الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمريكا وسياسة الكيل بمكيالين؟!

محمد مندلاوي

2018 / 8 / 23
القضية الكردية


لا يخفى على القراء، أن الولايات المتحدة الأمريكية هي سيدة هذا العالم بلا منازع، لا شيء يحدث على هذا الكوكب إلا بموافقتها أو بعلمها،أليست هي التي أعادت عميلها شاه إيران محمد رضا بهلوي إلى دست الحكم في إيران بعد الإطاحة به من قبل رئيس الوزراء (محمد مصدق) عام 1953. أليست هي - أي أمريكا- أطاحت بحكم الزعيم (عبد الكريم قاسم) عام 1963 على أيدي عملائه من رجالات حزب البعث العربي الاشتراكي، واعترف أحد أبرز قياداته وهو علي صالح السعدي نائب رئيس الوزراء عندما قال مقولته الشهيرة:" إننا جئنا إلى الحكم بقطار أمريكي عام 1963". وهي أمريكا ذاتها التي أوعزت إلى الجنرال "أوغستو بينوشيه" بالانقلاب على الرئيس المنتخب لشيلي (سلفادور أليندي) عام 1973 وقتله بطريقة مأساوية. وهي التي غزت جمهورية بنما واعتقلت رئيسها (مانويل نورييغا) عام 1990 وأخذته مخفوراً إلى أمريكا وأودع هناك في السجن لعشرين عاماً ومن ثم سلمته إلى السلطات الفرنسية لقضاء حكم غيابي قد صدر ضده من قبل المحاكم الفرنسية. وهي التي أيضاً وضعت جائزة بخمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن رئيس صربيا رادوفان كاراديتش لاعتقاله، وتم لها ذلك عام 2008 ومن ثم مثل كاراديتش أمام المحكمة الدولية في لاهاي وحكم عليه بالسجن لمدة 40 عاماً. وأمريكا أيضاً التي لم تقبل أن يجدد ثانية لـ(بطرص غالي) كأمين عام لمنظمة الأمم المتحدة بعد التقرير الذي قدمه عن قصف إسرائيل لمركز أمم المتحدة الذي آوى مدنيين في قرية قانا اللبنانية عام 1996. وهي التي أمرت سوريا بإخراج القائد الكوردي (عبد الله أوجالان) من أراضيها، وحذرت دول الأوروبية بعدم قبوله كلاجئ سياسي على أراضيها، وساهمت فيما بعد بخطفه بعملية قرصنة وتسليمه لربيبتها العاهرة تركيا اللوزانية. وهي التي - أمريكا- أوقفت إعلان استقلال فلسطين منذ أمد بعيد، رغم اعتراف عشرات الدول بها. وهي التي لا توافق على إعلان دولة كوردستان التي لا تنقصها شيء سوى الإعلان فقط. وهي التي أعطت الضوء الأخضر للديكتاتور صدام حسين باحتلال دولة الكويت وذلك من خلال سفيرتها في بغداد )أبريل كاثرين غلاسبي). وهي التي وافقت أيضاً على إعدام المجرم صدام حسين على أيدي الشيعة. وهي التي سمحت للشيعة بحكم الكيان العراقي بعد عام 2003. وهي التي ترغم دول الغرب أن تسير خلفها كالأعمى. وهي التي سمحت أو بالأحرى سكتت منذ عقود طويلة عن جرائم جمهورية تركيا الطورانية المجرمة ضد الشعب الكوردي الأعزل، واستمرار احتلالها البغيض لشمال كوردستان، ويرى نزيل البيت الأبيض بأم عينه كيف أن طائرات الفانتوم (Pantom) التركية تزيل القرى الكوردية في كوردستان من الوجود، وتصطاد ساكنيها جملة وفرادى بدم بارد. عزيزي القارئ الكريم، هذه هي أمريكا أم الديمقراطيات في العالم، لكن من أجل تحقيق مصالح اقتصادية لا زالت تذود عن حكومات القرووسطية، أمراء البترول القابعون على ضفاف الخليج (الفارسي) وهي التي تحمي الحكومات كاكيستوقراطية (تعني: أسوأ الحكومات على الأرض). لكن في هذه الأيام الحبلى بالمفاجأة قامت ربيبتها تركيا الطورانية التي نسيت نفسها من تكون، وتطاولت على سيدتها وولي نعمتها أمريكا حين تجرأت واعتقلت أحد مواطنيها بذريعة واهية لا أساس لها من الصحة بل من أجل ابتزازها كما هي تبتز الدول الأوروبية بين حين وآخر، ونسوا أحفاد هولاكو أن مواطني العم سام أصحاب الدم الأزرق لا يقاسون بالمواطنين الكورد المغضوب عليهم من الأرض والسماء، لذا وقع الطورانيون الأتراك في مصيدة الخالق العزيز فعليه كلفهم احتجاز مواطن واحد يحمل الجنسية الأمريكية تدهور اقتصاد بلدهم برمته والحبل على الجرار. لكن في المقابل لسان حال الكورد يقول لأمريكا ومن يسير في ركابها بلغة حضارية، أليس نحن الكورد بشر مثلكم؟ لماذا تركتمونا بين أنياب العرب ومخالب الأتراك والفرس الأوباش! الذين يتفننون بقتلنا على مدار الساعة وقضم أراضينا والاستيلاء على مدننا وقرانا ولم نسمع صوت مسئول واحد من أصحاب القرار الدولي يقول لهم كفى ظلماً وجوراً ضد الشعب الكوردي الجريح. لقد رأيتم بأم أعينكم، كيف أن العلماني اللعين المدعو مصطفى كمال لعق دم الكورد الأبرياء في شمالي كوردستان، ولا زال أبنائه غير الشرعيين ومن على شاكلته سائرون على ذات النهج الدموي ضد هذا الشعب الأعزل. وهكذا كان في إيران الشاه، ذلك الكلب الأمريكي المطيع لم يرحم هو الآخر هذا الشعب الآري الأصيل في شرقي كوردستان. وجاء بعده الحكم الإسلامي الشيعي وإذا به أكثر دموية من الشاه اللعين في تعامله مع الشعب الكوردي، لا بل لم يكتف باضطهادهم واصطيادهم في شرقي كوردستان بل بعث بجلاوزته لاغتيال قياداتهم الشرعية ومناضليهم في البلدان الأوروبية، لكن للأسف الشديد أن هذه الأخيرة ساومت على الدماء الكورد التي أسيلت على أراضيها لقاء مكاسب اقتصادية!!. وفي الكيان العراقي المصطنع عانى الكورد الويل والثبور في ظل الحكم القومي العروبي العنصري بدأ من المقبور فيصل الأول وانتهاءاً بالمجرم صدام حسين، وخلال حكم هؤلاء الأراذل هجر الكورد من مدنهم وقراهم إلى المناطق العربية في غربي العراق وجنوبه وذلك من أجل تعريبهم، وبعد استبعادهم من أراضيهم بدأت استعراب مدنهم وقراهم حيث استقدمت السلطات العروبية المجرمة مجاميع كبيرة من الأعراب الأوباش من جنوب وغرب العراق واستوطنتهم في المدن والقرى الكوردية وأغدقت عليهم كل ما يحتاجونه من مال وسلاح وأراضي لقاء بقائهم فيها. وبعد عام 2003 استبشر الكورد خيراً لتبوء الشيعة الحكم في العراق وإذا بهم أكثر تعصباً وتعنتاً وإجراماً من سابقيهم بحق الكورد. أما في سوريا وأعني في غربي كوردستان فحدث ولا حرج، لقد استعربت منذ زمن بعيد كل شيء كوردي على الأرض بدءاً من الأنهر والأراضي والجبال والمزارع ومروراً بالإنسان الخ الخ الخ واليوم هناك ما تسمى بالمعارضة السورية القابعة في فنادق إسطنبول والرياض من الآن يعضون الأصابع للكورد ويعدونهم بالقتل والطرد من أراضيهم في غربي كوردستان أن تجرؤوا وقالوا نحن كوردٌ ولنا حقوق كالآخرين. هذه هي حال الكورد هذا الشعب الأصيل يا سيدة العالم - أمريكا- في ظل السلطات العربية الفارسية التركية العنصرية المجرمة. يتساءل المواطن الكوردي المسحوق على مر التاريخ من سيد البيت الأبيض إلا نستحق نحن الشعب الجريح ذات الـ40 مليون نسمة أن نحظى بجزء من الاهتمام الذي خصت به القس روبنسون؟.
22 08 2018
"يا ظالم، ألم يردعك عن الظلم ما حل بالظالمين من قبلك؟"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أربك الشرطة بقنابل وهمية.. اعتقال مقتحم القنصلية الإيرانية ب


.. ما الذي يحول دون العضوية الكاملة لدولة فلسطينية في الأمم الم




.. طلاب الجامعة الأمريكية في القاهرة يتظاهرون بأسلوبهم لدعم غزة


.. إعلام فرنسي: اعتقال مقتحم القنصلية الإيرانية في باريس




.. إعلام فرنسي: اعتقال الرجل المتحصن داخل القنصلية الإيرانية في