الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصين :ذراع من فولاذ

مظهر محمد صالح

2018 / 8 / 30
الادارة و الاقتصاد


الصين :ذراع من فولاذ


مظهر محمد صالح

30/10/2013 12:00 صباحا


مثلما عشقت الصين واعتنت بمصنوعاتها الفولاذية من عُدد وأسلحة وأدوات بأشكال بدائية منذ تاريخ يعود في قدمه الى عهد سلالة (هان) التي حكمت تلك البلاد قبل أكثر من 1800 سنة مضت، فإن الصين غدت اليوم تٌعرف بمصنع فولاذ الكرة الأرضية. إذ تمتلك هذه البلاد حالياً أكثر من 700 مصنع لإنتاج الفولاذ يرافقه أكثر من 7000 مصنع يتولى إنتاج أنواع مختلفة من الحديد. كما ارتفعت حصة الصين من إنتاج الحديد الخام (البالغ إنتاجه العالمي حالياً أكثر من مليارين و400 مليون طن متري سنوياً) من نسبة 15 بالمئة في سنة 2000 ميلادية من الإنتاج العالمي الى نحو 38 بالمئة في الوقت الحاضر. وان معدلات نمو صناعة الحديد تتزايد في تلك البلاد بشكل مضطرد وعلى نحو يزيد على 20 بالمئة سنوياً. وهو يتخطى بذلك حتى نمو الناتج المحلي الإجمالي السنوي للصين نفسها والذي يعد الأعلى في العالم. علماً ان ما تنتجه الصين من حديد الفولاذ سنوياً يفوق في الوقت الحاضر إجمالي إنتاج كل من: (روسيا والبرازيل وأوكرانيا وألمانيا والهند وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأميركية) مجتمعةً.
كما يلحظ وعلى سبيل المفارقة، ان إنتاج الصين السنوي من حديد الفولاذ (الفائض) لوحده والبالغ 100 مليون طن متري، يفوق إجمالي إنتاج الولايات المتحدة السنوي من حديد الفولاذ نفسه.
ولا ننسى يوم أغلق مركز الحديد الأميركي مصانعه العملاقة في عاصمة الحديد الأميركية (بتسبورغ) في ثمانينيات القرن الماضي وجرى تسريح أكثر من 120 ألف عامل صناعي أميركي ليمسوا ضحايا منافسة الحديد الأجنبي الرخيص جداً وقت ذاك.
وهكذا فإن الصين التي أضحت واحدة من أكبر بلدان العالم إنتاجاً للفولاذ، صارت بحق تٌمثل (الحوت) الذي يلتهم لوحده أكثر من نصف صادرات العالم من خامات الحديد، والتي تذهب بنسبة 98 بالمئة الى صناعة حديد الفولاذ مباشرة.
وغدت صناعة الفولاذ اليوم العمود الفقري في الاقتصادات المعاصرة، والذي يعد أحد أهم المكونات الرئيسة في صناعة السيارات والسفن والأبنية ووسائل الإنتاج المختلفة.
إن العرض المستمر من خامات الحديد المنتج في العالم هو شرط الضرورة الذي يجعل أفران الحديد مشتعلة باستمرار دون توقف. ومن حسن الحظ ان 5 بالمئة من القشرة الأرضية تحتوي صخورها على خامات الحديد، وعلى الرغم من ذلك فإن طلب الصين على خامات الحديد بهذا الشكل المتصاعد أدى الى ارتفاع أسعار الحديد في العالم. فبين العام 2002 و2008 ارتفعت اسعار الحديد نحو أربع مرات فوق معدلاتها الطبيعية في مطلع القرن الحالي. وبناءً على ذلك وضعت القيادة الصينية في ذهنها فكرة شراء أسهم في صناعة إنتاج خامات الحديد في العالم وامتلاك البعض الآخر في مناطق مختلفة من العالم بكونها أكبر منتج وكذلك أكبر مستهلك للحديد في العالم. وان غاية الصين من توجهاتها الجديدة نحو مناجم الحديد في العالم هي تكوين (احتكار قلة) في مجال الحديد يعمل لمصلحة الجنس الأصفر. وان استراتيجية الحديد في بناء اقتصاد الصين توازي ستراتيجيتها الراهنة في البنية التحتية التي تعظم الإنتاجية والنمو في الناتج المحلي الإجمالي السنوي.
ختاماً: وعلى الرغم من مرور أكثر من 6 عقود على رواية معلمنا في درس الأشياء او العلوم الحياتية يوم روى لنا حكاية في خمسينيات القرن الماضي عن سكان بلاد الصين الذين اعتادوا ومنذ الصغر على لبس الأحذية الحديدية والتي لا تفارقهم وهم يحتذونها بشكل مستمر بغض النظر عن نموهم العمري وهي قوالب ملاصقة لأرجلهم والى أجل غير مسمى!! وحتى اللحظة لم أفهم السر وراء تلك الرواية ولبس أبناء الأمة الصينية لذلك الحذاء الحديدي في تلك العهود؟ لا أدري هل كان لبس الحذاء الحديدي في الصغر شفرة السير نحو القوة الاقتصادية المقبلة للصين عند الكبر؟ لا أدري!ولكن تقول الحكمة الصينية انه كلما كانت قدم الفتاة الصينية (المكبلة بأحذية الحديد )هي اصغر كلما زادت جاذبيتها وارتفعت حظوظها بزواج ناجح ....!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 23 أبريل 2024


.. بايدن يعتزم تجميد الأصول الروسية في البنوك الأمريكية.. ما ال




.. توفر 45% من احتياجات السودان النفطية.. تعرف على قدرات مصفاة


.. تراجع الذهب وعيار 21 يسجل 3160 جنيها للجرام




.. كلمة أخيرة - لأول مرة.. مجلس الذهب العالمي يشارك في مؤتمر با