الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النفس هى الفؤاد

أحمد صبحى منصور

2018 / 8 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


النفس هى الفؤاد
مقدمة :
للقرآن الكريم مصطلحاته الخاصة التى يمكن ان نتعرف عليها من خلال السياق القرآنى نفسه وليس من خلال اللغة العربية وقواميسها ، فاللغة العربية ـ تلك العجوز المتصابية كما توقفنا معها فى مقال سبق ـ أقدم اللغات الحية التى لا تزال مستعملة منذ انفصالها عن الآرامية من حوالى ألفى عام ، وظلت لغة محلية الى أن دخلت بالاسلام والقرآن عصر العالمية والحضارة والتطور فتوسعت وتضخمت واكتسحت لغات أخرى ، واستمرت ولكن مع التغير الداخلى ، ونقصد به اختلاف مفاهيم الألفاظ من عصر الى عصر ومن مكان الى مكان بالاضافة الى انقسامها بين لغة عربية فصحى كلاسيكية للقراءة و الكتابة توجد جنبا الى جنب مع عشرات اللهجات المستخدمة فى الحديث والتعامل اليومى فيما اصبح اسمه (العالم العربى ) فقط لأنه يتكلم باللغة العربية .
قواميس اللغة العربية رصدت هذا الاختلاف الداخلى للالفاظ العربية ، كل منها ترصده فى عصرها ، بحيث يستطيع الباحث بحث تطور اللغة العربية بمقارتة تلك القواميس عبر الأزمنة المختلفة ويرى كيف ماتت آلاف الألفاظ ولم تعد مستعملة بينما استحدثت ألفاظ جديدة ، واكتسبت الفاظ معانى مختلفة أو متداخلة .
ثم تأتى المحنة الكبرى بظهور طوائف ومذاهب فى تاريخ المسلمين من سنة وشيعة و صوفية بالاضافة الى علوم لغوية كالنحو والصرف وعلوم ثيولوجية تعبر عن مدارس فكرية وفلسفية ، وكل من هذه المذاهب والطوائف والمدارس قام بنحت مصطلحات خاصة بها تختلف عن مصطلحات الآخرين ، وبالتالى تختلف كلها عن مصطلحات ومفاهيم القرآن الكريم.
من هنا يقف القرآن الكريم وحده متفردا فى لغته العربية ومصطلحاتها ، ومتفردا بعدم خضوعه للقواعد النحوية التى اخترعها علماء النحو واختلفوا فيها من أبى الأسود الدؤلى الى الخليل بن أحمد الى علماء مدرستى النحو فى الكوفة والبصرة .
من هنا أيضا لا يمكن أن تفهم القرآن إلا من داخل القرآن .
ومن هنا أيضا فمن يريد الاضلال والتلاعب بالقرآن يدخل على القرآن بمفاهيم ومصطلحات التراث وقواميسه يريد إخضاع القرآن لها فيقع فى التناقض والانتقاء ، وهكذا فعلوا ولا يزالون يفعلون تحت شعار ( القرآن حمّال أوجه ).
ناقشنا هذا كثيرا ، ونضطر للتذكير به للتأكيد على أن منهجنا فى فهم القرآن الكريم هو بمعرفة مصطلحاته من داخله وتتبع كل الايات الخاصة بالموضوع المراد بحثة فى سياقها العام والخاص ، والآيات التى تقترب من نفس الموضوع ، ثم بحثها كلها بدون رأى مسبق مع الاستعداد التام للتضحية بكل فكر متواترث إذا ظهر تعارضه مع ما يصل اليه بحثنا الموضوعى فى القرآن الكريم .
طريقة البحث هذه هى نفس الطريقة الموضوعية فى بحث أى كتاب تراثى ،أو أى موضوع فى العلوم الانسانية ، هى التجرد والموضوعية وتحديد مفاهيم ومصطلحات الكتاب المبحوث من داخله وليس من مصادر خارجية.
ونبدأ بتحديد مصطلح ( الفؤاد / الأفئدة ) بإعتبارها مرادفا لمصلح ( النفس )
أولا : الفؤاد بمعنى النفس التى تعى وتدرك :
1 ـ قال الخالق جل وعلا :( وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلا مَّا تَشْكُرُونَ ) ( السجدة 9 ). هنا إرتباط تكرر بين السمع والبصر وبين الفؤاد ، نفهم منه أن الفؤاد يعنى النفس التى تعى وتدرك . العطف بالواو هنا للبيان والتوضيح . أى إن السمع والبصر هما فى داخل النفس وليسا الأذنين والعينين فى الجسد . وهما اللذان يسيطرن على الأذنين والعينين فى الجسد.
2 ـ فى ذرية آدم يتم نفخ النفس فى الجنين ، ويولد طفلا حيا بالنفس التى تحتل جسده يصرخ ويتحرك بذراعيه وساقية ويتبول ويتبرز ولكن نفسه لا تعرف كيف تنظر بالعينين ولا كيف تميز بين الأصوات . ثم يستيقظ الفؤاد بتكوين سمع داخلى فى النفس وبصر داخلى فيها ، فيقوم جهاز السمع فى النفس بتوجيه الأذنين فى الجسد ويقوم جهاز البصر فى النفس بتوجيه العينين فى الجسد ، فيحرك عينيه ويسمع مستجيبا لمن حوله ، ويتعرف على الأشياء ويستجيب لها ، النفس بفؤادها ( جهازى السمع والبصر فيها ) هى التى تبدأ فى الإدراك والاحساس بما حولها. هذا الفؤاد هو الذى يوجه العينين لترى ما يريد ، وهو الذى ينصت الى صوت الأم وغيرها ، ويبدا فى تمييز الأصوات وتتنوع لديه الأحاسيس. أى يولد الطفل لا يعى شيئا ونفسه داخل جسده ، ثم توصف النفس بالفؤاد بعد أن تسمع وترى وتحس وتدرك المجال المحيط بها . ثم يكبر الطفل ويصل الى مرحلة البلوغ التكليف والمسئولية ويتعاظم لدي نفسه الإدراك ، أو تتعاظم قدرة الفؤاد فى نفسه ، هنا مطلوب منها أن تؤمن وأن تشكر .
قال جل وعلا : ( وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا ) هذا عن مولد الطفل قبل أن يتكون فى نفسه ملكة الفؤاد وجهازا السمع والبصر فيها . بعدها قال جل وعلا : ( وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ ) أى إن جعل جهازى السمع والبصر فى النفس يأتى تاليا بعد ولادة الانسان لا يعلم شيئا. وعندما نبلغ مرحلة التكليف يكون مطلوبا منا أن نشكر ، قال جل وعلا بعدها :( لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)( النحل 78 ).
وقال جل وعلا عن إنشاء جهازى السمع والبصر ( الفؤاد ) داخل النفس : ( وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلا مَّا تَشْكُرُونَ ) (المؤمنون 78 )، وقال جل وعلا عن ( جعل ) السمع والأبصار والأفئدة : ( قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلا مَّا تَشْكُرُونَ) ( الملك 23 ). ( الجعل ) يأتى تاليا للخلق ، كقوله جل وعلا (الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ) ﴿١﴾ الانعام ). وفى موضوعنا كان خلق المولود ثم جعل وإنشاء جهازى السمع والبصر فى نفسه ، أى جعل الفؤاد فى نفسه فتصبح قادرة على الادراك ، وعلى إختيارالهداية أو الضلالة.
3 ـ حين لا يشكر الانسان نعم ربه جل وعلا عليه فالمعنى أن فؤاده ما أغنى عنه من شىء ، قال جل وعلا عن الأمم السابقة التى أهلكها : ( وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصَارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون) (الأحقاف 26 ). بالضلال تعطل جهازا السمع والبصر فى داخل النفس .
4 ـ هذا لأن شياطين الانس والجن يخترعون وحيا شيطانيا بأحاديث ينسبونها كذبا للوحى الالهى يصرفون بها الناس عن الوحى الالهى الحقيقى الذى نزل فى كتابا على كل نبى ، وخاتمتها القرآن الكريم ، قال جل وعلا ( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿١١٢﴾ الانعام ) هذا الوحى الشيطانى المزخرف يستحوذ على إدراك الذين لا يؤمنون بالآخرة ، ويرتضونه لأنه يقرن الإضلال بأمانى الشفاعات مشجعا على إقتراف الجرائم والكبائر ، قال جل وعلا فى الآية التالية :( وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ﴿١١٣﴾ الانعام ). ( أفئدة ) الذين لا يؤمنون بالآخرى تصغى اليه بأسماعها ، وهنا صلة السمع بالفؤاد .
5 ـ وحين يضلُّ جهازا السمع والبصر فى الفؤاد يؤثر على سمع الانسان وبصره . بصره المادى يرى وسمعه المادى يسمع ولكن الفؤاد ( جهاز الاستقبال بالسمع والبصر ) يصادر ما تسمع الأذنان وما ترى العينان ، وبالتالى تدعو الكافر تتلو عليه الآيات فيسمعها بأذنيه دون أن يعيها فؤاده ، وينظر اليك دون أن يبصرك بفؤاده ، قال جل وعلا : ( وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ لَا يَسْمَعُوا ۖ وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ﴿١٩٨﴾ الاعراف ) وتكرر نفس المعنى فى قوله جل وعلا : ( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖبَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴿٤٤﴾ الفرقان ) ( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَـٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴿١٧٩﴾ الاعراف ). ولذا كان وعظ الكافرين بالايمان القائم على تعقل القلب والإدراك أى الفؤاد ، وبدون ذلك فهم فى عمى يعمهون ، قال جل وعلا : ( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴿٤٦﴾ الحج ) . فى المقابل فإن المؤمنين هم الذين يكون إدراكهم النفسى أو ( الفؤاد ) يجعلهم يسمعون ويستجيبون ، أما الآخرون فهم كالموتى بلا إحساس فى النفس والفؤاد ، قال جل وعلا : ( إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ و الْمَوْتَىٰ يَبْعَثُهُمُ اللَّـهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴿٣٦﴾ الانعام )
6 ـ يكون الانسان مسئولا عما سمع وعما راى وعما شعر ت به نفسه وأدركته ووعيته ، قال جل وعلا : ( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴿٣٦﴾ الاسراء ). ويوم القيامة تكون أفئدتهم بلا خير فيها ، أو بالتعبير القرآنى عن الكافرين يوم الدين : ( مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ ۖ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ﴿٤٣﴾ ابراهيم ). وفى الجحيم تطّلع النار للافئدة ، قال جل وعلا : ( نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ ) ( الهمزة 6 : 7 ).
ثانيا : الفؤاد بمعنى القلب :
القلب فى المصطلح القرآنى هو النفس . وسيأتى تفصيل ذلك . لذا يأتى ( الفؤاد ) أيضا بمعنى القلب ، فالقلب والفؤاد مرادفات للنفس . ويأتى ( الفؤاد / الأفئدة ) بمعنى القلب فى قوله جل وعلا :
1 ـ ( رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ) ابراهيم 37 ). فاجعل أفئدة من الناس أى قلوب الناس .
2 ـ ( وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ ) فؤاد أم موسى هو قلبها ، قال جل وعلا بعدها : ( لَوْلا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (القصص 10 ).
3 ـ نزل الوحى القرآنى على قلب النبى محمد عليه السلام ، قال جل وعلا : (وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٩٢﴾ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ﴿١٩٣﴾ عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿١٩٤﴾ الشعراء ) ( قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ) ( البقرة 97). وفى موضع آخر يوصف قلب النبى بالفؤاد ، فى قوله جل وعلا : (وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ )(هود 120 )، (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلا) (الفرقان 32 ).
4 ـ ونزل القرآن الكريم مرة واحدة كتابا فى قلب النبى فى ليلة القدر من شهر رمضان ، وفيها رأى النبى جبريل على حقيقته وليس متجسدا بشرا كما حدث حين جاء لمريم . لا يمكن للنبى بجسده المادى أن يرى الملائكة وهو حي يسعى ، وهذا شأن البشر جميعا . لهذا فإن النبى لم ير جبريل بعينيه بل بالفؤاد ، أى بجهاز الرؤية فى النفس وبجهاز السمع فيها. وبفؤاده رأى البرزخ وفيه جبريل ، قال جل وعلا : (إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ﴿٤﴾ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ ﴿٥﴾ ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَىٰ ﴿٦﴾ وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ ﴿٧﴾ ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ ﴿٨﴾ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ ﴿٩﴾ فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ ﴿١٠﴾ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ ﴿١١﴾ النجم ) . فى وقت تعطلت فيه عيناه فما زاع بصره المادى وما طغى . وبفؤاده رأى البرزخ وفيه جبريل ، قال جل وعلا : (مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ ﴿١٧﴾ لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ ﴿١٨﴾( النجم )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 12345


.. لابيد: كل ما بقي هو عنف إرهابيين يهود خرجوا عن السيطرة وضياع




.. عام على حرب السودان.. كيف يعرقل تنظيم الإخوان جهود الحل؟ | #


.. خالد الجندي: المساجد تحولت إلى لوحة متناغمة من الإخلاص والدع




.. #shorts yyyuiiooo