الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ب ((مسرحية التفويض))..السيسي : يهرس الجميع تحت أضراسه الحادة!!

خلف الناصر
(Khalaf Anasser)

2018 / 8 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


تواردت الأنباء عن أن نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي يشن حملات شعواء واعتقالات متواصلة، على جميع الفعاليات النقابية والنشاطات المهنية والاجتماعية، وجميع القوى والأحزاب الوطنية التقدمية والناصرية منها على وجه الخصوص.. وأن وتيره هذه الحملة الشعواء ازدادت في الفترة الأخيرة، وخلال أيام عيد الأضحى المبارك خصوصاً .

ومعروف أن مثل هذه الحملات والاعتقالات وحتى التصفيات الجسدية للقوى الوطنية والتقدمية، ليست غريبه على الأنظمة السياسية اليمينية الفاشية بشقيها: المدني والعسكري .
وإذا كانت جميع الأنظمة السياسية العسكرية قد جاءت إلى السلطة بــ "انقلابات عسكريه" فإن نظام السيسي قد جاء إلى السلطة في مصر بـ (خدعة سياسية) اسمها "التفويض".. وذلك عندما طلب من الشعب المصري (تفويضه) بتصفية نظام الإخوان المسلمين في مصر برئاسة "محمد مرسي"!
وكان هذا "التفويض" مسرحيه متقنه ـ ربما أعدت فصولها خارج مصر ـ الاعداد والانتاج والاخراج والتمثيل المذهل، الذي شارك فيه الشعب المصري برمته تقريباً، دون أن يعلم بأنه ـ مع احترامنا الشديد لعظمته ـ قد خدع واستخدم كــ "كومبارس" في هذه المسرحية المأساوية، والتي انقلب فصلها الأخير إلى مجزرة دموية رهيبة، لم تحصد مصر وشعبها منها إلا زياده الأزمات الاقتصادية وتلكأ الأعمال وتضخم الأسعار وانتشار الفقر والبطالة، وتعاظم الإرهاب والعمليات الإرهابية في عموم مصر تقريباً، وارتهان القرار السياسي الوطني المصري للأمريكان والصهاينة ومشايخ النفط السعوديين والخليجيين!
 [ملاحظه: إن ما نقوله عن تلك المجزرة هنا، ليس دفاعاً عن الإخوان المسلمين ونظامهم السياسي.. فأنا وللتعريف: رجل علماني أؤمن بأن الدين يجب أن ينحى عن الحياه السياسية ويصبح مسألة شخصيه تخص الفرد نفسه.. إنما أنا هنا أدافع عن مبدأ يحرم العنف ضد الخصوم السياسيين مهما كانت توجهاتهم وأيديولوجياتهم وعقائدهم]

وإذا كان البعض لا زال ـ ولحد اللحظة ـ يمجد تلك المجزرة الرهيبة، لأنها أطاحت بفصيل إسلاموي ونظامه السياسي، فإنها كانت ـ وكما أثبتت الأحداث التالية ـ بداية لكل مآسي مصر الحالية، والتي تراكمت وتغولت بعد مجيء السيسي إلى السلطة، وأخذت تتعاظم وتتعاظم حتى وصلت إلى حدود الكارثة الوطنية لمصر على جميع الصعد!
كما أنها كانت بداية للأسلوب الذي سينتهجه نظام السيسي في مواجه الأزمات السياسية والأمنية الداخلية، وإنذاراً لجميع القوى الوطنية المصرية الأخرى، بأن هذا الأسلوب الدموي الذي استخدم ضد الإخوان المسلمين، سيستخدم مستقبلاً ضد أيه قوى وطنيه تحاول أن تحتج أو تعارض أو تتمرد.. وهذا هو الحاصل في مصر حالياً، وإن كان في بدايته!
لأن النظام السياسي ـ أي نظام سياسي ـ الذي يبدأ عهده بالدماء، سوف يوغل بها أكثر وأكثر في مقبل الأيام لأنه تعودها، ورأى مدى فوائدها ونجاعتها في معالجه الأمور المضادة لسياساته وتوجهاته ورغباته!
***
إن جميع الفعليات والقوى والأحزاب الوطنية التقدمية المصرية تتحمل ـ بدرجات مختلفة ـ ما وصلت إليه أوضاع مصر عموماً من انحدار مروع ، وبسرعه قياسيه نحو المجهول في عهد السيسي.. لكن الــنــاصـــريــيــن يتحملون العبْ الأكبر من هذه المسؤولية.. لأنـــهـــم :
وبعد سقوط نظام المخلوع مبارك، كانوا أحد ثلاثة أقطاب سياسيه تنافست انتخابياً على تسلم السلطة السياسية في مصر، وكان يمكن لكل منها قدره على صياغه مستقبل مصر السياسي وتوجهها الاجتماعي والاقتصادي، وكذلك رؤية موضوعيه لدورها القيادي والريادي في المنطقة!
وكانت نتائج تلك الانتخابات في دورتها الأولى، قد وضعت مرشحي تلك الأقطاب السياسية الثلاث على الشكل التالي :
 محمد مرسي : ممثلاً للإخوان المسلمين في المرتبة الأولى، بعد حصوله على نسبه عالية من أصوات المُنْتَخِبيين!
 أحمد شفيق : ممثلاً للنظام السابق في المرتبة الثانية، بعد حصوله على أصوات انتخابيه تضعه بعد مرسي!
 حمدين صباحي : ممثلاً للناصريين في المرتبة الثالثة، بعد حصوله على ما يقارب الأربعة ملاين صوت!
وعند إعادة تلك الانتخابات في دورتها الثانية، أعطى الناصريون أصواتهم لمحمد مرسي، كي يحولوا دون وصول أحمد شفيق إلى السلطة ويعيد النظام السابق ورجاله إلى السلطة من جديد.. وهكذا صعد محمد مرسي إلى رئيساً جمهورية مصر العربية!
وبعد "مسرحيه التفويض" التي طلبها السيسي من الشعب المصري لتصفيه الإخوان المسلمين ونظامهم في مصر، رشح السيسي نفسه لمنصب الرئاسة، وكان المنافس الوحيد له هو حمدين صباحي ممثل الناصريين سابقاً.. لكن الناصريين خذلوا مرشحهم السابق واختاروا السيسي بديلاً عنه، ليس لسبب مبدأي أو موضوعي أو أفضليه للسيسي على حمدين!
إنما [لكلمتين طيبتين] قالها السيسي بحق عبد الناصر في حينه، مع زيارة لضريحه وعائلته، فجعلوا منه (ناصرياً وخليفه لعبد الناصر) وخذلوا مرشحهم حمدين صباحي.. بل وأخذوا يشنعوا عليه ويتهمونه بمختلف الاتهامات الباطلة!
وهكذا سقط حمدين صباحي الذي حصل على ما يقارب الأربعة ملاين صوت عند المنافسة مع محمد مرسي وأحمد شفيق، ولم يحصل في المنافسة مع السيسي إلا على بضعه مئات آلاف من أصوات المصوتين في الانتخابات!!
وهكذا صعد السيسي إلى رئاسة جمهوريه مصر العربية!!
***
في حينها، وقبل إجراء تلك الانتخابات بمده وأثناء المنافسة بين السيسي وحمدين، كنا قد كتبنا عده مقالات ـ على الفيسبوك ـ تحذر من هذا اختيار السيسي ومن خذلان حمدين، وما قد تؤول إليه أوضاع مصر من تدهور وضياع في ظل ظروف سياسيه داخلية وخارجية سلبية جداً، تحيط بمصر من كل جهاتها!

واحد من تلك المقالات كان بعنوان: " بــــيــــن الـــســـيــــســـــــــــي .. وحــــمــــــديـــــــــــــــن؟؟" قلنا في أواخر سطوره إن: "العقل والمنطق يقولان: ليس لناصري عاقل أن يستبدل ناصري معروف و (مؤكد) هو [حمدين صباحي].. بناصري (محتمل) هو [المشير السيسي]..الذي قد يكون ســــــــــــــــــــــــــــــــــادات آخر !!!!!!!!!!!!!"

وفعلاً كان السيسي سادات آخر.. بل أكثر من سادات واحد، ويعادل عشره سادات (في بطن بعضهما) في اختياراته وتوجهاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والطبقية، وبين المعسكرات الدولية!
فالسيسي الذي مجد عبد الناصر وزار ضريحه وأخذ كارت الدخول إلى "قصر الخديوي" من الناصريين، أخذ الآن يشنع على عبد الناصر ويتهمه بشن الحروب (على أبناء العم الصهاينة) وإيصال مصر إلى ماهي فيه اليوم من دمار!!

نعيد اليوم نشر مقال "بين السيسي.. وحمدين" ليتكلم هو بنفسه عما قلناه فيه وتوقعناه وحذرنا منه، للعبرة والذكرى والتذكر.. فــ "الذكرى تنفع المؤمنين"!!
نص المقال
**************************************************
خلف الناصر التميمي
بــــيــــن الـــســـيــــســـــــــــي .. وحــــمــــــديـــــــــــــــن؟؟
خــلــف الــنــاصــر:
ــــــــــــــــــــــــــــــ:
((صرح عمرو موسى ـ وهو أحد أهم أعمدة نظام المخلوع مبارك ـ والذي يعتبر أيضاً ، الناطق والمعبر الرسمي عن أفكار وتوجهات وسياسات المرشح للرئاسة المصرية [المشير عبد الفتاح السيسي].. صرح مطالباً "حركة حماس" بالاعتراف
بــ "إسرائيل"!! وقبول "المبادرة العربية للسلام"!!وإلقاء السلاح والانخراط بــ "مفاوضات السلام" مع الكيان الصهيوني ، حتى يمكن قبولها والاعتراف بها عربيا!
والمقصود بهذا التصريح (القضية الفلسطينية) بالذات، وليس حركة حماس ذاتها.. لكن موسى استغل حالة الاستياء الشديد عند المصريين من تصرفات حماس، ليمرر من خلاله موقف مرشحه من القضية الفلسطينية!!
وقبل عمرو موسى صرح المرشح عبد الفتاح السيسي نفسه قائلاً: (بأن علاقاتنا بالولايات هي علاقات زواج أبدي ، وليست نزوه ( لليلة واحدة عابرة)!!!!!!!!!! وقبل ليلتين تعهد السيسي: (بالالتزام بكل المعاهدات الدولية التي عقدتها الحكومات المصرية السابقة!!).. والمقصود بــ "المعاهدات الدولية " اتفاقية كامب ديفيد" بالتحديد!!!!
والســـــــــــــــــــؤال الكبير الذي يفرض نفسه هنا هو::
ما هو موقع هذه التصريحات الواضحة جداً من الثوابت الناصرية، والمعروفة جداً بشأن القضية الفلسطينية ، وبشأن معاهدة "كامب ديفيد" بالذات؟؟؟؟
والسؤال الآخر المهم: ما هو رأي الأخوة الناصريين ـ في مصر خصوصاً ـ بهذه التصريحات؟؟.. هئولاء الأخوة الذين اندفعوا وراء السيسي بكل امكانياتهم ، وشحذوا أقلامهم لتمجيده وتصويره كعبد الناصر جديد ، وفي الوقت نفسه شنوا حملة شعواء لتشويه وتسقيط المناضل المعروف والمرشح الناصري حمدين صباحي!!
أعتقد أن التاريخ سيسجل على الأخوة الناصريين في مصر، بأنهم قد ضيعوا (فرصة تاريخية) لن تتكرر، كما ضيع البعثيون قبلهم (فرصة تاريخية) أكبر بما لا يقاس مع فرصة الناصريين هذه.. وذلك عندما استلم البعثيون السلطة عام 1963 في أهم قطريين عربيين محوريين هما (سورية و العراق).. فبدلاً من أن يحققوا (شـــعــار الــوحـــدة) الذي تاجروا به ـ منذ تأسيسهم إلى اليوم ـ بين القطريين الشقيقين ، غلّقوا أبواب وحدود القطرين بوجه بعضهم ، وأصبح دخول العراقي إلى سورية أو السوري الى العراق جريمة يعاقب عليها القانون ، بالموت أحياناً!!
وهكذا سقط حزب البعث عملياً ، ضحية شعاراته وضحية خيانته لمبادئه المعلنة!

ومعروف أن أية حركة أو حزب سياسي بيده السلطة في بلد ما ، حينما يخون مبادئه يتحول إلى جهاز من أجهزة أمن السلطة القمعية وأداة لفرض الدكتاتورية ، ويصبح أيضاً مكاناً آمناً للانتهازيين والمصلحيين ، وقوة طرد معادية بنذالة لكل أصحاب القيم والمبادئ.. وهكذا أصبح حزب البعث بشقيه في العراق وفي سورية.. فتقلصت مبادئه من مبادئ ((تحرير الأمة وتوحيدها)) إلى مبادئ أقلية وعشائرية وطائفية.. فكانت خاتمته ، أنه أصبح عبارة عن أداة بيد العائلتين الحاكمتين وأداة تصفيق للقائدين الضرورتين ..فضيعا العراق ، وسورية في طريق الضياع ، والأمة كلها تدفع الثمن اليوم! !!

نقول هذا لا لنقارن بين فرصة البعث التاريخية وفرصة الناصريين التاريخية ، فالفرق بينهما سنوات ضوئية.. فرصة البعث التي ضاعت ، ضيعت معها العراق وسورية والأمة بكاملها!!
أما فرصة الناصريين التاريخية فلا زالت قائمة ، ويمكن تداركها قبل الضياع ، المهم فيها المبادئ والثوابت الناصري
ومبادئ المشير السيسي ، تلك التي أعلنها عمرو موسى بطرق دبلوماسية ، وتلك التي أعلنها هو بنفسه معروفة وواضحة .. ويمكن لأي ناصري (مبتدئ) أن يقيس مدى قربها وبعدها ، أو المسافة بينها وبي المبادئ والثوابت الناصرية المعروفة جيداً !! ويتخذ موقفه على أساسها .
أما المبادئ والمواقف التي أعلنها المرشح الناصري حمدين صباحي فمعروفة ومعلنة.. ويمكن أيضاً لأي ناصري أن يقيس مدى قربها وبعدها أو المسافة بينها وبين المبادئ والثوابت الناصرية!! ويتخذ موقفه منه على أساسه أيضاً .
فحمدين صباحي ـ من وجة نظري ـ يتخذ مواقف ناصرية ويعلن برنامجاً ناصرياً خالصاً.. وهو بالإضافة لمواقفه وبرامجه الناصرية ، هو أيضاً مناضل ناصري صلب قضي معظم حياته في مقاومة الردة الساداتية ومبارك و "كامب ديفيد" علناً ، ووجهاً لوجه مع شخص السادات بدمه ولحم

والعقل والمنطق يقولان: ليس لناصري عاقل أن يستبدل ناصري معروف و (مؤكد) هو [حمدين صباحي].. بناصري (محتمل) هو [المشير السيسي]..الذي قد يكون ســــــــــــــــــــــــــــــــــادات آخر !!!!!!!!!!!!!
فعلى الناصريين تصحيح مواقفهم ، والتمسك بــ (فرصتهم التاريخية) هذه.. ويعظوا عليها بالنواجذ قبل فوات الأوان
((!!

أعحبني
عرض مزيد من التفاعلات

تعليقمشاركة
2‏‎Jassim Marouf‎‏ و‏شخص آخر‏
2 مشاركة

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصعيد إسرائيل في شمال قطاع غزة هو الأعنف منذ إعلان خفض القوا


.. طفل فلسطيني برفح يعبر عن سعادته بعد تناوله -ساندويتش شاورما-




.. السيناتور ساندرز: نحن متواطئون فيما يحدث في غزة والحرب ليست


.. البنتاغون: لدينا بعض المخاوف بشأن مختلف مسارات الخطط الإسرائ




.. تظاهرة مؤيدة لفلسطين في بروكلين للمطالبة بوقف تسليح إسرائيل