الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراع الكراسي بين العائلات في المزرعة الشرقية

محمود الشيخ

2018 / 8 / 28
القضية الفلسطينية



صراع الكراسي بين العائلات في المزرعة الشرقية
بقلم : محمود الشيخ
ان تركيزي على موضوع البلديه في المزرعة الشرقية يأتي من منطلق تجاهل المتناطحين على الكراسي عن اهم قضايا البلد،المتعلقه بالشباب والتعليم واعادة تنظيم البلد بما يتناسب وتطورها العمراني والزياده العدديه لسكانها رغم تأثير عامل الهجره عليها،الا ان قضية الشباب التى لم يتطرق لها احد من المتصارعين على الكراسي وقد ايقظوا في فعل الصراع على الكراسي العشائرية البغيضه والتى نامت فجاء هؤلاء وايقطوها،من خلال خوضهم الإنتخابات بقوائم عائليه في حين ان عائلاتهم ليس لديها علم بذلك ولم ينتخبهم احدا او يفوضهم احدا،بل بفعل وتوتة او كولسة ووشوشه،قام عدد من الأفراد بتشكيل القوائم رغم ان لدى البعض فيهم انتماء تنظيمي رغم ذلك ساهم في خلق الحاله العشائريه بدل خلقه حالة وحدة وطنية وعائليه.
ان استمرار الحديث في الموضوع لم يأت بأية نتيجه بل زاد تمسك هؤلاء في قوائمهم رغم الأضرار التى ستلحق بالبلديه ومشاريعها،من خلال تجفيف صندوقها بتوقف اهم مصدر من مصادر تمويل البلديه،وهم المغتربين،الممتعضين مما يحدث،معتبرين ذلك اساءة كبيرة للبلد ولأهلها،خوض الانتخابات بقوائم عائليه واستنكاف البعض الأخر من العائلات عن المشاركة في الإنتخبات المزمع اجراؤها في 22-9-2018 دون اخذ موقف المستنكفين بعين الإعتبار من قبل القوائم الأخرى،فما دليل ذلك في علم الإجتماع وعلم السلوك المجتمعي،اليس انقلابا على القيم الإجتماعيه،وعلى الوحدة الشعبيه التى تجلت منذ عقود في بلداتنا،الى ان جاء قانون القوائم في الانتخابات ليوقظ الحس العشائري لدى البعض حتى ان بعض المنتمين لفكر سياسي شدهم ماضيهم وتصرفوا كما يتصرف اي انسان غير حزبي او سياسي بعد خروجهم عن مبدأ تحقيق وحدة الصف الوطني والعائلي،وتعتبر هذه احد اهم عيوب حركتنا الوطنيه التى لم تؤصل وتجذر فكرها وثقافتها في عقول عناصرها كي يتصرفوا بما يتناسب والفكر الذى يتبنوه،وليس مخالفة لما يدعونه.
يضاف الى ذلك ان ارتفاع نسبة المتعلمين في المزرعة الشرقيه لم ينعكس على موقف المتعلمون من القضايا العشائريه بل كانوا اكثر التصاقا بها من غير المتعلمين،لذلك شاركوا في القوائم ودفنوا الدور الذى كان يجب ان يلعبوه في محاربة العشائرية البغيضه،ليوحدوا البلد على شعارات تخدم الشباب والتعليم والتنظيم،وتساهم في تمتين الصفوف وتعميق وحدة الناس حول شعارات تحارب الفساد وتقاتل الجهل وترتقي في التعليم وتحارب المشطوب والمسروق.
كلنا يعرف ان البلاد تزدحم فيها كافة اشكال الجريمه،ولا يوجد اي بلد بعيدة عنها وكل بلد ربما تكون غارقة فيها من خلال انحراف الشاب وتعاطيهم المخدرات او زراعتها،يكفي هذا لنقول ان السلم الأهلي في خطر في كل البلاد لانه سيكون في كل بيت متعاطي ان استمر السكوت عليه وعدم انتباه بلدياتنا ان هذه احد اهم مهماتها،وليس (شوفيني يا خالتي انا رئيس او عضو بلديه)ويتناسى ان دوره البناء والتفكير في كيف سيرى بلده بعد عشرون عاما.
ان عدم تجاوب البعض من اصحاب القوائم سحب قوائمهم لا يدل الا على تمسكهم بالكرسي وليس تمسكهم بمهمة الكرسي،ولذلك جاء موقفهم من اللقاء الذى تم لمناقشة امور البلد من اجل صياغة موقف شمولي يضع حدا للصراع العائلي على كراسي البلديه وتحويل الصراع على خدمة البلد ومحاربة الإتحراف في اوساط الشباب والعمل على الإرتقاء بالتعليم وتنظيم علاقه مع المغتربين على اعلى المستويات،كونهم اصحاب حق في المشاركة في ادارة شؤون البلد لأنهم ممولين لمشاريعها وكونها بلدهم الذى احبوا.
ان مقياس الوطنيه اليوم يتجلى في الموقف من العشائرية البغيضه من تكريسها،او من الوقوف في وجهها،فالوقوف في وجهها يتطلب سحب القوائم العائليه من لجنة الإنتخابات المركزيه،واجراء انتخابات فرديه بمشاركة الأهالي،وليس مشاركة ابناء العائله،وهذا يعني تصحيح قانون القوائم المعتمد من قبل لجنة الإنتخابات المركزيه،في تطبيق ما يخدم المصلحة العامة للبلد ويوحد صفوفها وكلمتها ،ولا يستنكف احدا من عائلاتها عن المشاركه في البلديه او في الإنتخابات.
ثم بعد ذلك تبدأ رحلة العمل الجاد لهيئة البلديه والتى تقوم اولا على اعادة صياغة تنظيم البلد ودراسة وضع مدارسها ومشاكل طلابها،وتأثير الهجرة على التعليم،ثم والاهم محاربة التعاطي والذى سيحول شبابنا الى ادوات ان لم ننتبه لهم ادوات ربما اجراميه،والى شباب فاشلين،لا حول لهم ولا قوه،فمن من المتصارعين على الكراسي يقبل ان تكون بلده مسرحا للجريمة وشبابنا ينخرهم الإنحراف،ليصبح الشارع خطرا،فاليلاحظ كل واحد منا حجم الجريمه المنتشره في البلاد،من قتل ومشاجرات وانتحار،ومتسولين،وزارعي حشيش او ماروانا،وغيرها من انواع المخدرات وقد غزت مدننا وقرانا فمن اين تأتي بذورها ومن يدفع هؤلاء الى زراعتها ولماذا في الضفة الغربيه تزرع وبكثره اذ يعلن الناطق باسم الشرطه عن اكتشاف مزرعة في جنين او الخليل او رام الله او بيت لحم او اريحا،لهذا كله فان عمل البلديه لا يقتصر على تنظيف وتعبيد شارع بل دورها اجتماعي ووطني وتعليمي وتنظيمي،هكذا نفهم ادوار البلديات ولا نفهمها وجاه ومختره،ومشيخه مثلما يفهما البعض وسارع للدخول في قائمة عائليه دون معرفة لدور البلديه،ولا نريد من يملىء فراغا بل نريد من يملىء مقعده بالمفهوم الواعي للكلمه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن.. هل سيؤسس -الدعم السريع- دولة في د


.. صحف بريطانية: هل هذه آخر مأساة يتعرض لها المهاجرون غير الشرع




.. البنتاغون: لا تزال لدينا مخاوف بخصوص خطط إسرائيل لتنفيذ اجتي


.. مخاوف من تصعيد كبير في الجنوب اللبناني على وقع ارتفاع حدة ال




.. صوت مجلس الشيوخ الأميركي لصالح مساعدات بقيمة 95 مليار دولار