الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما بعد انتهاء المرحلة المدرسية، وعقدة الاختيار الجامعي

الاء السعودي

2018 / 8 / 30
التربية والتعليم والبحث العلمي


في ظل ظهور نتائج الثانوية العامة، يطل على الطلاب شبح من بعيد، الا وهو شبح اختيار التخصص المناسب، ويصبح الشغل الشاغل للأهالي هو التحاق ابنهم بأعلى كلية في تخصصه!! كنوع من أنواع الوجاهة والفخر الاجتماعي ليس إلا!! فطالب العلمي إذا لم يلتحق بكلية الطلب أو الهندسة أصبح فاشلا وأفنى تعبه وسهره بما لا يجدي نفعا ولا يقضي له عوزا!! وطالب الأدبي إذا لما يلتحق بكلية الادب او الإعلام أو الألسن أصبح فاشلا أيضا!! وهي نظرة مغلوطة ومردودة!! فما ان يسعد الطالب بإنجازه حتى يصطدم بمعركة صعبة!! فيجد نفسه بين الشروع بتنفيذ طموحه وبين نظرة الاهل التي تخالف خططه ونظرته للمستقبل الذي يود بناءه!! الا انه يجب ان يخضع الاهل لحقيقة ان النفوس تختلف والأهواء تتعارض!!
أما في عصر التكنولوجيا الحديثة والتطور السريع فإن هذا المبدأ لم يعد يطعم جوف طفل رضيع!! لان البطالة في الوظائف التي يرى الاهل انها نافعة، السوق قد اشبع بها حتى فاض!! والتزاحم على طلبات التوظيف، هذه قصة اخرى!! فالوظائف اليوم مركبة وتحتاج أحياناً إلى تخصص في أكثر من مجال، ولمراعاة التخصص أصبحت الوظائف مجزأة إلى أجزاء كثيرة، فتجد مسميات وظيفية جديدة لم تطرأ علينا من قبل!! كما ان سوق العمل دائم التطور، وكل يوم يطرأ علبه تغييرات كبيرة بسبب التطورات التكنولوجية الهائلة التي أدت إلى إلغاء بعض الوظائف، وخلق وظائف جديدة، وتعديل شكل وظائف أخرى!! حتى ان اغلب دول العالم لديها الوعي وتملك اليقظة الكاملة بالتحديات المستقبلية والمتمثلة في الثورة الصناعية الرابعة، والذكاء الصناعي، اللذين سيغيران نظرتنا عن الوظائف!! فنحن اليوم أمام تغيرات تتعلق بمهارات ووظائف المستقبل التي ستعتمد على المعرفة والمهارة والإلمام والثقافة المهنية، فكل ما سبق يشكل القلب النابض للتقدم الاقتصادي والتطور الاجتماعي!! هذا غير ان التحديات التي تفرضها الثورة التكنولوجية تتطلب منا الاستعداد لوظائف تحاكي الزمن الجديد!!
لذا دعوا أبناءكم يختارون ما يرونه يشكل المستقبل المثالي لهم، تجاهلوا منظومتكم التربوية الفظة تلك!! ولا تهدموا طموحهم بأن تخصصات الطب والهندسة هي "المستقبل المثالي" على الرغم ان رغبة الاهل بدخول ابنه الكليات المذكورة هي ليست اكثر من واجهة و"عرط" اجتماعي لا اكثر!! أبناؤكم هم أبناء اليوم، والمستقبل اليوم اصبح مضمونا بالاجتهاد والكفاح، الذكاء والثقافة المهنية العالية!! فكل إنسان لديه حيّز من الإبداع يمّكنه من استثماره ويعطيه نتائج مبهرة ويشكل مستقبل لامع له في المجالات كلها من فن وأدب وعلوم واختراع وإبداع وعمارة وتجارة ومقاولة، وطب وهندسة ايضا!! وكما قال أينشتاين: "كل إنسان عبقري، ولكننا إذا حكمنا على عبقرية سمكة عن طريق قدرتها على تسلق شجرة، فستظل السمكة طيلة حياتها معتقدة أنها غبية"!!
ومبروك للناجحين وحظا اوفر لمن لم يحالفهم الحظ!! لا تستسلموا وأكملو طريقكم حيث بدأ الفشل ينصب خيامه لتقضوا على ثوابته كليا!! وستجدون الحظوظ ترقد هناك..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في


.. ماذا تضم منظومات الدفاع الجوي الإيرانية؟




.. صواريخ إسرائيلية تضرب موقعًا في إيران.. هل بدأ الرد الإسرائي


.. ضربات إسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً في جنوب سوريا




.. هل يستمر التعتيم دون تبني الضربات من الجانب الإسرائيلي؟