الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الملجأ.. بانتظار المهدي

باهل قدار

2018 / 9 / 1
السياسة والعلاقات الدولية


"كل سنة وانتو سالمين" بمناسبة يوم السلام العالمي الذي يمر على عالمٍ لا شيء فيه يسلم، فهل علينا أن نحتفل بما لا نملكه، ونحن نعيش في عالم يحكمه ترامب وأردوغان ومحمد بن سلمان وميركل وغيرهم من أولياء جعلوا عالمنا لا يطاق وتشابهوا في الأداء وتشاركوا في وأد أبو السلام وكل سليلته.
سباق التسلح في أوجه، وعداد الضحايا يتسارع بفعل الحروب الإقليمية والمشاكل التي بدأت مع الاحتلال الأمريكي للعراق وتوالدت بشكل لا يُصدق، فمن سوريا حيث لم تبق دولة إمبريالية إلا ووضعت سمها، إلى اليمن حيث السعودية والأزمة الإنسانية التي لم تعرفها أي دولة في أي حرب، إلى دول أخرى نسيها الزمن يزداد فيها بؤس أصحابها بفعل القمع وسياسات الاقتصاد والمعتقدات مما جعل الهجرة أكثر كثافة من أي وقت مضى.
عالم كهذا، هل نستطيع –بربكم- أن نحتفل بسلام فيه، أو على الأقل؛ هل بقي للاحتفال فيه نتفة من حماس. وللمفارقة فإن تاريخ الاحتفال بهذا اليوم هو أمر مختلف عليه أيضاً بين الواحد والعشرين من أيلول أو الأول منه الشهر نفسه. فالتاريخ الأول خصصته الأمم المتحدة من كل عام يوماً للسلام العالمي، واعتبرته يوماً لتعزيز مفهوم السلام ضمن الدولة الواحدة وبين الدول. بدأ هذا المشروع بقرار اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1981، وكان الاحتفال بأول يوم للسلام العالمي عام 1982. وفي عام 2001 تم التصويت على جعله يوماً لوقف العنف وإطلاق النار، حيث تدعو "هذه" الأمم "وتلك" المتحدة بعضها بعضاً وجميع الدول التي تلف في ملكوتها للالتزام بوقف الأعمال العدائية خلال هذا اليوم، وإلى نشر وعي وثقافة السلام "يا سلام".
ما يُسمى الأمم المتحدة، التي هي متحدة على إغراقنا بالتواريخ والأسماء والشعارات فقط، عجيبة فعلاً، كونها تتغنى وتحتفل وتشجب وتدين و. و. و. ولاسيما فيما يتعلق بالسلام، إلا أنها عاجزة عن وضع مجرد سياسة تمنع الحروب.
من جهة أخرى هناك تاريخ آخر مكتوم "ليس نسبة لآل مكتوم" بل نسبة للحلفاء يعود للحرب العالمية الثانية ويمكن قبوله كيوم عالمي للسلام وهو الأول من أيلول وهو تاريخ بداية الحرب العالمية الثانية، عام 1939، عندما احتلت ألمانيا بولندا، وبعد أن هزم الاتحاد السوفييتي وحلفاؤه النازيين الألمان وخسروا الآلاف في أكثر الحروب وحشية على الإطلاق، أعلنوا الأول من أيلول يوماً عالمياً للسلام.
هو مجرد رقم وتاريخ يمر مثل عيد الميلاد وليس بأهمية إعطاء معنى حقيقي للبحث عن السلام، ورفع الصوت..
كلمة سلام التي تعتبر من أكثر الكلمات المشتركة تداولاً بين سكان المعمورة صباحاً ومساء ولاسيما على أفواه قادة العالم من أقطاب الحرية والإيمان ومُحركو عداد البترول والدولار وأصحاب القرارات والفرمانات وملهمو الأفراد والقطعان، فهل هم حقاً يبحثون عن سلام؟ ولمَ دول هؤلاء هم أكثرهم اهتماماً بانتقاء اللباس والبارفان والمكان والطعام والحضور المناسبين للاحتفال بيوم السلام العالمي في حين أن قراراتهم هي ما يسبب بؤس آخرين لا يجدون في قواميسهم هذه الكلمة.
الألم الذي يجمع سوريا واليمن وأفغانستان ومالي على سبيل المثال بفعل السعودية التي تدفع مال الجهاد وتركيا التي فتحت حدودها أمامه وأميركا التي تستثمر لوجستياً وفرنسا التي تستردّ احتلالاتها، يجب أن ينتهي، ولا شيء غير إرادة حقيقية للسلام لتحقيقه، وإنهاء حملات الموت البربرية وترانسفير المجاهدين والتحكم بقوت ولباس وحركة وثقافة الناس هنا وهناك.
أسئلة السلام لا تنتهي، وإذا كانت الكتابة عنه تتعلق بتاريخ، فكم يوم سلام تحتاج سوريا مثلاً لإعلانه، بل كم يحتاج أهالينا ليوم سلام في حروب الاقتصاد والدواء والبيت المسقوف، بل كم يوم سلام نحتاج لننسى وسم المناطق والمحافظات والقرى ومذهبة الأسماء والألقاب وقومنة الهوية والتاريخ، كم من سنة علينا أن نمكث في ملاجئنا حتى يظهر هذا المهدي المنتظر.
باهل قدار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الهدف وراء الضربة الإسرائيلية المحدودة في إيران؟|#عاجل


.. مصادر: إسرائيل أخطرت أميركا بالرد على إيران قبلها بثلاثة أيا




.. قبيل الضربة على إيران إسرائيل تستهدف كتيبة الرادارات بجنوب س


.. لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟




.. هل وصلت رسالة إسرائيل بأنها قادرة على استهداف الداخل الإيران