الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مراحل تطور الثورة السورية

محيي الدين محروس

2018 / 8 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


مقدمة:
انطلقت الثورة السورية مع تيارات ثورات الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا واليمن.
حول من يشك بأنها ثورات: المظاهرات والمسيرات المليونية التي تعم البلاد، عندما تتعدى شعاراتها المطالب إلى شعار إسقاط النظام، فهي ثورة سياسية. لا تزال هذه الثورات في مصر وليبيا واليمن وسوريا في المرحلة الأولى: إسقاط النظام ككل وليس فقط إسقاط الرئيس. كما ظهرت الثورة المضادة في اليمن وسوريا …وانتصرت في مصر. وانتقلت الثورة في تونس إلى المرحلة الثانية: وهي المرحلة الانتقالية، ولا تزال أمامها المرحلة الثالثة: الانتصار النهائي للثورة وتحقيق أهدافها.

المرحلة الأولى: سلمية الثورة
في سياق هذه الثورات في البلدان العربية انطلقت الثورة في سوريا في آذار 2011 من خلال مظاهرات سلمية شعبية عارمة من درعا والجنوب إلى الشرق فالشمال والغرب، لتعم كل المحافظات تحت شعارات: الحرية والكرامة، والشعب يريد إسقاط النظام، و واحد واحد واحد… الشعب السوري واحد.
فهي ثورة سياسية على النظام الحاكم وذات مطالب جماهيرية. كما ذكرت في مقلالتي السابقة: ينقصها البرنامج السياسي والقيادة السياسية له.
للأسف، القوة السياسية المعارضة الوحيدة المنظمة كان تنظيم الإخوان المسلمين خارج سوريا، وخلاياه النائمة في سوريا. ( للتذكير: في سوريا تم قمع أي معارضة سياسية أو غير سياسية… حتى „ إعلان دمشق“ ). من هنا تصدر الإخوان للقيادة، بدعم منقطع النظير سياسياً ومالياً من تركيا وقطر، وكذلك من القيادة المصرية الإخونجية قبل إسقاطها. وكلنا يذكر كيف، تم نقل مقرهم من القاهرة، بعد الإطاحة بنظام الإخوان هناك، إلى تركيا التي يحكمها أردوغان الإخونجي.

المرحلة الثانية: التسليح والثورة المضادة

تم التصدي لهذاالحراك الشعبي السلمي على محورين آساسيين:
الأول من قبل النظام: بالإفراج عن قيادات إسلامية في سجونه، ورمي السلاح للمتظاهرين، أو بيعه من قبل عناصره بأسعار بخسة. ليتم تثبيت نظريته الإعلامية التي أطلقها، حتى عندما كانت الثورة سلمية: في سوريا لا توجد ثورة، بل تنظيمات إرهابية!

الثاني من قبل القيادة الإخونجية المدعومة قطرياً وتركياً وجزئياً من السعودية لتحويل الثورة السياسية السلمية ضد النظام إلى معارك „ جهادية „ سنية مسلحة ضد الشيعة، وتحت الرايات السوداء والتسميات الإسلامية للفصائل! والنظام رحب بذلك وشجع عليه، ليؤكد نفيه للثورة السياسية، ويؤكد نفيه للثورة من خلال وجود عصابات مسلحة مأجورة.
بالإضافة إلى التهميش الإعلامي لأي حراك شعبي، وتهميش الجيش الحر والتنسيقيات.
السبب الرئيسي لهذا الدعم من تلك الدول العربية هو لإيقاف تمدد ثورات الربيع العربي إلى بلدانهم، وللمحافظة على سلطتهم. وفي حال نجح الإخوان واستلموا الحكم، فهذا أيضاً لا يتعارض مع سياساتهم، ولا يشكل أي خطرٍ عليهم.
وبالنسبة لأردوغان إقامة نظام إخونجي سوري يتفق مع أهدافه التوسعية في الشرق الأوسط. كما أن استقباله للاجئين السوريين، لأهدافٍ عدة أهمها: إمكانية وضعهم كحاجر بشري في شمال سوريا بين إخوتنا الكرد في سوريا وفي تركيا، وهذا ما يُذكرنا بمشروع طالب هلال سيء الصيت: „ الحزام العربي „ !
في هذه المرحلة تعرض أهلنا الكُرد في الجزيرة للهجمات المسلحة من قبل النظام، ومن قبل التنظيمات الإسلاموية المسلحة! واستطاعوا وقف الهجمات من قبل النظام من خلال التوافق على وقف القتال فيما بينهم، والتفتوا لصد هجومات الإسلامويين بنجاح.
وهذا ما وفر العديد من الأرواح وعدم تدمير المدن والقرى من قبل النظام المجرم. وأقاموا إدارتهم الذاتية.

المرحلة الثالثة: تدويل الأزمة والتواجد الدولي
مع مرور السنوات وانتشار الثورة المضادة الإسلاموية بشقيها السياسي والمسلح. وتواجد قوات عسكرية إيرانية وروسية وأمريكية و غيرها من الدول، وقف مجلس الأمن عاجراً عن تحقيق أي تقدم حتى في قرارته التي أخذها وأهمها القرار رقم 2254 .
من جهةٍ أخرى، استطاعت روسيا ومن خلال استقطابها بعض قيادات المعارضة الالتفاف على هذا القرار الدولي حول مرحلة انتقالية وهيئة حكم انتقالية، لعقد المؤتمرات عندها حول „ كتابة الدستور الجديد“ و „ المصالحات „ ! مع العلم بأن أي دستور مهما كان „ جميلاً „ سيبقى في الخزانة في ظل نظامٍ استبدادي! الأنظمة الديكتاتورية الاستبدادية لا تعمل حتى وفق دساتيرها. ولا تفصل بين السلطات الثلاث: القضائية والتشريعية والتنفيذية. في سوريا لدينا: ديكتاتورية الفرد.

المرحلة الرابعة: الضربات للثورة المضادة المسلحة
بعدما قامت هذه الفصائل المسلحة الإسلاموية بمهمتها في إطالة عمر النظام، وعانت الجماهير الأمرين تحت حكمها „ الشرعي „، وبعد تعرية داعش والنصرة على أنها منظمات إرهابية، جاء دور „المنقذ „ ألا وهو النظام الذي ساهم بتواجدها وتمددها.
النظام اليوم يلعب على انتصاراته على داعش وما شابهها، بأن النظام هو الذي انتصر على „الثورة“ بينما هو انتصر على التنظيمات الإرهابية التي ساهم بخلق بعضها، وغض النظر عن بعضها الآخر!

المرحلة الخامسة: الثورة مستمرة
بدايات العمل الجاد على مستوى التنسيقيات والتنظيمات السياسية والمدنية للتوافق على مشروع ميثاق وطني ( برنامج سياسي ) للمرحلة الانتقالية وقيادة توافقية لهذا المشروع، على مستوى الداخل السوري وخارجه. وتم عقد العديد من المؤتمرات التوافقية، والتي خرجت بوثائق وطنية مشتركة هامة.
هذا العمل والنشاط وإن جاء متأخراً، فهو أفضل من عدم مجيئه، رغم التكاليف الباهظة التي تحملها شعبنا. فكل يوم في التأخير يعني المزيد من الضحايا والاعتقالات والتدمير.
يحاول النظام نشر دعايته، بأنه تم القضاء على الإرهاب، ويرحب بعودة اللاجئين، وإعادة الإعمار…إلخ! ويتناسى الحل السياسي حسب القرارات الدولية، وأهمها القرار 2254.
من الأهمية الوطنية الهامة التصدي للتقاسم الدولي على مناطق نفوذ في سوريا: روسية - أمريكية - تركية - إيرانية،
والمطالبة بخروج كافة الجيوش والفصائل المسلحة الأجنبية عن الآراضي السورية.
الحل الوحيد لوضع حد للمأساة السورية: هو الحل السياسي السلمي الذي يستند للقرارات الدولية تحت إشرافٍ دولي.

الثورة السورية العظيمة مستمرة وستنتصر، لأن هذا هو حكم التاريخ:
الانتصار للشعوب المناضلة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصعيد إسرائيل في شمال قطاع غزة هو الأعنف منذ إعلان خفض القوا


.. طفل فلسطيني برفح يعبر عن سعادته بعد تناوله -ساندويتش شاورما-




.. السيناتور ساندرز: نحن متواطئون فيما يحدث في غزة والحرب ليست


.. البنتاغون: لدينا بعض المخاوف بشأن مختلف مسارات الخطط الإسرائ




.. تظاهرة مؤيدة لفلسطين في بروكلين للمطالبة بوقف تسليح إسرائيل