الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من اجل تامين او ضمان صحي في العراق 2 الانفاق من الجيب على الصحة

جواد الديوان

2018 / 8 / 25
الطب , والعلوم




الانفاق من الجيب على الخدمات الصحية ترجمة حرفية من الانجليزية Out of Pocket Health Expenditure وتعني مشاركة الشخص او العائلة بكلفة الخدمات الصحية (الفحص الطبي والادوية والتداخل الطبي او الجراحي وغيرها من خدمات) وبغض النظر ان كانت الخدمات من المؤسسات العامة (مراكز صحية او مستشفيات عامة) او الخاصة (العيادات والمستشفيات الخاصة)، وكذلك الخدمة وقائية (رعاية اطفال او حوامل او غربلة لامراض مثل داء السكر وارتفاع ضغط الدم والسرطان) او علاجية. ويشكل الانفاق من الجيب على الصحة مؤشرا حرجا لتقييم النظام الصحي.
وتمويل النظام الصحي في البلدان النامية واطئة او متوسطة الدخل يعتمد بالاساس على الانفاق من الجيب OOP والسبب يمكن في عدم اليات الدفع المسبق مثل التامين الصحي. ولذلك المرض لا يؤثر سلبا على رفاهية وسعادة الانسان، بل يزيد من مخاطر افقاره بسبب نفقات العلاج العالية الكلفة. والان من المسلمات بها بان كلفة الخدمات الصحية ممكن ان تدفع بالعوائل للفقر.
في الدولة واطئة ومتوسطة الدخل يشكل الانفاق من الجيب على الصحة تقريبا 60% من الانفاق الكلي على الصحة، وفي البلدان عالية الدخل يشكل الانفاق من الجيب 15 الى 25% من الانفاق الكلي على الصحة.
العراق من الدول متوسطة الدخل (حصة الفرد من الناتج الاجمالي المحلي 3864 دولارا في عام 2011)، ويهيمن النفط على اقتصاده. والخدمات الصحية تقدم بقطاعين عام بتمويل من الانفاق العام (وزارة الصحة) وقطاع خاص بتمويل من الانفاق من الجيب على الصحة. ويشكل الانفاق على الصحة 6% من الناتج الاجمالي المحلي.
وقع العراق على اعلان الما تا (1978) باعتماد الرعاية الصحية الاولية Primary health care سياسة صحية لتقديم خدمة صحية (تناولتها سابقا على الرابط http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=503754 ). وفي عام 1981 صدر قانون الصحة العامة وينص على ان الصحة حق لكل مواطن، ومسؤولية الدولة، ولا زال العمل ساريا بالقانون، ونص على ذلك الدستور العراقي بعد التحرير.
تعرض المجتمع العراقي الى عدة صدمات من الحروب والحصار والحرب الاهلية مؤخرا وانتشار للعنف واسع والارهاب والنزوح الجماعي وغيرها. اضافة الى ما نشهده من تلوث بيئي واضح وغيرها. وبالتاكيد اثر ذلك سلبا على انتشار الامراض في المجتمع.
بلغ الانفاق من الجيب على الصحة 285 دولارا شهريا عام 2017 أو ما يقارب 40% من دخل العائلة شهريا. وهذا الانفاق من الجيب اعلى كثيرا مما تم تسجيله في العراق سابقا 2.7 دولارا في 2007 في مسح العائلة العراقي، اي تضاعف اكثر من 106 مرات خلال عقد من السنوات.
وربما تدنى الانفاق من الجيب في 2007 وما حولها عندما غلقت العديد من العيادات ابوابها بسبب الارهاب وهجرة الاطباء في سنوات العنف، حيث مثلت قمة لانتشار العنف في العراق. وعاد نشاط القطاع الخاص في الخدمات الطبية بقوة بعد 2010 واستقرار الامن. ومن المؤكد رفع معه الانفاق من الجيب على الصحة.
واشارت التقارير الى ان 75% من الانفاق على الصحة من الجيب كانت للعلاج خارج العراق. وقد تحملت وزارة الصحة اي الانفاق العام وزر معالجة الحالات المستعصية خارج العراق ابان سنوات انتشار العنف وهجرة الاطباء. وكانت لجان غربلة لتحديد المصابين بالامراض المستعصية. ومن يفشل في الاختيار للعلاج على نفقة الدولة، يسافر على نفقته الخاصة للعلاج خارج العراق. ان اليات الاختيار رسميا وتشكيل اللجان وظهور التعليمات شجعت المواطن للبحث عن العلاج خارج العراق. وبتعزيز هذا السلوك والشكوك في قدرة المؤسسات الصحية في العراق في القطاع العام والخاص, ظهرت دكاكين السياحة العلاجية وازدهرت.
ومن اسباب زيادة الانفاق من الجيب على الصحة الفساد وما يشار له عن الشكوك في الادوية وفقدانها، والتشكيك بصلاحية الادوية في القطاع العام (لعب الاعلام وفضاء الاعلام الحر دورا في ذلك اضافة الة الممارسة الطبية). وانتشار ادوية باشكال شتى مستورد للقطاع الخاص او مفحوص وغير مفحوص واتهامات علنية حول تجارة الادوية مما يهز ثقة المستهلك بالادوية في السوق العراقية، فينفق على الشراء من مختلف الاماكن. ويضاف الى تلك الاسباب لزيادة الانفاق من الجيب اشكاليات الممارسة الطبية ووصف ادوية معينة باسعار غالية باستغلال اللغط في الاعلام وعدم السيطرة على سوق الادوية.
انتشار القضاء العشائري بعبارات الفصل ومطلوب وما رافقه من قصص احتيال يتم تداولها في المواقع الاجتماعية، سبب عزوف الكثير من الاطباء عن التداخل الطبي في الحالات المعقدة او عند مرافقة المريض اعداد من الاقرباء والاصدقاء. مما يدفع المريض واهلة للبحث عن العلاج خارج العراق، او مستشفيات خاصة محددة تفرض علاجات باسعار عالية.
في الدول المتقدمة يتم التدقيق في مردودات الانفاق على الصحة بكل اشكاله العام والتامين ومن الجيب، وهذا استثمار في صحة الانسان. وعلى سبيل المثال فان الانفاق العام على الصحة تضاعف مرات عديدة في الولايات المتحدة الامريكية عبر البرامج التي ذكرتها في الحلقة السابقة في الفترة 1980 الى 2000. الا ان كل دولار اضافي تم استرجاعه بشكل 2.4 الى 3 دولار، وكانت على شكل تناقص في الوفيات وزيادة في العمر المتوقع للانسان. ان الزيادة في الانفاق على الصحة ظهر بفوائد عديدة تصورها تراجع في انتشار اصابات القلب واصابات داء السكر نوع 2 وتراجع انتشار مضاعفاته، وتراجع انتشار الشلل النصفي والتشخيص المبكر لسرطان الثدي وبذلك تغيرت نوع العمليات وكلفة العلاجات، ولي وقفة مع هذه.
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلع لسانه.. وضع لو?ى واي?ل لاعب المقاولون تحت الملاحظة الطب


.. دعوى قضائية: أطباء يابانيون يطالبون غوغل بتعويضات بسبب نشر -




.. مهندسة متفوقة في الطب في كاليفورنيا داعمة للفلسطينيين تحظى ب


.. معاناة شاب جزائري تتحول للفتة إنسانية تجمع مشاهير ومؤثري موا




.. صور الأقمار الصناعية بقاعدة أصفهان لا تظهر حفرا ناجمة عن الا