الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدكتور لو

علاء الدين الظاهر
استاذ رياضيات

(Alaaddin Al-dhahir)

2018 / 8 / 24
سيرة ذاتية


قبل عشر سنوات وبسبب ممارستي لهرولة نصف المارثون تعرضت لبعض المشاكل في ظهري، ذهبت الى مستشفى العظام في مدينتنا الصغيرة وهو مستشفى معروف وممتاز في المنطقة. رغم الموعد كانت فترة الانتظار بين ساعة ونصف الى ساعتين لمقابلة الطبيب والذي لم يعط المريض اكثر من عشر دقائق بسبب كثرة المرضى. بعدها بحثت عن اخصائي آخر فوجدت الدكتور لو في مدينة تبعد 25 كم عنا.
بعد الزيارة الأولى كان انطباعي انه لا يقل معرفة عن اخصائيي مدينتنا ويمنح مرضاه الوقت الكافي. كان من صينيي اندونيسيا الذين انتقلوا الى هولندا بعد استقلال اندونيسيا وانهى دراسة الطب والتخصص في هولندا قبل ان يفتتح عيادته في المانيا. كان دمث الاخلاق وهادئا وله براءة اختراع مسجلة في الولايات المتحدة وفي زيارتي الأخيرة له قال لديه برائتي علاج جديدة لكن ليس لديه الوقت والرغبة بتسجيلهما. بعد عدة مراجعات توطدت علاقتنا وكان لنا اهتمامات مشتركة عديدة مثل الموسيقى الكلاسيكية او السيارات السريعة.
قبل ثلاث سنوات حصل له تلوث في الدم اثناء عملية قسطرة ومنح فرصة 20 بالمئة للحياة خلال خمس سنوات يتشافى بعدها تماما. اضطر بعدها لأكل ريجيم خاص والى مزاولة عمله لنصف يوم او اكثر قليلا. كنت اسأله عن صحته اولا قبل ان اعرض مشاكلي. في زيارتي الأخيرة قال لي ان الفحص الأخير اثبت شفائه تماما وعاد الى مزاولة عمله ليوم كامل. سألته اكثر من مرة متى يتقاعد وكان يجيب: هذه السنة عندما تتقاعد زوجته وهي طبيبة عيون وتصغره بسنتين او ثلاثة. في الزيارة الأخيرة قبل شهرين قال انه سيتقاعد هذا الخريف وكنت الح عليه بسبب قلقي على صحته. كان يحب ويستمتع بعمله من جهة وكان يرغب بتأجير عيادته بعد تقاعده بدلا من بيعها كما هي العادة ولم يكن هناك من يرغب بتأجير عيادة.
قبل سنتين اشترى سيارة تسلا وكان يرغب ان يكتشف مدى المسافة التي تقطعها السيارة بدون شحن. طلب مني ان نذهب الى ميونيخ معا ونتناول طعام الغداء في منتصف الطريق بينما يتم في هذه الاثناء شحن بطارية هذه السيارة الكهربائية السريعة. ثم نعود في اليوم التالي. وافقت مبدئيا على الفكرة لكني ماطلت لخوفي من تأثير قيادة السيارة عليه لمسافة 870 كم في يوم واحد والعودة في اليوم التالي.
توفي لو في فراشه قبل ان يصل الى عيد ميلاده السبعين ويتقاعد.
في مثل هذا الوقت من العام الماضي كنت اقضي عطلة على الريفييرا الفرنسية. كنت افكر بعرض من قسم الفيزياء بجامعتي للاستمرار لعامين بعد تقاعدي. العرض كان مغريا فضلا عن اني احب عملي الذي يوفر لي أيضا امتيازات عديدة. العرض يعني اني كنت اؤدي عملي بطريقة تجعل قسما آخرا يرغب في انتقالي اليه. بعد أسبوع قررت ان لا اقبل العرض. المال والامتيازات ليست كل شيء في الحياة. آسف كثيرا وحزني عميق على فقدانك صديقي العزيز لو. كنت أتمنى عليك ان تتقاعد وتقضي وقتا أطول مع زوجتك وتزور ولديك حيث يعملان في هونغ كونغ او اميركا ونذهب معا في زيارة أطول الى ميونيخ وربما البندقية المدينة الجميلة التي زرناها بين فترة وأخرى منفصلين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد