الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الله ومخلوقاته: 1- النمر والضبع

سليم صويعي

2018 / 8 / 29
كتابات ساخرة


الله نمر:

عند مشاهدتي لبعض المقاطع على اليوتوب لأشخاص يعيشون مع حيوانات مفترسة في منازلهم منها الأسود والنمور, كان تعليقي أن هؤلاء البشر "مجانين" وتساءلت: ماذا لو ثار ذلك النمر مرة؟ ثوان معدودات ويكون ذلك الشخص من عداد الأموات.
المشهد غريب عند أغلبنا, لكن مشهدا آخر أغرب وأخطر من السكن مع كل نمور وأسود الأرض يمرّره أغلبنا ولا يرون فيه أي غضاضة بل صار "هوية" و "بديهية" لا تناقش ولسان حال أغلبنا يصرخ: "كله إلا نمري!"
كثيرون يرون الله قنبلة نووية نظرا للملايين التي قُتلت بسببه وأيضا لكونه سلاحا فعالا لن يتنازل عنه كل من يضطهدون ويسرقون الشعوب تحت رايته فهو عندهم كالسلاح النووي عند الدول المالكة له والتي لن تستعمله إلا يوم يُهدَّد وجودها, ورأيهم صحيح ويكفي الإشارة إلى حكامنا أدعياء شبه العلمانية. لكني أرى الله نمرا يعيش داخل كل أسرة.... لا أحد سيستطيع منع الناس من أن يعيشوا مع النمور فالعلمانية سيف مسلط على رقبة كل من فكّر في ذلك, لكننا نستطيع فرض عدم إخراج تلك النمور المتوحشة -اللطيفة الرائعة عند الساكنين معها- إلى شوارعنا ومؤسساتنا خاصة كانت أو عامة: الفرض سيكون بقوة القانون, لكن بثقافة جديدة تعيد تلك النمور إلى حديقة الحيوانات أين سيستمتع بمشاهدتها من بعيد الأطفال ومن قريب يتعامل معها مختصون مسلحون لن يتوانوا عن إطلاق النار عليها إذا ما هددت حياتهم أو حياة الزائرين. لكن كيف سنحلم بذلك اليوم ودولنا لم تكتف بتقديس تربية النمور بل أطلقتها في كل مكان وجعلت لها وزارات وخصصت لها ميزانيات بالمليارات؟

الله ضبع:

الضبع حيوان يأكل الجيفة وكثيرا ما يسرق فرائس غيره من الحيوانات, هو سؤال راودني أيضا وأنا أشاهد "حكمة" الله في خلقه لعالم الحيوان وسماحه بكل تلك الرأفة والرحمة التي تحكمه: ما وجه الشبه بين الله ومخلوقه الضبع؟
الله لا يحضر إلا في المجتمعات والبلدان التي عمها الخراب والموت, ولا يستطيع الحكم والتكشير عن أنيابه إلا مع الموتى فكريا علميا إنسانيا وأخلاقيا. لا يُعنى الله بإكرام الموتى وتركهم وشأنهم والمرور بحثا عن فرائس حية قوية تستطيع المقاومة والدفاع عن أنفسها بل يستمتع بافتراسهم دون أي رحمة أو اعتبار لحرمة تلك المجتمعات-الأجساد المتعفنة المتحللة.
الله لا يقوم بأي عمل ولم يسجل له التاريخ أي منفعة قدمها للبشرية, الله لا يصنع الأدوية ولا تأتي منه الاكتشافات والاختراعات لكن تُروى عنه المعجزات التي حصلت بليل ولم يبق لها أثر: لا رأس لا قدم ولا ذيل.... لكن الله هو المسبب لكل ما يصل إليه البشر وهو المشكور وصاحب الحمد وحسن الذكر أو كمخلوقه الضبع يسرق ما أنجزه غيره ولا يستحي من ذلك الفعل بل يتبجح ويفتخر....

سبحانه لا يسأل عن شيء وهم يسألون, سبحانه ليس كمثله شيء إلا النمر و.. الضبع والبقية تأتي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أخي رمضان عيسى, قلت (= حكمة - الله - تثير الحيرة
سليم صويعي ( 2018 / 8 / 30 - 19:30 )
حيث لا تظهر إلا وقت المصايب والمشاكل والكوارث والجوع والمرض والموت ، فكل هذه لا يوجد غيره مسبباً لها ، وهي ضمن حكمته وابداعاته !!
وهو يرتاح ويستمتع بعد كل حادثة من هذه الحوادث ، وفوق كل هذا يريدنا أن نشكره على ابداعاته ، لأنه يعلم مالا نعلم !!)
أقول: الشكر له على ابداعاته وسبحان حكمته وعلومه!

اخر الافلام

.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا


.. الذكاء الاصطناعي يهدد صناعة السينما




.. الفنانة السودانية هند الطاهر: -قلبي مع كل أم سودانية وطفل في