الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لغز النمو الصيني..!

مظهر محمد صالح

2018 / 9 / 1
الادارة و الاقتصاد


لغز النمو الصيني..!


الكاتب:د. مظهر محمد صالح

09/4/2014 12:00 صباحا

يتفق معظم المثقفين انه بحلول نهاية القرن الرابع عشر الميلادي كانت الصين واحدة من أكبر أمم الأرض تقدماً في الحقل الاقتصادي. في حين كانت أوروبا في بدايات شفائها من قرون تخلفها وتدهورها بشكل أو بآخر، إذ وصل المجتمع الصيني الى درجات عالية من التنظيم الإداري والعمليات الاقتصادية البالغة التعقيد. ويعود فضل الابتكارات وتطورها - مثل المحاسبة وصناعة البارود والبوصلة البحرية والنماذج المتنقلة والمتداولة من مختلف الموجودات، فضلا عن صناعة الفخار الصيني (البورسلين)- الى نشأة الامبراطورية الصينية الوسطى.
فمثلما عدُ الرحالة الايطالي (ماركا بولو) المتوفي في العام 1325م من طلائع التجار الأوروبيين المشهورين ممن حاولوا اختراق أسواق الصين واكتشافها، فقد عدُ المؤرخ الاقتصادي البريطاني انغس مادسون هو من اكتشف بأن القرن الرابع عشر الميلادي هو المقياس التاريخي الذي أظهر تقدم الصين في مجال الانتاج لأغراض السوق. وان الصين كانت متقدمة تكنولوجيا على أوروبا في ذلك القرن. ولكن ما حدث خلال القرون الستة اللاحقة من مفاجآت أشرها ازدهار المستوى المعاشي الأوروبي بنحو 25 مرة مقارنة بالصين حتى الوقت الحاضر، في حين لم يزدد متوسط دخل الفرد الصيني سوى 7 مرات، وان هذه الزيادة في مستوى معيشة الفرد الصيني حصلت خلال السنوات الـ 25 الأخيرة، الأمر الذي جعل من الصين دولة لا مثيل لها في ارتفاع الدخل ونموه.
فبعد الإصلاحات التي أقدمت الصين عليها في ثمانينيات القرن الماضي ودخولها الى اقتصاد السوق والانفتاح على العالم، ارتفع متوسط نمو الدخل السنوي فيها بنحو زاد على 10 بالمئة منذ العام 1990. وفي ظل هكذا معدل مرتفع من النمو السنوي في الناتج المحلي الإجمالي أو الدخل الوطني، فإن حجم أو مقدار الاقتصاد الصيني لا بدّ من أن يتضاعف كل 7 سنوات. كما ان التقدم المتسارع والمستمر الذي أحرزه النمو الاقتصادي في الصين، سيجعل متوسط دخل الفرد الصيني مقاربا الى حافات متوسط دخل الفرد في بلدان الاتحاد الأوروبي بحلول العام 2025.
أثارت ظاهرة النمو المتسارع أو المرتفع في الصين جملة من التساؤلات التي كان من بينها: لماذا ظلت الصين تكابد الركود الاقتصادي لقرون عديدة؟ ولماذ انطلقت الصين بهذه القوة الاقتصادية في تسعينيات القرن الماضي؟
يلحظ ان هناك العديد من النظريات المفسرة لظاهرة النجاح التي تنعم بها الصين اليوم والتي ينطلق جلُها من حقيقة واحدة هي: انه لولا انفتاح الصين على العالم في التجارة والاستثمار الأجنبي المباشر، لمّا حدث هذا النمو العظيم. فالافتراض الجدلي الغالب لدى بعض المؤرخين الاقتصاديين، يعزو الركود الصيني السابق الى مرحلة ما بعد القرن الخامس عشر الميلادي، يوم كانت الصين تمتلك ما يزيد على 3500 قطعة بحرية كبيرة خلال حكم امبراطورية (مِنك) في العام 1433، وهو الأسطول البحري الصيني الأوسع والأكثر انتشاراً في العالم وقت ذاك وتحت قيادة الادميرال البحري (زنك هي). إلا ان اتباع سياسة الانكفاء نحو الداخل الصيني لتحسين الأحوال، إضافة الى المخاوف الناجمة من تهديد الغزو المغولي البري وانعدام الثقة بطبقة التجار التي كانت تنتفع من تعاملاتها الخارجية او الدولية باستخدامها الاسطول البحري لجني الثروات الكبيرة، جميعها قادت الصين الى إغلاق نفسها من التأثير الخارجي.
ولكن النتائج كانت كارثية في انكفاء الصين على نفسها! وان الحقيقة المستخلصة التي يراها معظم الاقتصاديين الغربيين حول ذلك الانكفاء غدت تحذيراً من الخطر الكامن من إطلاق العنان ضد العولمة!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعمير- خالد محمود: العاصمة الإدارية أنشأت شراكات كثيرة في جم


.. تعمير - م/خالد محمود يوضح تفاصيل معرض العاصمة الإدارية وهو م




.. بعد تبادل الهجمات.. خسائر فادحة للاقتصادين الإيراني والإسرائ


.. من غير صناعة اقتصادنا مش هيتحرك??.. خالد أبوبكر: الحلول المؤ




.. عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الجمعة 19-4-2024 بالصاغة