الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكورد وخيارات الانضمام الى الحكومة العراقية المقبلة

سامي عبدالقادر ريكاني

2018 / 8 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو للوهلة الاولى بانه لم يبقى للكورد خيار سوى اللحاق بكتلة العبادي- الصدر، بدل كتلة المالكي- العامري، حتى مع قلة المكتسبات التي منحتهم لهم الكتلة الاولى مقابل سخاء الكتلة الثانية حسب بعض المستشارين الكورد من اجل كسبهم للمشاركة معهم في تشكيل الحكومة المقبلة.
ووهناك عدة معطيات تبرهن على ذلك منها الموقف المتتشرذم للحلفاء الرئسيين للكورد وهم السنة والذي كان الاول يعلق عليهم الكثير من الامال عبر حثهم للمشاركة معا كحلفاء في الحكومة المقبلة، باعتبار انها كانت لتكون خطوة سياسية ناجحة نحو تشكيل تكتل من شانه ان يعيد التوازن داخل الحكومة والبرلمان المقبلين امام قوة الشيعة، الا ان هذا لم يتحقق، هذا اضافة الى عامل اخر كان يعمل جاهدا نحو هذا الاتجاه وهو الاصرار الامريكي على تولي تكتل العبادي لزمام الامور في المرحلة المقبلة، فقد استطاع المبعوث الامريكي في تحركاته حتى من اقناع عدد من اعضاء كتلة الفتح العامري للانضمام الى هذا التحالف اضافة الى الحزب الاسلامي السني الذي لحتى قبل يومين كان يميل الى جبهة المالكي الا انهم غيروا رايهم واخذوا قرارهم بالانضمام الى هذا التحالف، ويبدو ان الصورة اصبحت اكثر وضوحا خاصة ان هذه المواقف قد تبلورت اكثر بعد المشاورات الاخيرة بين الجانب التركي والعبادي من جهة، والذي لحقة اللقاء الامريكي التركي عبر وفد من الكونكرس الامريكي من جهة اخرى، وكذلك اللقاء الامريكي القطري في الساعات الاخيرة الماضية.
ومن المؤكد ان تاثير هذه اللقاءات الاخيرة انسحب ت على الموقف الكوردي ايضا ، لذلك يوحي الموقف بانه لم يبقى امام الكورد مزيد من الفسحة للمناورة، فوفق هذه المعطيات ان جماعة العبادي اصبح الخيار الارجح لتشكيل الحكومة والكورد سيشاركون فيها حتى مع غياب أي ضمانات على شروطهم او حتى قبول جميع مطاليبهم، وخاصة مطلبهم حول وضع كركوك والمناطق المستقطعة عن الاقليم وعودة البشمركة اليها خاصة اذا نظرنا الى الكورد بانهم حلفاء امريكا وموقفهم هو من موقفها. ولكن هل حقا ان المسالة تذهب نحو هذا الاتجاه وانها لم تبقى هناك مجال لاي مفاجئات في الساعات المقبلة؟ لا اعتقد ذلك ، فهناك معطيات اخرى تشير الى حصول العكس وربما ستقلب الصورة في أي لحظة ، وان حدوث ذلك ليس ببعيد خاصة اذا نظرنا الى تلك المعطيات من خلال ماستصدر من نتائج عن توحيد المواقف الدولية والاقليمية ضد التعنت الامريكي الذي لم يترك صديقا او عدوا الا واستفذه بعد انتهاجه سلوك شرطي العالم، وربما سنتفاجأ بوقوف الكورد مع هذه الجبهة وستنظم الى جبهة ايران من اجل اضعاف امريكا خاصة بعد المشاغبة الامريكية الاخيرة التي تثيرها في سوريا لتخريب مااتفق عليه الاجتماع الروسي التركي الايراني حول ادلب وسوريا، ويؤيد هذا الطرح ما سمعنا ه عن صحيفة شفق نيوز كان الخبر صحيحا بان رد السيد مسعود البرزاني كان متشددا امام مطلب المبعوث الامريكي بريت مكغورك حين طلب منهم في اربيل الانضمام الى كتلة العبادي، حيث رد عليه السيد البرزاني حسب الصحيفة بان قال له الزم حدودك ولاتخاطبني هكذا، الكورد سيختارون الكتلة التي تلبي مطالب الكورد وتضمن حقوق شعب كوردستان.وهذا الموقف ليس ببعيد بان يكون الكورد قد اخذوا هذه الشجاعة من عزم التحالف التركي الايراني الروسي على مواجهة الخط الامريكي في المنطقة ، وستعتبر هذه نقطة تحول كبيرة في الموقف الكوردي وهي اشارة على ان الكورد قد فقدوا الثقة بامريكا وانهم اخذوا عزمهم كما بقية حلفاء واشطن للبحث عن بديل ثاني يلجؤون اليه كلما شعروا بغذلانهم امامها، وكذلك ليعيدوا من خلالها التوازن الى مصالحهم، فاللجوء الى االحليف الروسي سيعتبر انتقاما كورديا للموقف الامريكي والاوروبي السابق ضد الاستفتاء والاقليم وكركوك لصالح بغداد، وانها توصل رسالة ايضا بان الكورد ومنذ ذلك الوقت قد اخذوا بالانخراط في الخط الروسي التركي بالدرجة الاولى وهم واقعون تحت ضغطهم اكثر من الضغط الامريكي، وهذا الاحتمال وارد وليس ببعيد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة القميص بين المغرب والجزائر


.. شمال غزة إلى واجهة الحرب مجددا مع بدء عمليات إخلاء جديدة




.. غضب في تل أبيب من تسريب واشنطن بأن إسرائيل تقف وراء ضربة أصف


.. نائب الأمين العام للجهاد الإسلامي: بعد 200 يوم إسرائيل فشلت




.. قوات الاحتلال تتعمد منع مرابطين من دخول الأقصى