الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محمد هويدي ...الشعب الكوردستاني متمسك بإنسانيته

شه مال عادل سليم

2018 / 8 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


استضيف اليوم في هذا اللقاء الصحفي احد الشخصيات الفاعلة الناجحة والذي يعمل بجد واجتهاد وتفاني في العمل للوصول للهدف المنشود بخطى مدروسة تخدم الإنسان والإنسانية بغضّ النظر عن القومية واللغة والجنس واللون والأصل الاجتماعي والاتجاه السياسي.
ضيفنا هو المحلل السياسي السوري المعروف ( محمد هويدي) ..
ـ استاذ ( محمد هويدي ) أنتم اليوم من المحللين المنصفين والكتاب المؤثرين في مجتمعكم وعلاوة على مكانتكم ودوركم الوطني المعروف ,فإنكم من المدافعين الاشداء عن الشعوب المضظهدة وتقرير الكوردستانيين لمصيرهم , طبعا لإيمانكم بحق الشعوب في تقرير مصيرها وإنهاء الإستبداد والظلم والتعسف , فضلا عن علاقاتكم بالعديد من المنظمات المدافعة ( المحلية والعربية والكوردية والعالمية )عن حقوق الإنسان ، فهل لكم أن تقدموا انفسكم للقارئ الكوردستاني ؟
ج :اولا اشكركم جزيل الشكرعلى الإستضافة الكريمة وإطرائكم الجميل , كلمات ثنائكم هذه شهادة تقدير كبيرة أعتز بها, وأرجو أن أكون عند حسن ظنكم ,اسمحوا لي ومن خلالكم ان أوجه شكري الخالص للشعب الكوردستاني المسالم ، وتحية كبيرة مني لكوردستان الجميلة وهي تحتضن الجميع ... !
باختصار شديد , أقدم نفسي على أني صديق لشعب الكوردستاني ومحب لسلام والحرية .

شكرا لكم ..ابدا بسؤالي :
قلتم قبل ايام في تغريدتكم عبر حسابكم الشخصي على "تويتر " : (https://twitter.com/mah50911 ) ردا على تصريحات (رجب طيب اردوغان) بشأن مكافحة داعش وتطهير العراق من منظمة (بي كاكا الارهابية ـ حسب قول اردوغان ) في لقائه مع حيدرالعبادي , قلتم : (استغرب منك يا اردوعان ,كيف تتخلى عن ابنك الغير الشرعي "داعش" لصالح التحالف ؟، واليوم أيضاً تتخلى عن جبهة النصرة ...,عجيب امرك يا اردوغان .....!! اما عن( PKK ), فخلال أربعين عامًا متواصلة لم تستطيعوا هزيمتهم , لان(PKK) فكرة لحرية الشعب الكوردي وهذه الفكرة لاتموت ) ...هل لكم ان توضحوا لنا اكثر ؟
ج : في البداية أريد أن أوضح بأن (حزب العمال الكوردستاني ـ PKK) مظلوم سياسيآ وأعلاميآ وحتى أجتماعيآ , هذا الحزب يدافع عن حرية الشعب الكوردي ويقف سدآ منيعآ أمام وحشية (النظام التركي واردوغان الذي يسعى لإستعادة الإمبراطورية العثمانية )..
كلنا نعلم أن تركيا تعمل لصهر أبناء القومية الكوردية في أتون واسع للقومية التركية ( بمعنى تتريك الكورد ) وطمس هوية الشعب الكوردي العريق وهذا منافي لمواثيق الامم المتحدة والعهود الدولية ومنافي للأخلاق وللقيم الإنسانية وقمع للشعب الكوردي صاحب الارض وسكانها الاصليين , لكن وللاسف أستطاعات تركيا عبرعلاقاتها بدول الكبرى والإقليمة وضع (PKK) على قائمة الارهاب الدولية رغم أن هذا الحزب لم يرتكب جرائم بحق المدنيين والابرياء من أغتصابات وتشريد وتنكيل وجز الرؤوس كما فعلت أدوات تركيا في ( روزافا ) وتحديدا في مدينة (عفرين التي كانت مدينة للحب والسلام والموسيقى والفن ، وبعد احتلالها من قبل تركيا أصبحت الْيَوْمَ مدينة للأرهاب والتطرف الفكري ونشر الاٍرهاب ) , ونتذكر جميعا كيف مثلت القوات التركية بجثة الشهيدة والمقاتلة الكوردية ( بارين كوباني ـ ايقونة الزيتون والنضال ومثال المرأة الحرة في وجه الفاشية الذكورية ) , مثلوا بجثتها بوحشية فاقت تصورالعقل البشري...!! لذلك أرى أن ( PKK ) فكرة لن تموت ولن تنجح تركيا بوأد هذه الفكرة ...

س : لماذا تدافعون عن "وحدات حماية الشعب والمرأة " وتقولون : (وكأن الآلهة أرسلتهم لحماية الإنسانية ) ؟
ج : كلنا نعلم أن في ( روزافا ) كانت هناك العشرات من (الفصائل الجهادية )التي تدعي حماية المواطنيين من أرهاب "الحكومة السورية " على حد زعمهم, لكن عندما هاجم (الإرهاب الداعشي ) هذه المناطق , الجميع هرب أو التحق بداعش ولم يبقى في (روزافا) غير (وحدات حماية الشعب والمرأة ـ YPG ـ YPJ ) ولولا وجود هذه القوات لكانت ( داعش ) مشاركة في كأس العالم .......!!
وبعد هروب الجميع و التحاق البعض بداعش لم يبقى في ( روزافا ) غير( وحدات حماية الشعب والمرأة ) والتي قارعت الارهاب والارهابيين ولاتزال تقف بأباء وشموخ بوجة اعتى عدو للانسانية رغم إمكانياتها الضعيفة جدآ, ورأينا جميعا كيف تصدت (YPG ـ YPJ) للإرهاب ( الداعشي الاخواني ) وصمدت شهرين في ( كوباني ) قبل تدخل التحالف الدولي ..وبفضل تضحيات ونضال ( وحدات حماية المراة YPJ ) ينعم جميع أبناء سوريا بالأمن والأمان دون تفرقة ولم يعد يخشوا (داعش وأخواتها ) ... وهنا نقطة مهمة قد أختلف مع سياسة وحدات الحماية لكن لأ أنكر ماذا قدموا من تضحيات جسام ......

س : لماذا اطلقتم الهشتاغ ـ قاطعوا المنتجات التركية , وماذا عن المنتجات الايرانية ؟
ج : مشاريع أيران لا تختلف عن مشاريع تركيا , لكن اليوم بفضل السياسة الحكيمة للدول العربية وعلى رأسهم " المملكة العربية السعودية" اصبحت أيران معزولة دوليآ وإقليمآ و مشاريعها أيله للسقوط في المنطقة ...!
أما تركيا للأسف استطاعت ان تخدع بعض الشعوب العربية والإسلامية وان تلعب بأحاسيسهم ومشاعرهم من خلال (خطابات وغزوات وفتوحات دينية كاذبة ) .
تركيا تقول شيئًا وتفعل عكسه تمامًا وأعطيك بعض الامثلة : (تدعي تركيا بانها تحمي أهل السنة ..وفي نفس الوقت حليف لإيران , تدعي الديمقراطية والسلام وترتكب المجازر والإبادة الجماعية في ( روزافا ) ... , تتعاطف مع فلسطين وتقول : اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالقدس عاصمة لإسرائيل سيزجّ المنطقة والعالم في أتون حريق لا نهاية له, وفي نفس الوقت تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل رسميًا.......!!) (راجع وثيقة التطبيع والمصالحة بين تركيا واسرائيل ) .
اضيف إلى ذالك ان اغلب الشركات الناشئة التركية المقربة من (اردوغان )هي التي تبني( السفارة الاميركية في القدس ), اضافة الى ذالك يصل حجم التجارة بين ( إسرائيل وتركيا ) في وقتنا هذا إلى (4 )مليارات دولار سنويا تقريبا، وأن هناك احتمال كبير أن يتضاعف .
تحتل تركيا اليوم المرتبة السادسة في قائمة التصديرالإسرائيلي بمبلغ نحو( 4 )مليار دولار سنويا , كما تصدر إسرائيل إلى تركيا : مواد خام، مواد كيميائية (%67)، معادن (%5)، وآلات (%4), وتستورد من تركيا بشكل أساسيّ سيارات (‏19%‏)، حديد (‏16%‏)، آلات (‏10%‏)، وملابس, ولا أريد أن أطيل الكلام فى هذه المسألة لأن الوقائع كثيرة لمن يريد مراجعة الازدواجية في السياسة التركية ...!!
وعلى كل من يشك بإزدواجية وديماغوجية (اردوغان ) عليه ان يراجع (الوثيقة التي طبعت بموجبها العلاقات التركية الإسرائيلية والتي نشرها صحيفة الزمان التركية في 10 ديسمبر 2017 ) .

س : قلتم في تصريحكم على راديو (ري إف إم ) : ان الادارة الذاتية في ( روزافا ) هي التي ستقود عملية الاعمار وبناء البنى التحتية , كيف ولماذا حددتم الادارة الذاتية للإعمار والبناء ؟
ج : طبعآ الادارة الذاتية رغم إمكانياتها الضعيفة جدآ تحاول جاهدة ان تخلق حاله من الإستقرار ..مع ذلك نجحت الى حدآ مقبول وأعادت الاستقرار واحياء المؤسسات المدنية وحافظت ايضآ على النسيج السوري .
ولو أن المساعدات التي قدمها أصدقاء سوريا والخليج للمعارضة التي تبخرت..لو قُدمت للأدارة الذاتية لصنعت الادارة المعجزات.....
لذلك اقول: لايستطيع أحد إعادة رسم الأمل في أعين الملايين من السوريين غير الادارة الذاتية وان ثقة المجتمع الدولي بهذه الادارة كبيرة اسوة بثقة المواطنيين السوريين .

س : لماذا تسكت اغلبية الانظمة العربية والجامعة العربية وشيوخ ورجال وعلماء الدين تجاه ما فعله داعش باسم الاسلام بحق ( الايزيديين والقوميات غير المسلمة الاخرى من الإبادة الجماعية والسبي والتعذيب الوحشي ) ؟
ج : السؤال عميق ومعقد جدآ ويحتاج الى كتاب كي أرد على سؤالك لكني سأحول الاختصار:
يؤسفني ماحدث للنساء والفتيات الإيزيديات اللاتي تعرضن للأسر كسبايا وللاغتصاب والضرب والإهانة وغير ذلك , ان ماحدث لهذه الطائفة المسالمة بشكل عام مؤلم جدآ وغير مقبول إطلاقا .
نحن نعلم أن داعش منظمة أرهابية تدعمه عدة دول أقليمة لكن هناك مشكلة كبيرة جدآ في نصوص تاريخية أستغلته داعش لتشويه صورة ( دين المحبة ـ الاسلام ), اما الدول العربية كـ(مصر والسعودية والإمارات )جميعهم وقفوا بجانب الطائفة الايزيدية و حاربوا الارهاب الداعشي , إنه لا بد من الضرب بيدٍ من حديد لاجتثاث جذور الإرهاب .

س : كيف ترون مستقبل (روزافا )في ظل الاحتلال التركي و التهجير القسري والتغيير الديموغرافي , وكوردستان بشكل عام ؟
ج : طبعآ بأمكان ( شمال سوريا ـ روج أفا )النجاح لأنهم أستطاعوا تجاوز كثير من الالغام القومية والدينية والسياسية , وأيضآ ان مشروعهم وهو مشروع وطني (ليس للبيع أو للمتاجرة في اسواق النخاسة الدولية كما فعلت المعارضة السورية ), لذلك وبهدوء سياسي سيكلل مشروع الادارة الديمقراطي بنجاح.
أما عن التغيير الديموغرافي ,هذا ليس أول مرة يتعرض الكورد للتهجير لكن ليس هناك قوة في العالم ستجعل الكوردي يتخلى عن أرضه ......!!

ـ في نهاية اللقاء لا يسعني إلا أن أقول أنني سعدت كثيراً بإجراء هذا اللقاء معكم , واترك لكم الكلمة الاخيرة :

: ـ أقف هنا موقف الشاكر لفضل من استضافني واستضاف أفكاري بكل رحابة الصدر دون التطرق لما يثير الفرقة والفتنة , بعيدا عن منطق الجهويات والعرقيات والقبليات والاديان , ومن أجل إظهار الجيد والمفيد وتبيين السيء والمضر للإنسان اينما يكن ...
اسمحوا لي في ختام هذا اللقاء الجميل ان انتهز هذه الفرصة الطيبة لاقول للأهلنا في كوردستان :
( رغم الإرهاب الذي تعرض له كثير منكم رغم الإبادة الجماعية رغم القهر رغم هناك من يحاول طمس الأنسانية الكوردي .. الا أن الشعب الكوردستاني متسمك بأنسانيته رغم كل الظروف القاهرة ) ورأينا كثير من الهاربين من أرهاب داعش من مدنيين وسياسيين وشيوخ دين وعشائر التجواء لإقليم كوردستان وكان الملاذ الامان لهم , أتمنى لشعب كوردستان الأمن والإستقرار وكل خير وأن ينالوا ما يريدون... مؤكداّ على ضرورة وأهمية وحدة الصف الكوردستاني.... وربي يحفظ كوردستان وأهلها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إيران عن سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز


.. الولايات المتحدة: معركة سياسية على الحدود




.. تذكرة عودة- فوكوفار 1991


.. انتخابات تشريعية في الهند تستمر على مدى 6 أسابيع




.. مشاهد مروعة للدمار الذي أحدثته الفيضانات من الخليج الى باكست