الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذٰلِكَ ٱلكَاتِبُ ٱلمُوسِيقِيُّ: شِقَاقُ ٱلتَّأْيِيسِ أَمْ نِفَاقُ ٱلتَّسْيِيسِ؟ (2)

غياث المرزوق
(Ghiath El Marzouk)

2018 / 8 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


إِنَّ ٱلكِتَابَةَ، حَتَّى في أَعْلَى وَفي أَجْلَى مَرَاتِبِهَا ٱلاِسْتِيهَامِيَّةِ،
لَثَوْرَةٌ دَائِمَةٌ عَلى حِذْقِيَّةِ ٱلرَّاقِعِ، ثَوْرَةٌ دَائِمَةٌ عَلى فِعْلِيَّةِ ٱلوَاقِعِ!
جيمس جويس



قُلْنَا إنَّ الكاتبَ العالميَّ الفذَّ، جيمس جويس، كانَ قدْ ثارَ بعدَ أنْ تمرَّدَ، أيَّامَئِذٍ، على كلِّ شيءٍ يَتَشَيَّأُ من أيِّمَا «سِيمَاءٍ مُؤَسْأَسٍ» Institutionalized Countenance من سيماءَاتِ القوَّةِ، أو السُّلْطَةِ، بالذاتِ قدَّامَ عينَيْهِ البَصَرِيَّتَيْنِ والعَقْلِيَّتَيْنِ، في آنٍ معًا، بدءًا من تمرُّدِهِ وثَوَرَانِهِ على ذاتِهِ بالذاتِ، إنِ اعْتَرَاهَا واعْتَوَرَهَا شيءٌ من هذا الصَّعيدِ، على الرَّغْمِ الرَّغِيمِ مِمَّا كانَ يريدُ، أو حتى مِمَّا كانَ لا يريدُ – حتى أنَّهُ، فيما له مِسَاسٌ بموهبتِهِ الموسيقيةِ اللاحِبَةِ، كانَ جويس يُعْرِبُ عنْ تمرُّدِهِ وعنْ ثَوَرَانِهِ هذينِ على امْرِئٍ معيَّنٍ، أو حتى على امرأةٍ معيَّنةٍ، يتجَاهَرَانِ بالتفكُّرِ «الألْمَعِيِّ» وبالتكلُّمِ «اللَّوْذَعِيِّ» تَجَاهُرًا، كانَ يُعْرِبُ عنهُمَا من خلالِ سُلوكٍ «عُصَابِيٍّ» يَحْدُو بِهِ إلى التنغُّمِ الصَّادِي بِنَغَمٍ مَا، أو التغنِّي المُتَصَادِي بأغنيةٍ مَا، وإلى حَدِّ اعتبارِهِ (أي جويسَ ذاتِهِ) كُلَّ الاعتبارِ إنسانًا «مجنونًا» منْ لَدُنْ غريبٍ وَضِيعٍ مَهِينٍ وحَاقِدٍ، أو منْ لَدُنْ قريبٍ لَكِيعٍ ضَنِينٍ وحَاسِدٍ. وهكذا، على مَرِّ الزَّمَانِ وجَرِّ المَكَانِ، سُرْعَانَ ما سَرَى تأثيرُ كُلٍّ مِنْ هذينِ التمرُّدِ والثَّوَرَانِ جائحَيْنِ أيَّمَا جَوْحٍ وجِيَاحَةٍ مَوْضِعَ جويسَ الذي تَمَوْضَع فيهِ مِنْ ذلك «السِّيمَاءِ الاجتماعيِّ» المتمثِّلِ في الأُسْرَةِ (النَّمُوذَجِيَّةِ التقليديةِ)، أولاً، ومِنْ ذلك «السِّيمَاءِ الدينيِّ» المتجسِّدِ في الكنيسةِ (الكاثوليكيةِ، أو حتى البروتستانتيةِ)، ثانيًا، ومِنْ ذلك «السِّيمَاءِ الثقافيِّ» المتجسِّمِ في الجامعةِ الهَرَمِيَّةِ الجَوْفَاءِ، ثالثًا، ومِنْ ذلك «السِّيمَاءِ السياسيِّ» المُتَبَدِّنِ في الدَّوْلةِ القوميةِ العَجْفَاءِ، رابعًا (وأخيرًا، وليسَ آخِرًا). وَلِلْحُبِّ الحقيقيِّ (الغَيْريِّ، لا الأنانيِّ) فوقَ كلِّ ذلك، هَا هُنا، إشْرَاقَةٌ وإصْبَاحٌ يتجلَّيَانِ في مَعْمَعَانِ ذينك التمرُّدِ والثَّوَرَانِ كِلَيْهِمَا، لا مَحَالَ: ففي ذلك اليومِ المعنيِّ بالذاتِ على أرضِ الواقعِ، واقعِ دبلنَ المدينةِ الشَّجِينَةِ، في «يَوْمِ بْلُوم» الواقعيِّ الواقعِ في اليومِ السَّادِسَ عَشَرَ من شهرِ حزيرانَ من العامِ 1904 تحديدًا، كانَ ذاك اللقاءُ الغراميُّ الأولُ بينَ ذلك الشابِّ الدَّعَّابِ دَعَابَةً «ثقافيَّةً» أو «أدبيةً»، جيمس جويس، وبينَ حبيبتهِ الشابَّةِ الدَّعَّابَةِ دَعَابَةً «لاثقافيَّةً» أو «لاأدبيةً» (أو حتى «سُوقِيَّةً»)، نورا بارْنَكِلْ، حبيبتهِ تلك التي صَارتْ «زوجتَهُ» وفاقًا لـ«قانُونٍ اجتماعيٍّ» خاصٍّ تَوَخَّيَاهُ فيمَا بَعْدُ، فصَارتْ مِنْ ثمَّ رفيقةَ عمرِهِ المستديمةَ أينما حلَّ وأينما نزلَ. وهكذا أيضًا، دونَما أيِّ سَابقِ إيمَاءَةٍ شاهدةٍ أو واعدةٍ، فقدْ كانَ الكتابُ الخالدُ «يُولِيس» Ulysses ذاتُهُ بمثابةِ هديةٍ «أدبيةٍ»، أو «لاأدبيةٍ»، لا تُقَدَّرُ بأيِّمَا ثمنٍ كانَ من الكاتبِ العالميِّ الفذِّ ذاتِهِ إلى رفيقةِ عمرِهِ الفذَّةِ ذاتِهَا، وذلك من أجلِ تخليدِ ذلك اليومِ، يومِ لقائِهِمَا الغراميِّ الأولِ، تخليدًا عالميًّا بقدرِ مَا كانَ منهجُهُ الكتابيُّ التركيبيُّ والتراكُبيُّ الفريدُ يَصْبُو إليهِ مِنْ عالميَّةٍ (أو، بالقَمِينِ، مِنْ كَوْنِيَّةٍ) لا مِرَاءَ فيها – وكان ذاك الاحتفاءُ «الحَفِيُّ» العالميُّ بـ«يَوْمِ بْلُوم» داخلَ إيرلندا وخارجَها حتى هذا اليومِ، على الرَّغم مِنْ أنَّهُ لمْ يَعُدْ، في هذا اليومِ بالذاتِ، يمثِّلُ، مثلما كانَ الكاتبُ العالميُّ بالذاتِ يتمنَّى، نوعًا مُسْتَحَبًّا مِنْ أنواعِ مَا يُمْكِنُ أنْ نسمِّيَهُ بـ«شِقَاقِ التَّأْيِيسِ»، لا شكلاً مُسْتَكْرَهًا، أو أكثرَ حتى، من أشكالِ ما يُمْكِنُ أنْ ندعوَهُ بـ«نِفَاقِ التَّسْيِيسِ».

من هنا، ليسَ ثَمَّةَ من شاردةٍ ولا من واردةٍ، في ثنايا كتابِ جويس «يُولِيس»، لمْ تَكُنْ مُسْتَلْهَمَةً بالفعلِ اسْتِلْهَامًا واعيًا، ولا حتى مُسْتَوْحَاةً بالقوةِ اسْتيحَاءً لاواعيًا، مِمَّا جرى، أو حتى مِمَّا لمْ يَجْرِ، في أطرافِ ذلك اليومِ، يومِ اللقاءِ الغراميِّ الأولِ بينَ الكاتبِ المنقطعِ النَّظيرِ وبينَ حبيبتِهِ الغريبةِ الأطوارِ (ومن ثمَّ تجوالِهِمَا الهُياميِّ في بِضْعَةٍ من أحياءِ دبلنَ المدينةِ)، من مُحَادثاتٍ أو أحداثٍ «رئيسيةٍ»، أو من مُشَاهداتٍ أو أشهادٍ «فرعيةٍ»، أو حتى من مُهَامَسَاتٍ أو أهْمَاسٍ «جانبيةٍ» أو «هامشيةٍ» تكادُ ألاَّ تستأهلَ الذِّكْرَ بأيَّتِمَا مَثابةٍ كانتْ. ويُمْكِنُ، بادئَ ذِي بَدْءٍ، لِمَنْ تسْتقرِئُ مَا جَاءَ في فَحْوَى «سِيرَةِ» الكاتبِ من سُطورِ الواقعِ، ومَا جاءَ في فَحْواءِ كتابِ «يُولِيس» من سُطورِ الخيالِ، استقراءً متوازيًا أو متوازنًا بعضَ الشيءِ، يُمْكِنُ لَهَا عندئذٍ أنْ تدركَ حقَّ الإدراكِ مدى التطابُقِ العَفْويِّ (أو حتى اللاعَفْويِّ) اللافتِ بينَ ذلك المَسَارِ الذي سَارَ عليهِ الشَّابُّ المُتَوَلِّهُ جيمس جويس أثناءَ لقائِهِ الغراميِّ بالشَّابَّةِ المُتَوَلَّهِ بِهَا نورا بارْنَكِلْ، وأثناءَ تجوالِهِ المنشُودِ والمشدُودِ في مَعِيِّتِهَا في تلك الأحياءِ، من جانبٍ، وبينَ ذلك «المَصَارِ» الذي صَارَ إليهِ الرجلُ المُتَبَصِّرُ لِيُوبُولْد بْلُوم إبَّانَ لقائِهِ الحَميميِّ باليافعِ المُتَبَصَّرِ بِهِ سْتِيفِن ديدالوس، وإبَّانَ تجوالِهِ المَسْرُودِ والمَرْصُودِ في مَعِيِّتِهِ في تلك الأحياءِ ذَوَاتِهَا، من جانبٍ آخَرَ – وفي كلٍّ من هذين اللقائَيْنِ المتقابلَيْنِ، في نهايةِ اللقاءِ، يعودُ كلٌّ من المُلْتَقِي والمُلْتَقَى بِهِ إلى بيتِهِ سَارِحًا بأفكارٍ كانتْ قدْ تولَّدتْ من تفاعُلِهِ وانفعالِهِ المعقولَيْنِ (أو حتى اللامعقولَيْنِ) الناجِمَينِ عَمَّا أبدَاهُ الآخَرُ منْ أفكارِ أُخرى، بنحوٍ أو بآخَرَ. حتى أنَّ مرورَ بلوم وديدالوس مرورًا تعاقُبيًّا بمَبْغَى الخليلةِ بيللا كوهين في الفصلِ الخامسَ عَشَرَ من كتابِ «يُولِيس» المُسَمَّى بِـ«سِيرْسِهْ» Circe، ذلك الفصلِ المكتوبِ بأُسْلوبِ حوارٍ مَسْرَحِيٍّ قائمٍ بذاتِهِ (ولِذَاتِه) رغمَ تخلُّلِ «اهْتِلاسَاتِ» كلٍّ من بلوم وديدالوس حَبْكَتَهُ القَصِّيَّةَ حينًا بعدَ حينٍ، حتى أنَّ مرورَهُمَا (التعاقُبيَّ) بهذا المَبْغَى جسدَيْنِ ذَكَرِيَّيْنِ «مُتَهَيِّجَيْنِ» عَسَى جسدٌ أنثويٌّ أنْ يُفْرِغَ «شُحْنَتَيْهِمَا» فيه، في «الحرفِ» أو حتى في «المجازِ»، إنَّما تتجذَّرُ جُذُورُهُ في حَنايا ذلك اللقاءِ الغراميِّ الأولِ بينَ العاشِقِ جيمس جويس وحبيبتِهِ نورا بارْنَكِلْ بالذات. فلمْ يَكُنْ ذلك اللقاءُ، في واقعِ الأمرِ، لقاءً «غراميًّا» بالمعنى التقليديِّ السَّائِدِ آنئذٍ، كَجَرْيِهِ مثلاً على عاداتِ تبادُلِ النَّظَرَاتِ واللَّمْسَاتِ والقُبُلاتِ الرومانسيةِ الخفيفةِ، بلْ كانَ لقاءً حَافلاً بالمغامرةِ الغراميةِ التي خَرَقَتْ كافَّةَ الأعْرافِ والتقاليدِ وآدابِ التَّلاقي مَا بينَ الحبيبَيْنِ: إذْ تجلَّتْ هذهِ المغامرةُ الغراميَّةُ في شخصيةِ نورا بارْنَكِلْ نفسِهَا أيَّمَا تَجَلٍّ، وذلك من جَرَّاءِ شجاعتِهَا وجَرَاءَتِهَا التَّلْقَائيَّتَيْنِ الخارقتَيْنِ للمألوفِ بالفعلِ، وإلى حَدِّ أنَّهَا، عندما مَرَّتْ وجويسَ أثناءَ تجوالِهِمَا في حيِّ رِينْغْزَنْدْ Ringsend الدبلنيِّ بجمهرةٍ من النساءِ المتبرِّجَاتِ اللواتي كُنَّ يكشفنَ عن «إمكانيَّاتِهِنَّ البارزةِ»، وعندما لاحظتْ «تهيُّجَ» جويسَ نفسِهِ و«لهاثَهُ» و«انتصابَهُ» الواضحَيْنِ من أثرِ ذلك المُرورِ، تَنَحَّتْ بِهِ مَحَلاًّ منعزلاً على شاطئِ البحرِ وأخذتْ «تَسْتَمْنِيهِ بيدِهَا»، دونَمَا تردُّدٍ أو تلكُّؤٍ، إلى أنْ وصلَ إلى رعشةٍ عَارِمَةٍ لم يصلْ إلى مثيلتِهَا منْ قبلُ.

هكذا شَجَاعةٌ وهكذا جَرَاءَةٌ «أُنْثَوِيَّتَانِ» تَلْقَائِيَّتَانِ خَارِقتَانِ للمألوفِ، إذنْ، ليسَ لهُمَا سِوى أنْ تجْعَلا الشَّابَّ جيمس جويس يقعُ وُقُوعًا، بكلِّ جَوارحِهِ، في حُبِّ الشَّابَّةِ نورا بارْنَكِلْ منذُ ذلك اللقاءِ الغراميِّ الأولِ. وهكذا شَجَاعةٌ وهكذا جَرَاءَةٌ «أُنْثَوِيَّتَانِ»، كذلك، ليسَ لهُمَا سِوى أنْ تجْعَلا هذا الشَّابَّ ذاتَهُ عَازِمًا عزمًا وعزيمةً، بكلِّ جَوانحِهِ، على إهداءِ هذهِ الشَّابَّةِ ذاتِهَا الكتابَ «المردودَ» واللامردودَ «يُولِيس» لكيما يخلِّدَ تاريخَ وقائعِ تجوالِهِمَا الهُياميِّ «المعهودِ» واللامعهودِ إلى أبدِ الآبدينَ – خصوصًا وأنهُ الكاتبُ الفريدُ الذي ثارَ كلَّ الثَّوَرَانِ بعدَ أنْ تمرَّدَ كلَّ التَّمَرُّدِ، أيَّامَئِذٍ، على كلِّ شيءٍ يَتَشَيَّأُ من أيِّمَا «سِيمَاءٍ مُؤَسْأَسٍ» قدَّامَ عينًيْهِ البَصَرِيَّتَيْنِ والعَقْلِيَّتَيْنِ، في آنٍ معًا، بدءًا من تمرُّدِهِ وثَوَرَانِهِ على ذاتِهِ بالذاتِ، كما تمَّ ذِكْرُهُ آنِفًا. فقدْ كانَ هذا الكاتبُ الفريدُ يؤمنُ إيمانًا حَازمًا وإيمانًا حَاسمًا (حتى أشدَّ حَزَامَةً وأشدَّ حَسَامَةً من إيمانِ الكاتبِ الروائيِّ الإنكليزيِّ ديفيد هيرْبِرْت لورَنْس، وهو الكاتبُ المبدئيُّ المعروفُ بإيمانِهِ العميقِ بـ«فلسفةٍ للجَسَدِ» خاصَّةٍ بِهِ)، بأنَّ حُرِّيَّةَ الإنسانِ الحَقَّ والحَقِيقَ، على كلٍّ من المستوى النفسيِّ والمستوى الاجتماعيِّ، من طرفٍ، وعلى المستوى السياسيِّ عَبْرَ كلٍّ من ذينك المستويَيْنِ الأوَّلَيْنِ، من طرفٍ آخَرَ، إنَّما تبدأُ بَدْءًا حَازمًا وبَدْءًا حَاسمًا بحُرِّيَّةِ الجَسَدِ، قبلَ حُرِّيَّةِ أيِّ شيءٍ آخَرَ: تلك هي الفلسفةُ الحَقُّ، «فلسفةُ الجَسَدِ» الحَقيقُ، التي تتحدَّى مداهمةَ الموتِ سَائرةً عكسَ التيَّارِ المُهَيْمِنِ شكلاً ومضمونًا، والتي تتشوَّف من ثمَّ إلى فاعليَّاتِ الرفضِ والعنادِ والتَّصَاوُلِ واللاتَصَالُح، على حَدِّ عباراتِ الناقدِ الأدبيِّ الفذِّ إدوارد سعيد. وتلك هي الفلسفةُ الحَقُّ، «فلسفةُ الجَسَدِ» الحَقيقُ، التي فَهِمَتْهَا الحَبيبةُ الاِستثنائيَّةُ نورا بارْنَكِلْ من حَبيبِهَا الاِستثنائيِّ جيمس جويس شكلاً ومضمونًا، على الوتيرةِ ذاتِهَا، كما «تفهمُ الحَبيباتُ اللَّبيبَاتُ من مَحْضِ الإشَارةِ»! فليسَ من أمْرٍ عَجَبٍ، إذنْ، أنْ يتبدَّى الرجلُ المُتَبَصِّرُ لِيُوبُولْد بْلُوم ذاتُهُ، بكُلِّيَّةِ حُضُورِهِ الواقعيِّ و/أوِ الخَيَاليِّ في ثنايَا الكتابِ، كتابِ «يُولِيس» بالذاتِ، ليسَ عَجَبًا أنْ يتبدَّى على هيئةِ «مُمَثِّلٍ» (أو، بالخَليقِ، «سَفِيرٍ») كونِيٍّ نموذجيٍّ لـ«فلسفةِ الجَسَدِ» هذهِ قولاً وفعلاً، وإلى حَدِّ النظرِ الوَكِيدِ إلى هذا الكتابِ بوصفهِ «ملحمةَ الجَسَدِ»، في حَدِّ ذاتِهَا، تلك الملحمةَ العَوِيصَةَ التي تصوِّرُ تَصْوِيرًا لُغَوِيًّا عُصَابِيًّا تَجْوَالَ هذا «المُمَثِّلِ»، أو «السَّفِيرِ»، الكونِيِّ باحِثًا عن ضَالَّتِهِ المنشودةِ، في وَضَحِ النَّهَارِ، وفي جُلِّ هذا النَّهَارِ.

وبمَا أنَّ هكذا «مُمَثِّلاً»، أو «سَّفِيرًا»، كونِيًّا، لِيُوبُولْد بْلُوم ذاتَهُ، يتمثَّلُ في كتابِ «يُولِيس» بالذاتِ على اعتبارِهِ مُواطِنًا مَجَرِيًّا-إيرلنديًّا «يهوديًّا» مُهَاجِرًا لاسِيَاسيًّا، و/أو لاجِئًا سِيَاسيًّا، إلى أرْحَابِ جمهوريةِ إيرلندا «الحِيَادِيَّةِ»، في أعقابِ وَيْلاتِ الحربِ العالميةِ الأولى WWI، فإنَّ ثَمَّةَ الكثيرَ الكثيرَ من أولئكَ القوميِّينَ المتطرِّفينَ والمعروفينَ ميثَاقًا بالولاءِ الطَّلِيسِ والأعمى لمبادِئِ ومَنَاهِي مَا يُسَمَّى بـ«المنظَّمةِ الصُّهيونيةِ العالمية» WZO، التي نشأتْ قبلَ تلك الحربِ بحوالَيْ عقدَيْنِ من الزمانِ، يعمِدُونَ بكلِّ ما أُوتُوا من «تنويراتِ» تلك «المعرفةِ الأدبيةِ النقديةِ» التخرُّصِيَّةِ إلى استغلالِ فَحْوَى ذلك التَّجْوالِ الذي قامَ بِهِ هكذا «مُمَثِّلٌ»، أو «سَّفِيرٌ»، كونِيٌّ باحِثًا حَاثًّا عن ضَالَّتِهِ المنشودةِ، والذي حَدَا بِهِ كلَّ الحَدْوِ عائدًا جَادًّا إلى «عُقْرِ دَارِهِ» في آخِرِ المَطافِ، فيعمِدُونَ دائبينَ من ثمَّ إلى تأويلِ زمنِ ذلك التَّجْوالِ عَيْنِ عينِهِ تأويلاً تلفيقيًّا مُفَبْرَكًا على أنَّهُ رمزٌ لزمنِ التِّيهِ، تِيهِ «اليهوديِّ التَّائِهِ» Wandering Jew (حسبَ تعريبِهِ القرآنيِّ، كما جَاءَ في الآيةِ المَائِدِيَّةِ، نحوَ: «يَتِيهُونَ في الأَرْضِ [أَرْبَعِينَ سَنَةَ]» (المائدة: 26)، لا حسبَ تعريبِهِ التُّرْجُمَانِيِّ، نحوَ: «اليهوديِّ الضَّالِّ»، وما شَابهَ ذلك، كما يحسبُ البعضُ من المترجمينَ والنُّقَّادِ الأدبيِّينَ العربِ): إذْ يُنْظَرُ إلى هذا «اليهوديِّ التَّائِهِ» نَظَرًا سياسيًّا ذَرَائِعِيًّا لاأخلاقيًّا مَحْضًا، وبالاستنادِ «التوفيقيِّ» المُحَنَّكِ إلى ذلك التأويلِ التلفيقيِّ المُفَبْرَكِ، يُنْظَرُ إليهِ بصفتِهِ «يهوديًّا تَائِهًا» لا بُدَّ لهُ من أنْ يعودَ إلى «وطنِهِ الأُمِّ» إسرائيلَ، شاءَ أيٌّ من أولئك «الحُسَّادُ» و«الضُّغَّانُ» من أولئك «العربِ» و«العربانِ» ومن غيرهم، أمْ أبَوْا – رغمَ أنَّ هذهِ الـ«إسرائيلَ» مُخْتَلَقَةٌ، في السِّرِّ، اختلاقًا استعماريًّا جَائِرًا، ورغمَ أنَّ هذهِ الـ«إسرائيلَ» مُصْطَنَعَةٌ كذلك، في الجَهْرِ، اصطناعًا إمبرياليًّا سَافرًا، وعلى غِرارِ ما يصطلحُ عليهِ إدوارد سعيد بأحَابيلِ «الجغرافيا الخياليةِ»، في كتابِهِ «الاستشراقُ» الغنيِّ عنِ التعريفِ، تلك الأحَابيلِ الدنيئةِ والدَّنِيَّةِ التي لا يلجأُ إليها إلاَّ مَنْ هُمْ في حَضِيضِ الحَضِيضِ أدنى مرتبةً بكثيرٍ وكثيرٍ من مرتبةِ «الحَيَوانِ المَريضِ»! غيرَ أنَّ جيمس جويس لمْ يكنْ هناك لِكَيْمَا يَتْرُكَ «التأويلَ» ذاك سَائبًا لِمَنْ كانوا، ومَا زالوا، يُصِرُّونَ إصْرَارَ الجَهُولِ على تعنُّتِهِمْ مِنْ أولئك الصَّهَاينةِ الأخَاسِسِ والأخَاسِئِ طُرًّا، ولا لكيْ يَتْرُكَهُ سَائبًا أيضًا لِمَنْ كانوا، ومَا زالوا، على شَاكلتِهِمْ أنَّى تواجَدُوا في هذا العالَمِ اليقينيِّ مِنْ بعدِ ذلك «التِّيهِ الأربعينيِّ» الذي حُمِّلَ مَا لا يحملُ مِنْ تأصيلٍ ومِنْ «تأثِيلٍ»، بَتَّةً، منذُ ذلك الحينِ. حتى الرسولُ محمدٌ جاءَ ذِكْرُهُ في كتابِ «يُولِيس» ذِكْرًا لا يُمْكِنُ للقارئةِ والقارئِ النَّبيهَيْنِ أنْ يظُنَّاهُ ذِكْرًا «عابرًا» على طريقةِ مَنْ كانَ يحلمُ أحلامَ الليلِ، أو حتى أحلامَ النَّهارِ، مُرْتَقِبًا مرحلةَ انْمِحَاءِ مَا تَحتويهِ مِنْ فَحْواءَ (أو مِنْ فَحَاوٍ) مِنْ على صَفَحَاتِ الذِّهْنِ الحَلُومِ إلى غيرِ رجعةٍ. لقد جاءَ ذِكْرُ الرسولِ محمدٍ، والحَالُ هذهِ، على طريقةِ مَنْ كانَ يتأمَّلُ في دَخيلةِ نفسِهِ تأمُّلاً عميقًا أيَّمَا عَمَاقَةٍ، في اليَقَاظِ لا في المَنَامِ، تأمُّلاً تتجلَّى إرهاصَاتُهُ في تداعياتِ تَيَّارٍ ذهنيٍّ سُمِّيَ بعدئذٍ بـ«تَيَّارِ الوَعْيِ» Stream of Consciousness: إذْ تستحضرُ تلك التداعياتُ إنسانيةَ الرسولِ محمدٍ حينما تُثيرُ دهشةً وذُهُولاً غيرَ عاديَّيْنِ من خلالِ تلميحٍ جليلٍ إلى رفقهِ اللافتِ بالحَيَوانِ (إلى قصَّتهِ الشهيرةِ معَ تلك القطةِ التي نامتْ على أذيالِ عباءتهِ، سَاعةَ كانَ يخطبُ في «الأُمَّةِ» سَاعاتٍ وسَاعاتٍ)، ومن خلالِ تلميحٍ أجَلَّ، لا بلْ أشدَّ جَلالاً، إلى تألُّمهِ الشديدِ على حَالِ البائسينَ وأحوالِ المعذَّبينَ في الأرضِ.

يبقى، في الأخيرِ، مَا دعَوْناهُ بـ«نِفَاقِ التَّسْيِيسِ»، تسْييسِ ذاك الاِحتفاءِ «الحَفِيِّ» المحلِّيِّ، حتى قبلَ العالميِّ، بـ«يَوْمِ بْلُوم» داخلَ إيرلندا البَلَدِ «العَتِيدِ»، ومنْ لَدُنْ سَاسَةِ هذهِ الـ«إيرلندا»، على وجهِ التحديدِ، ذلك «اليومِ» الذي لمْ يَعُدْ، في هذا اليومِ بالذاتِ، يمثِّلُ، مثلما كانَ الكاتبُ العالميُّ بالذاتِ يتمنَّى، ما سمَّيْناهُ بـ«شِقَاقِ التَّأْيِيسِ». بجليِّ الكلامِ، هَا هُنا، هكذا احتفاءٌ «حَفِيٌّ» تظاهُريٌّ مزعُومٌ بيومٍ أدبيٍّ متخَيَّلٍ تخيُّلاً فَنِّيًّا مَحْضًا ليسَ هو، في حقيقةِ الأمرِ، «بُرْهانًا سَاطعًا على سَطْوَةِ الأدبِ وسُلْطَةِ المخيِّلةِ»، كما يَخَالُ قائلُ هذا الكلامِ، صبحي حديدي، منفعلاً ومنطلقًا من نقطةِ انطلاقٍ تعميميَّةٍ إلى حدِّ السَّذاجةِ، بلْ هو برهانٌ أشدُّ سُطوعًا على نفاقِ سَاسَةِ هذهِ الـ«إيرلندا» السَّافرِ أيَّمَا سُفُورٍ، وعلى تدْجِيلِ هؤلاءِ السَّاسَةِ الفاضحِ أيَّمَا فُضُوحٍ، هؤلاءِ السَّاسَةِ الذينَ صَارُوا، من جهةٍ، يُدِرُّونَ الأموالَ الخياليةَ من جَرَّاءِ رَعْيِهِمْ لهكذا احتفاءٍ رَعْيًا «وَفِيًّا» و«مُخْلِصًا» في ذلك «اليومِ» من كلِّ عامٍ، والذينَ كانوا، من جهةٍ أُخرى، يمارسُونَ كلَّ أنواعِ القمعِ والقسرِ والاضطهادِ بحقِّ كاتبٍ مبدعٍ إبداعًا أدبيًّا وفَنِّيًّا متفرِّدًا في كلِّ شيءٍ، كاتبٍ عاشَ جُلَّ حياتهِ بعيدًا عن مَسْقِطِ رأسهِ، دبلن، ولكنَّهُ لمْ يكتبْ في سيرتهِ «الكِتابيَّةِ» كلِّها سِوَى عن دبلن، لكيمَا تكونَ «مدينةَ المدائنِ» في تاريخِ الأدبِ العالميِّ الحديثِ وما بعدَ الحديثِ.

*** *** ***

دبلن، 19 آب 2018








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يسلمو إيديك يا أخ غياث المرزوق المحترم
ميساء خير بك ( 2018 / 8 / 21 - 23:46 )
يا سلام يا سلام شكرا كتير كتير ويسلمو إيديك يا أخ غياث على هيك أسلوب مثير ومشوق ومنور
بالفعل الجزء التاني بيجعل المقالة أكتر تميز في مجال نقد النقد وأكتر تضمين عميق لأبعاد وألغاز سياسية
كالعادة بالفعل مقالة لا أجمل ولا أروع ولا أعمق من هيك بالجزأين الأول والتاني
أكيد رح أعيد قراءة الجزأين كمان وكمان يسلمو إيديك يا رب


2 - كل الشكر والتقدير والاحترام للأخ غياث المرزوق
مثنى بلقاسم التميمي ( 2018 / 8 / 22 - 13:29 )
أكرر ما كتبت في تعليقي على القسم الأول من المقالة العميقة
كسابقاتها أقرأ مقالة نقدية أدبية بهذا التفرد والتميز ولها أبعاد سياسية مهمة جدا وخطيرة إلى أبعد الحدود
تكشف حقيقة النقاد الأجانب بصورة مباشرة عندما يتناولون شخصية أدبية كبيرة مثل جيمس جويس ويطمسون معالم ذات أهمية أكثر
ومن ناحية أخرى تكشف حقيقة النقاد العرب بصورة غير مباشرة عندما يفعلون أسوأ من الأجانب بأضعاف وأضعاف
كم أعجبني من المقالة فضح الصهاينة المتطرفين على حقيقتهم وتأويلهم المزيف للزمن المصور فنيا ليوم بلوم
مقالة تستحق كل التقدير والثناء وكل الشكر والاحترام لكاتبها الاخ غياث المرزوق المحترم


3 - تحيات قلبية إلى الأستاذ الدكتور غياث المرزوق
سلاف أحمد ( 2018 / 8 / 22 - 14:48 )
وانا ايضا كمحبة للاطلاع على مسائل نقدية وفكرية من هذا النوع اعيد ما قلته سابقا
ببالغ الاعجاب والتقدير والشكر اتقدم بالتحيات القلبية إلى الأستاذ الدكتور غياث المرزوق كاتب المقال ج1 وج2
مقال متألق وشيق ومنور يشرح باسلوب جزل يطفح عذوبة وسلاسة مسائل ثقافية وسياسية من المسكوت عنها استفدت منها الكثير حقا الأفكار العميقة جدا في عدة مجالات ومن اللغة الراقية والشكل والمضمون
في الماضي كان الكتاب المفكرون المتميزون يكتبون عن [تهافت الفلاسفة] وعن [تهافت التهافت]...
والآن بنفس الطريقة أرى مقالات الأخ غياث من هذا النوع بيانات متألقة ومتميزة في [نقد النقد]...


4 - مقال عظيم آخر من الأخ غياث المرزوق قرأته مرارا
علي النجفي ( 2018 / 8 / 23 - 17:15 )
مقال عظيم آخر من الأخ غياث المحترم قرأته مرارا بقسمية الأول والثاني في مختلف القضايا الفكرية والسياسية وقضايا نقد النقد عن الكاتب الكبير جويس كما تقول المعلقة سلاف وقد أصابت فعلا – خاصة التلميح إلى القضايا الأكثر حساسية التي تتعلق بالأوضاع الانهزامية المزرية لأغلب الأدباء والشعراء في بلادنا الملتهبة في هذه المراحل العصيبة من زماننا. بهذا الشكل يا أخي الكريم في زمن الانتفاضات والثورات يا ما انكشفت حقيقة أدباء وشعراء عرب كانوا يعتبرون أنفسهم وطنيين وتقدميين أشاوس وبواسل ولكنهم كانوا أول الهاربين بجلودهم قبل أي شخص آخر من أمثال أدونيس فما بالك بالأدباء والشعراء الصغار الأدعياء الآخرين.
كعهدنا بأسلوبك المتميز أعجبني كثيرا العرض المتقد والمتألق كالعادة لقضية كشف المخفي عن استغلال الصهاينة الأنجاس في تفسير يوم بلوم لمصالح /اليهود التائهين/. وأعجبني كثيرا أيضا العرض الأكثر اتقادا وتألقا لقضية كشف المجهول عن حقيقة نفاق ودجل السياسيين في بلد إيرلندا عندما يتملقون بالاحتفال المفبرك بيوم بلوم المشهور. في كل مرة تحية من الأعماق للأخ غياث على هذه الملكات الفكرية والمعرفية واللغوية الفائقة.


5 - مقال أدبي نقدي نقدي وسياسي جريء ورائع فعلا
شهرزاد الرفاعي ( 2018 / 8 / 24 - 19:51 )
هذا مقال أدبي نقدي نقدي وسياسي جريء ورائع فعلا أخي الكريم غياث .. قرأت الجزأين أكتر من مرة .. كلام ينقب في المختفي عن حقائق مهمة جدا في كتاب جويس المعقد (يوليس) .. على فكرة أنا لا أحب الاسم (عوليس) في هيك حالة .. خاصة الحقائق المدفونة في قبور سياسات النقد الأدبي والإعلام الترويجي في المشهد الأوربي .. ولكن في المشهد العربي المتخلف حدث ولا حرج .. مثل ما قلت بتعليق ماضي أغلبية النقاد العرب جبناء وهم ليسوا أكثر من كتبة عرضحالات في محاكم الدولة .. وظيفتهم الرئيسية تعظيم أديب معين وتحقير أديب معين عربي ولا أجنبي على هوى ما يملي عليهم الوضع السياسي المسيطر .. شكرا كتير للأخ غياث على هيك كلام نقدي نقدي بيضع النقاط على الحروف ويعري بشكل مباشر رجال السياسة الكذابين والدجالين في الغرب بتعاملهم مع أديب عملاق من متل جويس .. ويعري بشكل مباشر أو غير مباشر (أدباءنا) و(شعراءنا) على حقيقتهم الانهزامية ويفضحهم في الصميم عندما يأتي الأمر إلى اتخاذ المواقف الحاسمة بهيدا الزمان .. !!


6 - بورك الأستاذ الدكتور غياث على هذا المقال الرائع
منتهى النواسي ( 2018 / 8 / 26 - 16:25 )
بوركت يا أخ غياث على هذا المقال الرائع بالقسمين 1+2 ؛ مقال يكشف المخفي ببراعة ودائماً يضرب على الوتر الحساس .يكشف عن نفاق الحكومة الإيرلندية وكذبها بالتعامل بهيك مناسبات بالاحتفال بيوم بلوم ليبيضوا وجوهن أمام العالم ؛ مع إنن مثل ما قلت كانوا يلاحقوا الكاتب المبدع جويس من كل مكان ويكدروا عليه حياته حتى اضطر للهرب من مدينته لأوربا ؛ ومن ناحية تانية مقال يكشف عن استغلال اليهود المتزمتين في التأويل ؛ وبيكشف كمان عن سذاجة نقاد الأدب ببلادنا واعتمادن على معلومات مغلوطة مستغلين جهل القراء العرب ؛ هادا إزا بذلو الجهد اللازم وقاموا بالواجب ؛ وبيكشف كمان حقيقة ياللي فاكرين حالن أدباء وشعراء ببلادنا وهنن مانن أقل جهل ؛ هيك شعراء كلن انتهازيين وكذابين بيكذبوا على نفسن وعلى العالم بأشعارن ياللي ما قدروا يحرروا فيها نفسن ؛ لحتى يصرعونا بتحرير الوطن وتحرير المرأة وبنفس الوقت بيستعبدوا نسوانن متل الخادمات بالطبخ والتنظيف ومن هيك كلام بيقزز النفس !!!


7 - تحية شكر للأخ غياث على مقاله الألمعي من عدة وجوه
حي يقظان ( 2018 / 8 / 29 - 01:19 )
تحية شكر للأخ غياث على مقاله الألمعي! بالنسبة لتخليد يوم بلوم واستغلاله سياسيا، أذكر أنني كتبت تعقيبا على مقال الحديدي ونوهت بالعنوان (سلطة الأدب أم نفاق السلطة؟) بدلا من كلامه الذي أشرتَ إليه بحسب فهمه المعمم للموضوع.
عندما كتب جويس كتابه «يوليس» أقام الدنيا وأقعدها في العالم الغربي المسيحي. فقد تعاونت الكنيسة مع السلطات في إيرلندا على حظرِ الكتاب قطعيا بعد صدور الطبعة الأولى منه بأيام، وعلى شن حملة عنيفة على جويس نفسه وتهديده بالقتل بعد حرق آلاف النسخ من الكتاب. فاضطر جويس إلى التخفي متنقلا وبعدها إلى الهروب ليعيش معظم حياته بعيدا عن دبلن. وكل هذه الحملة العنيفة كانت أساسا بسبب مشهد في الكتاب يصور جماعا جنسيا ذهانيا متخيلا بين بلوم وامرأة أرته جزءا من فخذها في العراء. وياللمفارقة! هذا المشهد لا يكاد يستحق الذكر في -إباحيته- إذا ما قورن بالمشهد الأكثر -حشمةً- من بين مشاهد رواية آي ال جيمس «خمسون ظلا للرمادي» في هذه الأيام.
كم تعجبني الطريقة التي أثرت بها (فلسفة الجسد) التي تقضي بحرية الجسد قبل كل شيء. فلا يمكن للفكر الحر أن يصدر عن جسد مقيد ومكبوت كما في مجتمعاتنا الغارقة في العبودية.


8 - مقال آخر بارع وثاقب وجريء إلى أبعد الحدود بالفعل
الجسَّاس بومدين ( 2018 / 8 / 29 - 01:57 )
مقال آخر بارع وثاقب وجريء ومنور من زوايا سياسية وأدبية وفكرية متعددة كما عودنا الأخ الأستاذ الدكتور غياث : تحيات التقدير والشكر إليه على هذه الكتابة المتفردة : فعلا حقائق تاريخية وسياسية خطيرة جدا عن محاربة جويس من قبل حكومة بلده واستغلال تأويل كتابه المزيف من قبل الصهاينة المتزمتين لم أعرفها من قبل : كذلك حقائق ذكر الرسول في الكتاب وإنسانيته المدهشة نكاية بهؤلاء الصهاينة : مرة ثانية ما كان في المخفي وراء الكواليس بدأ يظهر على السطح شيئا فشيئا بفضل مقالات جريئة متميزة من نوع مقالات الأخ غياث : وهي مقالات تلقي الضوء أيضا بشكل غير مباشر على المخفي والمستور من انتهازية الأدباء والشعراء ببلادنا المنكوبة للأسف الشديد : تحية شكر أيضا إلى الأخوات المعلقات وتحية شكر خاص أيضا للأخ يقظان على المعلومات المفيدة التي أوردها في تعليقه : بالفعل لا يمكن للفكر الحر أن يصدر عن جسد مقيد ومكبوت بحسب فلسفة الجسد التي تطرق إليها الأخ غياث : الحرية المادية قبل الحرية الفكرية : وهي تتفق مع فلسفة ماركس في المادية التاريخية : البنية التحية (الاقتصادية أو المادية) قبل البنية الفوقية (الأيديولوجية أو الأفكار)


9 - تشكرات وتقديرات إلى الأخ اليقظان والأخ الجساس تشكر
مثنى بلقاسم التميمي ( 2018 / 8 / 30 - 11:29 )
تشكرات وتقديرات إلى الأخ اليقظان والأخ الجساس
تشكرات وتقديرات إلى المعلقات والمعلقين وخاصة موجهة إلى الأخ اليقظان والأخ الجساس على ما ذكراه من كلام مفيد
لا شك أن الفكر الحر بمعنى الكلمة بالتمام يستحيل أن ينبثق من جسد مكبوت ومقيد الحرية بناء على فلسفة الجسد التي ذكرها الأخ غياث في مقاله الثاقب
وفعلا فلسفة الجسد هذه تنسجم بالشكل والمحتوى مع فلسفة التاريخ عند ماركس
الحرية الجسدية أو المادية تؤدي إلى الحرية الذهنية أو الفكرية في فلسفة الجسد مثلما أن التقدم الاقتصادي أو المادي يؤدي إلى التقدم الأيديولوجي أو الفكري في فلسفة التاريخ


10 - سلمت يداك يا غياثنا الفذ على هذا المقال الموسوعي
آصال أبسال ( 2018 / 8 / 30 - 16:51 )
سلمت يداك يا غياثنا الفذ على هذه الموسوعية في شتى مجالات النقد والفكر والسياسة.. رصد كشفي رائع للمخبأ في أقبية الإعلام التجاري لساسة إيرلندا عن محاربة جويس .. وأقبية الإعلام الكاذب للصهيونية في تأويل كتابه /يوليس/.. أنا مع شهرزاد بخصوص /عوليس/.. وتنويه صائب عن انهزامية /شعرائنا/ المحليين الذين يحسبون حالهم /وطنيين/ وغيرهم الذين صاروا /عالميين/.. وتنويه صائب أيضا عن ضحالة النقد العربي وسذاجة /نقادنا/ في تفسير الأشياء.. هذه هي الحقيقة المرة لواقع الأدب العربي وكتبة النقد العرب الذين يشوهون الحقائق دون أن يدركوا نتائج تشويههم.. يعني حتى الذين يحسبون حالهم من /أفضل النقاد/ العرب مثل صبحي حديدي ما تجاوزوا مستوى المقال الصحفي التقريري بمعايير بلادنا المتخلفة..
بالمناسبة يا عزيزي أتذكر أني عقبت على كتاب صبحي حديدي الأخير /إدوارد سعيد الناقد/ الذي يدعي بأنه إضافة نوعية جديدة في النقد.. مع أن /المسار البحثي/ للكتاب تكلم عنه إدوارد سعيد نفسه بالتفصيل من خلال الأسئلة الموزونة التي طرحها عليه الكاتب الصحفي الأمريكي تشارلز غلاس في /المقابلة المطولة الأخيرة/ مع سعيد قبل رحيله عن هذه الدنيا بشهور..!!


11 - إلى الإخوة الكرام يقظان وجساس ومثنى (1)
آصال أبسال ( 2018 / 8 / 30 - 18:56 )
إلى الإخوة الكرام يقظان وجساس ومثنى (1)
بخصوص /فلسفة الجسد/ التي شرحها غياثنا الفذ ببراعة فائقة.. أبديت قبل أيام رأيي النقدي بروايات المرحوم حنا مينه.. وكيف أنها روايات تعكس طريقة تفكيره بشكل أو آخر.. للأسف نحن نعيش في مجتمعات ذكورية متخلفة ومكبوتة جنسيا لزمن طويل.. وهذا الكبت الجنسي يبلغ أوجه في /الروائي/ العربي عموما.. إذا لم نتكلم عن أي /أديب/ أو /مثقف/ عربي آخر.. فترون هذا /الروائي الكازانوفا/ يصور نفسه في رواياته بنرجسية لا مثيل لها وبأقنعة تمويهية /فنية/ وكأنه هو الذكر الوحيد الذي يتبوأ مركز الكون وكأن الفتيات الجميلات والصغيرات في السن كلهن هن /الكواكب الثانوية/ التي تدور حوله.. حتى لو كان هذا الذكر متقدما في السن وحتى لو كان بدينا وأصلع وقبيح الوجه.. كحال المرحوم حنا مينه الذي كان يعتقد حالما أن ما يجذب المرأة إليه برغبة لا تُقاوم ليس شكله الخارجي ولكن /فنه الروائي/.. وكتبت عن هذه النرجسية الذكورية ما نشر أخيرا في صحيفة القدس العربي ما يلي..
/للحديث بقية/..


12 - إلى الإخوة الكرام يقظان وجساس ومثنى (2)
آصال أبسال ( 2018 / 8 / 30 - 18:58 )
إلى الإخوة الكرام يقظان وجساس ومثنى (2)
كتبت عن النرجسية الذكورية عند المرحوم حنا مينه ما نشر أخيرا في صحيفة القدس العربي ما يلي..
/قد يحب القارئ روايات حنا مينه بالفعل ويتناغم معها وقد لا يحبها ولا يتفاعل معها.. أنا من القارئات اللواتي لا يحببن روايات حنا مينه ولا يتفاعلن معها إطلاقا.. فهي في معظمها عبارة عن نتاج فانتازيا كاذبة.. يتخللها الكثير من أحلام النوم واليقظة التي لا تعدو أن تكون تعبيرات عن رغبات جنسية مكبوتة لدى حنا مينه نفسه.. فغالبا ما يصور نفسه تصويرا روائيا بقناع معين بأنه مرغوب فيه من قبل الجنس الآخر رغبة لا تُقاوم.. خاصة من قبل فتيات في مقتبل العمر جميلات وفاتنات يقعن في غرامه هكذا رغم تقدمه في السن ورغم بدانته وصلعه وقباحته في المحيا.. يقعن في غرامه وكأن /كتابة الرواية/ هي الجاذب الجنسي الوحيد لدى هؤلاء الفتيات..!!
الرواية في مجملها.. حتى الرواية التي يكتبها الروائيون المشهورون في العالم.. ليست سوى ضياع وقت وهدر طاقات إبداعية كان يمكن أن توظف في أجناس أدبية غيرها.. ولا أعتقد أن شعراءنا الكبار من أمثال الراحل محمود درويش كانوا سيختلفون معي في هذه النقطة بالذات/..


13 - الدكتورة آصال أقف إجلالا لملاحظاتك المقدسة !!
الجسَّاس بومدين ( 2018 / 8 / 31 - 02:02 )
الدكتورة آصال أقف إجلالا واحتراما لملاحظاتك النقدية المقدسة : وهي ملاحظات تضع النقاط على الحروف فعلا : ما يقال عنهم أدباء أو شعراء في المجتمعات المتقهقرة التي وجدنا أنفسنا فيها : خاصة من ناحية موقفهم من الجنس اللطيف : ليسوا سوى صبيان وأولاد شوارع مراهقين لم يتوصلوا إلى مستوى الفانتازيا الجنسية التي استحوذت على عقلياتهم منذ نعومة أظفارهم : فما بالك بالصبيان وأولاد الشوارع المراهقين الحقيقيين أنفسهم : كل الإجلال والاحترام مرة ثانية


14 - بوركت الأخت آصال على إثارة هذا الموضوع المهم
منتهى النواسي ( 2018 / 8 / 31 - 17:39 )
بوركت الأخت آصال على إثارة هذا الموضوع تعقيبا على فلسفة الجسد ، الموضوع المهم الذي يضرب على الأوتار الحساسة في مجتمعاتنا العربية الذكرية المتخلفة ، النرجسية الذكرية المتفشية بين الذكور العرب ، خاصة بين الذكور اللي فاكرين حالن (شعراء) أو (أدباء) ، هذه حقيقة مؤلمة جدا أشهد لك بها حقا مثل ما يشهد لك بها الكثير غيري ؟؟
وتأكيداُ على كلامك عن النرجسية الذكرية عند حنا مينة ، عندنا في هيك مجتمعات عربية ذكرية متخلفة ، في سورية والعراق والسعودية والخليج والحبل على الجرار ، (شعراء) آخر زمان صرعونا بأكاذيبهم وهم يطنطنون ويلعلعون عن تحرر المرأة بأشعارهم ، وفي نفس الوقت يعاملون زوجاتهم أسوأ معامله مثل الجاريات والإماء والخادمات ، مهمتهن الطبخ والتنطيف وشؤون البيت ومثل هالأشياء ، والأسوأ من كل هذا إنه هيك (شعراء) آخر زمان إذا سنحت لهم فرصة الخيانة الزوجية مع البغايا (المتحررات) في أماكن أخرى ، بتشوفيهن أول الراكضين واللاهثين لهن كالكلاب المسعورة والجائعة التي لا يهمها شيء إلا رغبتها الجسدية وشهوتها العمياء ؟؟
قال (شعراء) قال ، والله بدهم كتير كتير لحتى يوصلوا لأدنى مراتب البشر ، قبل أي مرتبة أخرى !؟


15 - الأخت آصال والأخت منتهى تحية إجلال وإكرام لكما
طه أبو سعدة ( 2018 / 9 / 1 - 00:27 )
الأختان آصال ومنتهى تحية إجلال وإكرام ؛ على ما ذكرتما من حقائق شائنة عن النرجسية الذكورية المستشرية بين ذكورنا المنحطين ؛ بالأخص الذين يعدون أنفسهم (شعراء) و(قاصين) وهلم ؛ وأضم صوتي للأخ الجساس وأرفع لكما قبعتي احتراما ؛ وانحني بكل قامتي أمامكما احتراما وإجلالا أكثر ؛ والله لو كنت أعرف شخصيكما الكريمين ؛ لقمت بنحت تمثال خاص لكل منكما ؛ ولسجدت لهما كل يوم ؛ والجنة تحت أقدام الأمهات ... !!!
الأخت منتهى ؛ لدي أصدقاء عرب كثيرون في المنفى ؛ ويا ما تأتيني أخبار مقززة عن (شعراء) أدعياء يدعون التحرر لأنفسهم بكل شيء ولكن العبودية المنزلية لزوجاتهم ؛ عدا الخيانات مع العاهرات كما قلت ؛ لا أريد أن أذكر الأسماء هنا ؛ ولكن شعارير الشام الدرغاميون يعرفون أنفسهم ؛ وشعارير الفرات التميميون يعرفون أنفسهم ؛ وشعارير العراق الأجمليون يعرفون أنفسهم ؛ وشعارير الخليج الأصحميون يعرفون أنفسهم وهلم ؛ وسيأتي يوم ستنكشف فيه كل أوراقهم في هذا المنفى عاجلا أو آجلا ... !!!
وأعيد قولك الأخير الذي ينبغي أن يكتب بماء الذهب:
/ قال (شعراء) قال ، والله بدهم كتير كتير لحتى يوصلوا لأدنى مراتب البشر ، قبل أي مرتبة أخرى/ !!؟؟


16 - كالعهد مقال نقدي وفكري وسياسي معمق ولاذع آخر
أحلام خالد ( 2018 / 9 / 1 - 14:48 )
كمان كالعهد مقال نقدي وفكري وسياسي معمق ولاذع آخر يتناول المخفي والمستتر من عدة زوايا معرفية وبرضه أتقدم فكل مناسبة بتحيات الشكر والتقدير والإعجاب لكاتبه الأخ الأستاذ الدكتور غياث المرزوق – ربنا يحميه ويخليه وما يحرمناش من إبداعه الجميل يا رب.
وكمان كلام الأخوات المعلقات والإخوة المعلقين منور وروعة. في بلادنا المهببة أكثر الرجالة خصوصا أهل الشعر والرواية تسيطر على عقولهم النرجسية الذكرية دي. وكل واحد منهم فاكر نفسه دون جوان عصره زي ما يتهيأ له وكله مع الأسف سببه الكبت والحرمان والضياع النفسي والعاطفي. وسببه كمان عدم القناعة والمصالح الشخصية والأنانية الفظيعة كمان.


17 - أيضاً شكراً جزيلاً للأستاذ الدكتور غياث المرزوق!
ربى العلي ( 2018 / 9 / 1 - 15:16 )
أيضاً شكراً جزيلاً للأخ الأستاذ الدكتور غياث المرزوق على مقاله النقدي النقدي والسياسي المنور عن حقائق مخفية عن معاملة الساسة الغربيين لبعض الكتاب المبدعين مثل جيمس جويس تهمنا جميعاً بقدر ما يهمنا ما يقابلها من حقائق مطموسة عن حقيقة أغلب شعرائنا وأدبائنا داخل البلاد العربية وخارجها ... ومن ضمنها بلدي فلسطين ... !!!
كم أعجبت مثل بقية المعلقين والمعلقات بالشرح المتألق كالعادة لمسألة (فلسفة الجسد) عند جويس وكيفية انسجامها مع (فلسفة التاريخ) عند ماركس ... وكم أعجبت بالشرح المتألق كمان لمسألة ذكر الرسول في كتاب جويس جكارة باليهود المتزمتين الذين يصرون على التحريف وتشويه الحقائق ... شكراُ أيضاً لكل المعلقين والمعلقات على معلوماتهم القيمة والمفيدة جداً !!!


18 - Thanks again, Ghiath!
Anatolia Prejieniska ( 2018 / 9 / 5 - 15:59 )
Thanks again, Ghiath! I have already read many times the two sections of this wonderful critical essay on Joyce’s Ulysses… As usual, I was quite enlightened by your analytic exposition of the philosophy of the body according to Joyce and Lawrence and how it fits into Marx’s philosophy of history –which presupposes the priority of matter over consciousness. I also like in particular your brilliant demystification of the Zionist myth about the ‘Wandering Jew’ and how the mention of Muhammad through stream of consciousness can well support this demystification… Well done again… !!!


19 - Oh Ghiath !! This is really fabulous !!
Mary McLeese ( 2018 / 9 / 5 - 16:38 )
Oh Ghiath !! This is really fabulous to write about my favourite Irish writer J Joyce .. It took me even so much longer than the last time to grasp your erudite essay in both sections, and with the assistance of the dictionary as usual !! I love your profound comparison between Joyce-Nora meeting and Bloom-Dedalus counterpart specially in Circe and the walk into Nighttown and finally the dramatic meeting at Bella Cohens brothel .. Like Ana I was moved by your marvellous debunking of the Zionist myth about the ‘Wandering Jew’ through conscious associations about the prophet Muhammad .. I also like your exposition of the hypocrisy and mendacity of Irish politicians concerning the celebration of Bloomsday. Once again, keep up the great work !!

اخر الافلام

.. هل دعا نتنياهو إلى إعادة استيطان غزة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. روسيا تكثف الضغط على الجبهات الأوكرانية | #غرفة_الأخبار




.. إيران تهدد.. سنمحو إسرائيل إذا هاجمت أراضينا | #غرفة_الأخبار


.. 200 يوم من الحرب.. حربٌ استغلَّها الاحتلالِ للتصعيدِ بالضفةِ




.. الرئيس أردوغان يشارك في تشييع زعيم طائفة إسماعيل آغا بإسطنبو