الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كثرة الأحزاب تشويه لوجه الدولة.

واثق الجابري

2018 / 9 / 1
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


الشعب، الأرض، السلطة، ثلاثة مكونات إن لم تتفاعل مع بعضها، فأنه حمل خارج رحم الدولة، سيؤدي الى ولادة مخلوق مشَوَهةً، ومُشوِهة للدولة، المتكونة من هيئات رسمية حكومية، وأهلية وأحزاب ومعارضة، وحقوق وواجبات ومشاركة، وهويات سياسية وثقافية ووطنية.
ليس من ضرورات المواطن الإنتماء الحزبي، ولا ممارسة السياسة على قاعدة معدة سلفاً، تأييد للحكومة أو معارضتها.
تُشارك معظم شعوب العالم في الممارسة الديموقراطية، وتوصف الشعوب بأنها مصدر السلطات، سواء إنتمت للأحزاب أو تمسكت بالمواطنة لتعطي صوتها لمن يستحق، ومن طبيعة الرأي الجمعي يتبلور شكل الحكم، وبالإستناد الى قاعدة الوطن، يكون المواطن نقطة الجذب وقطب رحى العمل السياسي والحزبي، والرأي العام ينطلق من خلال أنفاس الشعب.
في تجارب العراق بعد 2003م، وبغياب قانون الأحزاب، في كل إنتخابات تُسجل مئات الأحزاب، وفي آخرها سُجلت 205 حزب معظمها في آخر شهرين قبل الإقتراع، وبذلك تقسمت خيارات المواطنين بين هذه الأعداد الكبيرة، وبمؤثرات آخرى غير البرنامج والنزاهة والكفاءة، كالعشيرة والمصلحة وتأثير المال وإغراء الشعار والوعود، وبذلك معظم الناخبين صوتوا لأحزاب معظمها لا تحمل الأرث والتجربة السياسية، ولا برنامج يمكن الإعتداد به، مما ترك أثر سلبي وبصمات مشوهة على شكل الدولة.
لعبت التناقضات السياسية والقوى الطارئة، دور في إستخدام أساليب الإقصاء والإستهداف للمشاريع الكبيرة، التي تطرحها القوى الوطنية، وأضعف دور المجتمع وأبعدته عن مصدر قوته بوحدته، ولم تنسحب الحداثة والتطور وسيادة القانون على بعض الأحزاب بذاتها، فكيف يمكن أن نرى مجتمع وضع ثقته بها؟
نالت الأحزاب بصغيرها وكبيرها، إهتماماً إستثنائياً من قبل وسائل الإعلام، مرة لأنها تملكها، وآخرى كون الإعلام ركز على إثارة الجدليات والتناقضات، وإستنساخ برامج الإثارة الأكثر مشاهدة، وفي هذه المرة منها المدروس لتشويه العملية السياسية، وآخر غبي تحت سيطرة حزبية، تجعل من مقلدي أصواتها أدوات إعلامية دون مهنية، فيسيء لها قبل غيرها وبذا لا تختلف عن الإعلام الهادف عن المزيف، وتنسى أهمية مشاركة المواطن في بناء الدولة.
المتعارف في سياق بناء الدولة وتأسيس الأحزاب، بأن الأخيرة تلعب دوراً فاعلاً في بناء المجتمع من خلال بلورة أهدافه الى عمل فعلي من رؤى مختلفة الطرائق الى غاية واحدة، من خلال السلطة، لكن الإستخدام الخاطيء للحزبية جعلها وسيلة للتلاعب بعيش الفرد، وإستغلال الحاجة، وللحماية سواء كان الفرد الساعي لها فاسداً أو صالحاً، وهذا بالنتيجة قسم المجتمع الى تقاطعات وصراعات خفية ومعلنة، وبخاتمة المطاف ستؤدي الى ضمور الأحزاب تدريجياً إذا تنامى مشروع الدولة، وإحلال مفهوم المواطنةمكانها، لتذمر الشعب نتيجة فقدان الحقوق السياسية والإجتماعية، وهذا ما يحتاج الى تقلص الأحزاب، أو إجتماع من تقارب في الآيدلوجيات، وإيجاد قوانين إنتخابية لا تسمح لكل من هب ودب لتكون حزباً يفتح دكانه أيام الإنتخابات، ويغلقها لحين الأنتخابات الآخرى، مع وجود قانون أحزاب يعرف مصادر وأهداف الأحزاب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن تفرض عقوبات جديدة على طهران بعد الهجوم الإيراني الأخي


.. مصادر : إسرائيل نفذت ضربة محدودة في إيران |#عاجل




.. مسؤول أمريكي للجزيرة : نحن على علم بأنباء عن توجيه إسرائيل ض


.. شركة المطارات والملاحة الجوية الإيرانية: تعليق الرحلات الجوي




.. التلفزيون الإيراني: الدفاع الجوي يستهدف عدة مسيرات مجهولة في