بريطانيا وفرنسا وروسيا ؛ وأجيز موسوليني بالحبشة والقرن الأفريقي .
أمام الخطر النازي والفاشي الماثل والذي يتهدد السلم والأمن في أوروبا عبثاً جهد الاتحاد السوفياتي لإقامة تحالف مع الدول الرأسمالية الكبرى بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة ضد التحالف النازي الفاشي في محور هتلر - موسوليني .
في صيف 1940 احتل هتلر فرنسا وبلجيكا وهولاندا وهربت بريطانيا مهزومة في معركة دنكرك . كان خطأ هتلر القاتل أنه ظن أن احتلال الاتحاد السوفياتي سيساعده على احتلال بريطانيا وقد جرته لتلك الحماقة كتابات تروتسكي في مجلة سانت لويس (Post Dispatch) الأميركية في عدديها ليناير ومارس يؤكد فيهما أن الاتحاد السوفياتي مارد لكن ساقيه من فخار وهو ما جعل هتلر يتخيل أنه يستطيع أن يحتل الاتحاد السوفياتي خلال ثلاثة شهور فقط . وما يجدر ذكره في هذا السياق هو أن هتلر أثناء مقابلته لمولوتوف في محادثات اتفاقية عدم الاعتدا في أغسطس آب 39 طلب من مولوتوف أن ينقل اقتراحه إلى ستالين يقضي بتحالف ألماني سوفياتي يقوم باحتلال بريطانيا وتقاسمها ومستعمراتها مناصفة بين الطرفين . تجاهل ستالين لمقترح هتلر ربما أغاض هتلر وحفزه إلى انتهاك اتفاقية عدم الاعتداء وقيامه بالعدوان الواسع على الاتحاد السوفياتي في الساعات الأولى من 22 يونيو حزيران 1941 .
احتل هتلر كل أوروبا الغربية خلال ستة أسابيع فقط في صيف 1940 مستخدما نصف قوتة العسكرية أو أكثر بقليل، أما في هجومه على الإتحاد السوفياتي فقد استخدم كل قوته العسكرية وقد تطورت عددا وعدة خلال عام بالإضافة إلى الموارد المادية والبشرية في البلدان التي تحت الاحتلال . كان العدوان بحوالي ثلاث ملايين جندياً يفوق أعداد الجيوش السوفياتية وباسلحة متطورة تتفوق على الأسلحة السوفياتية . كان لذلك أثر كبير في تراجع الجيوش السوفياتية وانعكست مقاومتها الضارية للعدوان بزيادة وحشية المعتدين .
كان لوقوف الدول الغربية موقف المتفرج حلى حرب الاتحاد السوفياتي ضد العدوان النازي أثر حاسم في صناعة التاريخ . الإتحاد السوفياتي كان الدولة الإشتراكية الوحيدة في العالم ولذلك كان الدولة الوحيدة في العالم القادرة على تحويل كل قوى الإنتاج إلى صناعة الحرب كما هو حال ألمانيا النازية . لم يكن أمام الاتحاد السوفياتي من فرصة لقهر العدوان والدول الغربية تتفرج على حليفها الأكبر ينهزم سوى أن تتحول كل قوى الإنتاج إلى إنتاج الحرب ويتجند الرجال في الجيش وتتجند النساء والأطفال في انتاج السلا ح في مصانع السلاح شرق الأورال . كان على الإتحاد السوفياتي أن يطرح الإقتصاد الإشتراكي جانبا وينخرط كلياً في الإقتصاد العسكري، واستمر ذلك لأكثر من خمس سنوات طيلة الحرب وما قبلها . المقاومة الضارية وأعمال البطولة التي اجترحتها الإشتراكية السوفياتية ستظل مدى التاريخ مثالا على تعلق الإنسان بإنسانيته واستعداده للتضحية بنفسه دفاعاً عنها . وهو ما مكن السوفيات من الانتصار في الحرب وتطهير كل أوروبا من لوثة النازية والحفاظ على حرية مختلف الشعوب في العالم . السلام الذي ساد في العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم إنما هو من صناعة الجيوش السوفياتية بقياد أعظم القادة في كل العصور يوسف ستالين . كان تشيرتشل صادقاً عندما أكد أنه حالما ينهض من النوم كل صباح يصلي للرب من أجل أن يحفظ ستالين لأنه الرجل الوحيد القادر حلى حفظ السلام في العالم وقد شهد أيضاً شهادة تشيرتشل أعظم رؤساء أميركا فرانكلن روزفلت إذ كتب في مفكرته قبل رحيله أنه يؤمن بأن ستالين سيبني عالما يسوده السلام والديموقراطية .
ما أكثر "الشيوعيين" الذين يعرضون اليوم عن التعرف على هذه الحقيقة التي شهد لها أكبر قائدين في التاريخ الحديث .

(يتبع)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الصراع حادث خارج وداخل تجربة السوفييت
محمد البدري ( 2018 / 8 / 22 - 10:37 )
يلوح دائما من بين سطور كتاباتك الامل في انتصار ثورة شعبية عمالية . صحيح ان التجربة السوفيتية هي التي نجحت ضمن جميع الصاراعات الطبقية شرقا وغربا لكن اسمح لي بالقول انك طالما تعتبر ان الصراع الطبقي لازال مستمرا وهي حقيقة لا ينكرها الا جاحد ومنكر للمعرفة العلمية فان تكرارها في نفس المنطقة الجغرافية يبدو معاكسا لما تبوح به تجارب التاريخ المتعددة.
فتاريخ السوفييت يسبقه تاريخ طويل تعرفت علي بعض منه مع قراءتي لدستيوفسكي وجوجول وتولستوي الي آخر عظماء الادب الروسي قبل ان يصبح سوفيتيا. ولنفس السبب كان الحراك الطبقي في باقي انحاء العالم داعيا للتعرف علي تجارب اخري لم تصل الي منتهاها مثلما حدث في روسيا. معظم التجارب الاخري تثير الاشمئزاز كون من قام بها حفنة عسكرية تنتمي الي البرجازيات الرثة وتعادي المعرفة العلمية وبالتالي الصراع الاجتماعي من منظوره الماركسي. وبالتالي فان السؤال الملح علي الجميع ما هي الشروط الواجب توافرها حتي تتكرر ثورات في عدة اماكن ولو تتابعيا وليس تزامنيا لينمو امل جديد. تحياتي وكل امنية لك بالصحة والسعادة والامل الدائم في مجتمع حي وعقل متيقظ.


2 - فوضى الهروب من الإستحقاق الإشتراكي
فؤاد النمري ( 2018 / 8 / 22 - 12:30 )
أنا يا رفيق دائماً بحاجة إلى إضاءاتك ولا عجب فأنت البدري
في -البيان الشيوعي اليوم- الذي نشرته في 25 أغسطس 2015 لم تنتهِ فوضى الهروب من الاستحقاق الإشتراكي التي بدأتها البورجوازية الوضيعة السوفياتية في العام 1953 بعد اغتيال ستالين ثم سادت العالم إثر انهيار العوالم الثلاث التي ورثناها عن الحرب العالمية، انهيار الاشتراكية في الخمسينيات وانهيار الرأسمالية في السبعينيا وانهيار ثورة التحرر الوطني بقيادة أنور السادات حين قفز إلى حضن أميركا في مؤتمر جنيف 74 - وكان ذلك أمراً طبيعيا إثر انهيار الثورة الإشتراكية - فيما بعد مؤتمر الرأسماليين الخمسة الكبار الأول في رامبوييه 75 انتهى العالم بقيادة طارئة لم يقرر لها التاريخ دوراً في السلطة وفي الحكم لأنها لا تنتج أية قيمة تبادلية وهي البورجوازية الوضيعة . هذه البورجوازية تستهلك ولا تنتج ولأنها الغالبة منذ أربعة عقود فقد انكمشت الطبقة العاملة وأخذ العالم يستهلك من مخزون ثروته القديمة بمقدار 2 ترليون دولار سنويا يسجلها صندوق النقد الدولي كديون وهي حقاً ليست ديون حيث لا أحدد يسدد دينه بل يستدين ليخدم دينه

يتبع


3 - فوضى الهروب من الإستحقاق الإشتراكي
فؤاد النمري ( 2018 / 8 / 22 - 13:09 )
العالم مدين اليوم بأكثر من 76 ترليون دولار هذه جميعها من الثروات القديمة التي ستنضب قريباًوقريباًجدا وحينئذ ستنهار البورجوازية الوضيعة ذاتياًدون عدو طبقي بل سيتم انهيارها من خلال هزيمة وتراجع طبقة العمال التي حينذاك لن يكون باستطاعتها أن تستبدل القليل من بضائعها باي خدمات من البورجوازية الوضيعة
قبل أن تنعدم تلك المبادلة بضائع بخدمات ستنهار البورجوازية الوضيعة انهياراً ذاتيا وكانت أزمة الرهن العقاري إرهاصة لانهيارها
حين تتلاشى كل الطبقات لن يبقى غير البروليتاريا التي سيكون عليها قيادة المجتمع بعد أن لحقها هزائم متوالية لنصف قرن أو يزيد
سيكون على البروليتاريا قيادة العالم إلى الشيوعية وبدون دكتاتورية البروليتاريا التي كان قد افترضها ماركس إذ آنذاك ستكون كل الطبقات الأخرى قد سبق تلاشيها
البروليتاريا حينئذ، وهو ما سيكون قريبا، ستكون بحاجة ماسة إلى ماركسيين شيوعيين بلاشفة يحسنون قيادة البروليتاريا إلى الشيوعية
لهذا السبب تحديدا أوجه تهمة الخيانة لجميع الأحزاب الشيوعية التي لم تعد تذكر الماركسية اللينينية وانحرفت لتكون أحزابا إصلاحية تصلح أنظمة البورجوازية الوضيعة العصية على الإصلاح
تحياتي

اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي