الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعبُ المبروش ، و الوطنُ الكعكة

عماد عبد اللطيف سالم

2018 / 8 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


الشعبُ المبروش ، و الوطنُ الكعكة



لا مُبرّرً للانتخابات .. ولا ضرورة.
لماذا ؟
لأنَّ لدينا "مجلسَ شيوخٍ" من عشرة أفرادٍ (تقريباً) ، هبطَ علينا بالمظَلاّتِ من كواكبَ اخرى ، بوسعهِ أن يختارَ رئيساً للجمهوريّةِ ، ورئيساً وأعضاءً لـ "مجلس العموم" ، ورئيساً لمجلسِ الوزراء (بالتوافق والتراضي و التحاصُص والتوازن) ، وبعد التشاور مع قوى دوليّة ذات "نفوذ" ، وقوى اقليميّة ذات "تأثير".
قبل ثلاثة أشهرٍ (على الأكثر) من انتهاء ولاية الرئاسات الثلاث ، يمكن لمجلس الشيوخ هذا أن يجتمِع ، و يُناقِش ، ويتفاوَض(داخليّا) ، و يتشاوَر(خارجيا) .. وفي اليوم التالي لانتهاء مُدّة "الولايات الثلاث" ، سيكونُ لدينا رئيس جمهوريّة (طاعن في السِنّ) من مكوّن معيّن .. ورئيس مجلس عموم (يجرّهُ هذا المُكوّن، و يَعُرُّهُ ذاك .. ويُرضي هذا المكوّن ، و يُزعِلُ ذاك) .. ورئيس مجلس وزراء(ضعيف ، أو تابِع ، أو لا يدري، أو لا يفهم) من مكوّن آخر .. و وزراء يلهثونَ وراء "لقمة عيشهم" ، وعيش أحزابهم وزعاماتهم(السياسية والمذهبية والعشائرية والمناطقية).
سيقولُ قائلٌ مُتفاءِلٌ : " لماذا هذا الطَرْحِ "الكابوسيّ ؟ كلّ المراحل الانتقاليّة ، في جميع دول العالم ، تحملُ خصائصَ وسِمات وطبيعةَ سلوكٍ سياسيٍّ كهذا في بداياتها. دَعونا نتعلّم . دَعوا التجربة الديموقراطيّة تنمو وتتطوّر وتستقِر و تترَسّخ . لن تبقى الأمورُ على هذه الدرجة من السوء ، و لا على هذا المستوى من السلبية".
أتمنى ذلك . فهذا هو بلدي في نهاية المطاف ، وليس لي (حتّى الآن) من بلدٍ غيره .. لولا انّني أرى واقِعاً فاجِعاً ، و أحلَمُ أحلاماً مُزعِجة .
لماذا هذه "السوداويّة" ؟ لماذا أعتقِدُ أنّ الأوضاعَ ستكونُ أسوأ من هذا الذي نحنُ فيه ؟
أرى ذلكَ لسببٍ بسيط .. اسمهُ "المنطِق" .
منطق الأشياء في بلدي ، يقولُ ذلك .
هذا المنطقُ يقول : أنّ "مُقَدّمات" مُعيّنة ، ستقودُ دائماً الى "نتائج" مُعينّة تترتّبْ على تلك المقدمات ذاتها . فإذا كانت "المُقدّمات" صحيحة ، كانت "النتائج" صحيحة ، وبالعكس.
وما دامتْ طبيعة وخصائص المُقدّمات لم تتغيّر ، فإنّ النتائجَ لن تتغيّرَ أيضاً.
سيأتي العقائديّونَ "الثوريّون" ، و المُنَظّرونَ "الرومانسيّون" و يقولونَ لك : "أنّ الجماهير المُناضِلة ، والشعوب المُجاهدة ، والطبقات الكادِحة ، والشباب الواعي ، لن تنطلي عليها ، (أو عليهم) جميعا هذه الأكاذيب "البطريركيّة". و لن يمضي وقتٌ طويل قبل أن تحينَ "اللحظة التاريخية" المُناسبة ، التي ستُتيح لهؤلاء وضعَ قواعدَ جديدةٍ لـ "لعبة" الحُكْمِ وتداول السلطة ، وقلب طاولة "الثوابت" الحجريّةِ هذه ، على رؤوس الشيوخ "الاحفوريّين".
أنا ، وبكلّ تواضُع ، لا أرى ذلك .
لقد قدّمتُ اسبابي سلَفاً.
وأُضيفُ اليها أنّني عاصرتُ (و راقبتُ بإمعانٍ) احتجاجات ، وتظاهرات ، و نوباتِ غضبٍ ، و حالاتِ "حُمّى" وبائيّة ، منذ عام 2003 ، والى هذه اللحظة.
وأنّني أعرفُ تماماً (وعلى وجه اليقين) ، بأنَّ كُلّ الاحتجاجات ، والتظاهرات ، والمَطالِب ، والاصلاحات ، بل وكُلّ القضايا النبيلةِ ، ستموت .. بمجردِ أنْ يرتفِعَ سعرُ النفط ، أو تنخَفِض درجات الحرارة .
وأنّني أعرفُ تماماً (وعلى وجه اليقين) بأنّ جميع "الجبهات" ستهدأ ، بمجردِ أنْ يتوصّلَ "الشيوخُ" الى اتّفاقٍ على تقاسُم "الكعكة".
و يا لَهم من "شيوخ" .
و يا لها من "كعكة" .
و يا لَنا من شَعْبٍ "مبروشٍ" ، كـ جَوْزِ الهِندِ ، فوقَ هذه "الكعكة".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي


.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض




.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا


.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24




.. وضع كارثي في غزة ومناشدات دولية لثني إسرائيل عن اجتياح رفح